Coffee Viagra Fda. Online Canada Pharmacies
Transcription
Coffee Viagra Fda. Online Canada Pharmacies
شهريّة تصدر مؤقتاً كل ثالثة أشهر ترخي�ص �صادر عن وزارة االعالم رقم2010/282: ال�سنة الخامسة :العدد السابع عشر ع�شر 7 :نيسان (ابريل) 2015م، الموافق 17 :جمادى اآلخرة 1436هـ �صاحبها ورئي�س تحريرها القا�ضي ال�شّ يخ الدّ كتور يُو�سف مُحمّد عَ مرو المدير الم�س�ؤول ال�شيخ الدّ كتور �أحمد مُحمّد قي�س م�ست�شارا التحرير الدكتور عبد الحافظ �شم�ص والأ�ستاذ زهير مُحمّد حيدريّ الم�ست�شاران القانونيان المحامي الحاج حسن مرعي برّو والمحامي ر�شاد محمود المولى هيئة التحرير: ال�شّ ��يخ مُح ّم��د ح�س��ين عَ م��رو البروفي�س��ور عاطف حمي��د عوّاد الدّكت��ور يحي��ى قا�س��م فرح��ات الدّكت��ور وفي��ق جمي��ل ع�لاّم الدّكت��ور حيدر ناي��ف خير الدين الأ�ستاذ مُحمّد عليّ ر�ضى عمرو مفاهيم وأخالق إسالميّة :طُرق الشيطان في اضالل العباد(األستاذ محمد علي رضى عمرو) 26...... صف واخراج فني :الحاجة سلوى أحمد عمرو ذاكرة شعبيّة :حكاية رجل شجاع من طرابلس(القاضي د .الشيخ يوسف محمد عمرو)28........... �إخراج وطباعة: عنوان المجلة: ـ المكتب الرئي�س ـ بيروت ـ الغبيري ـ تلفاك�س� - 01540644:ص.ب.25/301: ـ مكتب جبيل ـ تلفاك�س09540980: ـ مكتب المعي�صرة ـ فتوح ك�سروان ـ تلفاك�س09860644 : موقع المجلة على ال�شبكةwww.etlala-byblos.com : البريد الإلكتروني للمجلةinfo@etlala-byblos.com : Whats App: 78960661 رئي�س التحريرE.Mail: abou_tourab1@yahoo.com : ثمن الن�سخة 5000 :ل.ل� .أو 5$خ��ارج لبنان �أو ما يعادلهابالعمالت الأخرى. الإ�شتراك ال�سنويّ ،راجع ق�سيمة الإ�شتراك في ال�صفحة الأخيرةمن هذه الن�سخة. اإلفتتاحيّة :الفتنة في لبنان ما بين 1975ـ ( 2014رئيس التحرير)2.................................. إطاللة على ملكوت الله (الحلقة الثانية) (مدير التحرير المسؤول)4................................. جعفر بن أبي طالب(رض) أول السفراء في اإلسالم (المفتي د .الشيخ سليم اللبابيدي)8............... من أدعيّة اإلمام المهديّ ( tإعداد :هيئة التحرير) 10................................................................ من ضوابط االجتهاد والتجديد في الفكر اإلسالمي المعاصر (د.يسري عبد الغني عبدالله) 11...... الحديث عن علماء الشيعة في كسروان (الحلقة الثانية) (السيد محمد يوسف الموسوي) 13........ نظرة على التاريخ الثقافي للشيعة في طرابلس وكسروان (القاضي د .الشيخ يوسف عمرو)18...... بحوث فقهية مقارنة :الشخصيّة المعنويّة في الفقه اإلسالميّ (الشيخ علي حُ َّب الله)24............ موضوع الغالف :الشيخان سلمان وجعفر الخليل(إعداد مدير التحرير المسؤول) 30..................... العشائر والعائالت اإلسالميّة في متصرفيّة جبل لبنان (الحلقة الثامنة)(إعداد هيئة التحرير) 34..... أعالم من بالد األرز (إعداد هيئة التحرير)35............................................................................... قرية من بالدي :المعيصرة في عام 1970م(طوني بشارة مفرّج)36.............................................. صورة ووثائق :عالقة آل حمادة بالبطركية المارونيّة(إعداد :هيئة التحرير) 38............................... ملحق خاص :إطاللة على جبل عامل(ثالث حلقات) 39.............................................................. اإللهــــــــــام (الحلقة األولى) (مستشار التحرير د .عبد الحافظ شمص) 44................................ حَ صَ ا ُد ا ْلفَجْ ر (الشيخ األستاذ عبَّاس فتوني)46............................................................................ قراءة في كتاب :ديوان العشق المُ باح (رئيس التحرير) 48........................................................... آمال وأمانٍ جُ بيليّة(:ثالث حلقات) (إعداد :شادي نصر الدين)50................................................. من الكتب التي وصلت إلينا (إعداد مدير التحرير المسؤول)54.................................................. قصة قصيرة :شكوى معوّل (الحاجة سلوى أحمد عمرو)57.......................................................... قصة العدد :أباء وبنون (الحاجة نمرة حيدر أحمد) 58................................................................ براعم60................................................................................................................................... • ترحب مجلة «�إطاللة جبيليّة» بكل نتاج دينيّ ،ثقافيّ � ،إجتماعيّ يت�سم بالمو�ضوعيّة ،يدعو �إلى الوحدة الوطنيّة والعي�ش الم�شترك ولي�س فيه �إثارة لم�شاعر الآخرين. • ما ين�شر في المجلة يمثل ر�أي كاتب المقال. • ترتيب المو�ضوعات داخل المجلة ال يخ�ضع لمكانة الكاتب و�أهميته، و�إنما لل�ضرورة والعتبارات تتعلق ب�إخراج المجلة. وداع األحبة 62......................................................................................................................... أخبار ونشاطات 78................................................................................................................... رسائل القراء90......................................................................................... استقباالت القاضي الدكتور عمرو 91.......................................................................................... من كلمات أمير المؤمنين :tفي نهج البالغة 94...................................................................... الصفحة األخيرة :ليلة مصرية ..في عشق أهل البيت95..........................................................i 1 اإلفتتاحيّة الفتنة في لبنان.. ما بين 1975ـ 2014 ()1 ميثاق عنايا نموذج ًا بقلم :رئي�س التحرير تمهيد! 2 ي��واج��ه لبنان وال�شعوب العربيّة في �أوائ ��ل ال�ق��رن ال��واح��د والع�شرين مرحلة م �خ��ا���ض ع���س�ي��ر ازاء االط� �م ��اع وال�ف�ت��ن الإ�سرائيليّة والخطط الإ�ستعماريّة في ر�سم خريطة جديدة لل�شرق الأو�سط. وق ��د زاد ه ��ذا ال�م�خ��ا���ض وال�ن�ك�ب��ات وال�ب�لاء والظلم والإره� ��اب وج��ود �أنبياء كذبة يب�شرّون ال�شباب وال�شابات بالجنّة وب��ال�ف��وز المبين ف��ي ال� ّدن�ي��ا والآخ� ��رة �إن فتكوا واغتالوا وق�ضوا على مواطنيهم من الم�سيحيين والمذاهب الإ�سالميّة التي ال ترى ر�أيهم �أو التي ال تبايع �أمراءهم على ال�سمع والطاعة. ك�م��ا �أنّ �أول �ئ��ك الأم� ��راء �أو الأن�ب�ي��اء الكذبة قد ح� ّرم��وا على اتباعهم الحوار �أو ال �ت �ف��او���ض �أو ال �ل �ق��اء م��ع الآخ ��ري ��ن. و�أعطوا الولئك الأمراء وفتاويهم الع�صمة والقدا�سة واعتبروا النقا�ش حولها �أو الر ِّد عليها كفر ًا و�شرك ًا باهلل. الرجوع إلى القرآن الكريم ول ��و رج �ع �ن��ا �إل� ��ى ال� �ق ��ر�آن ال �ك��ري��م ل��وج��دن��ا �أنّ اهلل ت�ع��ال��ى ق��د ب ���َّ�ش � َر �أه��ل الكتاب والم�سلمين بالجنّة للّذين �آمنوا منهم وعملوا ال�صالحات فقط ال غير. و�أنّ من يعمل �سوء ًا منهم �سوف يُعاقب عليه َو ُي �ن��ال م�ن��ه ف��ي ال��دن�ي��ا والآخ� ��رة. م�صداق ًا لقوله تعالىَّ ( :لي َْ�س ِب أ�َمَ ا ِن ِّيكُمْ َاب مَ ن َي ْعمَلْ �سُ وء ًا وَال �أَمَ ا نِيِّ �أَهْ لِ ا لْكِ ت ِ الل َو ِليًّا يُجْ زَ ِب ِه َو َال يَجِ دْ َل ُه مِ ن ُد ونِ ّ ِ ال�صا لِحَ اتَ َو َال ن َِ�صير ًا وَمَ ن َي ْعمَلْ مِ نَ َّ مِ ن ذَ كَرٍ �أَ ْو �أُنثَى وَهُ َو ُم�ؤْمِ نٌ َف�أُ ْولَـئ َِك َي��دْ خُ � ُل��ونَ الْجَ َّن َة َو َال يُظْ َلمُونَ َنقِيراً) �سورة الن�ساء� ،آية 123ـ .124 �إذ �أنّ الإيمان باهلل تعالى ،والر�ساالت ال�سماوية يفيدنا ويقرّبنا �إلى اهلل تعالى �إذا رافقته الأع �م��ال ال�صالحة و�أهمها المحافظة ع�ل��ى ح�ق��وق الإن �� �س��ان ون�شر المحبة وال��رح�م��ة وال���س�لام بينهم .وال �شيء غير ذل��ك ،وك�لام �أول�ئ��ك الأنبياء ال �ك��ذب��ة ووع ��وده ��م وف �ت��اوي �ه��م لل�شباب وال�شابات بارتكاب الموبقات والمجازر وتكفير النّا�س حتى ينالوا بذلك الجنّة ُي ّذكرنا بكالم اليهود وفتاويهم في حقِّ ال�سيّد الم�سيح ،tوتالميذه قبل �أكثر من �ألفي عام. وي� ّذك��رن��ا �أي�ض ًا بكالم قا�ضي ق�ضاة الكوفة �شريح ب��ن هانئ وعُ �م��ر ب��ن �سعد بحق الإم��ام الح�سين tو�أ�صحابه قبل �ألف وثالثمائة و�ستين عام ًا تقريباً. اإليمان مع العمل الصالح و�أم�ي��ر الم�ؤمنين عليّ بن اب��ي طالب tحدد لنا قيمة وقدر الم�ؤمن في الدنيا والآخرة بقوله :t ()2 قيمة ك ِّل امرئٍ ما يح�سنه . وقوله « tف��اع�� ُل الخير خ��ي�� ٌر منه، وفاعل ال�ش ِّر �شر منه»(.)3 �أي يجب علينا ت�شجيع �أه ��ل الخير وال���ص�لاح م��ن ك��ل ال�ط��وائ��ف وال�م��ذاه��ب الإ�سالميّة والم�سيحيّة في لبنان و�سائر بالدنا العربيّة على عمل الخير والإح�سان والأخ � ��ذ ب�ي��ده��م ن�ح��و ال �ج �م��ال وال�ك�م��ال والإب� � ��داع .وردع �أه ��ل ال���َّ�ش��ر وال�ج��رائ��م وال �م��وب �ق��ات ح���س��ب ال �ق��وان �ي��ن ال�م��رع� ّي��ة الإج� � ��راء .وت�ق��وي�م�ه��م م��ن خ�ل�ال ذل��ك. وبالتالي ع��دم ال�شفاعة لهم �أو التغطيّة ع�ل�ي�ه��م ح �ت��ى ت �ب �ق��ى ال �ف �ت��ن ال �ط��ائ �ف � ّي��ة والمذهبيّة نائمة �إل��ى الأب ��د .و�أن تكون الأف�ضليّة في الوظائف العامّة وف��ي نيل ثقة النّا�س ف��ي المراكز الإجتماعيّة �أو ال�سيا�سيّة لأهل الخير والمعرفة والإبداع. لأنّ قيمة كل امرئ ما يح�سنه .وبما يقدمه لمجتمعه ووطنه من خدمات �إن�سانيّة. وق ��د ُت��رج��مَ ه ��ذا ال �ك�لام م��ن الحلم �إل ��ى ال��واق��ع ف��ي ب�لاد جبيل منذ �أربعين ع��ام � ًا ول�غ��اي��ة ت��اري�خ��ه .وذل ��ك م��ن خالل ميثاق بلدة عنايا ال�شهير في ق�ضاء جبيل ال�م��و ّق��ع م��ن وج�ه��اء ق�ضاء جبيل ف��ي 21 �أي�ل��ول 1975م .حيث ت�ع��اه��دوا و�أق�سموا على العي�ش الم�شترك والوحدة الوطنيّة ودرء الفتن المذهبيّة وال�سيا�سيّة عن بالد جبيل� .إذ ك��ان وراء ه��ذا الميثاق علمان م��ن �أع�ل�ام ورج� ��االت ال�سلم الأه �ل��ي في لبنان ،وهما الإمام ال�سيد مو�سى ال�صدر والعميد ريمون �إده ،م�ضاف ًا �إليهما مفتي بعلبك الجعفريّ ال�شيخ �سليمان اليحفوفيّ ومطران بعلبك الماروني عبداهلل نجيم والمحامي جان الحوّاط والدكتور انطوان ال�شّ امي وال �ح��اج محمود جعفر المولى وغيرهم من الأعيان. وق��د ال�ت� َّ�ف الجبيليون ح��ول العالّمة المرجع �آي��ة اهلل العظمى ال�سيّد محمد ح�سين ف�ضل اهلل(ق ��ده) ،ومنحوه ثقتهم ومحبتهم لما تق ّدم من معان وقيم .وفي حفل و�ضع حجر الأ�سا�س للم�شروع التربويّ الثقافيّ في جبيل التابع لجمعية المبرّات الخيريّة ف��ي ذك��رى عيد المولد النبويّ ال���ش��ري��ف ف��ي 15رب �ي��ع الأوّل 1421ه � �ـ. الموافق 16ح��زي��ران �سنة 2000م .قال �سماحته� «:إنّ هدفنا من هذا الم�شروع هو ت�أ�صيل المحبة والمواطنة والإن�سانيّة لجميع اللبنانيين». وال زال نجله �سماحة العالّمة ال�سيد ع �ل��ي م ��ع ج�م�ع�ي��ة ال��م��ب�� ّرات ا ل �خ �ي��ر ّي��ة ي �ت��اب �ع��ون ال �ط��ري��ق ف ��ي ن �� �ش��ر ال�م�ح�ب��ة وال �� �س�لام م��ن خ�ل�ال ه ��ذا ا ل �م��ر ك��ز في جبيل و�سائر مراكزهم في الجمهور يّة اللبنانيّة. فما �أحوجنا �إل��ى تعميم هذه الثقافة وه � ��ذا ال �م �ي �ث��اق ف ��ي ج �م �ي��ع م��دار� �س �ن��ا ومعاهدنا وجامعاتنا وم�ؤ�س�ساتنا الثقافيّة والإجتماعيّة وف��ي جميع المدن والقرى اللبنانيّة دون �إ�ستثناء وحتى يكون لبنان بجميع �أق�ضيته و�أطرافه ن�سخة عن جبيل وبالد جبيل في و�أد الفتنة و�سيطرة العقل والإيمان على �أر�ض الواقع. الهوام�ش: (( (1كلمة القا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف محمد عمرو رئي�س المحكمة ال�شرعية الجعفريّة ـ جبيل في الم�ؤتمر ال�سنوي لـ «ربانيون بال ح��دود» المنعقد تحت عنوان«:خير العمل ...ماذا يفعل الدينيون الحتواء الفتن؟» في فندق الريفييرا ـ بيروت في 2014/12/10م. ((( (2الكلمة ،81ج� ،4ص ،520من نهج البالغة). ((( (3الكلمة رقم ،32ج� ،4ص .)513 3 1 إطاللة على ملكوت اهلل 3 بقلم :مدير التحرير الم�س�ؤول ال�شيخ الدكتور �أحمد قي�س 4 تمهيد! �إنطالق ًا من قوله تعالى�(:سَ نُرِ يهِ مْ �آيَا ِتنَا فِي الأفَاقِ َوفِي �أَنفُ�سِ هِ مْ حَ تَّى َي َت َبيَّنَ َلهُمْ �أَ َّن � ُه الْحَ ُّق �أَ َو َل��مْ َيك ِْف ِب َرب َِّك �أَ َّن ُه عَ لَى كُلِّ �شَ يْ ءٍ �شَ هِ يدٌ) ف�صلت الآية .53 �سورة ّ و�إذا م��ا قيّ�ض لنا ال �خ��روج من ح ��دود ال �ك��رة الأر� �ض �ي��ة ع�ل��ى متن مركبة �أو م�ك��وك ف�ضائي ونظرنا ب��إت�ج��اه الأر� ��ض لوجدناها عبارة عن كرة �صغيرة ن�سبة الى المحيط الذي تنتمي �إليه(.راجع الصورة رقم(.)1 ع �ن �ي ��ت ب� ��ذل� ��ك م �ج �م��وع��ة الكواكب مع الأر�ض التي تنتمي ال ��ى ال �م �ج �م��وع��ة ال�شم�سية وتدور حولها. ف�إذا ما �أردنا فهم قوله تعالى�(:أَ�أَنتُمْ �أَ��َ�ش� ُّد خَ ْلقًا �أَمِ ال�سَّ مَاء َبنَاهَ ا َر َف � َع �سَ ْم َكهَا فَ�سَ وَّاهَ ا)(�سورة النازعات -27 )28وذلك ب�شكل علمي ومح�سو�س بن�سبة معينة ،فعلينا ال��رج��وع ال��ى ال��درا��س��ات العلمية المخت�صة بهذا ال�ش�أن(.)1 ي �ق��ول ع�ل�م��اء ال �ف �ل��ك� )2(:إن الأر� ��ض تنتمي ال��ى مجموعة الكواكب التي تدور ح��ول ال�شم�س وال�ت��ي ت�ع��رف بالمجموعة ال�شم�سية ،وهي تت�ألف من كوكب عطارد �أق��رب الكواكب الى ال�شم�س ويليه كوكب الزهرة ومن بعده كوكب الأر�ض فالمريخ والم�شتري وزحل و�أورانو�س ونبتون �إنتها ًء بكوكب بلوتو ،فيكون مجموع هذه الكواكب ت�سعة وبالإ�ضافة الى ال�شم�س التي تدور كل هذه الكواكب حولها ي�صبح عدد كواكب المجموعة ال�شم�سية ع�شرة(.راجع الصورة 2 احللقة الثانيّة رقم(2و.)3 وتمتاز هذه الكواكب ما عدا الأر���ض ب�أنها غير �صالحة للعي�ش عليها� ،إذ ال تتوافر فيها ��ش��روط الحياة ال�ضرورية للإن�سان كالماء والأوك�سيجين وما �شاكل ذلك ،و�أي�ض ًا هنالك مجموعة من الأقمار التي ت��دور حول هذه الكواكب ،فمنها ما ل��ه قمر واح��د ي��دور حولها (ك��الأر���ض)، وم�ن�ه��ا م��ا ل��ه ق �م��ران �أو ث�لاث��ة وه �ك��ذا. وقديم ًا ك��ان يعتقد ب ��أن ه��ذه المجموعة ال�شم�سية هي مركز الكون� ،إال �أن العلم الحديث منه �أثبت بطالن هذا الإعتقاد. �إذ �أن المجموعة ال�شم�سية م��ا ه��ي �إال ج��زء �أو مجموعة م��ن مجموعات هائلة تنتمي بمجموعها الى ما يعرف بالمجرة والتي تحتوي مليارات النجوم من ضمنها الشمس(.راجع الصورة رقم(.)4 والمجرة التي تنتمي اليها المجموعة ال�شم�سية ومنها الأر�ض ت�سمى بمجرة درب التبانة(.راجع الصورة رقم(.)5 ومجرة درب التبانة �أو درب اللبانة ه��ي م�ج��رة لولبية ال�شكل ت�ح��وي م��ا بين 200ال��ى 400مليار نجم وم��ن �ضمنها ال���ش�م����س ،وي�ب�ل��غ ع��ر��ض�ه��ا ح��وال��ى 100 �أل ��ف �سنة �ضوئية و�سمكها ح��وال��ى �أل��ف �سنة ��ض��وئ�ي��ة ،ون �ح��ن نعي�ش ع�ل��ى حافة تلك المجرة �ضمن مجموعتنا ال�شم�سية والتي تبعد نحو ثلثي الم�سافة عن مركز المجرة .و�إذا نظر ال�شخ�ص الى ال�سماء ف��ي ال�ل�ي��ل ف�ق��د ي ��رى ج� ��زء ًا م��ن مجرتنا كحزمة من النجوم ،وي��رى �سكان ن�صف الكرة الأر�ضية ال�شمالي درب التبانة في ال�صيف والخريف وال�شتاء .والمنظر في �أواخر ال�صيف �أو في مطلع الخريف ي�أخذ المدى الألمع والأغنى لهذا النهر ال�سماوي وت�سمى بمجرة درب التبانة �أو طريق اللبانة لأن جزء ًا منها يرى في الليالي ال�صافية كطريق من اللبن يتمثل للرائي ب�سبب النور الأبي�ض الخافت الممتد في ال�سماء نتيجة الماليين من النجوم ال�سماوية الم�ضيئة والتي تبدو رغم �أبعادها ال�شا�سعة ك�أنها مترا�صة متجاورة ،كما ترى كامل المجرة من مجرة �أخرى على �شكل �شريط �أبي�ض باهت في ال�سماء( .راجع الصورة رقم(.)6 وال�م�ج��رة ه��ي ن�ظ��ام ك��ون��ي م�ك��ون من تجمع هائل من النجوم ،الغبار ،والغازات، وال�م��ادة المظلمة التي ترتبط مع ًا بقوى ال �ج��ذب ال �م �ت �ب��ادل��ة وت� ��دور ح ��ول م��رك��ز م�شترك .يق ّدر الفلكيون �أن هناك حوالى مئة مليار الى مئة وخم�سين مجرة تقريب ًا ف��ي ال �ك��ون ال�م�ن�ظ��ور� ،أب �ع��د م �ج��رات تم ت�صويرها تبعد حوالى 1الى 13مليار �سنة �ضوئية ،تتراوح ف��ي �أحجامها بين المجرات القزمة ،التي ال يتعدى عدد نجومها الع�شرة ماليين نجم وت �ك��ون م�ساحتها ح��وال��ى ب�ضعة �آالف �سنة �ضوئية، ال��ى ال�م�ج��رات العمالقة ال �ت��ي ت�ح�ت��وي ع�ل��ى �أك�ث��ر م��ن مئة وع�شرين مليار نجمة وحجمها ي�صل الى ن�صف مليون �سنة �ضوئية .وكذلك ،قد تحتوي ال�م�ج��رة ال ��واح ��دة ع�ل��ى �أنظمة ن �ج �م �ي��ة م��ت��ع ��ددة ع �ل��ى ��ش�ك��ل تجمعات نجمية ،وق��د تحت�شد مجموعة م��ن ال�ن�ج��وم لتكون عناقيد �أو مجموعات �شم�سية، وقد تحتوي �أي�ض ًا على �سُ ُدم وهي عبارة عن �سحب غازية كثيفة .كما �أن الف�ضاء بين المجرات لي�س فارغ ًا تمام ًا و�إنما يوجد فيه غاز بمعدل 1ذرّة في المتر المكعب. وت��ق ��ع م �ج��رت �ن��ا (م� �ج ��رة درب التبانة) ف��ي ن�ظ��ام م�ج��ري يحوي م�ج�م��وع��ة م��ن ال �م �ج��رات ي�سمى المجموعة المحلية. وت�شمل المجموعة المحلية التي ت�شغل فراغ ًا قطره نحو 10م�لاي �ي��ن ��س�ن��ة �ضوئية مجرة درب التبانة والمر�آة الم�سل�سلة وه��ي �أكبر من مجرتنا و 28مجرة �أخرى �أ�صغر منهما(.راجع الصورة رقم(.)7 4 5 5 6 توزيع المجرات 6 ال �م �ج��رات م ��وزع ��ة ب���ش�ك��ل غير مت�ساو في الف�ضاء .ففي حين يكون بع�ضها وحيد ًا وبعيد ًا ن�سبي ًا ب�سنوات �ضوئية طويلة ع��ن �أي م�ج��رة �أخ��رى قريبة .تكون مجرات �أخرى في �أزواج، ك��ل ف��ي م ��دار م��ع �أخ ��رى .ول�ك��ن معظم المجرات توجد ف��ي مجموعات ت�سمى عناقيد مجرية (وي �ج��ب ع��دم الخلط بينها وب�ي��ن العناقيد النجمية) .وقد ت�ح�ت��وي ه ��ذه ال�ع�ن��اق�ي��د ع�ل��ى مجموعة م��ن ب�ضع ع�شرات ال��ى ع��دة �آالف من المجرات.وقد ي�صل قطر بع�ضها الى 10ماليين �سنة �ضوئية. وال �ع �ن��اق �ي��د ال �م �ج��ري��ة ب ��دوره ��ا تتجمع في بنية هيكلية �أ�ضخم ت�سمى ال�ع�ن��اق�ي��د ال�م�ج��ري��ة ال�ه��ائ�ل��ة .وه��ي موزعة في �شبكات عنكبوتية �ضخمة. وهذه ال�شبكات تتكون من خيوط مت�شابكة �أو �أوتار مكونة من مجرات مترا�صة ن�سبي ًا تو�صل بين عناقيد المجرات .وج��دت في بع�ض تلك ال �ت �� �ش �ك �ي�لات م �ن��اط��ق ��ش��ا��س�ع��ة ك ��روي ��ة ال �� �ش �ك��ل ب �ي��ن ت�ج�م�ع��ات المجرات وتوجد فارغة خالية م��ن ال �م �ج��رات ،ت �ع��رف ب��إ��س��م (� )voidsأو (فراغات) ،ت�صل �أق �ط ��ار ت�ل��ك ال �ف��راغ��ات بين 200و 300مليون �سنة �ضوئية .تحيط بتلك ال�ف��راغ��ات تجمعات م��ن المجرات والأوت��ار .ال يعرف حتى الآن تف�سير وجود تلك الفراغات وال كيف ن�ش�أت؟ واحد من �أكبر الهياكل الهائلة لتجمعات المجرات معروف با�سم ال�سور الكبير (the great )wallيبلغ طول هذا الهيكل 500مليون �سنة �ضوئية وع��ر��ض��ه 200مليون �سنة �ضوئية ،وهو يحوي نحو 2000مجرة. طريقة تكون المجرات لقد وجد العديد من النظريات حول طريقة تكون المجرات� ،إال �أن �أكثر هذه النظريات �شيوع ًا تن�ص على �أن �أ�صل المجرات هو في الواقع غازات داكنة ،تبد أ� جزيئاتها في الإحت�شاد بفعل قوى الجاذبية في ما بينها حتى تتحول الى غيمة غازية �ضخمة .ث��م ت�ب��د�أ الغيمة ب��ال��دوران حتى ت�صل الى ال�شكل المطلوب. ويرى الفلكيون �إن �أكثر من �ألف مليون مجرة تقع ف��ي م��دى ال��ر�ؤي��ة بالمناظير، و�أنها تتخذ �أ�شكا ًال متنوعة ،كما �أن النجوم التي تحويها المجرات تندرج تحت �أنماط عامة ،وباخت�صار ف�إن المجرات الإهليجية (البي�ضاوية) تغلب فيها النجوم الحمراء ال �م �ت �ق��دم��ة ف ��ي ال �� �س��ن� ،أم� ��ا ال �م �ج��رات ال �ح �ل��زون �ي��ة ف�ف�ي�ه��ا خ�ل�ي��ط م ��ن ال�ن�ج��وم المتقدمة والنجوم حديثة الن�ش�أة� .أم��ا المجرات غير المنتظمة ال�شكل فالنجوم ال �� �س��ائ��دة ف�ي�ه��ا ه ��ي ال �ن �ج��وم ال ��زرق ��اء حديثة الن�ش�أة .ويوحي ذلك للفلكيين �أن المجرات ذاتها قد تكون في حالة تغير ونمو و�أن المجرات غير المنتظمة تمثل فيها مرحلة �شبابها ،والمجرات البي�ضوية تمثل مرحلة ال�شيخوخة ،وهذا ر�أي مقنع، ولكن هناك نواحي محيرة في ما يخت�ص بتكون النجوم والمجرات و�أع�م��اره��ا وال يمكن تف�سيرها بالوقت الحا�ضر .ويرى بع�ض العلماء �أن �سرعة �سحابة من الغاز وحجمها وكثافتها يمكن �أن ت�ح��دد نوع المجرة التي �ستن�ش�أ عنها ،ف���إذا كانت ال�سحابة كبيرة وكثيفة ف�إنها ت�ستهلك مادتها النجمية الغازية ،وتتكثف ب�سرعة مكونة ن�ج��وم�اً ،وال تلبث �إال قلي ًال حتى تتحول الى مجرة �إهليجية (بي�ضاوية)، �أم��ا ال�سحابة الخفيفة ال ��وزن ،الرقيقة، التي ال تخ�ضع لنظام ،ف�إنها تنمو ببطء وتحتفظ بجزء من غازها وترابها لتكثفات تحدث في ما بعد .بل �إن هناك احتما ًال في �أن تكون �أطول المجرات �أعمار ًا و�أقلها انتظام ًا مجرات غير م�ضيئة في الغالب، �أي مجرد نجوم متفرقة حديثة الن�ش�أة، تحيط بها غازات قاتمة ورقيقة .والإعتقاد الجازم لدى جميع العلماء هو �أن النجوم ن�ش�أت كلها في وقت واح��د عند الإنفجار الكبير .ف�سبحان اهلل الذي قال (:بَدِ ي ُع ْ�ض َو�إِذَ ا ق ََ�ضى َ �أمْ ر ًا ال�سَّ مَاوَاتِ وَالأَر ِ َف�إِ َّنمَا َيقُولُ َل� ُه كُن َف َيكُونُ )(البقرة الآية ( .)117راجع الصورة رقم(.)8 وح ��ول ه ��ذا الإن �ف �ج��ار ،ي�ج��زم �أغ�ل��ب المخت�صين على �أن ال�ك��ون ول��د منذ ما يقارب 15مليار �سنة نتيجة �إنفجار هائل في ما يعرف ب�إ�سم (البيغ بانغ) .ال �أحد يعرف ما ال��ذي ح�صل حينها بال�ضبط، لكن من المرجح �أن الكون ت�شكل انطالق ًا م��ن م��رك��ز دق�ي��ق وج��د كثيف ذي ح��رارة خيالية ،و�أنه بد�أ بعد الإنفجار مبا�شرة في التمدد ،وفي ب�ضع دقائق تكونت عنا�صر ال �م��ادة ،وب�ع��د ماليين ال�سنين تجمعت ال�م��ادة لت�شكيل �أول��ى المجرات .ينق�سم دار�سو م�ستقبل الكون الى فريقين ،لكن الأغ�ل�ب�ي��ة م��ع �أن ��ه ف��ي ت �م��دد ،وه�ن��ا تبرز نظريتان :الأولى تقول ب�أن الكون �سيتمدد الى الالنهاية ،والأخرى ت�ؤكد على �أن هذا التمدد م�ح��دود و�أن ال�ك��ون �سيبد�أ يوم ًا ما في التقل�ص ليرتكز في نقطة واح��دة فا�سح ًا المجال لإنفجار عظيم �آخر. و�إذا ما �أردنا تلخي�ص كل ما مر معنا حول المجرات نقول� :أن المجرة هي عبارة عن تجمع لعدد هائل من النجوم وتوابعها ومن الغبار والغازات المنت�شرة بين �أرجاء النجوم ،وهي اللبنة الأ�سا�سية في تركيب الكون المكون من مليارات المجرات والتي تتجمع �سوي ًا مكون ًة تجمعات مجرية وبناء �أكبر وي�سمى العناقيد المجرية والتي هي جزء �أي�ض ًا لعناقيد �أكبر ت�سمى العناقيد المجرية العمالقة والتي هي الآن �أكبر تركيب ف��ي ال�ك��ون ،م��ع �أن بع�ض العلماء يقترحون �أن العناقيد العمالقة لربما هي جزء من تركيب �أكبر ي�سمى الن�سيج الكوني( .راجع الصورة رقم(.)9 ف�سبحان اهلل الذي قالَ (:ف�إِن َت َو َّل ْو ْا الف�سيح ال����ذي ال يمكن �إدراك كنهه وال حجمه بالعقل الب�شري وحتى ال�صناعي الحديث ن�سبة ذاك ال��ج��زء ال��م��رك��زي م��ن خلية الجرثومة �إن ل��م يكن �أق��ل من ذلك بكثير؟ �أال ي���دع���ون���ا ذل���كال���ى ال��ت��ف��ك��ر ف���ي عظمة وج�����ب�����روت وق�������درة اهلل �سبحانه وتعالى؟ �أال يجعلنا ذلك�أن ن��ن��ت��ب��ه ال�����ى ع���دم م��ع�����ص��ي��ة ال��خ��ال��ق ج�� ّب��ار ال�سماوات والأر�ض؟ �أال يُلفتنا ذلك الى عظيم���ش���أن ال��ن��ب��ي ال��خ��ات��م و�آل بيته الطاهرين ال��ذي��ن ا�صطفاهم ربّ ال�����س��م��اوات والأر������ض دون العالمين؟ يقول تعالى�( :أَ َل��مْ َي��أْنِ ِللَّذِ ينَ �آمَ � ُن��وا �أَن تَخْ �شَ َع الل وَمَ ��ا ُقلُو ُبهُمْ ِل��ذِ ْك��رِ َّ ِ نَزَ لَ مِ نَ الْحَ قِّ وَال َيكُونُوا الل ال �إِلَـ َه �إِ َّال هُ َو عَ َل ْي ِه َك��ا َّل��ذِ ي��نَ �أُو ُت ��وا الْكِ تَابَ َفقُلْ حَ �سْ بِيَ ّ ُ َت َو َّكلْتُ وَهُ � َو رَبُّ ا ْل َعر ِْ�ش ا ْلعَظِ يمِ ) مِ ��ن َقبْلُ َف��طَ ��الَ عَ َليْهِ مُ الَمَ � � ُد َفقَ�سَ تْ ُقلُو ُبهُمْ َو َكثِي ٌر ْأ (التوبة الآية .)129 و�أخير ًا تبرز لدينا عدة �أ�سئلة ال بد لكل مِّ ْنهُمْ فَا�سِ قُونَ ) (�سورة الحديد فرد من �أفراد الإن�سانية التفكير بها جيد ًا وهي: ما هو حجم الإن�سان بالن�سبة الىهذا الكون الهائل؟ ما مدى ت�أثير هذا المخلوق في هذاالكون؟ � -أال ي�شكل الإن�سان بالن�سبة الى الكون 7 7 8 �آية .)16 وي� �ق ��ول ت �ع ��ال ��ىُ ( :ق � ��لْ �إِن الل فَا َّت ِبعُونِي كُنتُمْ تُحِ بُّونَ ّ َ الل َو َي ْغ ِف ْر َلكُمْ يُحْ ِب ْبكُمُ ّ ُ َالل غَ � ُف ��و ٌر ذُ ُن ��و َب� � ُك ��مْ و ّ ُ رَّحِ � �ي� �مٌ)(�آل ع �م��ران �آي��ة .)31 الهوام�ش: (( (1مقولة م�شهورة بين علماء الم�سلمين. (( (2مقتطفات مختلفة من مقاالت علمية متخ�ص�صة� ،أنظر :ويكيبيديا ،المو�سوعة الحرّة، مجرّة ،الفلك ،الكون. 9 جعفر بن أبي طالب(رض) أبو الكرم وأول السفراء والقادة ()1 يف اإلسالم بقلم :المفتي الدكتور ال�شيخ �سليم اللبابيدي q 8 �شهر �شباط من كل عام نتذكر فيه القادة ال�شهداء، ا ّل��ذي��ن ق��دم��وا �أرواح �ه��م رخي�صة ف��ي �سبيل اهلل ،وه��م: ال�ع�ل ّام��ة ال�سيّد عبا�س المو�سويّ وال�شيخ راغ��ب حرب والقائد ر�ضوان (عماد مغنية) ،وحين �أذك��ر الثالثة ال ُب َّد و�أن �أعود في ذاكرتي �إلى القادة الثالثة الّذين قادوا الم�سلمين وا�ست�شهدوا في غزوة م�ؤتة وقائد الثالثة الإمام �سيّدنا جعفر بن �أبي طالب (ر�ض) ،الذي كان قدوة �أو ًال بالحراك ال�سيا�سيّ ،فهو �أول �سفير ومدافع عن الدين حينما كان قائد �أول هجرة �إلى الحب�شة ،وهو �أبو الكرم فلم يعرف �أكرم منه وولده عبداهلل ،وكانا م�ضرب الأمثال في الكرم والجود ،ولكثرة خ�صاله الطيبة لم نعد نتذكر ب�أي من هذه الخ�صال لذكره ،نذكره بالحوار الدبلوما�سي مع الملوك� ،أم بالكرم �أم ببذل النف�س رخي�صة في �سبيل اهلل ،وغيرها من �صفات �آل البيت ،iالتي لم يتخ ّل عن واحد منها. وكان فيمن هاجر �إلى الحب�شة �سيّدنا عثمان وزوجته رقيّة بنت النبيّ ،wوالزبير بن العوام وع�شرة من كبار ال�صحابة ،وكانت مع �سيّدنا جعفر بن �أبي طالب زوجته �أ�سماء بنت عمي�س وقد ولدت له في الحب�شة ولده عبداهلل بن جعفر(ر�ض) وقد �شقَّ على قري�ش �أن الم�سلمين قد ذهبوا �إلى الحب�شة و�أمنوا منهم ،ف�أر�سلوا عبداهلل بن �أبي ()2 ربيعة وعمرو بن العا�ص �إلى ملك الحب�شة ومعهما هدايا له ()3 ولجميع البطارقة عنده. وقاال لكل بطريرق منهم�« :أنه قد �ضوى (اي التج�أ) �إل��ى بلد الملك منا غُ لمان �سفهاء ف��ارق��وا دي��ن قومهم ول��م يدخلوا في دينكم وج��اءوا بدين مبتدع .ال نعرفه نحن وال �أنتم وقد بعثنا �إلى الملك فيهم �أ�شراف قومهم ليردوهم �إليهم ،ف���إذا كلمنا الملك فيهم ف�أ�شيروا عليه ب���أن ي�سلمهم �إلينا وال يكلمهم «ف���إن قومهم �أع��ل��ى بهم عيناً ،و�أعلم بما عابوا عليهم» فقالوا لهما :نعم». ثُمّ �إنهما قدما هداياهما �إلى النجا�شي فقبلها منهما ثُمّ كلمّاه فقاال له «:ايّها الملك �إ ّن��ه قد �ضوى �إلى بلدك منا غُ لمانٌ �سفهاء ،فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وج��اءوا بدين جديد ابتدعوه ال نعرفه نحن وال �أن��ت ،وق��د بعثنا �إليك فيهم �أ���ش��راف قومهم من �آبائهم و�أعمامهم وع�شائرهم لتردهم ،ف�إنّهم �أع��ل��ى بهم عيناً ف�إنّهم لن يدخلوا في دينك فتمنعهم لذلك!». ول��م يكن ��ش��يء �أب�غ����ض �إل ��ى ع �ب��داهلل ب��ن �أب ��ي ربيعة وعمرو بن العا�ص من �أن ي�سمع كالمهم النجا�شي .فقالت بطارقته حوله� «:صدقاً �أيها الملك قومهم �أعلى بهم عيناً و�أعلم بما عابوا عليهم ،ف�أ�سلمهم لهما ،فليرداهم �إلى بلدهم وقومهم». فغ�ضب النجا�شي ،ثُمّ قال «:الها اهلل �إذن ال �أُ�سلمهم �إليهما ،وال يكاد قوم جاوروني ،ونزلوا بالدي ،واختاروني على من �سواي حتى �أدعوهم فا�س�ألهم عما يقول هذان ف��ي �أم���ره���م ف����إن ك��ان��وا ك��م��ا ي��ق��والن �أ���س��ل��م��ت��ه��م �إل��ي��ه��م��ا، ورددتهم �إلى قومهم .و�إن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما ،و�أح�سنت جوارهم ما جاوروني». ثُمّ �أر�سل �إلى �أ�صحاب ر�سول اهلل ،wفدعاهم فلما جاءهم ر�سوله اجتمعوا ثُمّ قال بع�ضهم لبع�ض ما تقولون للرجل �إذا جئتموه؟ قالوا :نقول واهلل ما عُ لِّمنا ،وما �أمرنا به نبينا ،wكائن ًا في ذلك ما هو كائن. روي عن �أم جعفر بنت مُحمّد بن جعفر بن �أبي طالب عن جدتها �أ�سماء بنت عمي�س(زوجة جعفر) �أنّها قالت: لما �أُ�صيب جعفر و�أ�صحابه دخ��ل عليَّ ر�سول اهلل ،w وق��د دبغت �أربعين منا ،وعجنت عجيني ،وغ�سلت بنيِّ ودهنتهم ونظفتهم ،فقال لي ر�سول اهلل ،wائتني ببني جعفر» ف�أتيته بهم ،فت�شممهم وذرف��ت عيناه ،فقلت «:يا ر�سول اهلل ،ب�أبي �أنت و�أمي ،ما يبكيك ؟ �أبلغك عن جعفر و�أ�صحابه �شيء؟ ق��ال« :نعم� ،أ�صيبوا هذا اليوم ،فقمت �أ���ص��ي��ح ،واج��ت��م��ع��ت �إل���يَّ ال��ن�����س��اء ،وخ���رج ر���س��ول اهلل ،w �إلى �أهله ،فقال »:ال تغفلوا �آل جعفر من �أن ت�صنعوا لهم طعاماً ،ف�إنّهم قد �شغلوا ب�أمر �صاحبهم». ويروى �أنه لما �أُ�صيب جعفر� ،أر�سل الر�سول �إلى امر�أته �أن ابعثي �إليَّ بني جعفر ،ف�أتى بهم ،فقال الر�سول «:w اللّهم �إنّ جعفراً قد قدَّم �إليك �إلى �أح�سن الثواب ،ف�أخلفه في ذريته بخير ما خلفت عبداُ من عبادك ال�صالحين». وع��ن عائ�شة �أن�ه��ا قالت«:لما �أت���ى خ��ب��ر وف���اة جعفر عرفنا في وجه الر�سول wالحزن» .وروى �أن الر�سول لما �أتاه نعي جعفر ،دخل على امر�أته �أ�سماء بنت عمي�س، فعزاها فيه ،ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول«واعماه»، فلتبك البواكي ،ودخله من فقال الر�سول:على مثل جعفر ِ ذلك ه ٌم �شديد ،حتى �أتاه جبريل ،ف�أخبره �أن اهلل قد جعل لجعفر جناحين مُ�ضرَّجين بالدم يطير بهما مع المالئكة. الهوام�ش: (� )1أخرج الحافظ ابن كثير الدم�شقي في البداية والنهاية ،ج ،2عدّة روايات عن ال�صحابة المهاجرين �إلى الحب�شة منها «:ف�أر�سل �إليهم النجا�شي فجمعهم ولم يكن �شيء ابغ�ض لعمرو بن العا�ص وعبداهلل بن �أبي ربيعة من �أن ي�سمع كالمهم .فلما جاءهم ر�سول النجا�شي �إجتمع القوم فقالوا ماذا تقولون؟ فقالوا وماذا نقول ،نقول واهلل ما نعرف .وما نحن عليه من �أمر ديننا ،وما جاء به نبينا ،wكائن من ذلك ما كان ،فلما دخلوا عليه كان الذي يكلّمه منهم جعفر بن �أبي طالب(ر�ض ) .فقال له النجا�شي :ما هذا الدين الّذي �أنتم عليه؟ فارقتم دين قومكم ولم تدخلوا في يهودية، وال ن�صرانية؟ فقال له جعفر� :أيها الملك كنا قوم ًا على ال�شرك نعبد الأوثان ون�أكل الميتة ون�سيء الجوار ،ي�ستحل المحارم بع�ضنا من بع�ض في �سفك الدماء وغيرها ،ال نحل �شيئ ًا وال نحرمه .فبعث اهلل �إلينا نبي ًا من �أنف�سنا نعرف وفاءه و�صدقه و�أمانته فدعانا �إلى �أن نعبد اهلل وحده ال �شريك له ون�صل الأرحام ونحمي الجوار ون�صلي هلل ع ّز وجل، ون�صوم له ،وال نعبد غيره»� ,إلى �أن قال له النجا�شي «:هل معك �شيء مما جاء به عن اهلل» [ .وقد دعا �أ�ساقفته فن�شروا الم�صاحف حوله] فقال له جعفر :نعم ،قال هلم ف�أتل عليَّ مما جاء به ،فقر�أ عليه �صدر ًا من «كهيع�ص» فبكى واهلل النجا�شي حتى �أخ�ضلت لحيته ،وبكت �أ�ساقفته حتى �أخ�ضلوا م�صاحفهم حين �سمعوا ما تال عليهم. ثُمّ قال لهم� :إن هذا الكالم ليخرج من الم�شكاة التي جاء بها مو�سى� ،إنطلقوا را�شدين ال واهلل ال �أردهم عليكم وال �أنعمكم عينا» �ص 93ـ (.94دار �إحياء التراث العربي ـ م�ؤ�س�سة التاريخ العربيّ ـ بيروت ـ الطبعة الأولى� ،سنة 1413هـ1993 .م. و�أخرج الحافظ ابن كثير الدم�شقي �أي�ض ًا رثاء ح�سّ ان بن ثابت له بعد �شهادته في غزوة م�ؤتة: ول� � � � � �ق � � � � ��دْ َب � � � � � َك � � � � �ي� � � � ��تُ وع� � � � � � � � � � ّز م � � � � َّه � � � �ل� � � ��ك ج� � �ع� � �ف � ��رِ حِ � � � � � � � � � � ��بِّ ال� � � � �ن� � � � �ب � � � ��ي ع� � � � �ل � � � ��ى ال � � � � �ب� � � � ��ري� � � � ��ة ك � � � ّل � � �ه� � ��ا ول� � � � �ق � � � ��د ج� � � � � ��زِ ع� � � � � ��تُ وق � � � � �ل� � � � ��تُ ح� � � �ي � � ��ن ُن� � � �ع� � � �ي � � ��ت ل� ��ي ()1 م � � � � ��ن ل � � � �ل� � � ��جِ � �ل ��اد ل� � � � � � ��ذى ال � � � �ع � � � �ق� � � ��اب وظ � � � �ل � � � �ه� � � ��ا ب� � ��ال � � �ب � � �ي � � ��� � ��ض ح� � � �ي � � ��ن ُت� � � � �� � � َ� ��س� � � � � ُّل م� � � � ��ن �أغ � � � �م� � � ��اده� � � ��ا �� � � � �ض � � � ��رب� � � � � ًا و�إن� � � � � � � � �ه � � � � � � � ��الِ ال� � � � � � ��رم� � � � � � ��اح وعَ � � � � ِّل � � � �ه� � � ��ا ب� � � � �ع � � � ��د اب � � � � � � � ��ن ف � � � ��اط� � � � �م � � � ��ة ال� � � � � �م� � � � � �ب � � � � ��ارك ج� � �ع� � �ف � ��ر خ� � � � �ي � � � ��ر ال � � � � � �ب� � � � � ��ر ّي� � � � � ��ة ك� � � � � ّل� � � � �ه � � � ��ا و أ�ج� � � � � � �ل� � � � � � �ه � � � � � ��ا رُزء ًا و�أك � � � � ��رم� � � � � �ه � � � � ��م ج � � �م � � �ي � � �ع � � � ًا مَ � � � � ��حْ � � � � � ِت� � � � ��د ًا و�أع� � � � � � � � � � � � ّزه � � � � � � � � � � ��ا م � � � � �ت � � � � �ظ � � � � � ِّل � � � � �م � � � � � ًا و�أذل � � � � � � � �ه� � � � � � � ��ا ل� � � � �ل� � � � �ح � � � ��قِّ ح� � � � �ي � � � ��ن ي� � � � � � �ن � � � � � ��وبُ غ� � � � � �ي� � � � � � َر ت � � � �ن� � � ��حُّ � � � ��لٍ ك� � � � � � ��ذب � � � � � � � ًا وان � � � � � � � � ��داه � � � � � � � � ��ا ي � � � � � � � � � � ��د ًا و�أق� � � � � � ّل� � � � � �ه � � � � ��ا ُف� � � �ح� � � ��� � � �ش� � � � ًا و�أك� � � � � �ث � � � � ��ره � � � � ��ا �إذا م � � � � ��ا ُي � � �ج � � �ت� � ��دى ()3 ف � � � �� � � � �ض � �ل� � ًا و أ�ن � � � � � � � ��داه � � � � � � � ��ا ي � � � � � � � � ��د ًا و أ�ب� � � � � � � ّل� � � � � � �ه � � � � � ��ا ب � � � � � ��ال� � � � � � � ًع � � � � � ��رف غ � � � � � �ي � � � � � � َر م � � � � �ح � � � � �م� � � � ��دٍ لأم � � � �ث � � � �ل� � � ��ه ()4 ح � � � � � � ��يٌّ م � � � � ��ن أ�ح� � � � � � � �ي � � � � � � ��ا ِء ال� � � � �ب � � � ��ري � � � ��ة ك� � � � � ِّل� � � � �ه � � � ��ا العقاب :ا�سم راية ر�سول اهلل.w ) 1 فاطمة :هي فاطمة بنت �أ�سد بن ها�شم وهي �أم جعفر وعلي ابنا �أبي طالب. )2 وعجزه في الديوان :ف�ضالً ،و�أبذلها ندى ،و�أبلّها. )3 البيت في ديوان ح�سان: )4 ع � � � � �ل� � � � ��ى خ � � � � �ي� � � � ��ر ب � � � � �ع� � � � ��د م� � � � �ح� � � � �م � � � ��د ال�� � � �ش� � � �ب� � � �ه � � ��ه ب� � � � ��� � � � �ش� � � � � ٌر ُي� � � � � � �ع� � � � � � � ُّد م � � � � � ��ن ال � � � � �ب� � � � ��ري� � � � ��ة جُ � � � � ِّل � � � �ه� � � ��ا (عن نف�س الم�صدر الآنف الذكر) ،ج� ،4ص .293 ( )2مفتي فل�سطين ف��ي لبنان وال�شتّات ،ع�ضو م�ؤ�س�س ف��ي تجمع العلماء الم�سلمين في لبنان .فــوجـئــت جـمــاهـيــر الـمـقــاومــة الفلسطينية بــوفــاتــه qيــوم اإلثنين قي 31أذار 2015م .حيث شُيع وصلي عليه في جامع الخاشقجي ـ بيروت .فإنا لله وإنا إليه راجعون .وال حول وال قوة إالّ بالله العلي العظيم. ( )3البطريرك (ج بطاركة �أو بطارقة) كلمة يونانية مكونة من �شطرين، ترجمتها الحرفية «الأب الرئي�س»؛ ومن حيث المعنى فهي ت�شير �إلى من يمار�س ال�سلطة بو�صفه الأب ،على امتداد الأ�سرة ،ولذلك ف�إن النظام المعتمد على �سلطة الأب ،يدعى «النظام البطريركي«� .أما في الم�سيحية ،فتتخذ الكلمة معنى رئي�س الأ�ساقفة في الكنائ�س الأرثوذك�سية والكاثوليكية؛ ويدعى مكتب البطريرك البطريركية� .أما الم�ؤرخون العرب فقد ا�صطلحوا على الكلمة لفظ « بطريق » . ()2 9 من أدعيّ ة المهدي المنتظر ّ اإلمام من ضوابط االجتهاد والتجديد حممد ابن اإلمام احلسن العسكريّ o املولود يف سامراء يف اخلامس عشر من شهر شعبان سنة 255هـ. يف الفكر اإلسالمي املعاصر إعداد :هيئة التحرير 10 حيث ورد عنه� ،tأدع � ّي��ة و�صلوات و�أوراد كثيرة ،ذُ ك��رت ف��ي كتب الأدع� ّي��ة والزيارات المعروفة عند ال�شيعة الإماميّة االثني ع�شريّة المعروفين �أي�ض ًا بال�شيعة الجعفريّة ،وهذه الأدعيّة والأوراد تو�ضح للم�سلمين ب�شكل ع��ام ول�شيعته ب�شكل خ��ا���ص ال�خ�ط��وط ال�ع��ا ّم��ة الط��روح��ة هذا الإم��ام المنتظر ،tم�صداق ًا لقول اهلل ِالل وَمَ ا �أُنزِ لَ عَ َل ْينَا وَمَ ا تعالى( :قُلْ �آمَ نَّا ب ّ ِ �أُن ��زِ لَ عَ لَى �إِ ْب�رَاهِ �ي��مَ َو إِ��سْ مَاعِ يلَ َو�إِ�سْ حَ قَ َاط وَمَ ا �أُوتِيَ مُو�سَ ى وَعِ ي�سَ ى َو َي ْعقُوبَ وَالأَ�سْ ب ِ وَال َّن ِبيُّونَ مِ ن َّربِّهِ مْ َال ُن َفرِّقُ َبيْنَ �أَحَ دٍ مِّ ْنهُمْ َونَحْ نُ َل ُه مُ�سْ ِلمُونَ ) �سورة �آل عمران، الآية .84وذلك من خالل الدعوة وال��ع��م ��ل ب �ت �ق��وى اهلل ت �ع��ال��ى، وتطهير الأر� ��ض م��ن الظلم والف�ساد والمنكر وانتظار ال �ي ��وم ال� ��ذي ينت�صر ب ��ه ال �ه ��دى وال �ح��ق وال�صدق على الباطل والكذب. وق��د �أوردت بع�ض الأدل ��ة على ذلك ف��ي كتابي«:الم�سيح الموعود والمهدي ال � ُم �ن �ت �ظ��ر»«،ال �م �ه��دي ال � ُم �ن �ت �ظ��ر بين الحقيقة وال�خ�ي��ال» م��ن ال �ق��ر�آن الكريم وال���ُ�س� ّن��ة ال�شريفة ،وم��ن العهد القديم وال �ع �ه��د ال��ج ��دي ��د ،وم� ��ن اق � ��وال بع�ض الفال�سفة والمفكرين من م�سلمين وغير م�سلمين و�أج �ب��ت على بع�ض ال�شبهات والأ��س�ئ�ل��ة ح��ول ذل ��ك .وم� ّم��ا �أوردت� ��ه في كتاب«:المهديّ المُنتظر بين الحقيقة والخيال» قوله :t َّ ُم ا ْر ُزقْنا تَ ْو ِفي َق الطا َع ِة َو ُب ْع َد [ اللّه َّ املَْع ِصيَ ِة َو ِص ْد َق ال ِنيَّ ِة َو ِع ْرفا َن ُ احل ْر َم ِة، َوأَ ْكر ْمنا ْ ُ بالدى َواال ْس ِتقا َم ِة َو َس ِّد ْد َ ِ َ َ حل ْك َم ِةَ ،وامأل الص ب نا ت َّ واب َوا ِ ألْ ِسن ِ ِ ُقلُوبَنا ِبالْ ِعلْ ِم َواملَْعرفَ ِةَ ،و َط ِّه ْر بُ ُطونَنا ِم َن َ احلرام َو ُّ الشبْ َه ِةَ ،وا ْكفُ ْف ِ أَيْ ِديَنا َع ْن ُّ الس ِرقَ ِةَ ،وا ْغ ُض ْ ض الظلْ ِم َو َّ َ ور َواخليانَ ِةَ ،وا ْس ُد ْد أَبْصا َرنا َع ْن الفُ ُج ِ أ ْساعَنا َع ْن اللَّ ْغ ِو َوال ِغيْبَ ِةَ ،وتَفَ َّض ْل عَلى عُلَما ِئنا ِب ُّ يح ِة َوعَلى الز ْه ِد َوالنَّ ِص َ ُ املُتَ َعلِّ ِم َ الر ْغبَ ِة َوعَلى ني باجل ْه ِد َو َّ ِّ املُ ْستَ ِم ِع َ باع َواملَْو ِع َظ ِةَ ،وعَلى ني ُ ِباالت ِ ني ِب ِّ َم ْرضى امل ْسلِ ِم َ اح ِة، الر َ الشفا ِء َو َّ ْ ح ِة، الر ْ َ الرأفَ ِة َو َّ َوعَلى َم ْوتا ُهمْ ِب َّ الس ِكينَ ِة، قار َو َّ َوعَلى َم ِ ِ شاينا ِبالْ ِو ِ َوعَلى َّ باب ِباالِنابَ ِة َوالتَّ ْوبَ ِةَ ،وعَلى الش ِ َ النِّسا ِء َ باحليا ِء َوال ِعفَّ ِةَ ،وعَلى اال ْغ ِنيا ِء ِبالتَّ ُ الس َع ِةَ ،وعَلى الُفَقرا ِء واضع َو ِّ ب َوالقَنا َع ِة َوعَلى ال ُغزا ِة ِبالْنَ ْص ِر ِبالْ َص ْ ِ َوال َغلَبَ ِةَ ،وعَلى االُ َسرا ِء ِب ْ َ الص ال ِ اح ِةَ ،وعَلى االُ َمرا ِء ِبال َع ْد ِل الر َ َو َّ َو َّ صاف الشفَقَ ِةَ ،وعَلى َّ الر ِعيَّ ِة ِباإلنْ ِ ري ِةَ ،و ِ ْ ْ اج الس َ َو ُح ْس ِن َّ بارك لِْل ُح ّج ِ َو ُّ الز ّو ِار ِف الزَّا ِد َوالنَّفَقَ ِةَ ،واق ِض ما أَْو َجبْ َت عَلَيْ ِهمْ ِم َن َ احل ِّج َوال ُع ْم َر ِة احني] (.)1 ِبفَ ْضلِ َك َو َر ْ َ ح ِت َك ياأَ ْر َحمَ َّ الر ِ ِ الهوام�ش: (( (1المهدي المُنتظر بين الحقيقة والخيال ،للقا�ضي عمرو ،دار المحجة البي�ضاء ،ط .الثانية ،ق�دّم له المون�سنيور جوزف مرهج رئي�س جامعة الحكمة ـ بيروت 2007م� .ص 56ـ .57نق ًال عن كتاب مفاتيح الجنان ،لل�شيخ عبّا�س القمي� ،ص 170ـ .171 بقلم :د.ي�سري عبد الغني عبداهلل نعرف أن من أحكام اهلل جل شأنه ما يتلقاه المسلمون .بما فيهم المجتهدون. بالقبول والتسليم ،وفيها ما يجب فيه إعمال العقل واالجتهاد ،ولكن هذا االجتهاد ليس وظيفة الجميع أو فرض عين على كل الناس ،بل هو مهمة الفقيه المجتهد، أو العالم بالفقه الذي يمتلك القدرة على الموازنة بين األحكام االجتهادية وأدلتها، ليختار من بين أقوال أهل االجتهاد أقواها دليالً ،وأوفاها بمصالح األمة ومنافعها. ونرى أن أهم ما ينبغي االتفاق عليه في ظروفنا الراهنة ،وقد أصبحنا نعاني من الجمود الفكري في جانب ،والتسيب أو الفوضى االجتهادية في جانب آخر ،هو االتفاق على ضوابط التجديد واالجتهاد في الفكر الذي يمكن أن نصفه ونحن على اطمئنان تام بأنه فكر إسالمي معاصر. الضابط األول: االتفاق على المرجعية اإلسالمية: ((1 من ُسنّة الرسول المعظّم محمد ،wويلحق بذلك ما أجمع أهل االجتهاد عليه من أمثلة الرسول(صلى اهلل عليه وسلم) ،فال يمكننا أن نصف رأياً .مهما كان صاحبه. يبيح نكاح المحرمات ،أو يسوي في الميراث بين البنات والبنين ،أو يتناقض مع نصوص قطعية ال��ورود والداللة ،أو يخرج تماماً عما أجمع عليه علماء األمة، بأنه اجتهاد شرعي وتجديد إسالمي ،وإال قطعنا الصلة بين ماضي األمة وحاضرها، واسبغنا وصف اإلسالمية على ما يخالف أصول اإلسالم نفسه. الضابط الثاني : االلتزام بقواعد اللغة العربية: ونقصد بذلك االلتزام الكامل بقواعد اللغة العربية في تفسيرنا للنصوص الدينية وتأويلها ،فإن كتاب اهلل الحكيم عربي مبين ،كما يقول المولى جل وعال (:وَإِنَّ ُه َب الْعَالَمِي َن نَ َز َل بِ ِه الرُّو ُح لَتَنزِي ُل ر ِّ ِك لِتَكُو َن ِم َن الْمُن ِذرِي َن أول ه��ذه الضوابط التي نراها هو :الَْمِي ُن َعلَى قَلْب َ ِي ُّمبِينٍ) سورة الشعراء، االتفاق على المرجعية اإلسالمية ،وأساس بِلِسَا ٍن َعرَب ٍّ المشروعية التي يتم في إطارها كل اجتهاد أو تجديد ،وهي مرجعية الوحي المباشر في كتاب اهلل المجيد ،أو غير المباشر في الثابت اآلية 192 :ـ ،195والسنة النبوية المطهرة جاءت كلها بهذا اللسان. وع��ل��ي��ه ف���إن أل��زم الضوابط التي تفرض نفسها على أي محاولة للتجديد أو التأويل لهذه النصوص اتباع أس��ال��ي��ب ال��ع��رب في الخطاب ،وكذلك اتباع مناهجها في التعبير والتصوير والداللة على المعاني ،أمراً ونهياً، إثباتاً ونفياً ،تخصيصاً وتعميماً ،وصالً وفصالً، حقيقة وم��ج��ازاً ،مع تفقه ف��ي أس���رار ذلك كله ،وأساليبه المتنوعة في كتاب اهلل العظيم، وسنة رسوله الكريم .w نفعل ذلك ونلتزم به حتى ال تزل القدم ،أو يميل بنا الهوى في 11 من يميل ،أو يتحكم فينا الشطط وعدم الروية عن جهل أو سوء طوية ،وقد روى ابن عبد البر في كتابه( :جامع بيان العلم وفضله) ما يدل على خطر التأويل لكالم النبي محمد wالذي هو وح��ي يوحى، حيث يقول«:يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف المغالين ،وتأويل المبطلين ،وانتحال الجاهلين» الضابط الثالث: االحتكام إلى القواعد الشرعية: 12 ونعني ب��ه��ذا الضابط: االحتكام إلى القواعد الشرعية األصولية المستنبطة على سبيل االستقراء من الشريعة اإلسالمية على النحو الذي يسميه اإلم���ام /الشاطبي (التواتر شبه المعنوي) ،أو الواردة بنصها من لفظ الشارع كقاعدة المقاصد الشرعية الضرورية في حماية :الدين، والنفس ،والعقل ،والعرض، والمال ،وكذلك قاعدة رفع الضرر ،وقاعدة الضرورة، وقاعدة الغنم بالغرم ،ونحو ذل��ك مما استخلصه علماء األص��ول من استقراء أحكام الشريعة ونصوصها. ف�لا يصح لمجتهد أن يغفل بأي حال من األحوال تلك ال��ق��واع��د األصولية، ويفسر النصوص ويجتهد في النوازل والمستجدات بما يناقضها ،ألنه بذلك َّب ِن اللََّ َحب َ َكثِي ٍر ِّم َن الَْ ْم ِر لَ َعنِتُّمْ وَلَك َّ َرهَ إِلَيْ ُك ُم الِْيمَا َن وَ َزيَّنَ ُه فِي ُقلُوبِ ُكمْ وَك َّ ِك ِصيَا َن أُوْلَئ َ ُسو َق وَالْع ْ إِلَيْ ُك ُم الْ ُكفْرَ وَالْف ُ َضالً ِّم َن اللَِّ وَنِ ْع َم ًة ُه ُم الرَّا ِشدُو َن ف ْ وَاللَُّ َعلِي ٌم َحكِيمٌ) سورة الحجرات، يخرج على األحكام الشرعية نصاً أو روحاً، وربما انتهى به األمر إلى التأويل الباطل أو التحريف المغالي ،أو أن يلصق بالدين ما ليس فيه وهو االنتحال ،وتلك األمور الثالثة حذر منها الرسول محمد(صلى اهلل عليه وسلم) ،وجعل مقاومتها واجب اآلية 7 :ــ .8 العلماء في كل جيل. وصدق اهلل تعالى إذ يقول أيضاً (:يَا الضابط الرابع: أَيُّهَا الَّذِي َن آ َمنُوا إِن َجاء ُكمْ فَا ِس ٌق ِجهَالَ ٍة ُصيبُوا قَوْمًا ب َ عدم االعتماد على نص شرعي واحد :بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن ت ِ ِحوا َعلَى مَا فَ َعلْتُمْ نَا ِدمِينَ) سورة ُصب ُ ال يعقل أن يتعرض المرء للحكم على فَت ْ بعض األمور أو الفتوى فيها اعتماداً على نص شرعي واحد يتعلق بها مع إغفال سائر النصوص المتعلقة بها أيضاً. وقد رأينا بعض المعاصرين بسبب نقص العلم والمعرفة وال��دراي��ة لديه، باإلضافة إلى دخوله في ما ال يحسن، نجدهم يقومون بالفتوى المخالفة في أمور أجمع عليها الفقهاء الثقات ،كحرمة القيام ألهل الفضل والعلم ،قائلين لنا :صافحهم وأنت جالس!! ،ويبررون كالمهم بحديث سمعوه يتصل بذلك ،دون أن يلموا إلماماً علمياً ج��اداً باألحاديث األخ��رى التي أباحت احترام أهل العلم والفضل ،والقيام لهم تبجيالً وتقديراً. ويزداد األمر خطورة عندما يتعلق بدماء المسلمين ،ودينهم ،وأمنهم ،ومالهم، وعرضهم ،فيقع بعض الناس من أدعياء العلم والدعوة في تكفير أهل العلم والفضل، والسابقين إلى اإلسالم من أصحاب الرسول ،wفيبيحون (والعياذ باهلل) محاربتهم، وسبهم ،واالعتداء عليهم ،وذلك أكبر دليل على سوء فهمهم لإلسالم ،وقد فاتهم أن رسول اهلل wقال في الحديث الصحيح المتفق عليه «:سباب المؤمن فسوق ،وقتاله كفر». كما غفلوا عن قوله عز وجل(:وَا ْعلَمُوا الحجرات ،آية 6 وقد ذكر أئمة التفسير أن هذا األمر كان من وراء الكثير من التأويالت الخاطئة. ومن المسلم به أن المرء ال يستطيع أن يصل إلى الفهم الصحيح ،واإلدراك السليم ،والتفسير الصائب لنص مقتطع من نسق فكري كامل دون مراعاة المجموع أو تبين وإظهار الداللة المستفادة من نص مروي.ـ بشرياً كان أو إلهياً .دون بحث، وبالذات عندما ترتبط به نصوص أخرى تفيد إطالقه ،أو تخصيص عمومه ،أو تزيل ما يعتوره من إخفاء أو إشكال ..إلى آخر ما هو مقرر ومعروف لدى أهل الشأن ،وعلى كل من يتصدى للحديث في قضايا اإلسالم أن يعلمه ويدرسه جيداً حتى تأتي أحكامه سليمة ومقبولة ومفيدة للجمهور. الضابط الخامس: التوفر على فهم الواقع: وآخ��ر م��ا ن���ورده م��ن ه��ذه الضوابط المقترحة التوفر على فهم المشكالت الواقعية المعاشة ،والنوازل المتجددة التي يواجهها المسلمون في بالدهم المختلفة، وظروفهم المتفاوتة في حياتهم المعاصرة، فإن الحكم على الشيء .كما علمنا شيوخنا األج�لاء .فرع عن تصوره ،وكيف يحكم المرء على ما يجهل؟! ،أو ما ال يلم إلماماً أ ََّن فِي ُكمْ ر ُ َسو َل اللَِّ لَوْ يُطِي ُع ُكمْ فِي جيداً بحقيقته وظروفه؟!. الهوام�ش: (( (1باحث وخبير في التراث الثقافي ،من جمهورية م�صر العربيّة. الحديث عن علماء الشيعة في كسروان احللقة الثانيّة 13 بقلم :ال�سيد محمد يو�سف المو�سوي من ب��اب ال��واج��ب المُملى علينا ذكر أسماء ألعالم سموا في عالم اإلسالم .ومن أسباب هذا السمو تبوؤهم مراتب في الفضيلة وبلوغهم درجات من والخلقي ،هذا الكمال النفسي ُ هو حال من تدّرج في ُسلّْم هذه المراتب وهي بالغ ما بلغوه وكانت سبباً لهذا السمو. وبديهي أن نتابع ما كنا قد بدأنا ُه من سرد أسماء علماء بمجاالت الفضيلة ـ في الحلقة األولى ـ وحازوا سمواً مما شرحناه وكان من ه��ذه األمثلة التي تركت أثراً ،مُتقدّماً وسبّاقاً في مجال الريادة والسبق منهم: • المفضل بن محمد بن مسعد بن محمد أبو المحاسن التنوخي :كان فقيهاً نحوياً أديباً ،وكان مُعتزالً شيعياً مبتدعاً ،أصله من المعرّة ،وقدم بغداد فأخذ عن علي بن عيسى الربعي وعن علي بن عبداهلل الدقيقي ومن محمد بن أشرس النحوي ،وسمع أبو عمر إبن مهدي ،وأخذ الفقه عن أبي الحسين القدوري الحنفي ،والصيمري ،وحدَّث بدمشق وناب في القضاء بها ،وولي قضاء بعلبك ،وح��دَّث عنه الشريف النّسابة ،وصنّف« :تاريخ النحاة». وكتاب «الرّد على الشافعي» وكان يضع منه .مات سنة إثنتين وقيل ثالث ()1 وأربعين واربعمائة. • الفقيه الشيخ أب��ي عبداهلل الحسين بن هبة اهلل الطرابلسي ،الذي روى كتاب «معدن الجواهر» للكراجكي ونقله عنه الشيخ علي بن الحصري أبو الحسن الحائري ،وردت ترجمته في ثنايا تلميذه الشيخ علي بن الحصري هذا كما ترجمه الدكتور عمر عبد السالم تدمري برقم ،472ص 26و ،27ج2 من كتابه «تراجم العلماء واألعالم في القرن السادس الهجري» .وأن صاحب الترجمة أبو الحسن الحائري دفين صور سنة 449هـ. • الشاعر الطرابلسي الكبير إبن منير أبو الحسين أحمد بن أحمد بن مفلح الطرابلسي ،الملقب مهذب الدين ،عين الزمان ،الشاعر المشهور، وكان بينه وبين إبن القيسراني مكاتبات وأج��وب��ة وم��ه��اج��اة ،وك��ان��ا مقيمين 14 بحلب ،ومتنافسين في صناعتهما، ومولده منير سنة ث�لاث وتسعين وأربعمائة ،وتوفي في جمادى اآلخرة سنة ثمان واربعين وخمسمائة بحلب، ودفن في جبل جوشن بقرب المشهد الذي هناك ،وقيل إنه توفي بدمشق، ونقل إلى حلب فدفن بها ـ واهلل أعلم ـ يختم ترجمته بقلم قطب الدين موسى بن أبي الفتح محمد اليونيني في ذيله على مرآة الزمان نقالً عن كالم قاضي ()2 القضاة .إنتهى. ونقرأه عند الدكتور عمر عبد السالم تدمري في كتابه تراجم العلماء واألعالم في القرن السادس الهجري في ج ،2ص ،110ضمن ترجمة السيد ُضر الموسوي نقيب الشريف أبي م َ األشراف ومرجع الشيعة في األطراف لكن مؤرخنا التدمري بوَّبه تحت إسم «الفقيه الجليل» السيد فضل اهلل الرواندي أبو الرضا ـ والحال أن سيّدنا الفقيه الرواندي هو سيد حسني وليس سيداً موسوياً والمترجم سيّد موسوي ( ،)3وسبب الربط بينه وبين شاعرنا إبن منير الطرابلسي أنه زاره ببغداد سنة ( )...نقالً عن الحجة الحموي قال :إن إبن إبن ّ منير الطرابلسي هاجر إلى مدينة السالم بغداد وغالب الممالك وكان بينه وبين مهذب الدين إبن منير مودة ونقل أشعاراً له. • ال��س�يّ��د محمد بن إبراهيم بن جعفر بن هبة اهلل بن حيدر بن عبداهلل بن الحسن بن الحسن بن موسى بن عبيداهلل بن الحسن بن علي بن أحمد الحقيني بن علي بن الحسين األصغر اب��ن موالنا اإلم��ام علي زي��ن العابدين(عليه ال �سّ�لام) ،المعروف ب��إب��ن الطرابلسي. ذك��ره الدكتور عمر عبد السالم تدمري في كتابه تراجم العلماء األع�لام في القرن السادس، ج ،2ص 143نقالً عن «تاريخ بيهق» للشيخ علي البيهقي المشتهر بإبن فندق المتوفى سنة 565ه��ـ .طبع دار إقرأ ترجمة وتحقيق يوسف الهادي ـ دمشق سنة 1425ه��ـ2004 /.م .ص . 171 وضمن ترجمة أخرى ص ،144ج1 منه قال :سيّد من ساللة آل البيت من سكان طرابلس نزح عنها عند إحتالل الفرنج لها في القرن السادس الهجري مع أبيه ،وسكن مدينة بيهق من بخرسان ،وظ ّل يعرف أعمال نيسابور ُ هناك بالطرابلسي .وصفه البيهقي بأنّه كان شاباً ،ربعاًـ أسمر ،أملح ،مفلّج األسنان .وقد توفي أبوه إبراهيم ،ويكنى أبا البشائر في بيهق وقبره بها. • السيّد محمد بن الحسن بن ُم َعيّة الحسنيّ ،شاعر من ساكني طرابلس .روى عنه أبو البركات بن عبيداهلل العلوي بطرابلس .أنشد إرتجاالً وهو يودع صديقاً له ركب البحر من ميناء طرابلس إلى اإلسكندريّة: ق��رّب��وا ل��ل��ن �وّى ال��ق��وارب يقتلوني بينهم وال��ف��راق شرعوا في دمي بتشديد ُشرْ ٍع تركوني من شدها في وِثاق قلعوا حين أقلعوا بفؤادي ثم لم يلبثوا لقدرْ الفوار ِق ليتهم حين ودّعوني وساروا رحموا عبرتي وطول إشتياقي هذه وقفة الفراق ،فهل أحيا ()4 ليو ٍم يكون فيه التالقي • السيّد محمد بن محمد بن هبة اهلل بن علي بن الحسين بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمر بن الحسن األفطس بن علي األصغر ابن موالنا اإلمام علي زين العابدين ،t أبو جعفر العلوي الحسين ّي الطرابلسي المعروف باألفطسي .الزكي أمين الدولة ومن مشاهير الشعراء الذين أخرجتهم طرابلس ،ومعاصر الشاعر أحمد بن منير الطرابلسي ،وهو من أهل األدب، واشتهر بعلم األنساب ،وخاصة أنساب قريش. ذكره المقريزي في المقفى بترجمة مطولة .ولد بطرابلس الشام سنة 462هـ. وأخذ علم النسب عن رجاله كالشريف علي بن محمد بن ملقطة العلوي النسّابة بطرابلس. قلت :سادة هذا الفرع إنتقلوا إلى مصر وبعد قرنين غابت أخبارهم ووقفت لهم على نزر يسير من آثارهم. • عفيفة بنت طارق بن سنان القرشي الكركي السيدة ست الدار أ َم ُة السيد أبي البشائر إبراهيم بن جعفر بن هبة اهلل بن السيّد حيدر المنتهي نسبه إلى السيّد الحسين األصغر بن اإلمام علي زين العابدين ،tمن أهل طرابلس نزحوا عنها أبان اإلحتالل الفرنجي لها ()5 إلى بيهق وأقامت ست الدار ببغداد. • لقبها أم��ة ال��واح��د شقيقة المحدث أحمد بن ط��ارق بن سنان الكركي ،من كرك نوح .سمعت من سعيد بن أحمد بن البناء ،وأبي بكر محمد بن عبيداهلل بن الزغواني ،وأبي بكر يحيى بن عبد الباقي بن محمد الغزّال ،وأبي المظفر محمد بن أحمد بن محمد الدبّاس ،وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد ،وغيرهم .حدّثت، فسمع منها :جعفر بن محمد العباسي، ويوسف بن خليل .توفيت ببغداد في شهر المحرم من سنة 598هـ .وهو بيت شيعي قديم. • أحمد بن طارق بن سنان بن محمد بن سنان بن طارق أبو الرضا القرشي العامري الكركي .المحدّث التاجر .أصله من كرك نوح ترجمته فحول أرباب التراجم بالثناء وأثبتوا أنّه شيعيّ ،منهم ياقوت الحموي وابن نقطة /أما الكركي بفتح الكاف وسكون الراء، فهو أحمد بن طارق بن سنان أبو الرضا الكركي .قال أبو طاهر إسماعيل بن االنماطي الحافظ بدمشق .هو منسوب إلى قرية في أصل جبل لبنان يقال لها الكرك بسكون الراء ،وليس هو من القلعة التي يقال لها الكرك بفتح الراء. ()6 (أي الواقعة قرب نهر األردن). قال المنذري :الشيخ األجل أبو الرضا الكركي األصل البغدادي المولد التاجر ببغداد مولده شهر ربيع األوّل سنة 527ببغداد. وقال ياقوت الحموي أنّه كان تاجراً ُمثُرياً ،بخيالً ،ضيّق العيش ،ليس له غالم وال جارية وال من ينفق عليه فلساً وكان ثقة في الحديث متقناً لما يكتبه إالّ أنّه كان خبيث االعتقاد رافضياً .مات في 26ذي الحجة سنة 592هـ .وقال ابن النّجار كان غالياً في التشيع .وقال الذهبي كان جدّه سنان قاضي كرك نوح كما في «تاريخ اإلسالم» ،ص .82وكرر ترجمته الذهبي في كتابه اآلخر تاريخ اإلس�لام ووفيات المشاهير واالع�لام، ج ،12ص 970ـ .971 • أسعد بن عمر بن مسعود الجبلي من علماء الشيعة اإلماميّة، مؤلف .يعرف بالجبلي ،بفتح الجيم والباء الموحدة ،قال إبن أبي طيء: أخذ عن أبي الفضل أسعد بن أحمد بن أبي روح الطرابلسي .وصنّف في الر ّد على اإلسماعيليّة والنصيريّة.)7(. وذكر عمر عبد السالم تدمري في تراجم «العلماء واألع�لام في القرن السادس» ص ،82ج .1ونقله عنه القاضي الدكتور الشيخ جعفر المهاجر في أحد كتبه وأثنى عليه وقال أنه من العلماء الذين طاحت بهم الوقعة ولوال ذكره عند ابي طيء لذهب خبره... • السيّد ال��داع��ي ب��ن السيّد زيد بن عل ّي بن الحسين بن الحسن األفطسي الحسين ّي اآلوي .عالم من رجال الشيعة .روى عن قاضي طرابلس عبد العزيز بن البّراج ،قال الطهراني أنه عمَّر عُمراً طويالً كما ذكره صاحب المعالم في إجازته الكبيرة وهو يروي عن عبد العزيز بن البرّاج والمرتضى والطوسي وسالّر والتّقي الحلبي جميع كتبهم وتصانيفهم وجميع ما رووه وأجيز لهم روايته .وهو الجد الثالث لرضي الدين محمد بن محمد بن محمد بن زيد بن الداعي اآلوي الذي توفي سنة 654هـ .والمصاحب للسيّد علي بن طاووس وهو يروي عن أربعة آباء رابعهم الداعي هذا كما مثّل به الشهيد الثاني في «ش��رح ال��دراي��ة»« .طبقات أعالم الشيعة» ج ،2ص ،75و «أمل اآلمل» ج ،2ص .303 • ع��ب��د ال��م��ل��ك أب���و الغمر البعلبكي .شاعر من أهل بعلبك .ذكره ابن شهر آشوب في شعراء أهل البيت ،iالمقتصدين توفي سنة 550هـ ونيف .نقله السيّد محسن األمين في «األعيان» ج ،1ص .175 • ستّي تاج زوجة السيّد أبي البشائر ابراهيم بن جعفر بن هبة اهلل بن حيدر الذي ينتهي نسبه إلى السيّد الحسين األصغر ابن اإلمام عل ّي السّجاد ،tوهو من أهل طرابلس أي ـ بعلها ـ ورحل عنها مع نسائه وولده محمد إلى بيهق وأقام بها اثر احتالل الفرنج لطرابلس .وأقامت ستي تاج ببيهق بعد وفاة أبي البشائر بعلها(.)8 • وم��ن أج��داد بيت العودي في كسروان هو الشيخ سالم بن علي بن سلمان بن العودي أبو المعالي التغلبي .من أهل النيل من نواحي الحلّة بالعراق .الشاعر وكان رافضياً خبيثاً ( ،)...ولد سنة ثمان وسبعين وأربع مائة .وقال العماد الكاتب :لقيته سنة أربع وخمسين وخمس مائة وأورد له شعراً من الطويل. ُه ُم أقعدوني في الهوى واقاموا وابلوا جفوني بالسهاد وناموا وَ ُهمْ تركوني للعتاب دريئ ًة ُؤنب في ُح ُّب المهى وأُال ُم أ ُ ولو انصفوني قسمة الحب بيننا لهاموا كما بي َصبو ٌة وهيام استدر لنا الهوى َّ ولكنهم لما ّمت ِحفظاً للوداد والموا(.)9 تكر ُ وها نحن نعرج من ها هنا كمقدمة جميلة وندرج إلحاقاً بما كان فات لنا إبرازه ووعدنا وها إننا نفي بوع ٍد قطعناه على أنفسنا من إبراز ما لهؤالء األعالم من ال��دور الريادي في إظهار وإبراز شريعة سيّد المرسلين wيّد حسين الحسين ّي كان محرراً لوثائق بيع وشراء اراض في جبل لبنان(.)10 ٍ • السيّد أحمد بن محمد بن حسن الموسوي الحسينيّ ،هو جد لفرع كبير من السادة الموسويين من بلدة النبي شيث والكسرواني من قمهز أصالً وقد هاجر آب��اؤه أيام المماليك بعد الموقعة المشهورة في التاريخ سنة 1305م. روى المؤرخ قطب الدين موسى بن محمد اليونيني المتوفى سنة 726ه��ـ .يقول عن أحداث سنة 704هـ. وفيها ذي الحجة ت��وج��ه الشيخ ت��ق��ي ال��دي��ن بن تيمية إلى األم���ي���ر الجبلية وصحبته قراقوش بهاء الدين وهم الجرديون والكسروانيون بسبب اإلص�لاح وان يحضروا إلى الطاعة. وك����ان ق��ب��ل سفر الشيخ تقي الدين قد توجه السيد الشريف زين الدين بن عدنان 15 16 إليهم فغاب أياماً وعاد ولم يحصل إتفاق ،فعند ذلك ج��ردت العساكر وجمعت الرجال من جميع بالد الشام ولم تزل ترد الجموع من كل ناحية إلى سلخ الشهر كما سيأتي ذكره في مستهل سنة خمس وسبعمائة(.)11 وكان من المصادقين على مشجرة نسب السادة األش��راف آل الحسين ّي من عقب سيّدنا الحسين ذو العبرة بن السيد زيد الشهيد (رض) ابن موالنا حضرة اإلمام علي زين العابدين وسيّد الساجدين ،tتشرفت في العدد (13ـ )14من «إطاللة ُجبيليّة» الصادر في 10شباط (فبراير) 2014م .إلى تلّمس إستشراق قبس من تاريخهم. وقد ذكره المعلوف في كتابه «تاريخ األس��ر الشرقيّة» بعبارة ذات داللة وهي :وختمه .إش��ارة إلى كون من تطلب شهادته فهو من أهل النظر والخبرة والفحص والتحقيق ،ومن هذه الصفات تطلب شهادته .ولسائل أن أن المعني هو عينه يقول ،ما داللة َّ وليس سواه أُلفت نظر السائل إلى ما رواه المعلوف عن إسم شخص ثان كان له أيضاً تصدي ٌق على المشجر هو :السيّد محمد إبن السيّد حسن إبن السيّد محمد بن ترجيز (ربما ترجم) .أق��ول ه��و :ترجم على الصحيح وهو من بيت السادة المشهورين قديماً بالعراق بالحائر ببيت الصوفي .وهم من عقب السيّد عمر األشرف كما أجازهم السيّد محمد أبو الحرث .وكان لهذا اإلس��م الملقب بترجم تسطير لنسبه على مشجرنا القديم .مع ما لذلك من الداللة .كما ال يخفى (.)12 ـ السيّد نجم الدين الثاني العالم الفقيه الجليل إب��ن السيّد أب��ي عبداهلل مُحمّد راجع الهامش رقم 15 بن السيّد أبي جعفر محمد بن السيّد أبي الحسن مُحمّد بن السيّد حسن وهو أوّل من قطن من هذا البيت سكيك في الجوالن بسبب إستباحة جيش دمشق المملوكي لبالد كسروان سنة 1305م. فخرجت المنطقة وأُحرقت المكتبات واستبيحت الدماء من الشيعة والتنكيل بهم وأُعمل فيهم السيف وكانت وفاة السيد حسن في سكيك ثم غادرها ولده إلى كرك نوح ،tحسن إبن السيّد نجم الدين األوّل الكسرواني بن السيّد حسين بن السيّد محمد بن السيّد أبي الحسن موسى بن السيّد األمير يوسف الحائري المتوطن في قمهز وقبره فيها .)13( q وكان سيّدنا النجم ممن أجازه الشيخ حسن صاحب كتاب «المعالم» باإلجازة الكبيرة التي ساقها الشيخ المجلسي في «بحار األنوار» وهو اي صاحب «المعالم» نجل الشهيد زين الدين علي العامل ّي الشهيد الثاني (قده). ـ الشيخ علي بن علي بن أحمد العمري لقباً السكيكي وطناً ،العاملي الشامي .لعله كان ممن رافق أجداد ال��س��ادة بيت نجم الدين الموسوي السكيكي الكسروانيين أصالً وقطنوا سكيك معهم والمذكور كان عالماً ف ّذاً معدوداً في األوائل وقد وجد في آخر مخطوطة كتاب «ال���دروس الشرعيّة في فقه اإلماميّة» للشهيد األوّل أبي عبداهلل محمد بن مكي الجزيني العامل ّي المتوفى سنة (786هـ ).تعريفاً بحال النسخة المشار إليها ما يلي :نسخ رديء ،قديمة من أوائل القرن التاسع، نفيسة ،عليها حواشي كثيرة ،وبالغات السماع والمقابلة ،قليل من أوراقها حديثه الكتابة ،أكملها علي بن علي بن أحمد العمري لقباً ،السكيكي ،وطناً، العاملي الشامي في سنة 1099هـ( .كما في الورقة 176 )140ق 29 ،س، .27/5×18/4 رأي في مزارات كسروان: نقل المؤرخ الشيخ طه ياسين الفرضي البقاعي في كتابه المخطوط في الجامعة األمريكيّة وه��و تلميذ الشيخ محمد العيتاوي وكتابه هو :عن وجود ضريح أو م��زار معروف في منطقة كسروان قال في ص :42على رأس جبل من جبال كسروان وعليه المهابة واإلجالل. وهناك قول مشهور متداول لدى أسرة وعائلة آل مشيك الكرام أن هناك في قرية حراجل التي كان يقطنها جدهم األكبر أبو عيسى مشيك qوتعتبر قديماً من أمالكه واقطاعه كما ذكر الخوري زغيب في كتابه «رجوع النصارى إلى جرود كسروان» أ ّن لديهم قوالً أن فيها ضريحاً وفي الذاكرة الشعبية كذلك أنهم علي بن مهزيار (رضوان اهلل من ذرية ِّ عليه) وهو من كبار العلماء الثقات عند أئمتنا المعصومين ،iتحديداً اإلمامين والعسكري ،oوهنا أقول :مع ّ الهادي التيقن من وجود مزار معروف مشهور الري أي لعلي بن مهزيار في ايران في ّ في طهران ،أرجح أنه قد يكون للعلماء األجالء من آل األحواضي(.)14 ـ الشيخ شرف الدين حسين بن نصير الدين موسى بن العود ،جاء في الرياض :فاضل عالم فقيه ،من تالمذة الشيخ محمد بن موسى بن الحسن بن العود ويروي عنه باإلجازة التي كتبها له سادس عشر رجب سنة ( 761إحدى وستين وسبعمائة) قال :ال يبعد أن يكون هذا الشيخ من أجداد إبن العودي المعروف ،أعني تلميذاً للشهيد الثاني. أن المجيز والمجاز له ثُ ّم الظاهر منه َّ أبناء عم ،وأن والد المجاز له أيضاً من العلماء ،فيكون هؤالء من علماء جبل عامل ،انتهى. فالحظ .وهذا من نقل وتعقيب السيّد حسن الصدر في «تكملة أمل اآلمل» في ج ،1ص 150 / 149برقم ،161 ترجمة الشيخ محمد إبن العودي المومى إليه .وترجمناه سابقاً عن الشيخ آقا بزرك الطهراني في الحقائق الراهنة في المائة الثامنة من موسوعته «طبقات أع�لام الشيعة» ص .207ومما جاء فيه أ ّن محمداً بن موسى بن الحسين بن العود ..دون حرف الياء أنه كتب اإلجازة بخطه لشرف الدين حسين بن نصير الدين موسى بن العود في 16 رجب سنة 761ه1359 .م .ونوهنا في ترجمته أنه رأى الشيخ عبداهلل أفندي صاحب «رياض العلماء وحياة الفضالء» إجازة كتبت له بقلم أحد أقاربه ربما أخاه هو محمد بن موسى بن الحسين بن العود مع إسقاط حرف الياء. ناهيك عماّ رويناه عن أهل التراجم إبن العودي الجزيني ال��ذي ترجمه اليونيني والذهبي وإبن العماد وأثنوا عليه وأنّ��ه ممن أقام فترة قصيرة في حلب ومن ثم عاد. وتعقيباً على ما بوبناه ضمن ترجمة الشيخ إبن ملّي رضوان اهلل عليه فممن ترجمه غير واح��د ع��دا من ذكرناه كصاحب «الوافي بالوفيات» ج ،7ص 305عدا الشيخ الذهبي. ومن أعالم بني العود الكرام نقرأ إسم المع كالشهاب الثاقب هو :األديب، العالم ،الشاعر ،المتكلم ،المؤلف، الشيخ إسماعيل بن الحسين العودي، ترجمة الدكتور عمر عبد السالم تدمري في كتابه تراجم العلماء واألعالم في القرن السادس ج ،1ص 90برقم 80نقالً عن األعيان ومُجمل القول أنه حصل فيها تباين في النقل ومزاوجة بين رجلين في شخص رجل واحد والبرهان فارق التاريخين .وحصلت الشبهة مع رجل ثا ٍن هو الشيخ أبو القاسم بن الحسين بن العود نجيب الدين األسدي الذي كانت وفاته سنة 627هـ .بينما صاحبنا كانت وفاته سنة 580هجرية. 17 الهوام�ش: (((1معجم «الأدباء»� ،إر�شاد الأريب �إلى معرفة الأديب ،ج� ،6ص 2710برقم ، 1154 ت�أليف ياقوت الحموي الرومي ،تحقيق الدكتور �إح�سان عبا�س ،طبع دار الغرب الإ�سالميّ ،ط� .أولى �سنة 1993م. (( (2ذيل مر�آة الزمان لليونيني ،ت 726هـ .تحقيق الدكتور عبا�س هاني الجرّاح ،ج ،4من الذيل وج 19من مر�آة الزمان� ،ص ،59ط .دار الكتب العلميّة ،ط� .أولى �سنة 2013م. (((3هو �سيّد مو�سوي من عقب ال�سيّد �إبراهيم المرت�ضى �إبن الإمام مو�سى الكاظم ...tوللتو�سع �أنظر الأ�صيلي لإبن الطقطقي. ((« (4تاريخ دم�شق» ،ج � ،37ص ،387طبع دار الفكر .وج � ،52ص 334ـ ،335رقم .6243 (( (5لباب الأن�ساب والألقاب والأعقاب البن فندق البيهقي� ،ص ،101ج.2 ((� (6أي �شرق الأردن. ((« (7ل�سان الميزان» ،ط .دار �إحياء التراث� ،سنة 1416هـ1995 .م .ج� ،1ص ،594 رقم ،1228ومعجم الم�ؤلفين ج� ،2ص .247 (( (8لباب الأن�ساب ،ج� ،1ص .101 ((« (9الوافي بالوفيات» لل�صفدي ،ج� ،15ص 87ـ .88 ( (1(1انظر كتاب «تاريخ ال�شيعة في لبنان» ت�أليف د� .سعدون حمادة ،ج� ،2ص .335 وكتاب «تاريخ الأ�سر ال�شرقيّة» ت�أليف الم�ؤرخ عي�سى ا�سكندر المعلوف ،ج� ،7ص ،483وقال عنه المعلوف �أنه كان قا�ضي ًا ومتخرج ًا من النّجف الأ�شرف � 30سنة مجتهد ًا وق�ضى بزمن الأمير ب�شير للن�صارى وكان قبله الخ .فالحظ. ( (1(1ذيل «مر�آة الزمان» ج� ،7ص ،104ج� ،1ص ،104طبعة دار الكتب العلمية .وروى عنها �إبن حجر الع�سقالني في الدرر الكامنة ومثله المقريزي في درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة و�إبن كثير و�إبن ف�ضل اهلل العمري و�سواهم كثير. (� (1(1أنظر كتاب «تاريخ الأ�سر ال�شرقيّة» لعي�سى ا�سكندر المعلوف ،ج ،7لبنان البقاع� ،ص ،477طبعة دار ريا�ض الري�س لل�صحافة والن�شر. (� (1(1أنظر مجلة «�إطاللة جُ بيليّة» العدد ال�ساد�س ع�شر 15كانون الأوّل (دي�سمبر) 2014م .الموافق � 23صفر �سنة 1436هـ .مقالة بعنوان «الحديث عن علماء ال�شيعة في ك�سروان» بقلم كاتبه محمد يو�سف المو�سويّ � .ص � ،55صورة وثيقة قديمة جد ًا تحكي تفا�صيل هامة في هذا الجانب. ( (1(1انظر كتاب «تاريخ الملك النا�صر» البن �شداد ،طبعة المعهد الألماني� ،ص ،39وفيات �سنة �أربع و�سبعين و�ستمائة. ((1(1وثيقة هي تتمة ل�صورة �سابقة م�ضت عر�ضناها ما�ضي ًا وهي من كتاب :تعليقة ال�سيّد الفقيه المجتهد الأديب الن�سابة محمد بن ال�سيّد علي بن ال�سيّد حيدر النجمي ال�سكيكي المو�سوي(قده) .على ما جاء في كتاب «زهرة الحقول» المقول في ن�سب ثاني فرعي الر�سول �صاحب الأ�صل هو الن�سابة الفقيه ال�سيّد الجليل زين الدين علي بن �شدقم الح�سينيّ المدني(ر�ض). نظرة على التاريخ الثقافي للشيعة في طرابلس وكسروان في العصور الوسطى بقلم :القا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف محمد عمرو تمهيد 18 الوجود اإلسالم ّي الشيع ّي في طرابلس وبالد جبيل والفتوح ليس هو بالوجود الطارئ أو الغريب في هذه البالد بل هو وجود تاريخي وحضاري قديم مضى عليه اربعة عشر قرناً منذ الفتح اإلسالم ّي لمدينة جبيل بقيادة يزيد بن أبي سفيان في سنة 15هـ .الموافق لسنة 636م. وإفتتاح مدينة طرابلس بقيادة الصحابي سفيان بن مجيب األزدي حوالى سنة 25هـ الموافق لسنة 646م .وقد شارك في ه��ذه الفتوحات بعض الصحابة المعروفين بتشيعهم لإلمام عل ّي بن ابي ذر الغفاري ،حجر بن طالب .tكأبي ٍّ عدي الكندي ،مالك بن الحارث االشتر، ّ عبداهلل بن جعفر بن أبي طالب ،بالل بن رباح ،هاشم بن عُتبة وغيرهم .وبعض القبائل اليمنيّة والحجازيّة العراقيّة المعروفة بتشيعها لإلمام عل ّي،t كقبائل ُخزاعة ،قبائل همدان ،قبائل ربيعة وغيرها .لذلك فالتأييد العظيم الذي ذر الغفاري عند حصلت عليه دعوة أبي ِّ نفيه للبالد الشاميّة في أواخر أيام عثمان بن عفّان كان نتيجة لسبق التشيّع لهذه ذر لهذه البالد. البالد على مجيء أبي ِّ إذ تتلخص تلك الدعوة بالرجوع إلى وسنَّة رسوله محمد،w كتاب اهلل تعالى ُ وبإرجاع أمور المسلمين إلى من اختاره اهلل ورسوله في غدير ُخم وليَّاً وخليفة للمسلمين .وإلى العدالة بين المسلمين ومحاربة الّذين يكنزون الذهب والفضة وال ينفقونها في سبيل اهلل وهذا ما اقلق بال معاوية بن أبي سفيان وجعله يطلب ذر إلى من عُثمان بن عفان إرجاع ابي ِّ الحجاز كما دفع بمعاوية وخلفائه من بني أُميّة يسارعون للقضاءِ على جيوب التشيع في هذه البالد ،وكذلك كان العباسيون أوفياء لسياسة معاوية في هذا القلق وفي تلك السياسة(.)1 وفي كتاب «لبنان من قيام الدولة العباسيّة حتى سقوط الدولة األخشيديّة» للدكتور عمر عبد السالم تدمري ،تكلّم فيه عن جبل لبنان وأنّ��ه كان مقصداً للزهاد والمتصوفة ويذكر منهم «:بشر بن الحارث ،أبو نصر المعروف بالحافي الصالح الزاهد المشهور ،أصله من مدينة مرو بخراسان ،وسكن بغداد .وقد خرج في سياحة للعبادة فطاف في جبال «لبنان» ولقي بها «عليَّا الجرجرائي» على عين ماء والمتوفى في بغداد سنة 227ه��ـ »( .ع��ن المصدر ،ص 177ـ .)178والمعروف في المصادر الشيعيّة أنّه كان من أصحاب وتالمذة اإلمام موسى بن جعفر الكاظم ،oكما ذكر من هؤالء الزهاد «أحمد بن أبي الحواري التغلبي الغطفاني ،أحد مشاهير العلماء الزهاد والعباد المذكورين ممن عُرف بالحديث، أصله من الكوفة ،ثُ ّم قام بسياحة إلى لبنان فطوّف بين بعلبك وجبيل وبيروت وص��ور والتقى بشيوخها فأخذ عنهم الحديث .ثُ ّم عقد مجالس الحديث في المدن اللبنانيّة وتوفي سنة 246هـ» عن نفس المصدر بتصرف ص.175 : أـ أيام الفاطميين واألي��ام الذهبيّة للتشيع في هذه البالد بشكل خاص وبالد الشام بشكل عام كانت أيام الفاطميين الّذين بسطوا نفوذهم على هذه البالد منذ عام 367هـ. الموافق 977م .ولغاية سقوط طرابلس بأيدي الصليبيين بعد حصار دام قرابة عشر سنوات في سنة 502هـ .الموافق 1109م .وكانت جبيل التابعة لبني عمّار قد سقطت بأيدي الصليبيين قبل ذلك في عام 496هـ .الموافق لعام 1102م. [«وبلوغ الشيعة االثني عشرية عصرهم الذهبي أيام الفاطميين كان أيام حكومة بني عمّار التي تعود أصولها إلى قبيلة كتامّة المغربيّة األفريقيّة .وقد جاء بنو عمّار إلى طرابلس من قبل الفاطميين في مصر كقضاة ،ثُ ّم اصبحوا بعدها امراءها فمنهم أمين الدولة أبو طالب الحسن بن عمّار ،المتوفى سنة 464هـ .ثُ ّم جالل الملك أبو الحسن عل ّي بن عمّار المتوفى سنة 492هـ .ثُم فخر الملك عمّار بن محمّد بن عمّار المتوفى حوالى سنة 514هـ .وأبو المناقب شمس الملوك أبو الفرج محمد بن عمّار المتوفى سنة 501هـ. كان إستقالل بني عمّار بطرابلس سنة 462هـ1070( .م) وكانت إمارتهم تمتد حتى تخوم بيروت من جهة وحتى ُّ وتمتد من أرباض انطاكية من جهة ثانيةُّ . نواحي جبلة في سوريا إلى قلعة صافيتا وحصن األكراد والبقيعة .وفي لبنان حتى الهرمل والضنيّة وجبة بشري وبالد العاقورة شرقي بالد جبيل. وكانت جونية من أعمال طرابلس في عصر الخطيب البغدادي ،المتوفى سنة 463هـ .والذي زار طرابلس سنة 362هـ. (.]»)2 [« وق��د عني ج�لال ال��دول��ة الذي استمر في الحكم زهاء ثمانية وعشرين َّ عاماً بإمارته التي عظم شأنها ونشطت تجارتها كما عني بدار العلم ومكتبتها عناية فائقة ،وجعل لطالب العلم فيها رواتب وفرّق على أهلها ذهباً ،وجعل لها نظاراً يتولون القيام بذلك حتى عُرفت طرابلس بدار العلم. وكان شعراء الشام يفدون لمدح أمراء بني عمّار ونيل جوائزهم فيلقون الترحيب والتكريم ،وكثرت حلقات التدريس وازدحمت المدينة بأشهر االعالم ،من أدباء وفقهاء وشعراء ولغويين من الّذين يفدون إليها من كل مكان .ويقول ستيفن نسيمان ،في كتاب « تاريخ الحروب الصليبيّة» عن مكتبة دار العلم في طرابلس «إنها أصبحت أروع مكتبة في العالم. ويقول الرحالة الفارسي ناصر خسرو الذي زار طرابلس في القرن الخامس الهجري الموافق للحادي عشر الميالدي ّ عن طرابلس «وللسلطان بها سفن تسافر إلى بالد الروم وصقلية والمغرب للتجارة» (.]»)3 [« وقد إشتهرت إم��ارة بني عمّار بالغنى والثروة من خالل زراعة قصب السكر وتصنيعه وتصديره إلى أوروبا، وكذلك تصنيع الورق والزجاج والصابون وحياكة النسيج وتصنيع الزيت وتصديره مع الزيتون إلى مصر والمغرب واألندلس وإلى صقلية وأوروبا .ومن اشهر العلماء الّذين هاجروا إليها واستوطنوها من علماء ايران ومن علماء العراق من حوزة الشيخ المفيد والسيّد المرتضى في بغداد أيام الحكم البويهي في ايران والعراق حسب ما أوردهم الدكتور عمر عبد السالم تدمري في أطروحته عن طرابلس بتصرف1«[:ـ ِف أبو اسحاق التستري الزاهدُ ،عر َ بالبلوطي وهو من رجال الحديث وحدّث بدمشق وطرابلس عن المحدّثين من أهل تستر والمتوفى سنة 350هـ. 2ـ ابراهيم بن الحسن األباني، الشيخ أبو الفضل الطرابلسي من علماء القرن الخامس الهجري ق��ام بشرح المسائل الطرابلسيّة التي وضعها السيّد المرتضى مرجع اإلماميّة في العراق وإيران وبالد الشام ،لحاجة الناس إليها. 3ـ أحمد بن أبي عمران ،أبو الفضل الهروي أصله من هُراة وهي من أشهر م��دن خ��راس��ان قصد طرابلس وأخ��ذ الحديث فيها عن خيثمة بن سليمان. 4ـ أحمد بن الحسين بن حيدرة ،أبو الحسين ،يعرف بابن خراسان الطرابلسي كان من شعراء طرابلس الكبار .هجا في شعره أمير طرابلس فخر الملك بن عمّار، كما هجا أخاه جالل الملك ،فأمر فخر ِب حتى مات. َضر َ الملك بضربه ،ف ُ 5ـ أحمد بن الحسين بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الشاعر المعروف بالمتنب ّي وهو من أهل الكوفة وقد جاء إلى طرابلس سنة 336هـ .وهجا األمير أبو يعقوب األعور وهو إبراهيم بن كيغلغ بقصيدة مؤلفة من 37بيتاً بعد أن طلب منه المديح فلم يقبل بذلك وهرب منه، منها قوله: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة يَن َعمُ والنّاس قد نبذوا الحفاظ فمطلق وعاف يندم ينسى الذي يولى ٍ إلى أن يقول: أرسلت تسألني المديح سَفاه ًة ص��ف��راءُ أُض��ي � ُق م��اذا أزع��م وكان غلمان ابن كيغلغ قتلوه بجبلة من ساحل الشام ،وورد الخبر إلى أبي الطيب وهو بمصر فقال قصيدة مطلعها: قالوا لنا مات اسح ٌق فقلت لهم الحمق ُشفمن ُ هذاالدواءُالذيي ِ أسف أو إن مات مات بال فقد وال ٍ عاش عاش بال ُخل ٍق وال خل ِق 6ـ عبيداهلل بن خراسان وهو من وجهاء طرابلس ورجاالتها الكبار وقد مدحه المتنبي. 7ـ 8القاضي أحمد بن عبد الرحمن (أبو عصمة) اللخمي أصله من الكوفة سكن بالرقة وإليها ينسب جده القاضي ابو حسين قاضي حلب أيام سيف الدولة الحمداني .وانتقل أبو عصمة هذا إلى طرابلس وتولى القضاء بها وتولى عمه عبد الحميد بن علي قضاء جبيل أيضاً أيام بني عمّار. 9ـ أحمد بن عبداهلل بن أحمد بن اسحاق بن موسى بن مهران ،أبو نعيم االصبهاني ،الحافظ الصوفي االحول .من كبار رجال الحديث ،ومن المؤرخين وله تصانيف مشهورة منها «حلية األولياء» في مجلدات كثيرة. 10ـ أحمد بن عثمان بن حكيم بن ذبيان ،أبو عبداهلل األزدي الكوفي وهو من علماء الحديث روى عنه البخاري في صحيحه وغيره من العلماء. 11ـ أحمد بن محمد بن ابراهيم سلفة ،أبو طاهر السلفي االصبهاني الحافظ المحدّث. 12ـ أبو عمرو المديني االصفهاني المعروف بابن نهيك من رجال الحديث واألدب وله رحلة لسماع الحديث. 13ـ أبو علي الفارسي وهو أحمد بن عبد الغفار الفارسي من أئمة النحو وصاحب تصانيف كثيرة في النحو واللغة وله ثالثة وعشرين مُصنَّفاً. 14ـ الداعي بن زيد بن علي بن الحسن االفطسي الحسين ّي اآلوي من أعالم القرن الخامس الهجري وهو من تالمذة السيّد المرتضى والشيخ الطوسي وسالّر في بغداد وروى عن القاضي عبد العزيز بن البرّاج الطرابلسي .والتق ّي الحلبي جميع كتبهم وتصانيفهم. 15ـ زيد بن علي بن عبداهلل الفارسي، 19 20 ابو القاسم الفسوي النحوي اللغوي كان فاضالً عالماً عارفاً بعلوم كثيرة وشرح أيضا كتب أبي علي الفارسي اآلنف الذكر. 16ـ سعد بن علي بن محمد بن أحمد ،أبو الوفاء النسوي القاضي. 17ـ عبد الجبار بن عبداهلل بن علي المقري الرازي ،المفيد ابو الوفا قرأ ّ عليه في زمانه السادة والعلماء ،وقد قرأ هو على الشيخ الطوسي جميع تصانيفه في بغداد ،وقرأ على سالّر ،كما قرأ هو أيضاً على قاضي طرابلس عبد العزيز بن البرّاج .له تصانيف بالعربيّة والفارسيّة في الفقه. 18ـ الوزير عبد الرحمن بن علي بن عبد الملك بن بدر الهيثم اللخمي أبو الهيثم أديب فاضل ،وزر لسعد الدولة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة الحمداني بحلب .وهو من بيت اشتهر بالعلم واألدب فإبنه ولي قضاء طرابلس. ُلي قضاء وأخوه عبد الحميد بن علي و ُّ جبيل كما تقدم آنفاً .ودراسة حياة هذا الوزير تساعدنا على معرفة العالقات الوديّة التي كانت تربط بين إمارتي بني عمّار في طرابلس وإمارة بني حمدان في حلب. 19ـ عبد السالم بن محمد بن يوسف القزويني ،أبو يوسف من رجال الحديث في طرابلس. 20ـ محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو ،أبو الحسن البغدادي ذكره الخطيب البغدادي فقال »:كتب إلي أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي، وحدثنيه عبد العزيز بن أحمد الكتاني عنه قال :أبو الحسن مُحمّد بن أحمد بن مُحمّد بن عمرو البغدادي إمام جونية وخطيبها في سنة 341هـ .قال :نبأنا جبارة بن المفلس عن كثير يعني ابن سليم ـ عن أنس أن النبيّ ،wقال »:نعم اآلدام الخل» .وجونية من أطرابلس (عن تاريخ بغداد ،ج.)4(»1 كما ذكر الدكتور تدمري أيضاً ،الّذين نبغوا في طرابلس وأهمهم قضاتها العلماء من آل عمّار الّذين ذكرهم المؤرخ السيّد حسن األمين آنفاً [« ثم ذكر أقطاب علماء الشيعة في طرابلس وهم: 1ـ محمد ب��ن علي ب��ن عثمان الكراجكي ،أبو الفتح :شيخ الشيعة في بالد الشام أقام بطرابلس مدّة واتصل ببني عمّار ووضع كتاباً الحدهم وهو أبو الكتائب ابن عمّار بإسم «عدّة البصير في حج يوم الغدير وهو جزء واحد من 200ورقة ،تتلمذ في بغداد على السيّد المرتضى نقيب العلويين في بغداد له عدّة كتب جليلة وقد توّسع آقا بزرك الطهراني في ترجمته وقال عنه أنّه من أقدم فالسفة الشيعة في لبنان توفي في صور في ربيع اآلخر سنة 449هـ. 2ـ عبد العزيز بن البرّاج الطرابلسي القاضي ،ويقال ابن نحرير ،أبو القاسم: من قضاة طرابلس في عصر بني عمّار. قيل أنّ��ه تولى قضاء طرابلس عشرين سنة أو ثالثين تلقى العلم على يدي الشريف المرتضى ببغداد له مُصنفات عديدة أهمها« :المهذب»« ،المعتمد» ، «الروضة» و «الكامل في الفقه» وغيرها. 3ـ أسعد بن أحمد بن أبي روح، ابو الفضل القاضي الطرابلسي .من اكابر قضاة طرابلس وعلمائها ـ تتلمذ على يدي القاضي ابن البّراج الطرابلسي .كان ابن ابي روح رأساً للشيعة في بالد الشام .وقد عقدت له حلقة االقراء ،وانفرد بالشام وطرابلس وفلسطين بعد شيخه ابن البّراج جلس لتدريس الفقه الشيعيّ. 4ـ عبد العزيز بن أبي كامل ،القاضي عز الدين الطرابلسي من أعالم طرابلس في القرن الخامس الهجري .تلقى العلم على الكراكجي المتوفى سنة 449هـ .كما تلقى العلم أيضاً على يدي قاضي طرابلس عبد العزيز بن البراج(.)5 5ـ اسماعيل بن ابراهيم بن العباس الحسينيّ ،أبو الفضل فخر الملك، يعرف بالشريف أبي المجد بن أبي الجن من رجال القضاء في طرابلس. 6ـ الشاعر واألديب أحمد بن محمد علي بن يحيى بن صدقة التغلبي بن ِّ المعروف بإبن الخياط عاش في طرابلس عشر سنوات تقريباً كان من شعراء بني عمّار المشهورين. 7ـ الشاعر واألديب أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي الدمشقي الملقب بعين الزمان ومن أشهر شعراء طرابلس المولود في طرابلس سنة 473هـ. .8ع��ل��ي ب��ن مقلد ب��ن منقذ ،أبو الحسن ،األمير سديد الملك أمير قلعة شيزر .وقد أقام أمراء شيزر من آل منقذ في طرابلس وكانوا من فحول الشعراء ورجال األدب والسياسة والفروسيّة ومنهم األمير أسامة بن منقذ. 9ـ سلطان بن منقذ :أمير شيرز .له أشعار حسنة ،وجهاد ضد الصليبيين. مدحه الشاعر الطرابلسي ابن منير .وتوفي سنة 543ه. 10ـ محدّث الشام خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن داود بن خيثمة الطرابلسي من كبار محدثي الشام وثقاته والمتهم بالتشيع ألهل البيت ،tعند بعضهم .ولكنهم أخذوا برواياته واعتبروه من أقران النسّائي في هذا العالم .ولد في ()6 طرابلس سنة 250ه. ب ـ مع أهل طليلة األندلسية قال المؤرخ العالّمة السيّد حسن األمين«[:وعندما سقطت طليطلة في األندلس ،في أيدي القشتالين ،سنة 478ه1085( .م) يبدو أنه هاجر فريق من علمائها إلى طرابلس ،وكان منهم أحمد بن محمد ابو عبداهلل الطيلطلي، فاحتضنه بنو عمّار وجعلوه متولياً لدار العلم .إذ كانوا يختارون للنظر في أمورها كبار رجال العلم ،من أمثال :الحسين بن بشر واسعد بن أبي روح وغيرهما من أمثالهما(.]»)7 ج ـ مع مصر الفاطميّة كما أ ّن لطرابلس الفضل على مصر الفاطمية وتزويدها بخيرة رجاالتها وعلمائها فقد ذكر الدكتور التدمري في أطروحته ثالثة رجال من ال��وزراء القادة ،وهم «:بدر الجمالي :رجل العلم والسياسة ،المعروف بـ أمير الجيوش في ُلي دمشق للمستنصر مصر الفاطميّة :و َّ الفاطمي سنة 455هـ .ثُم أصبح الوزير األوّل بمصر وفاقت سلطته سلطة الخليفة. وخلفه ابنه األفضل الملقب أيضاً بـ «أمير الجيوش» ،ووزر مدة طويلة في مصر، وكان بدر الجمالي مملوكاً لبني عمّار بطرابلس. اب��ن زري��ق األطرابلسي :العالم األدي��ب .كان عالماً بالهندسة وتسيير الكواكب والفلك .ول��ه شعر حسن. وقد درس عليه الشاعر المشهور ابن القيسراني ،وحقق كتاباً في النجوم. كما أخذ العلم عنه كثير من التالميذ. وتوفي سنة 516هـ .وكان جدّه يتولى الثغور الفاطميّة في عصر الخليفة الطائع هلل ،الذي مدحه أبو الطيب المتنبي في ديوانه. طاهر بن زير االطرابلسي :الكاتب ولي الوزارة في في ديوان اإلنشاء .والذي َّ ()8 مصر للمتنصر الفاطمي سنة 459ه. ولو اردنا أن نورد باقي أسماء القضاة وال��رواة والشعراء والرحالة والبحارة والقادة واالبطال الكبار الّذين أخرجتهم طرابلس في أيام بني عمّار والّذين ذكرهم التدمري في كتابه اآلنف الذكر لبلغ بنا المقام كبيراً ال نستطيع إيراده في هذه العجالة»]. بعد سقوط دولة بني عمّار لقد كان لسقوط دولة بني عمّار آذان بافول نجم االمبراطوريّة الفاطميّة في بالد الشام في سنة 502ه��ـ .الموافق لسنة 1102م .بعد حكم دام مائة وخمسة وعشرين عاماً تقريباً. وافول نجم العلم والفضل والثقافة عن طرابلس وجوارها .وكانت هجرة العلماء والقضاة والشعراء واألم��راء قبل سقوط طرابلس أو بعدها على الشكل التالي: 1ـ إلى مدينة صور وجوارها كالفقيه الشيخ ابي عبداهلل الحسين بن هبة اهلل الطرابلس المتوفى في صور سنة 449هـ ( )9وغيره من العلماء. 2ـ إلى دمشق حيث هاجر إليها األمراء من آل عمّار والشعراء أمثال ابن منير الطرابلسي .والشاعر الدمشقي الكاتب أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي المعروف بابن الخياط المتوفى في دمشق سنة 517هـ وغيرهم. 3ـ إلى مصر حيث هاجر إليها معظم السادة األشراف من ذريّة عُمر بن الحسن األفطس بن علي االصغر ابن اإلمام زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب ،)10( tوغيرهم من العلماء كالحافظ أحمد بن محمد بن ابراهيم سلفة ،ابو طاهر السلفي االصبهاني(.)11 4ـ إلى مدينة بيهق اإليرانيّة. كالسيّد محمد بن إبراهيم بن جعفر بن هبة اهلل وهو من ذريّة الحسين األصغر بن اإلمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،tالمعروف بإبن الطرابلسي نزح من طرابلس عند احتالل الصليبيين لها في القرن السادس الهجري لها مع أبيه وأسرته وعفيفة بنت طارق بن سنان القرشي المعروفة بست الدار وغيرهم(.)12 وهناك هجرات أخرى لعلماء طرابلس واساطينها إلى بغداد واصفهان والري وغيرها من بالد .والحديث عنها طويل. والذي يعنينا بالبحث هو الهجرة إلى جبال كسروان المعروفة بمنطقة الجبل الموسوي ّ أو الجرد ،قال السيّد محمد في بحثه »:أسعد بن عُمر بن مسعود الجبلي من علماء الشيعة اإلماميّة، مؤلف يعرف بالجبلي ،بفتح الجيم والباء الموحدة ،قال ابن أبي طيء: أخذ عن أبي الفضل أسعد بن أحمد بن أبي روح الطرابلسي .وصنّف في الرد على اإلسماعيليّة والنصيريّة( )13وغيره من العلماء .وتصدى الشيخ أسعد بن عُمر بن مسعود الجبلي إلى عقائد اإلسماعيليّة يدل على أن بعض والنصيريّة وشبهاتهم ُّ الفئات القليلة من أهالي طرابلس ومن ث َُّم أهالي كسروان كانوا يعتقدون بتلك البدع والشبهات. أن الباحث السيّد محمد هذا كما َّ الموسوي في بداية حديثه عن علماء أن الشيعة في كسروان القديمة اعتبر َّ قاضي طرابلس أبو الفضل أسعد بن أبي روح الطرابلسي هو رأس الشيعة في بالد الشام ومرجعهم وكذلك كان األب األوّل للشيعة في جبال كسروان من خالل طالبه(.)14 ه ـ أيام الصليبيين وق��د هاجر بقايا أهالي طرابلس ومعظمهم من الشيعة اإلماميّة إلى جبال كسروان كما يقول بذلك القاضي الدكتور الشيخ محمد جعفر المهاجر وذلك لسببين ،األوّل «[:نقض القوات الصليبية للعهود التي قطعوها ألهالي طرابلس كما تكلّم عن ذلك ابن األثير في أحداث سنة 503هـ .حيث قاموا بنهب ما فيها وأس��روا الرجال وسبوا النساء قاصدين بذلك تهجير السكان وإذاللهم وإفقارهم. ثانياً :إ ّن منطقة كسروان وجوارها ذات طبيعة جبليّة يعسر فيها العيش وتحصيل أسبابه غير أن الحافز لقصد هذه الجبال هو طلب األمن واإلبتعاد عن الخطر .وقد أعطتهم هذه الجبال ذلك مع وافر العيش الكريم من خالل وديانها وينابيعها .كما نجحوا في تنظيم حياتهم وفقاً لمعتقداتهم .وانتجوا حركة ثقافيّة فكرية ما ،ممّا نفهم منه أنّهم حملوا معهم بذور ما انتجوه من فكر وثقافة .وإالّ كان يجب أن يكون من المستحيل عليهم تحقيق ما حققوه في الميدان الثقافيّ. وهذا دليل ظرفي آخر على أنّهم جاؤوا من مجتمع متطور ثقافياً ،بالمقاييس الذاتيّة ،األمر الذي يعود أيضاً إلى نظريّة األصل الطرابلسي(.)15 كما هاجر إليهم وسكن بين ظهرانيهم بعد أكثر من مائة عام تقريباً .السادة الموسوي من كربالء ّ األش��راف من آل وبغداد بعد سقوطها بأيدي المغول سنة 656ه��ـ .الموافق 1258م .وسكنوا في قرية قمهز الكسروانيّة ونبغ منهم علماء 21 22 كبار منهم1«[ :ـ األمير الشريف السيّد الموسوي المولود في كربالء ّ يوسف والمهاجر إليها مع أوالده وبني عمومته من كربالء وبغداد بعد سقوطها بأيدي المغول سنة 656هـ .وكذلك نبغ أوالده السيّد محمد والسيّد موسى والسيّد جعفر. 5ـ الرئيس السيّد تاج الدين أبو الموسوي وهو جد آل أبو الحسن ّ الحسن وآل شرف الدين وآل الصدر وآل نورالدين في جبل عاملة وتوفي السيّد ابو الحسن في قمهز وقبره موجود بها وذلك في القرن السابع الهجري(.]»)16 كما هاجر أيضاً السادة األشراف من آل الحسين ّي إلى بلدة قمهز اآلنفة الذكر واستوطنوها مع بني عمومتهم من آل الموسوي ونبغ منهم: ّ 6ـ الشريف ابراهيم بن اسماعيل ب��ن المحسن الحسين ّي العراقي. وغيرهم(.]»)17 7ـ )8الشيخ مخلص الدين المبارك بن يحيى بن مقبل الغسّاني الحمصي وهو من أعالم الشيعة في جبل لبنان المتوفى سنة 658هـ1259 .م .وكان قد هرب إلى الجبل من التتار المغول أثناء هجومهم على بالد الشام .كما كان له شقيقان عالمان أحدهما :الشيخ جمال الدين محمد بن يحيى وك��ان شاعراً أديباً(.)18 9ـ الشيخ أحمد بن الشيخ اإلمام الفقيه العالم جمال الدين عبداهلل بن عبد الملك بن أبي أسامة الحلبي الشيخ اإلمام العالم الفاضل ،مفيد الدين توفي في حراجل من جبل لبنان والمتوفى شاباً سنة 656هـ (.)19 10ـ الشيخ أحمد بن محسن بن مل ّي االنصاري البعلبكي والمتوفى في بلدة بخعون في جبل الضنية شمال جبل لبنان وكانت وفاته سنة 699هـ (.)20 11ـ الشيخ الحسن بن أحمد بن يوسف الكسرواني المعروف بابن العشرة الكسرواني الفقيه الكبير أبو علي الكسرواني ث ّم الكركي المعروف بابن العشرة .كان من أجلة علماء اإلماميّة فقيهاً متكلماً ،ذا زهد وتألق له أساتذة درس عليهم وكذلك له طالب درسوا عليه في الكرك وفي غيرها وهم من األقطاب والعلماء الكبار المتوفى سنة 868ه. الموافق 1457م .تكلّمت عنه كتب الرجال الشيعيّة بالتفصيل(.)21 12ـ وم��ن فقهاء بني ع��ود علماء الشيعة في كسروان أيام الحكم الصليبي للسواحل اللبنانيّة وقد هاجر بقاياهم إلى حوزة كرك نوح وإلى جبل عامل ...وكان من اشهر الباقين منهم الفقيه الجليل شيخنا الحسين بن موسى ابن العود، كان حياً سنة 661هـ1359 .م. 13ـ مفيد الدين األحواضي الشيعي المتوفى عام 674هـ .الموافق لعام 1275م. بقرية حراجل وقد قارب األربعين .قال الصفدي عنه « ك��ان عالمة في علم األصول وعلم المنطق والعلوم الحكميّة وتصدّر وصنّف .كان اشتغاله في علم األصول على والده وفي علم المنطق على الشيخ شمس الدين خسروشاهي العجمي والشيخ فخر الدين بن البديع البندهي» الوافي بالوفيات للصفدي ،ج،2ص 139 ـ (.140إطاللة ُجبيلية عدد.)16 14ـ الشيخ أحمد بن علي بن معقل أبو العباس االزدي المهلبي الحمصي العز األديب رواه الذهبي وأفرد له باباً ومجاالً ووصفه بوافر العقل ..مات في الخامس والعشرين من ربيع األوّل سنة 644هـ( .إطاللة ُجبيليّة عدد.)16 : 15ـ موالنا محمد بن المبارك بن مقبل بن الحسن األديب الرئيس .جمال الدين الغسّاني الحمصي الشاعر كان أبوه وزيراً أيام بني عمّار (إطاللة ُجبيليّة عدد.)16: أيام المماليك وأي��ام المماليك كانت في كسروان من سنة 705هـ .الموافق لسنة 1305م. ولغاية السيطرة العثمانيّة على هذه البالد سنة 922هـ .الموافق لسنة 1516م .وقد تكلّمت عن ذلك في مجلة «العرفان» المجلد الثاني والسبعين ،العدد األوّل الصادر في كانون الثاني 1984م .تحت عنوان :نظرة على حاضر الشيعة في بالد جبيل وكسروان» تحت عنوان «[ :في أيام المماليك والحملة األولى التي قام بها مماليك دمشق على الشيعة في جبال كسروان بقيادة األمير بيدرا وبجيش كبير كانت سنة 692هـ 1291م .غير أ ّن كثرة عدد الشيعة وقوّتهم ومنعة بالدهم ووعورتها واستماتتهم في حروبهم بالدفاع عن عقيدتهم حيث كان شعارهم :مُت وليّاً لعل ّي ـ مُت متوالياً على ُح ِّب عل ّي ـ ك ّل هذا ساعدهم للدفاع عن أنفسهم وجعل األمير بيدرا يطلب ودّهم والتفاهم معهم .ونتيجة لذلك كان إطالق سراح المسجونين منهم في دمشق والخلع على أعيانهم في كسروان. هذا التفاهم الذي حصل بينهم وبين المماليك وكان به حقناً لدماء المسلمين لم يعجب آل تنوخ جيران الشيعة في الجبل وبيروت والّذين يرغبون دائماً بالسيطرة والهيمنة على الكسروانيين .كما أنّه لم يعجب بعض أم��راء دمشق .ممّا جعل أولئك الحاقدين يدسّون على األمير بيدرا الدسائس ويتهمون الشيعة بالتعامل مع المغول والصليبيين. هذه الدسائس أدّت إلى إصدار فتوى من ابن تيميّة باستباحة دماء شيعة كسروان وجبال لبنان وإلى مرافقته لجيش دمشق.. كما قد رافق الجيش الدمشقي في مهمته جيوشاً أخرى أتت من فلسطين وطرابلس وشارك بها أمراء الشوف وبيروت من آل تنّوخ مع عشائرهم وأنصارهم .وكانت هذه الواقعة الكبرى والملحمة العظمى في يوم االثنين من شهر مُحرّم الحرام سنة 705هـ1305 .م .وكان نتيجتها القضاء على الوجود اإلسالم ّي الموالي آلل محمد ،wفي جبال لبنان بشكل عام وفي كسروان بشكل خاص. وبقايا الشيعة الذين بقوا في كسروان بعد هذه الواقعة كآل المقدّم وآل المستراح وغيرهم عاشوا التقيّة على مذهب اإلمام الشافع ّي وبقوا على ذلك إلى أيام الشهيد األوّل الجزين ّي العامل ّي المستشهد سنة 786هـ في دمشق ،على ما ذهب إليه المرحوم الدكتور محمد علي مكّي في كتابه «لبنان منذ الفتح العرب ّي حتى الفتح العثمانيّ» وقد أتى المماليك بالقبائل التركمانيّة وأسكنوها في ك��س��روان وف��ي القرى الساحليّة حفظاً لها من الفرنجة ..وقد نبغ من هذه القبائل آل عسّاف ..الّذين اتخذوا غزير مركزاً لهم وقاعدة لبالد كسروان»](.)22 وقد هاجر علماء الشيعة وغيرهم الموسوي وآل ّ من آل عود والسادة آل الحسين ّي( )23إلى جزين في جبل عامل وشاركوا في تأسيس حوزة جزين وإلى قرية سكيك في جبل الشيخ القريب من منطقة الجوالن السوريّة وإلى بعلبك حيث تولى علماء آل الموسوي نقابة األشراف وكان أولهم 1ـ نقيب األشراف السيّد حسين بن موسى الموسوي الكسرواني وولده السيد علي وحفيده السيد علوان وهو أشهرهم وأعلمهم والمتوفى في بعلبك سنة 945هـ .عن تاريخ بعلبك للدكتور حسن نصراهلل الطبعة الثانية ،ج ،2ص 222ـ 223بتصرف» .وإلى كرك نوح وشاركوا في تأسيس هذه الحوزة كما كان لهم دو ٌر رائ ٌد في النب ّي شيث والنب ّي ايليا ()24 في البقاع وغيرها من بالد. خالصة المقال: إ ّن التشيع أله��ل البيت(عليهم السّالم) ،في بالد الشام لم يكن نزوة عابرة أو خطة شعوبيّة أو حلماً من أحالم الفرق الباطنيّة كالقرامطة وسائر الفرق الباطنيّة .وإنما كان نتيجة لجهود بعض صحابة رسول اهلل ،wكابي ذ ّر الغفاري وحجر بن ع��دي الكندي ومالك بن الحارث األشتر وغيرهم ممن شاركوا في الفتوحات اإلسالميّة لهذه البالد وكذلك لبعض القبائل العربيّة التي شاركت واستوطنت هذه البالد كقبائل خزاعة وهمدان وربيعة وغيرها. ولجهود القضاة العلماء األم��راء من قبيلة كتامة المغربيّة مؤسسي إمارة بني عمّار في طرابلس الّذين استعانوا بطالب ح��وزة الشيخ المفيد والسيّد المرتضى في بغداد أيام الحكم البويهي وفتحوا ذراعيهم لجميع علماء المسلمين من مختلف المذاهب اإلسالميّة .وبذلوا لهم المال واألم��ن وحرية البحث ولم يتدخلوا في شؤونهم المذهبيّة .كما أن أوروبا تعلّمت من الطرابلسيين صناعة الزجاج والورق والسكر والنسيج والزيت والصابون والتجارة وغيرها من علوم .كما أن الطرابلسيين عندما هاجروا وهربوا إلى جبال كسروان حافظوا على إسالمهم ومواالتهم ألهل البيت ،iوعلى ثقافتهم مدّة مائتي عام حتى كادت بالدهم موضع حسد من جيرانهم آل تنوخ في الجبل وبيروت والّذين تآمروا عليهم مع مماليك دمشق ومصر. وبعد سقوط كسروان سنة 705هـ الموافق لسنة 1305م .كان علماءهم الّذين هربوا من المجازر والّذين ترأسوا حوزة جزين في جبل عامل وحوزة كرك نوح في البقاع ونقابة األشراف في بعلبك خير شاهد على أنَّهم كانوا خير ورثة لحضارة دولة بني عمّار الفاطميّة في طرابلس. الهوام�ش: ((� (1صفحات من ما�ضي ال�شيعة وحا�ضرهم في لبنان ،للقا�ضي د .عمرو� ،ص 13ـ 14 بت�صرف. (( (2نفس المصدر بتصرف. (( (3مجلة «المنهاج» العدد الأول ،ال�سنة الأولى1996 ،م .مقالة للم�ؤرخ ال�سيّد ح�سن الأمين، �ص ،163بت�صرف. (( (4راجع الحياة الثقافيّة في طرابل�س ال�شام خالل الع�صور الو�سطى ،للدكتور تدمري. (( (5نف�س الم�صدر ال�سابق بت�صرف .والمق�صود بال�سلطان هنا �أي كان للخليفة الفاطمي بم�صر ا�سطو ًال تجاري ًا كانت طرابل�س من �أهم قواعده التجاريّة في البحر الأبي�ض المتو�سط. (( (6نف�س الم�صدر ،من �ص � 75إلى �ص 315بت�صرف. (((7مجلة «المنهاج» العدد الأول ،ال�سنة الأولى .1996 (( (8الحياة الثقافية في طرابل�س ال�شام خالل الع�صور الو�سطى للدكتور تدمري� ،ص .33 (( (9نف�س الم�صدر ال�سابق بت�صرف. ( (1(1مجلة «�إطاللة جُ بيليّة» العدد ،17ال�صادرة في 7نيسان 2015م .بت�صرف. ( (1(1نف�س الم�صدر ال�سابق بت�صرف ( (1(1نف�س الم�صدر بت�صرف. ( (1(1نف�س الم�صدر. ( (1(1راجع العد 16من مجلة «�إطاللة جُ بيليّة» .ال�صادرة في كانون الأوّل 2014م� .ص 55 ـ .56بت�صرف. ((1(1راجع «الت�أ�سي�س لتاريخ ال�شيعة في لبنان و�سوريا» ،للقا�ضي ال�شيخ المهاجر ،من�شورات دار المالك ،بيروت ـ الطبعة الأول��ى ،1992جبل لبنان من �ص 148ولغاية 152 بت�صرف. (�« (1(1إطاللة جُ بيلية» العددان 13ـ 14ال�صادر في � 10شباط 1414م .من �ص 84ولغاية �ص 86بت�صرف. ( (1(1نف�س الم�صدر ،العدد 15ال�صادر في 16حزيران 2014م� .ص 8بت�صرف. ( (1(1نف�س الم�صدر ،العدد 116ال�صادر في 15كانون �أوّل 2014م� .ص 56بت�صرف. ( (1(1نف�س الم�صدر� ،ص 57بت�صرف. ( (2(2نف�س الم�صدر بت�صرف. ( (2(2نف�س الم�صدر بت�صرف. (� (2(2صفحات من ما�ضي ال�شيعة وحا�ضرهم في لبنان للقا�ضي عمرو� ،ص 17ـ 18 بت�صرف. ((2(2ج��اء في ت��اري��خ الأ��س��ر ال�شرقيّة للأ�ستاذ عي�سى ا�سكندر المعلوف ،عن ال�سادة الح�سينيين في �أوائل ايام العثمانيّة «[:ثُمّ حدث لهم في قمهز حادث �أدّى �إلى ذبحهم يقال( ...حتى لم يبق منهم �إال كهل واحد يدعى ال�سيد ح�سين و�أوالد رباهم هذا ال�سيد كانوا �أربعين ولد ًا يتيم ًا ذُ بح �أهلهم .وقبره م�شهور في قمهز يزوره الم�صاب بمر�ض الحمَّى يتبخر بربيع دمنته في�شفى .وهذا الإعتقاد �شائ ٌع هناك �إلى يومنا»، ج 7بت�صرف. ( (2(2راجع «�إطاللة جُ بيلّة» العددان ( 13ـ .)14 23 بحوث فقهية مقارنة الشخصيّ ة المعنويّ ة ()1 اإلسالمي ّ في الفقه العالّمة ال�شيخ علي حُ بَّ اهلل 24 تنق�سم ال�شخ�صيّة في الفقه الو�ضعي: �إلى �شخ�صيّة طبيعيّة ،و�شخ�صيّة معنويّة، ويراد بالأولى ال�شخ�ص العادي الطبيعيّ ك��زي��د وع �م��ر ،وي� ��راد ب��ال�ث��ان� ّي��ة الجهة ال�ت��ي ت�شير �إل ��ى المجموع كالجمعيات والأح� � ��زاب وال �� �ش��رك��ات وال�م��ؤ��س���س��ات وال��دول��ة والحكومة ....ووج��وده��ا وجود تقديري تنزيلي ،اي �أنّها مقدر الوجود، �أي اع �ت �ب��رت م ��وج ��ودة ون ��زِّ ل ��ت منزلة الموجود ،فقوامها االعتبار. وم� ��ن ح �ي��ث ال �م �ف��اع �ي��ل ال �ق��ان��ون � ّي��ة لل�شخ�صيّة المعنويّة ،يمكن القول �إنّها كم�صطلح حديث في علم القانون ،كانت خا�ضعة في تاريخ �أوروب ��ا الحديث �إلى فترات من ال�شدّة وال�ضعف ،مرجعه �إل ��ى ات �ج��اه الفل�سفات المعا�صرة، ومُرجحّ ها بين الروح الفرديّة والروح الجماعيّة( ،ال�م��ذه��ب ال�ف��ردي/ المذهب الإجتماعيّ ) فبعد الثورة الفرن�سيّة عام( ،)1789وتهاوي الأن �ظ �م��ة الملكيّة المرتبطة ب�شخ�ص الملك الفرد ،بد�أت الإت� �ج ��اه ��ات ال���س�ي��ا��س� ّي��ة والإجتماعيّة في �أوروب ��ا، ت�شعر بالحاجة الملحة �إل��ى كيان اعتباري يقوم بالمهام التي كانت م�سندة �إل��ى �شخ�ص الملك ،هذا من جهة ،وم��ع ب��زوغ الع�صر ال�صناعيّ وب��داي��ة الت�شكالت الماليّة الم�صرفيّة في �أوروبا بداية ع�صر النه�ضة من جهة �أخرى ،كل ذلك كان يدفع باتجاه �ضرورة �إن�شاء كيانات اعتباريّة تناط بها مهمة ت�سيير عجلة الحياة الجديدة والمتطورة. ي�ضاف �إل�ي��ه التحفيز الإقت�صادي على الم�شاركة والم�ساهمة مع الرغبة في �ضمان النتائج ،فبدل �أن يدخل الإن�سان في تجارة مع ما يترتب عليها من مخاطر ق��د ت� ��ؤدي �إل ��ى الإف�لا���س ،يمكن ت�أليف �شركة م�ساهمة ،ي�ساهم كل فرد بن�صيب م �ح��دود ف� ��إن رب ��ح و�إال خ�سر م �ق��دار ًا �ضئي ًال ال يخرجه من الحياة الإقت�صاديّة والعمليّة. ال نق�صد من هذا العر�ض القول �إنّ ال�شخ�صيّة المعنويّة ب��د�أ ظهورها في الع�صور الحديثة ،بل هي موجودة منذ زمن بعيد ،فالمعاهدات التي كانت تجري بين ال�سالطين ،ال تطال ج�سم ال�سلطان و�شخ�صه بل كل �أفراد المملكة. وفي قانون التجارة تق�سيمات معهودة ومعروفة لهذه ال�شخ�صيّة ،فهي قد تكون عامة ك��ال��دول��ة وم�ؤ�س�ساتها ووزارات �ه��ا والمحافظة والقائمقاميّة والنيابة... وق��د ت�ك��ون خا�صة تت�شكل م��ن جماعة �أ�شخا�ص حقيقيين ،وهي بدورها تنق�سم �إل��ى �شخ�صيّة معنويّة خا�صة انتفاعيّة كال�شركات التجاريّة والم�صارف وغيرها ممّا يراد منه الربح ،و�شخ�صيّة معنويّة خا�صة غير انتفاعيّة مثل الجمعيات والأن ��د ّي ��ة والإت � �ح� ��ادات والأح� � ��زاب... وكال الق�سمين يحتاج �إلى ت�سجيل طبق القوانين المرعيّة في هذا الخ�صو�ص، ويكون الت�سجيل بالإ�سم ومحل الإقامة والجن�سيّة والذمة الماليّة والأهليّة وغير ذلك ،وهو ما يعبر عنه بالعلم والخبر. ويبدو �أنّه لم ي�سل حبر كثير في �سبيل بحث مفهوم ال�شخ�صيّة المعنويّة في الفقه الإ�سالميّ � ،إذ لم �أجد من تعر�ض لهذا المو�ضوع �سوى الأ�ستاذ الزرقاء في كتابه الم�شهور "الفقه الإ�سالميّ في ثوبه الجديد" ،حيث ذكر جملة �شواهد ال يخلو بع�ضها من مناق�شة ،ويبدو �أن الأ�ستاذ الزرقاء وجد �صعوبة في العثور على �شواهد �أو �أدلة في الن�صو�ص الأوليّة (ال �ق��ر�آن وال���ُ�س� ّن��ة) ،تك�شف ع��ن رعاية ال�شريعة لما ي�سمى ال�شخ�صيّة المعنويّة �أو الحكميّة ،فلم يذكر �سوى الحديث ال�ن�ب��وي« :الم�سلمون تتكاف�أ دم��ا�ؤه��م، وي�سعى بذمتهم �أدن��اه��م ،وه��م يد على من �سواهم» ،فما يعطيه �أحد الم�سلمين ل�ل�م�ح��ارب ط��ال��ب الأم � ��ان ي���س��ري على جماعتهم ،ويكون ملزم ًا لهم كما لو �صدر منهم جميعاً ،ففي ه��ذا الحكم اعتبار مجموع الأ ّم��ة ك�شخ�صيّة واح��دة ،يمثلها في بع�ض النواحي كل فرد منها. وكذلك ا�ستدلّ بالدعوى الح�سبيّة التي يرفعها الفرد نيابة عن المجتمع، واعتبر �أن �شخ�صيّة بيت المال يمكن �أن ت�شكل �شخ�صيّة حكميّة معنويّة ،فقد جاء ال�شرع بنظريّة ف�صل بيت المال عن مال ال�سلطان ،وبيت المال يمثل م�صالح الأمّة ف��ي الأم ��وال ال�ع��ا ّم��ة ،فهو يملك ويملك منه وعليه ،وي�ستحق التركات الخاليّة ع��ن الإرث والو�صيّة ،وي�ك��ون ط��رف� ًا في الخ�صومات والدعاوى يمثله فيها �أمين بيت المال. وك��ذل��ك ح ��ال ال��وق��ف ،ح�ي��ث يملك وي�م�ل��ك ع�ل�ي��ه ،يمثله فيها ال�م�ت��ول��ي �أو ال�ن��اظ��ر ،و�إذا وق�ع��ت خيانة م��ن ممثل الوقف ،ب��أن �أ�ساء الت�صرف� ،أو خالف �شروط ال��واق��ف ،انتزع الوقف من يده، وي�ضمن للوقف ما يوجب ال�شرع �ضمانه، لكن كالم الفقهاء ال ي�ساعد عليه ،فقد جاء في الفتاوى الخيريّة� :أن الوقف ال ذم��ة ل��ه ،وك��ذل��ك منع الفقهاء الو�صيّة لم�سجد «لأنّ الم�سجد ال يملك» ،و�أجازه الرملي في نهاية المحتاج 116/3( .و .)46/6 كما نازعوا في العين الموقوفة بعد الوقف� ،أنها هل تبقى على ملك الواقف غاية الأمر تكون م�سلوبة المنفعة بالقيا�س �إل �ي��ه� ،أو تنتقل �إل��ى الموقوف عليهم� ،أو ت�صبح ب�لا مالك صال وهو الم�سمى بفك الملك، �أ� ً فذهبت المالكيّة �إل ��ى الأوّل، وذه��ب الأح �ن��اف �إل��ى الأخ�ي��ر، والحنابلة �إلى الثاني. وواف �ق��ت الإم��ام � ّي��ة ا ألح� � � � �ن � � � ��اف ب� � � ��أن ال � � ��وق � � ��ف ف � � ��ك م �ل ��ك ل �ك��ن ف ��ي خ���ص��و���ص ال��وق��ف العام كالوقف على الم�ساجد والمدار�س ...دون الوقف الخا�ص كالوقف على الذريّة!!!. وك��ذل��ك �شخ�صيّة ال��دول��ة، ف �ق��د ج �ع��ل ال �ف �ق �ه��اء �أح �ك��ام � ًا خا�صة لمن�صب الإم��ام��ة وال��والي��ة تلزم مجموع الأمة� ،إن على ال�صعيد الخارجي �أو ال��داخ �ل��ي ،وم ��ن ه�ن��ا ك ��ان لمن�صب الإمامة �إقامة الحدود ورعاية حق اهلل ف��ي الأ ّم ��ة ال ��ذي ي ��رادف معنى النظام ال �ع��ام ،فما ل�ل�إم��ام م��ن الخم�س مث ًال ه��و لمن�صب الإم��ام��ة وح��ق الإم� ��ارة ،ال لعنوانه ال�شخ�صيّ ،بل للبعد الحقوقيّ في �شخ�صيته. الهوام�ش: (((1هذا البحث م�أخوذ من كتاب «�شرح قانون المحاكم ال�شرعيّة ـ درا�سات وبحوث فقهيّة مقارنة» �أ�صول المحاكمات للطوائف الجعفريّة ـ ال�سُ نيّة ـ الدرزيّة ـ العلويّة .من�شورات زين الحقوقيّة ـ الطبعة الثانيّة ـ بيروت 2002م� .ص 187ـ 188ـ 189ـ.190 25 مفاهيم وأخالق إسالميّة طرق الشيطان في اضالل العباد احللقة األوىل �إعداد :الأ�ستاذ محمد علي ر�ضى عمرو 26 ي�شكل عالم ال�شيطان العدو الخفي والأ�شد �ضراوة على بني �آدم ،فهو ال يفت�أ يف�سد �أخالق بني �آدم وعقائدهم ،ويورث بينهم العداوة والبغ�ضاء ،لذلك فال غرو �أن تتواتر الآي ��ات القر�آنية والأح��ادي��ث النبوية في بيان خطر هذا العدو ،و�سبل �إ�ضالله و�إف�ساده ،حتى يحذره النا�س، ويكونوا في م�أمن من مكره و�شره ...وقد ب�سط اهلل �سبحانه القول في ال�شيطان في �آيات كثيرة ،و�أو�ضح طرائق �إ�ضالله و�إغوائه في بيان جلي �أقام به الحجّ ة على الخلق ،و�أزال به كل عذر لمعتذر. فمن تلك الآي ��ات قوله ت�ع��ال��ى�(:إِنَّ ال�شَّ يْطَ انَ َلكُمْ عَ � ُد ٌّو فَاتَّخِ ذُ و ُه عَ � ُدوًّا اب �إِ َّنمَا يَدْ عُ و حِ زْ َب ُه ِل َيكُونُوا مِ نْ �أ َْ�صحَ ِ ال�سَّ عِيرِ ) �سورة فاطر ،لآي��ة .6 :وهذا �إع�ل�ان �صريح ب �ع��داوة ال�شيطان لبني �آدم ع��داوة ال ه��وادة فيها وال مجاملة، و�أن على العباد �أن يقابلوا هذه العداوة بمثلها(فَاتَّخِ ذُ و ُه عَ ُدوًّا). ول ��م يكتف �سبحانه وت �ع��ال��ى بهذا الإع�لان و�إنما �أتبعه ب�آيات كثيرة تبين �سبل �إغ��واء ال�شيطان و�إ�ضالله للعباد، فقال �سبحانه( :يَا �أَ ُّيهَا الَّذِ ينَ �آمَ نُوا َل َت َّت ِبعُوا خُ ��طُ �وَاتِ ال�شَّ يْطَ انِ وَمَ ��ن َي َّت ِب ْع خُ طُ وَاتِ ال�شَّ يْطَ انِ َف�إِ َّن ُه َي�أْ ُم ُر بِا ْلفَحْ �شَ اء وَا ْلمُنكَرِ )� ،سورة النور، الآي��ة .21:ففي هذه الآي��ة بيان للطريقة التي يتعامل بها ال�شيطان مع �ضحاياه، فهو ال يهجم عليهم دفعة واحدة ليخرجهم من الإيمان �إلى الكفر ،ومن الطاعة �إلى المع�صية ،بل يتدرج للو�صول �إلى هدفه، وينظر ن�ق��اط ال�ضعف ف��ي ال�شخ�ص، ويحاول �أن يلج من خاللها ،ف�إن وجد فيه قوة في دينه �أت��اه من جانب المباحات، وحرّ�ضه على الإكثار منها لي�ضيّع عليه بع�ض الم�ستحبات ،ثم ال ي��زال به حتى يتهاون بال�سنن ،وهكذا حتى يتهاون في الواجبات ...و�إن وجد في ال�شخ�ص غلوا وميال نحو التطرف في جانب من جوانب الدين حبَّبَ �إليه البدع والمحدثات ،ثم ال يزال به حتى يجعل منه حامي ًا لها مدافع ًا عنها ،بل وركن ًا من �أركانها ...و�إن وجد ف��ي ال�شخ�ص ت �ه��اون � ًا ف��ي ال��واج �ب��ات، وانهماك ًا في المحرمات ،فتلك الغنيمة الباردة حيث ال يزال يحثّه على التفلت من الفرائ�ض ،ويحرّ�ضه على الإكثار من فعل الحرام ،حتى ي�صبح عديم الدين والخلق ...وال يكتفي ال�شيطان ب�إ�ضالل العباد فح�سب بل يتبع �إ�ضالله تزينن ًا لباطله ،فال يدع �ضحاياه فري�سة لت�أنيب ال�ضمير ،و�أ�سرى لتقريع المواعظ ،و�إنما �إبلي�س ،ق��ال تعالىَ ( :ف� َو� ْ��س� َو�� َ�س �إِ َل� ْي� ِه يحاول �أن يبقيهم في �سالم داخلي مع ال�شَّ يْطَ انُ قَالَ يَا �آدَمُ هَ لْ �أَ ُدل َُّك عَ لَى �أنف�سهم ب ��أن يزين لهم �أعمالهم ،فال �شَ جَ َر ِة الْخُ لْدِ َو ُمل ٍْك َّل َي ْبلَى)� ،سورة ي�شعروا ب�أي نفور عنها� ،أو �أنها مخالفة للفطر والعقول ،قال تعالىَ ( :و َزيَّنَ َلهُمُ ال�شَّ يْطَ انُ مَ ا كَانُو ْا َي ْع َملُونَ )(�سورة الإنعام ،الآية.43 : وقال تعالى �أي�ضاًَ ( :و�إِذْ َز َّي��نَ َلهُمُ ال�شَّ يْطَ انُ �أَعْ مَا َلهُمْ )� ،سورة الأنفال، الآية .48 :وي�أتي هذا التزيين على �شكل م �ب��ررات ي�سوقها ال�شيطان ل�ضحاياه لتبرير �أف�ع��ال�ه��م؛ ف��ال��ذي ي��زن��ي وي��أت��ي الفواح�ش يزين ل��ه �أن��ه يمار�س حريته ال�شخ�صية ،والذي ي�سرق ويختل�س يزين له �أنه ي�ستعين بذلك على تكاليف الحياة، وهكذا. وم��ن العجيب �أن �أ�سلحة ال�شيطان في ذلك ال تخرج عن الت�أثير النف�سي، وه��و م��ا �سماه اهلل ب«ال��و��س��و��س��ة» وهي حديث النف�س وال�ك�لام الخفي ال��ذي ال يُ�سمع ،فال�شيطان يو�سو�س في �صدور النا�س وي�أمرهم بالمنكر وينهاهم عن المعروف ،وق��د مكنه اهلل من مخاطبة النف�س والإيحاء �إليها ،قال تعالى(:قُلْ َّا�س �إِ َل� ِه َّا�س مَ ل ِِك الن ِ �أَعُ ��وذُ ِب�رَبِّ الن ِ َّا�س َا�س الْخَ ن ِ النَّا�س ِ مِ ن �شَ ِّر ا ْلوَ�سْ و ِ َّا�س مِ نَ الَّذِ ي ُيوَ�سْ و ُِ�س فِي ُ�صدُو ِر الن ِ َّا�س )� ،سورة الّنا�س ،الآية الْجِ َّن ِة َو الن ِ 1ـ .6فالو�سو�سة هي �سالح �إبلي�س ،وما �أخ ��رج �آدم tم��ن الجنّة �إال و�سو�سة ط ��ه .120:ورغ��م افتقاد �إبلي�س لل�سالح المادي في الإ�ضالل �إال �أنه قد �أغوى �أكثر الخلق ـ والعياذ ب��اهلل ـ وك��ان لو�سو�سته ت�أثير كبير على �إ�ضالل الب�شر ،ي�ساعده في ذلك موافقة �أهواء النف�س و�شهواتها لما يدعو �إليه ،فيجتمع على العبد هوى النف�س ورغبتها و�سو�سة ال�شيطان فال يقف �أمامهما �إال خال�ص الم�ؤمنين. ه��ذا مع �أن اهلل قد �أخبر �أن ( �إِنَّ َكيْدَ ال�شَّ يْطَ انِ َك��انَ َ�ضعِيفاً)� ،سورة الن�ساء� ،76:إال �أن �ضعف النف�س الب�شرية �أم � ��ام ال � ُم �غ��ري��ات ق ��د �أع��ط ��ى ل�ضعف ال�شيطان ق��وة ،ذل��ك �أن ق��وة ال�ع��دو في �أحيان كثيرة ال ت�ستند �إلى قوة ذاتية بقدر ما ت�ستند �إل��ى �ضعف الخ�صم وتراخيه وا�ست�سالمه؛ لذلك كانت الآيات القر�آنية مُن�صب ٌة على التحذير من و�سائل ال�شيطان و�أ�ساليبه ف��ي ال�غ��واي��ة م��ن �أج ��ل تقوية النف�س الب�شرية ،وتح�صين دفاعاتها ،.فذكر اهلل �سبحانه حقيقة مطالبه وغايات دعوته ،و�أنها لن ت�ؤدي بالإن�سان �سوى �إل��ى ال�شقاء في الدنيا والآخ ��رة، فقال �سبحانه( :ال�شَّ يْطَ انُ َي� ِع� ُد ُك��مُ ا ْل َف ْق َر َو َي�أْ ُم ُركُم بِا ْلفَحْ �شَ اء� )...سورة البقرة الآي��ة ،268 :فال�شيطان ال يريد �إ�سعاد الب�شرية بل �إهالكها ،وال يريد غنى الب�شرية ب��ل �إف �ق��اره��ا ،وال يريد طهارة الب�شرية بل تدني�سها !! وبيّن �سبحانه وتعالى �أن من غايات �إبلي�س �إي �ق��اع الب�شرية ف��ي ال�ن��زاع��ات الداخلية والخارجية ،و�إ�شعال الحروب وال �ع��داوات بين الم�ؤمنين ،ق��ال تعالى: (�إِ َّنمَا يُرِ ي ُد ال�شَّ يْطَ انُ �أَن يُو ِق َع َب ْي َنكُمُ ا ْلعَدَ ا َو َة وَا ْل َبغ َْ�ضاء فِي الْخَ مْرِ وَا ْل َميْ�سِ رِ ال�ص َال ِة الل وَعَ نِ َّ َوي َُ�ص َّدكُمْ عَ ن ذِ كْرِ ّ ِ َفهَلْ �أَن� ُت��م مُّن َتهُونَ ) �سورة المائدة، الآي��ة ،91 :وبيّن �سبحانه وتعالى �أن كل الرذائل والمنكرات والفواح�ش م�صدرها �إبلي�س اللعين ،ق��ال تعالىَ ( :ي��ا �أَ ُّي� َه��ا الَّذِ ينَ �آمَ نُو ْا �إِ َّنمَا الْخَ ْم ُر وَا ْل َميْ�سِ ُر َن�صابُ وَالأَ ْزالَمُ رِجْ ٌ�س مِّ نْ عَ مَلِ وَالأ َ ال�شَّ يْطَ انِ فَاجْ َت ِنبُو ُه َل َع َّلكُمْ ُت ْفلِحُ ونَ ) �سورة المائدة ،الآية.90 : وف ��ي �إط ��ار ال �� �ص��راع ال���ش��ام��ل بين الخير وال�شر ومع�سكر الإيمان ومع�سكر ال�ك�ف��ر ي�ستعمل ال���ش�ي�ط��ان ف��ي �سبيل هزيمة الم�ؤمنين �أ�ساليب متعددة منها؛ ن�شر الخوف والذعر فيما بين الم�ؤمنين، ق��ال تعالى�(:إِ َّنمَا ذَ ِل � ُك��مُ ال�شَّ يْطَ انُ ُي ��خَ ��و ُِّف أَ� ْو ِل � � َي� ��اء ُه َف�ل�اَ َت��خَ ��ا ُف��وهُ ��مْ وَخَ ��ا ُف��ونِ �إِن كُنتُم ُّم�ؤْمِ نِينَ ) �سورة �آل ع�م��ران .175:قال مجاهد« :يخوف الم�ؤمنين بالكفار» ،والخوف �إذا ا�ستبَّدَ بالإن�سان يفقده كل قدرة على المبادرة، وي�ش ُّل تفكيره ،ويجعله �ضمن مخططات ال�غ�ي��ر ,ف�لا ي�ستطيع لنف�سه ��ض��ر ًا وال نفعاً. 27 ذاكرة شعبيّة حكاية رجل شجاع من طرابلس أبو فؤاد شحادة اللقاء الأوّل: 28 ك��ان اللقاء الأوّل م��ع الأخ وال�صديق الفا�ضل ال�شيخ �أب��و ف ��ؤاد �شحادة عبداهلل �صالح وف�ضيلة المرحوم ال�شيخ يو�سف غانم الخطيب في المحكمة ال�شرعيّة الجعفريّة في طرابل�س في مبناها القديم في �شارع الثقافة بمنا�سبة ا�ستالمي للق�ضاء ال�شرعيّ في طرابل�س من �صديقي العالّمة القا�ضي ال�شيخ ح�سين دروي�ش في خريف �سنة 1991 بموجب المر�سوم الجمهوريّ رقم1645 : ال�صادر في 1991/9/3م. حيث ر�أيت به وبف�ضيلة المرحوم ال�شيخ يو�سف وول ��ده المحامي الأ��س�ت��اذ غ��ان��م ـ ع�ضو بلدية طرابل�س �آن ��ذاك ـ منذ ذلك التاريخ ولحين تاريخه ،المحبة والطيبة والوجه العربي الجميل والوطني المُ�شرق لحياة الم�سلمين العلويين في طرابل�س. وازداد �إي�م��ان��ي بذلك عندما كنت �ألقاه في المحكمة ال�شرعيّة �أو على مائدته �أو في بيوت الأ�صدقاء في منا�سبات كثيرة �أو �أ�سمع �صوته في الهاتف� ،أو عندما كان يحدّثنا عن الوحدة الوطنيّة في لبنان ونبذ التفرقة والع�صبيّة. �سيرة حياة وحياة هذا الرجل ال�صالح منذ والدته ف��ي ��س�ن��ة 1932م .م��ن �أب ��وي ��ن فقيرين �صالحين ولغاية تاريخه كانت �سل�سلة من الكفاح والن�ضال من �أجل تح�صيل اللقمة الحالل والمال الحالل ور�ضى اهلل تعالى. �إذ فقد المرحوم وال��ده وه��و في العا�شرة من عمره وعا�ش في كنف والدته الحنون بقلم :القا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف محمد عمرو ال�سيّدة مريم عبا�س مع �شقيقه المرحوم �سلمان و�شقيقته المرحومة مارية .وتعلّم من �شيخ فقير القر�آن الكريم ومبادئ القراءة والح�ساب .ثمّ توجه للعمل في قطاع البناء في منطقة الدورة ـ برج حمود وا�ستطاع من ك��دِّ يمينه وع��رق جبينه �أن ي�ؤ�س�س منزله الزوجي ليتزوج بال�سيدة بدرية كامل ح�سن. وبالتالي ليقت�صد من عمله �أربعة �آالف ليرة لبنانية ،لي�شتري بها عقار ًا في منطقة جبل مح�سن في طرابل�س �سنة 1961م .وليبد�أ رحلة العمل في تجارة البناء حيث وفقه اهلل تعالى ،لبناء مئات ال�شقق ال�سكنيّة التي تتوافر بها ال�صفات الهند�سيّة والقانونيّة ال �م��رع � ّي��ة الإج � ��راء ولبيعها للموظفين ولأ� �ص �ح��اب ال��دخ��ل ال �م �ح��دود ب��الأ��س�ع��ار المدرو�سة منذ �أوائل ال�ستينيات من القرن الما�ضي ولغاية تاريخه بم�ساعدة �أوالده الأوفياء كما �سوف نعرف .وكان ال�شيخ �أبو ف�ؤاد خالل اكثر من خم�سين عام ًا مو�ضع احترام زعماء طرابل�س من �سُ نّة و�شيعة وع�ل��وي�ي��ن وم�سيحيين .ك�م��ا ك ��ان مو�ضع اح �ت��رام وثقة م��ن �شيوخ الم�سلمين على الطريقة العلويّة ولق�ضاة محكمة طرابل�س ال�شرعيّة الجعفريّة ،ول�شيوخ الم�سلمين من �أه��ل ال�سُ نّة من ق�ضاة وعلماء وق��راء ل�ل�ق��ر�آن ال�ك��ري��م .كما ك��ان ل��ه م�ساهمات و�صدقات كثيرة في ت�أ�سي�س م�سجد الإمام عليِّ بن �أب��ي طالب ،tفي محلة التبانة في طرابل�س ،وفي ت�أ�سي�س وبناء م�ست�شفى الزهراء ،uفي جبل مح�سن ـ طرابل�س وفي م�ساعدة كثير من العائالت الفقيرة وتوفير ال�م���س��اع��دات لهم وف��ي ال�ت�ب��رع للجمعية الخيريّة لإنعا�ش القرى الخم�س في الكورة �أيام الإمام ال�سيّد مو�سى ال�صدر. وميزة ال�شيخ �أبو ف�ؤاد في �سيرته خالل �أكثر من خم�سين �سنة من الكفاح والن�ضال هو حُ ّْب ُه هلل تعالى ولر�سوله ،wولأهل البيت ،iولل�صحابة(ر�ض) ،وللوحدة الوطنيّة وك��ره��ه للتع�صب وال�ط��ائ�ف� ّي��ة وال �ح��روب العبثيّة التي حدثت في لبنان ب�شكل عام وفي طرابل�س ب�شكل خا�ص. ور�أ�سمال ال�شيخ �أب��ي ف ��ؤاد الأكبر هو محافظته على ر��ض��ى اهلل تعالى ف��ي كل ح��ال ب��إق��ام��ة ال�صلوات خم�س م��رات كل ي��وم ،و�صوم �شهر رم�ضان وال��زك��اة و�صلة الرحم وم�ساعدة الأرامل والأيتام وبتربيته ال���ص��ال�ح��ة لأوالده وب �ن��ات��ه ع�ل��ى م�ك��ارم الأخ �ل�اق وال�ت�م���س��ك ب��ال���ص��دق والأم��ان��ة والمحبة وال��وف��اء ل�ل�أ��ص��دق��اء م��ن جميع العائالت والطوائف اللبنانيّة الكريمة. الأوالد والأحفاد وقد رزقه اهلل تعالى من زوجته ال�سيّدة بدرية كامل ح�سن: 1ـ ف�ؤاد(�أبو �شحادة) متزوج من ال�سيدة ي���س��رى ي��ازج��ي ،رزق ��ه اهلل ت�ع��ال��ى منها: �شحادة ،عبداهلل� ،أحمد ،هبة. 2ـ ع�ب��داهلل (�أب ��و يو�سف) م�ت��زوج من ال�سيدة �أم�ي��رة �سلمان ،رزق��ه اهلل تعالى منها :يو�سف� ،سوزان ،هال ،مريم. 3ـ علي ،متزوج من ال�سيدة رنا ح�سن نفنوف رزقه اهلل تعالى منها� :آية ،نور. 4ـ محمد ،م�ت��زوج م��ن ال�سيدة ر�شيدة مع أوالد ه ع ب د ا ل ل هو علي وطال ب الشيخ أبو فؤاد شحادة حافظ �سعيد ،رزقه اهلل تعالى منها :فرح ،نور .خ�صو�صيّة للتالمذة). 5ـ م �ح �م��ود(�أب��و م��دي��ن) م �ت��زوج من عود على بدء ال�سيدة عتاب محمد �ضاهر ،رزق��ه اهلل �إنَّ معرفة ال�شيخ �أب��و ف� ��ؤاد �شحادة تعالى منها :مدين ،حياة ،مروة. ع �ب��داهلل �صالح وم�ع��رف��ة �أوالده ال�ك��رام 6ـ نبيل(�أبو يعقوب) ،متزوج من ال�سيدة ع��ن ُق ��رب .وم�ع��رف��ة �أ� �ص �ح��اب الف�ضيلة �سمر محمود �سميا ،رزقه اهلل تعالى منها :من م�شايخ الطائفة الإ�سالميّة العلويّة يعقوب ،حياة ،يا�سمين ،ن�سرين ،وهو يعي�ش في لبنان و�سوريا وعلى ر�أ�سهم ف�ضيلة مع ا�سرته في ا�ستراليا. ال��دك �ت��ور ال�شيخ �أ� �س��د ع��ا��ص��ي وف�ضيلة 7ـ المرحوم ح�سن(�أبو خ�ضر) ،كان المفتي الجعفريّ المرحوم ال�شيخ علي متزوج ًا من ال�سيدة �أميرة محيي الدين محمود من�صور والمرحوم ال�شيخ يو�سف ديب ،رزقه اهلل تعالى منها :خ�ضر و�سمر .غ ��ان ��م ال �خ �ط �ي��ب وغ �ي ��ره ��م ع ��ن ق ��رب، 8ـ طالب(�أبو علي) ،متزوج من ال�سيدة ومعرفة الأ��س�ت��اذ المحامي علي يو�سف رنا �سليمان ،رزقه اهلل تعالى منها :علي ،عيد و�سائر زع�م��اء الطائفة الإ�سالميّة زينب ،فاطمة. العلويّة عن ُق��رب تزيدنا �إيمان ًا بعروبة 9ـ ن��دى(�أم نبيل) ،متزوجة من ال�سيد الم�سلمين العلويين ومحبتهم للإ�سالم يو�سف عبد الحميد دي��ب ،ولها منه ولد وللبنان ولإف���ش��اء المحبة وال�سالم بين واحد وهو :نبيل. اللبنانيين .ونبذهم للتع�صب والطائفيّة. 10ـ الآن���س��ة زي �ن��ةُ :م��د ّر� �س��ة (درو� ��س وللتفرقة بين اللبنانيين .و�أن حمالت الإفتراء والكراهيّة التي �أُثيرت �ضدهم و�شوهت �سيرتهم ون�ضالهم الوطنيّ كان وراءه��ا المخابرات الإ�سرائيليّة ل�ضرب ال ��وح ��دة ال��وط �ن � ّي��ة ف ��ي ط��راب �ل ����س وف��ي الجمهوريّة العربيّة ال�سوريّة ومخطط وزير الخارجيّة الأميركي ال�سابق هنري ك�سينجر ف��ي تق�سيم ��س��وري��ا ولبنان لم�صلحة ا�سرائيل. و�شجاعة ال�شيخ �أبو ف�ؤاد �شحادة ع �ب��داهلل ��ص��ال��ح ف��ي ط��راب�ل����س خ�لال �أكثر من خم�سين �سنة كانت بمقابلته للإ�ساءة بالإح�سان ،وللظلم وللخراب والتفجيرات في طرابل�س بالإ�صرار ع �ل��ى ال �ت��رم �ي��م وال��ب��ن ��اء ،ول�ح�م�لات الإف� �ت ��راء ع�ل��ى �أه��ال��ي ج�ب��ل مح�سن بالدعاء �إلى اهلل تعالى �أن يهدي جميع الطرابل�سيين �إلى فتح �صفحة جديدة من الت�سامح والمحبة وال�سّ الم)(.)1 الهوام�ش: (((1وال ي�سعنا في هذه العُجالة من القول �إال ذكر الرجل ال�صالح ال�شيخ محمد اليحفوفيّ «�أبو نايف» رئي�س قلم محكمة طرابل�س ال�شرعيّة الجعفريّة الأ�سبق ،الذي كان ال�سبب في هذه المعرفة وال�صلة بين �شيوخ جبل مح�سن ورجاالته الكرام وبين ق�ضاة المحكمة ال�شرعيّة الجعفريّة في طرابل�س� .سائ ًال اهلل تعالى �أن يُمنَّ عليه بال�صحة والعافيّة وطول العمر والعودة �إلى لبنان مع عائلته و�أبنائه قريب ًا �إن �شاء اهلل تعالى ،كما ال �أن�سى الأخوين الأديبين ال�شاعرين ح�سن وعلي �صالح من �آل الحاج يو�سف رحمهما اهلل تعالى ،كانا يعمالن مع �أبي نايف في الق�ضايا ال�شرعيّة وفي ن�شر المحبة وال�سالم .كما ال نن�سى رئي�س قلم محكمة طرابل�س ال�شرعيّة الجعفريّة الأ�ستاذ حيدر علي حيدر �أيام �سماحة الرئي�س �آية اهلل ال�شيخ عبداهلل نعمة(قده) ،والذي كان ل�سان حال تلك المحكمة وواجهتها الطيبة. 29 موضوع الغالف الشيخان سلمان وجعفر الخليل في خدمة القرآن الكريم �إعداد :المدير الم�س�ؤول الدكتور ال�شيخ �أحمد محمد قي�س 30 التوا�صل ما بين بع�ض العلماء اللبنانيين وبين النّجف الأ�شرف في �أ�صعب الظروف التي مرّت على العراق ولبنان. علمان من �أع�لام الغبيري ـ ال�شياح �أم�ضيا �أربع ًا وخم�سين �سنة من عمرهما ف��ي خ��دم��ة ال �ق��ر�آن الكريم ف��ي م�سجد الإمام الح�سين بن عليِّ ،oفي ال�شياح تدري�س ًا وتحفيظاً ،وك��ان لهما �إط�لاالت كثيرة ف��ي ق ��راءة ال �ق��ر�آن الكريم ورف��ع الأذان فوق منابر وم�آذن الم�سلمين من �سُ نَّة و�شيعة في بيروت و�سائر المحافظات اللبنانيّة. وكذلك ك��ان لهما ال��دور الكبير في خدمة المعتمرين والحجاج �إلى الحرمين ال�شريفين .وخدمة ال��زوار �إلى العتبات ال�م�ق� ّد��س��ة ف��ي ال �ع��راق و�إي � ��ران وطلبة العلوم الدينيّة من اللبنانيين في النّجف الأ�شرف لأكثر من �أربعين �سنة. وكذلك كان لهما دور �إجتماعي �آخر ف��ي خ��دم��ة م��وت��ى الم�ؤمنين ف��ي رو�ضة ال�شهيدين وف��ي النّجف الأ� �ش��رف وفي جاء عن تاريخ هذه الأ�سرة الكريمة للأ�ستاذ �أحمد �أبو �سعد«[:الخليل �إ�سم �أُ� �س��رة م��ن الأ� �س��ر الإ��س�لام� ّي��ة ال�شيعيّة ف��ي �صور و�شحور ،وه��ذه الأ� �س��رة يقول النّ�سابون� :إ ّن�ه��ا و�آل الزين من �ساللة الحاج علي مهدي الخليل الدكتور قيس مع الشيخ سلمان الخليل بعض األوسمة والهدايا للشيخين الخليلين �آل الخليل في جبل عامل وال�شياح واح��دة جدهما الزين الأكبر �أح��د قواد �صالح الدين الأيوبي ،وكانت �إقامته في قلعة تبنين التي ك��ان حاكم ًا لها ،وهم ينت�سبون �إل��ى الأو� ��س وال �خ��زرج (راج��ع ال��زي��ن) ولهم ف��رع ف��ي الغبيري هاجر �إليها ف��ي عهد ابراهيم با�شا ،و�أَ�شهر من ب��رز منهم في �صور الحاج عبداهلل يحيى الخليل �أوّل من �شكل حكومة �صور ورفع العلم ال�سوري عليها في عهد الأمير في�صل .والحاج �إ�سماعيل الخليل رئي�س بلدية �صور في عهد حكومة في�صل العربيّة المتوفى �سنة 1936م .والنائب والوزير ال�سابق كاظم الخليل ،و�أخ��واه الدكتور �سعداهلل الخليل �صاحب م�ست�شفى الخليل في �صيدا ،وعبد الرحمن الخليل رئي�س بلدية ��ص��ور ف��ي منت�صف ه��ذا ال�ق��رن، ون�سيبهما وزي� ��ر ال�م�غ�ت��رب�ي��ن ال�ن��ائ��ب الدكتور علي الخليل ،ومن م�شاهيرها في الغبيري عبد الكريم قا�سم الخليل �أحد ال�شهداء الذين �أعدمهم جمال با�شا �سنة 1916م .وممن ا�شتهر منهم في �شحور نقيب النا�شرين ال�سابق يحيى الخليل و�أخوه كاظم �صاحبا دار الحياة للن�شر، والقا�ضي يو�سف الخليل ،الطبيب نعمة اهلل الخليل والدكتور �أحمد علي الخليل»] (.)1 وي�ضاف �إلى ما تقدّم من �أع�لام �آل الخليل في الغبيري الحاج علي مهدي الخليل ونجليه ال�شيخ �سلمان وال�شيخ جعفر ـ الدكتور قا�سم الخليل وكان من زعماء و�أعيان ال�ضاحية والعالّمة ال�شهيد ال�شيخ طالب مالك الخليل والدكتور علي الخليل ،والأ�ستاذ يو�سف �سليم الخليل، وكاتب عدل برج البراجنة الأ�ستاذ خ�ضر الخليل. وق ��د ه��اج��ر ج��ده��م ال�ك�ب�ي��ر مهدي محمد الخليل و�شقيقه ح�سن �إلى منطقة ال�شياح ـ الغبيري م��ن بلدة �شحور في ق�ضاء �صور �أيام ابراهيم با�شا الم�صري في مطلع القرن التا�سع ع�شر مع �أبناء عمهم من �آل الزين وا�ستوطنوا منطقة الغبيري ـ ال�شياح الواقعة جنوب مدينة بيروت. بطاقة �شخ�صيّة: التو�أم :ال�شيخ �سلمان وال�شيخ جعفر والدة ال�شياح في الثاني من �شهر �شباط 1932م. الأب :الحاج علي بن مهدي بن محمد العلمة الشيخ نعيم قاسم من حفل تكريم بلدية الغبيري للشيخ سلمان الخليل برعاية ّ �آل الخليل. الأم :الحاجة فاطمة علي عبداهلل الخليل. الأ�شقاء :المرحوم الحاج ح�سين(�أبو حمزة) ،المرحوم الحاج ح�سن ،المرحوم ال �ح��اج م �ه��دي(�أب��و خ�ل�ي��ل) ،ال�م��رح��وم الحاج محمد علي ،الدكتور �أحمد(�أبو ع�ل��ي) ،ال�م��رح��وم ال�ح��اج اب��راه�ي��م(�أب��و منذر) ،الحاج يو�سف(�أبو مروان). ال�شقيقات :الحاجة ديبة(�أم يو�سف) متزوجة من ال�سيد ح�سين �أمين ال�سيد، المرحومة الحاجة رئيفة ارملة المرحوم ها�شم عبداهلل الخليل. ال�شيخ �سلمان و�أوالده: زوجته :الحاجة فوزية عبداهلل الخليل وقد رزقه اهلل تعالى منها: الحاج علي متزوج من الحاجة رنا وهبي. الحاج بالل(�أبو محمد) متزوج من الحاجة �سلمى الخليل .ومن الحاجة منى �سعد الدين بي�ضون وله منها ولد �إ�سمه علي. الحاج ط��ه(�أب��و محمد) متزوج من الحاجة لينا ال�شعار. د .القاضي عمرو ود .الشيخ قيس مع الشيخين سلمان وجعفر الخليل 31 32 الحاج ح�سين(�أبو زين) متزوج من الحاجة رباب رميتي. الحاج ه��ادي(�أب��و �سليمان) متزوج من الحاجة فاطمة ا�سماعيل. ال��ح ��اج ��ة ف ��اط� �م ��ة(ام م��رت �� �ض��ى) متزوجة من ال�شيخ محمد جعفر الخليل. ال �ح��اج��ة زي� �ن ��ب(�أم ح���س��ن) زوج��ة الحاج عي�سى عطوي. الحاج عبداهلل(�أبو م�صطفى) متزوج من الحاجة ن�سرين �شعيثاني. ال�شيخ جعفر و�أوالده: زوجته المرحومة الحاجة ليلى مالك الخليل. الأبناء والبنات :الحاج ح�سنين (�أبو جعفر) متزوج من الحاجة رنده عليان. ال�شيخ محمد(�أبو مرت�ضى) متزوج من الحاجة فاطمة �سلمان الخليل. الحاج مح�سن(ابو علي) متزوج من الحاجة مروة زهير الخليل. الحاج علي(ابو ح�سن) متزوج من الحاجة غنوة جابر. الحاج �أحمد متزوج من الحاجة ريم موفق الخليل. ال�شهيد الحاج ر�ضا �إ�ست�شهد عازباً. الحاجة مريم(�أم علي) متزوجة من الحاج �أحمد غب�شي. الدرا�سة وتعلم القر�آن الكريم درا��س�ت�ه��م ل �م �ب��ادئ ال�ل�غ��ة ال�ع��رب� ّي��ة وم �ب ��ادئ ال�ح���س��اب ك��ان��ت ف��ي مدر�سة الغبيري الر�سميّة الواقعة ق��رب رو�ضة ال�شهيدين حيث لم يكن هناك مدر�سة ر�سمية �أخ ��رى ف��ي ال�ضاحية الجنوبيّة ��س��واه��ا ،ب��ل ك��ان �أب �ن��اء ب��رج البراجنة وحارة حريك يتعلّمون فيها. وال�ت��زام والدهما الدينيّ المرحوم ال��ح ��اج ع �ل��ي م �ه��دي ال�خ�ل�ي��ل ومحبته للقر�آن الكريم ولأهل البيت ،iحثهما و�شجعهما لتعلم القر�آن الكريم وحفظه وتجويده بعيد انتهائهما م��ن المرحلة الإبتدائيّة للإلتحاق بالدرا�سة القر�آنيّة في الم�سجد العمري الكبير ،بيروت .حيث در�سا على �أيدي كبار القراء والحفظة في الأربعينيات من القرن الما�ضي وهم1 :ـ الحاج ح�سين ال�شّ عار2 .ـ الحاج ح�سن دوغ� ��ان3 .ـ ال �ح��اج ر�شيد ال �ح �ج��ار4 .ـ ال�شيخ �أحمد العجوز .كما كانا في ف�صل ال�صيف يح�ضران درو�س الحاج ح�سين ع�سيران القر�آنيّة في مدينة بحمدون في م�سجدها الكبير. وب�ع��د حفظهما وات�ق��ان�ه�م��ا ل�ل�ق��ر�آن الكريم عن طريق �أولئك الأ�ساتذة الكرام انتقال �إلى جمعية المحافظة على القر�آن الكريم في محلة الب�سطة التحتا ـ بيروت ليتزودا منها العلوم القر�آنيّة ،وي�صبحا من �أ�ساتذة تعليم القر�آن الكريم الّذين ي�شار اليهما بالبنان .وقد مار�سا تدري�س القر�آن الكريم بعد ذلك في جامع الإمام الح�سين(عليه ال�سّ الم) ،في ال�شياح منذ �سنة 1956م .ولغاية �سنة 2010م� .أي لمدة �أربع وخم�سين �سنة حيث قر�أ عليهما وتعلّم منهما مئات الفتية وال�شباب خالل ه��ذه ال�م��دة الطويلة .وانت�شروا كقراء للقر�آن الكريم في لبنان وخارجه. �أعمال وذكريات �أخرى ومن �أعمالهما وذكرياتهما الأخ��رى �أمور كثيرة ن�ستطيع �أن نوجزها بما يلي: 1ـ خدمة العلماء والقيام ب�ش�ؤونهم. وه ��ذه ال �ع��ادة الجميلة ا�ستفاداها من المرحوم والدهما ومن المرحوم الحاج محمد �أمين كنج �إذ كان العلماء عندما ي�أتون من جبل عامل �إلى بيروت �أو من النّجف الأ� �ش��رف وال �ع��راق �إل��ى بيروت يحلّون في �ضيافة والدهما �أو في �ضيافة ج��اره�م��ا ال �ح��اج محمد �أم �ي��ن ك�ن��ج �أو ال�م��رح��وم ال�ح��اج �أح�م��د ك�ن��ج كما كان وال��ده�م��ا مو�ضع ثقة واح �ت��رام لق�ضاة المحكمة ال�شرعيّة الجعفريّة العليا .وكان مركزها القديم في ال�شياح ـ قرب جامع خ�ص بالذكر الإم��ام الح�سين ،tوقد َّ الرئي�س �آي ��ة اهلل ال�سيّد محمد يحيى �صفي الدين(قده) ،والعالّمة ال�سيّد علي فح�ص(قده) .والعالقة الخا�صة بينهما وبين المرحوم والدهما. 2ـ خدمة العلماء الّذين توالوا على �إمامة جامع الإم��ام الح�سين ،tوهم: الإم ��ام ال�سيّد مح�سن االم �ي��ن ،الإم��ام ال���س� ّي��د ع�ب��د الح�سين � �ش��رف ال��دي��ن، العالّمة الكبير ال�شيخ حبيب �آل ابراهيم، ال�ع�ل ّام��ة ال�شيخ ب��در ال��دي��ن ال�صائغ، ال �ع�ل ّام��ة ال�شيخ محمد ج ��واد مغنية، العالمة ال�شيخ جعفر ال�صائغ ،العالّمة ال�شيخ محمد زغ�ي��ب ،ال�ع�ل ّام��ة ال�شيخ محمد ح�سن القبي�سي وغيرهم .وخدمة وقف الجامع الآنف الذكر. 3ـ خدمة جميع العلماء وطلبة العلوم الدينيّة اللبنانيين في النّجف الأ�شرف الّذين كانوا يطلبون الم�ساعدة والعون منهما ف��ي �إي �� �ص��ال ال�ك�ت��ب وال��ر��س��ائ��ل والإج��ازات العلميّة ونحوها �إلى النّجف الأ�� �ش ��رف �أو �إل� ��ى ذوي �ه��م ف��ي ل�ب�ن��ان. حيث كان ال�شيخ �سلمان وال�شيخ جعفر مو�ضع ثقتهم وث�ق��ة مراجعنا الأع�ل�ام ف��ي ال� ّن�ج��ف الأ� �ش��رف ك��الإم��ام ال�سيّد مح�سن الطباطبائي ال�ح�ك�ي��م(ق��ده)، الإم� ��ام ال�سيّد �أب ��و القا�سم المو�سويّ الهوام�ش: ال�خ��وئ��يّ (ق��ده) ،الإم ��ام ال�شهيد ال�سيّد محمد باقر ال�صدر(قده) ،الإمام ال�سيّد علي الح�سينيّ ال�سي�ستانيّ (دام ظله)، الإمام ال�سيّد محمد �سعيد الطباطبائي الحكيم(دام ظله) ،والمراجع اللبنانيين �آية اهلل ال�شيخ محمد تقي الفقيه(قده)، �آية اهلل ال�سيّد ح�سين يو�سف مكي(قده)، �آي��ة اهلل العظمى ال�سيّد محمد ح�سين ف�ضل اهلل(ق��ده) ،والإم��ام ال�سيّد مو�سى ال�صدر حيث كان لل�شيخ �سلمان عالقة خا�صة به .والإم��ام ال�شيخ محمد مهدي ّ �شم�س الدين(قده). كما كانا على عالقة خا�صة ببع�ض العائالت النجفيّة من العلماء كعالقتهم بال�سادة الأ�شراف من �آل الخر�سان من خ�لال م�صاهرة العالّمة ال�سيّد محمد ه��ادي المو�سوي الخر�سان الب��ن عمهم ال�ع�ل ّام��ة ال�شهيد ال�شيخ ط��ال��ب مالك الخليل .وغ�ي��ره��ا م��ن ع�لاق��ات ثقافيّة و�إجتماعيّة وروحيّة. 4ـ ح���ص��ر خ��دم��ات�ه�م��ا للمعتمرين والحجاج والزوار من خالل إفتتاحمهما لـ «حملة الخليل للحج والزيارة» برعايتهما وادارة انجالهما الأوفياء الكرام .وهذه الحملة تمتاز عن �سواها بح�سن ال�ضيافة والكرم والإحتياط ال�شرعي. 5ـ �إهتمامهما بالواجبات ال�شرعيّة من واجبات وم�ستحبات لموتى الم�ؤمنين م��ن خ�لال ا�شرافهما المبا�شر �أو غير المبا�شر على الق�ضايا ال�شرعيّة للأموات ف��ي رو� �ض��ة ال���ش�ه�ي��دي��ن اي� ��ام �صاحبي ال�سماحة الإم��ام ال�سيّد مو�سى ال�صدر والإم � ��ام ال�شيخ محمد م �ه��دي �شم�س (((1معجم �أ�سماء الأ�سر والأ�شخا�ص ،للأ�ستاذ �أحمد �أبو �سعد ،ط2 .ـ ،1997دار العلم للماليين ـ بيروت� .ص 28ـ .299 الدين .وبنقل موتى الم�ؤمنين �إلى النّجف الأ�شرف ح�سب و�صاياهم ورغبة ذويهم بذلك. 6ـ م�شاركتهما وت�أييدهما لأعمال الب ِّر والإح�سان التي �أقامها علما�ؤنا الأعالم ورج � ��ال ال �خ �ي��ر وال �� �ص�ل�اح ف ��ي جميع المحافظات اللبنانيّة من �إفتتاح للم�ساجد والح�سينيات والم�ستو�صفات والمدار�س وغيرها من م�ؤ�س�سات يحتاجها النّا�س، وتحتاج �إلى الت�أييد والم�ساعدة. 7ـ �إطاللتهما الدائمة �أيام ال�شباب والكهولة على قرى الم�سلمين ال�شيعة في �شمال لبنان وب�لاد جبيل والفتوح في منا�سبات كثيرة وبناء على دعوات كانت توجه �إليهما في حينه .وتلبيتهما ل�ت�ل��ك ال ��دع ��وات ف ��ي �أ� �ص �ع��ب الأي� ��ام ال�ت��ي م � ّرت على لبنان ��ش�ع��ور ًا منهما بالم�س�ؤوليّة ال�شرعيّة وم��ودة ومحبة منهما لهذه البالد و�أهلها. وف��ي الختام ال ي�سعني �إ ّال الدعاء طالب ًا �إل��ى اهلل تعالى �أن يطيل عُ مر ال�شيخين الكريمين �سلمان وجعفر الخليل ويحفظهما ويحفظ ذريتهما ال �م �ب��ارك��ة وي �ج �ع��ل م ��ن ه ��ذه ال ��ذر ّي ��ة مَ حط ًة لآم��ال الم�ؤمنين الّذين �أحبوا ال�شيخ �سلمان وال�شيخ جعفر الخليل ل�خ��دم�ت�ه�م��ا ل �ل �ق��ر�آن ال �ك��ري��م ولأه ��ل القر�آن .كما ال نن�سى الدعاء لف�ضيلة ال �� �ش �ي��خ � �س �ل �م��ان ال �خ �ل �ي��ل ب��ال �� �ش �ف��اء وال�صحة والعافية بعد توعك �صحته و�إدخاله الم�ست�شفى� ،إنّه �سميع الدعاء حميد مجيد. والحمد هلل ربِّ العالمين 33 أعالم من بالد األرز إعداد :هيئة التحرير ا ل ع ش ا ئ ر و ا ل عائالت اإلسالم ّية ف ي م ت ص ر ف ّ ي ة جبل لبنان احللقة الثامنة 34 �آل الخليل في ال�شي اح و ال غب ير ي � أي ام ا بر اه يم ب ا�شا الم�صري والأمير ب�شير في مو�ضوع الغالف الذي � أع ده مد ال ير �ش ها بيّ ا لث ان ي. كما تح ّدث عن النابهين التحرير الم�س�ؤول ف�ضي لة ا لد كت ور ال �ش يخ من هم م ن � أيام �أح�م��د محمد قي �س ال�شهيد عبد الكريم الخليل ل � ه � ذا ا ل � ع � دد ت ح ّ د ا ل � ث �ذ ي �أع��دم��ه ال�سفاح جمال با�شا �سنة فيه عن �صاحبي الف�ضي لة ال �ش يخ �س لم ان 16 19 م. ول غاية �أيامنا هذه. وال�شيخ جعفر ال خل يل و خ دم ته ما لل قر � آن وي �� �س � ُّر ه� ي�ئ��ة ت �ح��ري��ر ه� �ذه المجلة الكريم .كما تح ّدث في ال مق ّ د مة ع ن � � آل أن ت � ج � دد دع الخليل الكرام و قد وتها �إل��ى جميع العائالت وم هم مع � أ بن اء عم و هم ال ع� شائر في مت�صرفيّة جبل لبنان التي لم م�ن �آل ال��زي�ن ف�ي مط لع ا ل � ق � رن ا لت ا� ن � سع أتِ عل ى ذك ع�شر من بلدة �شحور الواقعة قرب مدينة هذه الم رها ،للتعاون مع هيئة تحرير جلة ل لكتابة عن تاريخهم من على �صور �إلى منطقة ال�شي � اح صف حا ت ه � ذه ا لم ج لة ف ي الم�ستقبل �إن ال �واق �ع� �ة ف��ي �ساحل �شاء اهلل تعالى. ال��م��ت��ن ال �ج �ن��وب� �يّ ول كم جز يل ال �ش كر وا ل إ حترام وا�ستيطانهم بها هي ئة التحرير ب��دع��وة م��ن �إدارة ال�م��وق��ع االل�ك�ت��رون��ي WWW.focusonLebanon.com ف�ضول� ،أ�صدر الأ�ستاذ والأ�ستاذ انطون مّ . ف�ضول الحلقة الحادية والع�شرين من كتابه ّ «�أع�ل�ام من ب�لاد الأرز» في بيت عنيا� ،سيدة لبنان ـ حري�صا .وذل��ك غ��روب ي��وم الخمي�س ال��واق��ع في 4كانون الأوّل 2014م .بح�ضور �ضيفي ال�شرف �سماحة العالّمة ال�شيخ عبد الأمير �شم�س الدين المفتي الجعفري لبالد جبيل وك�سروان و�سيادة المطران يو�سف حتّي. �إ�سته ّل الإحتفال بالن�شيد الوطنيّ اللبنانيّ ف�ضولُ .ث��مّ تكلّم ال�شاعر ث��مّ كلمة للأ�ستاذ ّ الأدي��ب الدكتور عبد الحافظ �شم�ص ف�شكر ف�ضول على عمله الثقافي في تكريم الأ�ستاذ ّ رجاالت الفكر والأدب والفن في بالد الأرز .ثُمّ تكلّم قا�ضي جبيل ال�شرعي الجعفري الدكتور ال�شيخ يو�سف محمد عمرو �شاكر ًا عمل الأ�ستاذ ف�ضول وموقعه الثقافي الإب��داع��ي في وطننا ّ العزيز لبنان في �أيامنا هذه .وعمله يكون �إن �شاء اهلل تعالى ،م�صداق ًا لكالم �أمير الم�ؤمنين الإمام عليِّ بن �أبي طالب :tقيمة كلِّ امرىءٍ ما يح�سنه(الكلمة ،81 :ج� ،1ص .)520 ول �ق��ول��ه :tعُ � �م� �رّت ال �ب �ل ��دان ب�ح��بِّ الأوطان(تحف العقول� ،ص .)146 ثمّ تكلّم عن �سماحة ال�شيخ �شم�س الدين ومعرفته به وب�أ�سرته ال�شريفة منذ �أكثر من �أربعة عقود كما تكلّم عن عطا ِء هذه الأ�سرة للبنان وللعلم والف�ضيلة منذ ايام جدّه الأعلى ال�شهيد الأوّل الإمام محمد بن مكيِّ الجزينيّ العامليّ ولغاية �أيامنا هذه� ،أي خالل �أكثر من �سبعةقرون. كما تكلّم عن �صديقه الدكتور موري�س عماد وب�صماته الوا�ضحة في بلدته العذرا في فتوح ك�سروان حيث �أ�صبح مع بلدته مو�ضع تقدير واحترام النّا�س ،وانموذج ًا ي�شار �إليهما من �سائر قرى فتوح ك�سروان بالبنان .كما �شكر �صديقه الأديب الأ�ستاذ الدكتور عبد الحافظ �شم�ص ال��ذي عرَّفنا وع �رَّف مجلة «�إط�لال��ة ف�ضول في هذه جُ بيليّة» على الأ�ستاذ انطوان ّ الأيام ال�سوداء التي تم ُّر على لبنان. ثمّ تكلّم �سماحة المفتي الجعفري ال�شيخ ف�ضول و�أن �شم�س الدين �شاكر ًا مُبادرة الأ�ستاذ ّ تكريمه هذا هو تكريم للعلم وللف�ضيلة والإبداع م�صداق ًا لما نبَّه �إليه القر�آن الكريم في �سورة العلق وفي �سورة التين وغيرهما من �سور و�آيات. وفي الختام �شكر �صديقيه القا�ضي الدكتور عمرو والم�ست�شار القا�ضي ال�شيخ عبد الحليم �شرارة والح�ضور الكريم على م�شاركتهم في هذاالتكريم. ومما ج��اء في ك�لام الأ�ستاذ ف�ضوّل عن المفتي ال�شيخ �شم�س الدين «:مار�س التدري�س في النّجف الأ�شرف وقم ،في الفقه والأ�صول والعقائد الإ�سالميّة وتف�سير القر�آن الكريم وغ��ي��ره��ا م��ن ال��ع��ل��وم الإ���س�لام�� ّي��ة .وم���ا زال يمار�س التدري�س ف��ي ه��ذه ال��م��واد وغيرها من العلوم في معهده ،معهد ال�شهيد الأول للدرا�سات الإ���س�لام�� ّي��ة .ن�شاطه الإجتماعي ب��رز �إل���ى ن�شاطه الديني بحيث لمع نجمه ف��ي خ�لال ال��ح��رب وم��ا بعدها كعن�صر ر�سخ العي�ش الوطنيّ الإ�سالميّ الم�سيحيّ و�أبرزه ع��ل��ى الم�ستوى ال��وط��ن��يّ ال��ع��ام واالقليمي والعالمي(.»)1 وق��ال عن الدكتور موري�س ع�م��اد «:رغم �أجواءالتفرقةالطائفيّةالتيجز�أتالجغرافيا ير�ض طوال �سنوات الحرب �إال �أن اللبنانيّة ،لم َ يكون طبيباًلكل اللبنانيين� .إ�ستمر طيلة تلك المرحلة في ر�سالته الإن�سانيّة طبيباًلم يتوا َن عنالقيامبواجبهالإن�سانيّ،جاهداًفيالعناية بنوع خا�ص بجرحى الحرب وم�صابيها»(.)2 ح�ضر الإح �ت �ف��ال ح�ش ٌد م��ن المكرّمين والمثقفين يتقدمهم الم�ست�شار العالّمة ال�شيخ عبد الحليم �شرارة والقانوني المحامي الأ�ستاذ ح�سن م��رع��ي ب� �رّو و�أ� �س��ات��ذة وط�ل�اب معهد ال�شهيد الأوّل للدرا�سات الإ�سالميّة في ال�شياح والمهند�س الحاج لقمان عمرو والأ�ستاذ فادي حيدر والدكتور قي�س غو�ش والأ�ستاذ يو�سف حيدر �أحمد وال�ح��اج ح�سين �شريف المولى والحاج ه�شام الحالّني وغيرهم. الهوام�ش: ((� (1أعالم من بالد الأرز ،الحلقة (� )21ص.25 : (( (2نف�س الم�صدر� ،ص .34 35 قرية من بالدي المعيصرة في عام 1970م األستاذ طوني بشارة مفرّج 36 ق � � � � � ��ام الأ� �س �ت��اذ طوني ب�����ش ��ارة م� �ف� �رّج ب�ك�ت��اب��ة م��و� �س��وع��ة ع ��ن ال �ق ��رى وال �م��دن اللبنانيّة في عامي 1970ـ 1971م. ت�ح��ت ع� �ن ��وان «:ال��م��و���س��وع��ة ال��ل��ب��ن��ان�� ّي��ة الم�صوّرة» �صدر منها ثالثة مجلدات فقط ال غير .والمجلد الثالث �صدر في �أوائل عهد الرئي�س الراحل �سليمان فرنجية. وم � � ّم� ��ا ج � ��اء ف� ��ي ك�ل�ام ��ه ع� ��ن ق��ري��ة المعي�صرة .فتوح ك�سروان ما يلي: الموقع والخ�صائ�ص على م�سافة 45كيلومتر ًا عن بيروت عبر غ��زي��ر ـ غبالة ـ زعيترة تحتل قرية المعي�صرة م�سطح ًا ينتهي بثالثة منحدرات من جهاته الثالث ،ويت�صل برابية من جهة ال�شرق تقوم عليها قرية الزعيترة .تبلغ م�ساحة خ��راج المعي�صرة 588هكتاراً، يحدها �شما ًال بزحل ونهر ابراهيم الفا�صل بينها وبين ق�ضاء جبيل� ،شرق ًا زعيترة، غرب ًا العقيبة ،وجنوب ًا قرية زيتون .ويبلغ ارتفاعها عن �سطح البحر 650متراً. اح��دى قرى ك�سروان والفتوح النادرة التي تتعاطى زراعة التبغ ،وبالإ�ضافة �إلى ذل��ك لي�س فيها من النبات �سوى البري، و�أهمه ال�سنديان والعف�ص والملول وبع�ض ال�شربين وال���ص�ن��وب��ر ،وي �ع��ود �سبب قلة �أن��واع زراعتها �إلى عدم توفر الينابيع في �أرا�ضيها. حوالى 45بيتاً� ،أكثرها متوا�ضع الحجم ذو طبقة �أر�ضيّة واحدة ،يبرز بينها مئذنة م�سجد م�ب��ارك ي�شكل م�ح��ور ال�سكن في القرية. ن�شوء القرية معي�صرة :المع�صرة ال�صغيرة ،الإ�سم عربي مح�ض ،ف��ي �أواخ ��ر ال�ق��رن الثامن ع���ش��ر ،ك��ان��ت �أ� �س��رة �شيعيّة ت �ع��رف ب ��آل عمرو ال ت��زال �ساكنة في فتقا ،علم ًا ب�أن ال�شيعة ك��ان��وا �أول م��ن ع��اد �إل��ى ك�سروان بعد الفتح العثمانيّ ،وك��ان على ر�أ�سهم الم�شائخ الحماديون ،ثُمّ �أخ��ذت المنطقة تتحول �شيئ ًا ف�شيئ ًا �إل��ى الموارنة ب�سبب ت��ول��ي الم�شائخ ال�م��وارن��ة عليها و�سلخها عن اقطاع الحماديين .وعندما �أ�صبحت فتقا ب�أكثريتها تحت �سلطة الحبي�شيين وزم�لائ�ه��م ال��دح��ادح��ة ،ر�أى الحبي�شيون �أن��ه من الأن�سب ا�ستبدال ع�ق��ارات كانوا يملكونها ف��ي بقعة ت�ع��رف بالمعي�صرة، بعقارات بني عمرو ال�شيعة القاطنين في فتقا �آنذاك ،وبالفعل ،تمت المقاي�ضة بين الم�شائخ وبني عمرو ،وا�شترط الم�شائخ ع�ل��ى المقاي�ضين ب��وج��وب الإب��ق ��اء على كني�سة كانوا قد بنوها في المعي�صرة على ا�سم القدي�س يعقوب .فانتقل بنو عمرو �إلى المعي�صرة وا�ست�صلحوا ارا�ضيها وبنوها، وهكذا ان�ش�أوا قرية جديدة لهم بعد �أن تكبدوا ال�صعاب وعانوا الأمرين. عمل بنو عمرو في تربية الموا�شي وفي زراعة الحنطة والتوت والكرمة وفي تربية دود القز ،وكانوا منذ مجيئهم �إلى القرية �أ�سياد �أر�ضهم ،خالف ًا للمبد�أ الإقطاعي الذي كان �سائد ًا في قرى الجوار .ولقد بقي للمعي�صرة طابعها الإقت�صادي الخا�ص المتميز ع��ن ق��رى ال�ج��وار عبر تاريخها. ففي عهد المت�صرفيّة ،كان «مختلف في �أم��ر ا�ستتباع المعي�صرة لجبل لبنان �أو حكومة طرابل�س ال�شام ،حيث كان يجري تح�صيل ال�ضريبة ـ ال��وي��رك��و ـ المترتبة عليها من طرف حكومة طرابل�س (»)102 ول��م يحل ه��ذا ال�ن��زاع بين حكومتي جبل لبنان وطرابل�س ال�شام على المعي�صرة قبل �أن تعلن دولة لبنان الكبير التي �ضمت المنطقتين تحت حكومة واحدة. المعي�صرة بين المت�صرفيّة والإ�ستقالل وي��دوم الطابع الخا�ص بالن�سبة لهذه ال�ق��ري��ة ،ف�ن��راه��ا ت�ستبدل زراع ��ة التوت ب��زراع��ة ال�ت�ب��غ ،ف��ي وق��ت ك��ان��ت ك�سروان وال�ف�ت��وح وال ت��زال فيه بعيدة ع��ن معرفة هذه الزراعة .وبالرغم من �أن القرية كانت تفتقر لزراعة الحنطة في �سنوات الحرب العالميّة الأول ��ى ،فقد تمكنت من النجاة الن�سبيّة ب�أكثر ع��دد من بنيها ا ّل��ذي��ن لم يعرف الإغتراب منهم �سوى عدد قليل .ففي ذكر للمعي�صرة في العام 1906م« .كان فيها م��ن ال�شيعة ،60وح��ا���ص�لات��ه��ا من ال�شرانق 1600اق��ة ،وحيواناتها الداجنة .»)80( 211وق��د ا�ستطاعت �أن تحافظ على العدد نف�سه من الأهالي عند �إنتهاء ال �ح��رب .ي�ع��ود ال�سبب ف��ي ذل��ك �إل ��ى �أن��ه كان في الدولة العثمانيّة موظفون من �آل عمرو من المعي�صرة ،وقد عمل �أولئك على اي�صال بع�ض المواد الغذائيّة �إلى القرية، كما بذلوا ق�صارى جهدهم في �سبيل ت�أمين بع�ض الم�ؤن �إلى قرى الفتوح التي تجاورهم، وق��د تمكنوا ف�ع�ل ًا م��ن ال�ن�ج��اح ف��ي بع�ض الأحيان .وقد ا�شتهر من �أولئك الموظفين ح�سن كاظم عمرو الذي �شغل من�صب �أمين �سر والي بيروت ثُمّ ترقى �إلى قائمقام في الدولة العثمانيّة ،ثُمّ �أ�صبح مت�صرف ًا في العراق ،حيث قتله العثمانيون النحيازه �ضد الدولة العثمانيّة �أبان ثورة العرب عليها. ف��ي ع�ه��د الإن � �ت� ��داب ،ل��م ي�ت�ج��دد في المعي�صرة �سوى زراع��ة التبغ التي حلّت مكان التوت كلياً� ،إذ توقفت �صناعة الحرير ف��ي ال�ع��ام 1937م .كما �شُ قّت لها طريق و�صلتها بطريق يح�شو�ش ـ غبالة في العام 1925م. يوم الإ�ستقالل واليوم ي��وم ك��ان ال �ن��زوح ي�ش ُّد �أب �ن��اء القرى المجاورة �إل��ى ال�ساحل والعا�صمة ،كانت المعي�صرة تجهد في زراعة التبغ ،غير �أن ذلك لم يغنها نهائي ًا عن المدينة ،ف�سرعان ما بد�أ القوم يق�صدون المدينة طلب ًا لتعليم �أبنائهم ،ولمزيد من الرزق الذي لم ي�ستطع التبغ وح��ده من �سدِّ ع��وزه .ف��إن مدر�ستها الر�سميّة الإبتدائيّة التي ت�أ�س�ست لها مع بدء عهد الإ�ستقالل ،مزودة بمعلم واحد، وم��اذا ي�ستطيع معلم واحد �أن يفعله لعدة �صفوف يزيد عدد �أفرادها مجتمعة على الخم�سين طالبا؟... ف��ي ال�ع��ام ،1956و�صلتها المياه من الهوام�ش: (((1المو�سوعة اللبنانيّة الم�صوّرة للأ�ستاذ طوني ب�شارة مفرّج ،ج� ،3ص 336ـ 337ـ .338الطبعة الأولى، تاريخ الطباعة ت�شرين الثاني 1971م. م�شروع نبع ال�ضامن (نهر الذهب) وفي العام 1957انارتها الكهرباء ،كما زودت ب�شبكة مياه �إ�ضافيّة من م�شروع نبع �أفقا في العام 1969م. مع هذا الإكتمال التجهيزي ،تجددت �أكثر بيوت القرية ،غير �أن ذلك لم يوقف ن ��زوح �أب�ن��ائ�ه��ا .وق��د ي�ساعد ف��ي تخفيف ذلك النزوح تعبيد طريق ي�صلها مبا�شرة بخط بيروت ـ طرابل�س عند العقيبة ،علم ًا ب ��أن الأه��ال��ي كانوا قد �شقوا الطريق من مالهم بالتعاون مع �أه��ال��ي الزعيترة في العام ،1964وكل ما يبقى منها بال تعبيد حوالى 8كيلومترات� ،إذا عبدت تخت�صر من الم�سافة بين المعي�صرة وبيروت حوالى 12كيلومترا. الثقافة خفيفة نتيجة �ضعف مدر�ستها م��ن جهة ،وبعدها ع��ن ال�ساحل م��ن جهة ث��ان �ي��ة .ك ��ل م ��ا ت �ط��ال��ب ب ��ه ال �ن �ظ��ر ب ��أم��ر مدر�ستها وطريقها (.)1 37 صور ووثائق إطاللة على جبل عامل عالقة آل حمادة بالبطركية المارونيّ ة كتاب الشيخ محمد جواد مغنية دراسة سوسيولوجية اإلصالحي ّ في مشروعه إعداد :هيئة التحرير للدكتور ع�صام علي العيتاوي 38 تكلّم الدكتور �سعدون حمادة في الف�صل الرابع من المجلد الثاني من �أطروحته «تاريخ ال�شيعة في لبنان» عن نماذج جميلة تعتمد على وثائق باللغتين العربيّة والفرن�سيّة عن عالقة م�شايخ ال�شيعة وحكامهم من �آل حمادة في جبل لبنان و�شماله ببطاركة الطائفة المارونيّة الكريمة في القرنين الثامن ع�شر والتا�سع ع�شر .كما �أورد بع�ض الوثائق التي تد ُّل على حمايتهم للبطاركة والكهنة والق�ساو�سة من ظلم ووالة با�شاوات طرابل�س الأتراك وكذلك عن �إعفائهم للأمالك الوقفيّة المارونيّة من ال�ضرائب .وتقديمهم للبطاركة ورجال االكليرو�س الماروني العقارات الزراعيّة الكبيرة لي�ستفيدوا منها طالبين بذلك �صلواتهم فقط ال غير ،مُ�شجعين رعاياهم من ال�شيعة للإقتداء بهم في ذلك. وكذلك عن ق�ضية �إ�ستعانة البطريرك يعقوب عوّاد في �سنة 1713بهم بعد عودته من روما تنفيذ ًا لقرار الحبر الأعظم وا�ستقبالهم له في جبيل و�شمال لبنان �أيام ال�شيخ �إ�سماعيل حمادة وحمايتهم له من تعديات م�شايخ �آل الخازن وجماعتهم في ك�سروان كما تكلّم عن حر�صهم ومحافظتهم على نزاهة الإنتخابات �ضمن ال�صرح البطريركي في قنوبين �أو بكركي وعدم تدخلهم في ذلك .وغير ذلك من ق�ضايا يطول الحديث عنها(.)1 الهوام�ش: (((1تاريخ ال�شيعة في لبنان للدكتور �سعدون حمادة ،ج� ،2ص 244ـ ،245دار المحجة البي�ضاء ـ بيروت ،الطبعة الأولى 2008م. هو بحث اكاديمي قدّمه الدكتور ع�صام الحاج علي العيتاوي ك�أطروحة نال بموجبها �شهادة دك�ت��وراه ال��دول��ة اللبنانيّة في العلوم الإجتماعيّة من الجامعة اللبنانيّة .تناول فيها درا��س��ة مف�صلة ل�شخ�صية مهمة م��ن علماء الم�سلمين في الع�صر الحديث هو العالّمة ال�شيخ محمد ج ��واد مغنية� ،أث ��رى المكتبة والفكر العربي بالكثير من الدرا�سات والآراء الإ��س�لام� ّي��ة�� ،ش��ارح� ًا فيها روح�ي��ة المفاهيم القر�آنيّة ،والأحاديث النبويّة الإماميّة ،بطريقة مب�سّ طة ،وم�سلط ًا ال�ضوء على �أهميتها وربطها بالواقع الإجتماعيّ المعيو�ش للأمة ،بما يهيئها لتكون مرتكز ًا �أ�سا�سي ًا لإعادة نه�ضة المجتمع، مما يتخبط فيه من م�شاكل وا�شكاليات متعددة. ولقد حاول العالمة مغنية المولود في بداية القرن الع�شرين 1904م .والذي واجه �أحداث فترة الأربعينيات والخم�سينيات ،والمتوفى في العام 1979م .وه��ذه ال�ح��االت ب�سل�سلة من الأفكار العلميّة والعمليّة والنقديّة ،من خالل ن�شاطه المنهجي في �شتى المجاالت الثقافيّة ال�ت��رب��و ّي��ة ،ومعالجته ل�ل�ظ��روف الإجتماعيّة والإق�ت���ص��اد ّي��ة والق�ضايا ال�سيا�سيّة المثارة في الواقع المحلي والعالمي في ع�صره ،عبر ت�شخي�صه لحقائق هذه الم�سائل ومعالجتها من منظور �إ�سالميّ ي�ضمن لها الحل المنا�سب، وذلك عبر مقاالته التي افتتحت بها ال�صحف وعلى �صفحاتها الأولى ،بالإ�ضافة �إلى الدوريات المت�صدرة ،التي جمع منها الدكتور العيتاوي ( )987م�ق��ال��ة ُن �� �ش��رت ف��ي مجلة ال�ع��رف��ان اللبنانيّة التي كانت ت�صدر في �صيدا وذلك من العام 1931حتى العام 1960م .وم�ؤلفاته الثمانيّة والأربعين كتاب ًا وبع�ض المخطوطات التي ما زالت تنتظ ُر دورها لتب�صر نور الن�شر. والتي عك�ست الم�شكالت المحوربة للمجتمع من جهة وعبّرت عن تيّار في الإت�ج��اه العام لتطوّر الوعي في تلك المرحلة ،خا�صة بالإتجاه الإ�سالميّ ،بما �إ�ستج ّد من ق�ضايا مهمة رافقت الحالة ال�سيا�سيّة ف��ي حينها .حيث �إن�ب��رى العالّمة مغنيّة ي�سوق البراهين النظريّة والأدلة القاطعة على وحدة الأمّة الإ�سالميّة و�سالمة ط��روح��ات�ه��ا ال�ف�ك��ر ّي��ة عبر ال �ط��رح المذهبيّ الإيجابي ،مع ادراكه الوا�ضح لحركة التاريخ، وما ت��ؤول �إليه م�ستخدم ًا مفاهيم قريبة من م��دارك عامة النّا�س في هذه المواجهة التي ال تنف�صل عراها عن ق�صد وتعاليم وتوجهات المنظومة الإ�سالميّة. وال يخفى �أن العالّمة مغنيّة كان يرى في العلم منهج ًا في عالقته بالواقع الإجتماعيّ ووق��ائ�ع��ه وم�شكالته ف��ي ال��داخ��ل وم��ن خالل تجاوزه لحدود �أي دولة مرتهنة خارجي ًا وما �أكثرها ،وكان ي�ؤمن ب�أن للمعرفة ثالثة �أ�سباب هي :ال�ت�ج��رب��ة وال�ع�ق��ل وال ��وح ��ي ،فالتجربة الح�سيّة هي المعنيّة بكلمة علم ،والعقل هو المراد بكلمة ه��دى ،والوحي وه��و المق�صود بكتاب منير. وكذلك م �رّت حياة ه��ذا العالم بمراحل فيها من الحراجة ما يدعو للعجب فمنذ حياته الأولى التي اكتفت بالفقر المدقع� ،إلى �أيامه احللقة األوىل الأخ�ي��رة في الوظيفة بعد تعيينه قا�ضي ًا في المحاكم ال�شرعيّة الجعفريّة العليا في بيروت، وت�دّرج��ه �إل��ى رتبة م�ست�شار وم��ن ُث��مّ رئي�س ًا بالوكالة في ال�سلك نف�سه ،وقد عمدت ال�سيا�سة التقليديّة �إل��ى �إقالته من من�صبه في العام 1956م .ب�سبب حزمه في مواقفه المهنيّة، لعدم �إ�ستجابته لرغبات الكثير من القيّمين ال�سيا�سيين في الطائفة بالإ�ضافة �إلى رف�ضه المبا�شر لجملة من التدخالت الخارجيّة من قبل بع�ض �سفراء الدول الكبرى. �أخ �ي��راً ،ما تجدر الإ� �ش��ارة �إليه في هذه الدرا�سة �إعجاب هذه الم�ؤ�س�سة بها ما جعلهم يقومون بالإجراءات الآيلة �إلى ن�شرها بين �أيدي القراء ،بالتعاون مع م�ؤلفها الدكتور العيتاوي، مع �إج��راء بع�ض الترتيبات الإخراجيّة .حيث �أخذت الرقم ثالثة في هذه ال�سل�سلة القيّمة. وال ُب ّد في النهاية من �شكر الدكتور العيتاوي ومركز الح�ضارة لتنمية الفكر الإ�سالميّ على تعاونهما المثمر ،ال��ذي تمخّ �ض عن ا�صدار هذه التحفة الفكريّة الثمينة بحجمها الو�سط 15×24و�صفحاتها ال �ـ ،375وبم�ضمونها المعرفي ال�شامل ،وقيمتها النقديّة البناءة مع ما فيها من معالجة للق�ضايا الإ�سالميّة الراهنة، وما ت�شتمل من ا�ست�شرافات للم�ستقبل ،ككل فن �أَ�صيل وجميل .توجّ ه به الباحث مبا�شرة �إلى الفرد والجماعة في العالمين الإ�سالميّ والعربيّ ،و�إلى كل �صاحب م�شروع نه�ضوي في العالم �أجمع. 39 إطاللة على جبل عامل المقدس َّ آية اهلل سن فضل اهلل (قده) الم ْح ِ السيِّ دِ َعبْ دِ ُ َّ السيِّ ُد حوار مع العالّ مة َّ ()1 هانِي َفحص (قده) بقلم :ال�شاعر الأ�ستاذ ال�شيخ عبا�س فتوني احللقة الثانية شهاد ٌة ل ُه أَ ْو علَيَّ 40 �أَ َو ُّد �أَنْ �أَ�شْ ُك َر الأُ�سْ تاذَ عَ بَّا�س فتُونِي عَ لَى ما �أَت��احَ � ُه ِل��يِ ،ب�إِلْحاحِ ِه ال� � َودُو ِد مِ نْ ِي�ض ،عَ ��نْ َتق ِْ�صيرِ ي في حَ ��قِّ ال َكبِيرِ َت ْعو ٍ يف ذِ َّمةً ،و َكفًّا ،وذَ ْيالً: َق ْلبًا ،وعَ ْقالً؛ والنَّظِ ِ ال�سَّ يِّدِ عَ � ْب��دِ المُحْ �سِ نِ ف َْ�ضل اهللِ ،ا َّل��ذِ ي يَ�سْ تَحِ ُّق مِ نْ �أَمْ ثالِي ،ومِ نْ كُلِّ مَ نْ عَ رَف ُه عَ نْ خا�ص ًة في َكن َِف �أُمِّ نا "النَّجَ ِف"� ،أَنْ َكث ٍَبَّ ، يُكا ِفئُو ُه مَ ْع َن ِويًّا عَ لَى كُلِّ �شَ يْ ءٍ :عَ لَى عِ لْمِ ِه َوا�ض ِعهِ ،عَ لَى زُهْ دِ ِه و َت ْعلِيمِ هِ ،عَ لَى تَ�سامِ ي ِه وت ُ مَ َع قُدْ َر ِت ِه عَ لَى ال َّت َر ُّفهِ� ،أَ ْو ما َف ْو َق ُه مِ نْ مِ َت ِع الحَ يا ِة ال ُّدنْيا ،ومِ نْ طَ يِّباتِها� ،أَيْ حَ اللِها؛ وعَ لَى وَجْ هِ ِه البا�سِ مِ المُ�شْ رِ قِ دا ِئمًا ،و ُف�ؤا ِد ُه ا َّل��ذِ ي َتتَ�سَ رَّبُ مِ ْنهُ ،ودا ِئمًا ،هَ بَّاتٌ الذِ عَ � ٌة مِ نَ الحُ زْ نِ العَمِ يقِ � ،أَ ْو نُ�سَ يْماتٌ ُم ْنعِ�شَ ٌة مِ نَ ِيف... الحُ زْ نِ الهادِئِ ال�شَّ ف ِ ك��انَ ،وظَ � َّل َي��حْ ��زَ نُ عَ لَى ال ُعمُومِ يَّاتِ ، وب ال ِعلْمِ يِّ � ،أَ ِو الأَ َد ِب��يِّ ، عَ لَى تَراجُ ِع ال َمنْ�سُ ِ �أَ ِو المَ�سْ لَكِ يِّ ...وك��انَ َي� ْف�رَحُ ِب��أَ َّي� ِة مَ وْهِ َب ٍة َت ْب ُز ُغ مِ نْ زُمَ ال ِئهِ� ،أَ ْو تَالمِ ذَ ِتهِ� ،أَ ْو تَالمِ ذَ ِة تَالمِ ذَ ِتهِ. ك��انَ َت�لامِ ��ذَ ُت� ُه َي��خْ �ت��ارُو َن�هَُ ،فيَ�شْ ُعرُونَ ِب��ال� َّت� ْو ِف�ي��قِ ،لأَ َّن� � ُه َي � ْم �زُجُ ال � َّد ْر�� َ�س بِالحُ بِّ ، و ُيقْحِ مُ الحُ بَّ عَ لَى ال َّدر ِْ�س ،فتَزْ دا ُد المَ�سْ �أَ َل ُة وال�صدا َق ُة رُ�سُ وخً ا؛ وكانَ يَخْ تا ُر و ُُ�ضوحً اَّ ، مِ نْ تَالمِ ذَ ِت ِه مَ نْ َترْجَ حُ فِيهِ مْ َك َّف ُة ال َّت ْقوَى، ِلي ُْ�صبِحُ وا خِ َّال َن ُه و�أ َْ�صفِيا َءهُ؛ وي ُِ�ص ُّر عَ لَى �أَنْ َي َت َعلَّمَ مِ ْنهُمْ كِ فا َء ما ُي َع ِّل ُمهُمْ . �أَ�شْ ُك ُر الأُ�سْ تاذَ عَ بَّا�س فتُونِي َتكْرارًا ،وال �أَعْ تَذِ رُ ،لأَ َّن ُه ال عُ ذْ َر لِي� ...إِ َّال ما َيدَّعِ ي ِه مَ نْ ُي�ؤْ ِثرُونَ ال َعمَلَ عَ لَى الكَ�سَ لِ ،مِ نْ أَ�نَّ أَ�وْقا َتهُمْ َ�ض ِّي َقةٌ .و�أَنا �أَعْ رِ ُف َ �أنَّ َتنْظِ يمَ ال َوقْتِ َكفِي ٌل بِالوَفاءِ ،بِالأَ ْو َل ِويَّاتِ وما دُونَها.. ولَكِ نْ َي ْبدُو �أَنَّ ذاكِ َرتَنا الحَ ْو َز ِو َّيةَ� ،أَ ْو حَ ياتَنا ال َّت�أْ�سِ ي�سِ َّي َة في طَ لَبِ ال ِعلْمِ عَ لَى ياب َوا�ضعٍ ،وحاجَ ٍة وعِ َّزةٍَ ،يوْمَ ها ،هِ يَ في غِ ٍ ت ُ ُمتَدَ رِّجٍ ! ف�إِلَى �أَ ْي��نَ ذَ هَ بْنا؟ �إِلَى ال�سِّ يا�سَ ةِ؟ وما مَ ْو ِقعُنا فِيها؟ َب��لْ ،ما مَ ْو ِق ُع مَ ��نْ َلي َْ�س َت ْكوِي ُن ُه �سِ يا�سِ يًّا؟ و ِللآخَ رِ ينَ خِ يارُهُ مْ َ ،فهُمْ �أَحْ رارٌ... ُك� ْن��تُ �أَ َت � َم � َّن��ى �أَنْ ُت� ِل��حَّ عَ � َل��يَّ ذاكِ � َر ِت��ي، لأَ�سْ تَحْ ِ�ض َر ال�سَّ نَواتِ الجَ مِ ي َلةَ ،ا َّلتِي ق ََ�ض ْيتُها في النَّجَ ِف َ�صدِ يقًا ،و ِتلْمِ يذً ا لِل�سَّ يِّدِ عَ بْدِ ال�صدا َق ِة المُحْ �سِ نِ .وفي كِ لْتا الحا َل َتيْنِ َّ : وال� َّت� ْل� َم��ذَ ةِ� ،أَت��احَ ��ا ِل��ي �أَنْ �أَ ُك ��ونَ �شَ رِ يكًا.. و�أَباحَ ا لِي دَفا ِت َرهُ ،لأَ ْق َر َ�أ �شِ ْع َرهُ ،مُ�سْ َت ْم ِتعًا، وناقِدً ا... ولَمْ َن َّتفِقْ ،لأَنِّي ُكنْتُ نازِعً ا في ال َّنقْدِ �إِلَى حَ دا َث ٍة حا َّر ٍة وحا َّدةٍ ،مِ نْ دُونِ �أَنْ �أَغْ مِ َط �أَحَ دً ا �إِبْداعَ هُ� ،أَ ْو طُ مُوحَ ُه ِ�إلَى الإِ ْب��داعِ ..في حِ ينٍ كانَ ال�سَّ ِّي ُد َكرَعِ ي ِلهُِ ،مقِيمًا في كال�سِ يكِ َّي ٍة َّ�ص ،وحَ دا َث ٍة ُم َت�أَ ِّن َي ٍة في ال َفهْمِ .. غَ ِن َّي ٍة في الن ِّ ولَكِ نَّ عَ َ�ص ِب َّيتِي الحَ دا ِث َّيةَ ،لَمْ َت ْم َن ْعنِي مِ نَ الإ ِْ�صغا ِء ال ُم َتب َِّ�صرِ ،وال ُمتَدَ بِّرِ ِل َكثِيرٍ مِ نْ قَ�صائِدِ هِ� ،أَ ِو ال��طَّ �ر َِب ال��حَ �لالِ ِل َكثِيرٍ مِ نْ �أَبْيا ِتهَِ ...بيْنَ الكال�سِ يكِ َّي ِة ا َّلتِي ال تَخْ لُو مِ نْ نَوافِذَ عَ لَى الحَ دا َثةِ ،ومِ نْ �أُنْ�سِ ِه بِالحَ دا َثةِ، والحَ دِ يثِ عَ نْها ،عِ نْدَ ما َيكُونُ ال ُمتَحَ دِّ ثُ عا ِقالً ،ونِ�سْ ِبيًّا ،مِ نْ دُونِ �أَحْ كامٍ � ،أَ ْو �إِطْ القٍ ، �أَ ْو َتعْمِ يمٍ َ ،ي َق ُع �شِ ْع ُر ُه حا�شِ دً ا بِالأَحْ زانِ عَ لَى مَ واعِ يدَ غامِ َ�ض ٍة �أَ ْو ُم ْب َه َم ٍة مَ َع الأَفْراحِ ..ف�إِنْ َّفا�صيلِ ، لَمْ يُوا ِت ِه َف َر ٌح َكبِيرٌَ ،ت َعمَّدَ ال َفرَحَ بِالت ِ هلل عَ لَى ِنعَمِ هِ ،مارًّا بِالرَّ�سُ ولِ (�صلّى و�شَ َك َر ا َ اهلل عليه و�آله و�سلّم) ،و�أَهْ ��لِ َب ْي ِت ِه (عليهم ال�سّ الم) �إِلَى ال ُّدنْياَ ،ل َعلَّها عَ لَى مَ قا�ساتِهِ مْ ، َتتَّ�سِ ُع ِل� ْل� ُم��ؤْمِ ��نِ العائ ِِف العافِي ..ومِ ْنهُمْ مِ نْ �أَهْ لِ ال َبي ِْت يَ�شْ َتقُّ� ،أَ ْو يَ�سْ َتعِي ُر ُم ْفرَداتِ الحُ بُورِ ،وعَ لَى �أَحْ زانِهِ مْ يُ�سْ ق ُِط َ�أحْ زا َنهُ، فيَخِ فُّ حِ ْم ُلهُ ،ويَ�سْ تَرِ يحُ مِ نْ وَعْ ثا ِء ال�سَّ فَرِ َ�ضَ ،بيْنَ َ�ض ومَ ر ٍ َبيْنَ عَ ناءٍ وعَ ناءٍ َ ،بيْنَ مَ ر ٍ َ�ض الَّذِ ي احْ تِاللٍ وتَحْ رِ يرٍ ..و ُُ�صو ًال �إِلَى ال َمر ِ �أَمْ ر ََ�ضناَ ..ر ْيثَما ُيكْمِ ُل مِ �شْ وا َر ُه �إِ َل��ى جِ وا ِر ال�صدِّ يقِينَ ِ ..ل َي ْكتُبَ ق َِ�صيدَ ًة طَ وِي َلةً ،طُ ولُها ِّ كَطُ ولِ الجَ َّنةِ ،وعَ ر ُْ�ضها َك َعر ِْ�ضها ،طُ ولَ ناك. ْ�ض �شَ ْوقِنا �إِلَى ُلقْيا ُه هُ َ وعَ ر َ ���س ـ � َ��س�م��احَ � َة ال���َّ�س� ِّي��دِ ه��ان��ي فَح�ص، �أَ�شْ ُكر َُك جَ زِ يلَ ال�شُّ كْرِ عَ لَى هَ ��ذِ ِه ال ُفر َْ�ص ِة ا َّلتِي �أَتَحْ تَها لِي ،وعَ لَى هَ ذِ ِه ال�شَّ ها َد ِة ال َق ِّي َم ِة ا َّلتِي خَ طَّ ها يَراعُ َك� .شُ ْكرًا ل ََك.. ج :هَ ذا َقلِي ٌل في حَ قِّ هَ ذا الجِ يلِ َككُلٍّ ؛ و�شُ ْكرًا عَ لَى هَ ذِ ِه ال ُفر َْ�صةِ ،كَما ُقلْتَ � :أَنْتَ ُم َتف َِّ�ض ٌل عَ لَيَّ . �س ـ �إِذا �أَ َردْتَ �أَنْ تَخْ ت َِ�ص َر �سَ ماحَ َة ال�سَّ يِّدِ ال ُم َقد َِّ�س ِب َك ِل َم ٍة واحِ دَ ةٍ ،ماذا َتقُولُ ؟ ج :الحَ نُونُ ،ال َودُودُ. �س ـ بِمَ ُيمْكِ نُ و َْ�ص ُف ُه ؟ ج� :أَنا تَحْ ُ�ض ُرنِي ُ�صو َر ُت ُه في النَّجَ ِف ،هُ َو رَجُ ٌل �صا ِدقٌ ،مِ نْ بِدا َي ِتهِ. �س ـ ماذا َتقُولُ لأَبْنا ِئهِ؟ ج� :أَنا ِب َر ْ�أيِي ،مَ �سْ لَكُ �أَنْجا ِل ِه َلي َْ�س َبعِيدً ا عَ نْ مَ �سْ لَكِ هِ. الهوام�ش: (((1من �أطروحة �شاعر �أهل البيت(عليهم ال�سّ الم) ،ال�شيخ عبا�س فتوني. 41 إطاللة على جبل عامل العالّ مة الشيخ حسين شحادة ومجلة «المعارج» بقلم :القا�ضي ال�شيخ الدكتور يو�سف محمد عمرو 42 عرفت �أخي الفا�ضل العالّمة المفكر الإ�سالميّ والأديب الأريب ال�شيخ ح�سين �أحمد �شحادة العاملي عن قرب منذ �سنة 1967م .وزاملته ف��ي المعهد ال�شرعي الإ�سالميّ لثالث �سنوات .حيث حظيت معه برعاية وعناية م�ؤ�س�س ذلك المعهد العالّمة المرجع �آية اهلل العظمى ال�سيّد محمد ح�سين ف�ضل اهلل(ق � ��ده) .كما عرفت وال��ده الخطيب الح�سينيّ الحاج �أحمد �شحادة ،qحيث قمت بدعوته �إلى قريتي المعي�صرة لمدة عامين في الع�شر الأوائل من �شهر مُحرّم لقراءة المجال�س الح�سينيّة في جامع القرية بالتعاون مع الأهالي في �أواخر ال�ستينيات من القرن الما�ضي. وقد هاجر ال�شيخ �شحادة �إلى النّجف الأ�شرف �سنة 1969م .لمتابعة درا�سته في ال�سطوح والخارج على �آية اهلل ال�شهيد ال�سيّد محمد باقر الحكيم(قده) ،والإمام ال�شهيد ال�سيّد محمد باقر ال�صدر(قده) ومن ُث��مّ على الإم��ام ال�سيّد �أب��و القا�سم المو�سويّ ال�خ��وئ��ي(ق��ده) ،كما ك��ان لي ��ش��رف ال�ل�ق��اء ب��ه م��ن ج��دي��د و�صحبته م��ر ًة �أخ��رى في النّجف الأ�شرف عندما هاجرت �إليها في �سنة 1971م .ولغاية �سنة 1973م� .إذ ترك النّجف الأ�شرف بعدها ليلتحق بحوزة قُم المُقد�سة .لقد عرفت ب��ه خ�لال تلك ال�سنوات الوفاء ال�صدقائه وع�شقه للمعرفة وللعلم والعمل ال�صالح .كما كانت كتاباته تمتاز بالروح الأدبيّة وبالبالغة والذوق الرفيع. في النّجف الأ�شرف وقم المُقد�سّ ة ح�ظ��ي ال�شيخ ��ش�ح��ادة بثقة �أ��س��ات��ذت��ه ومراجعنا الأع�لام حيث �إختير لإمامة الجالية اللبنانيّة في �سيراليون في غرب افريقيا في �سنة 1979م .وفي �سيراليون �أ�س�س �أول معهد وحوزة للعلوم الإ�سالميّة على مذهب �أهل البيت ،iوغيرها من م�ؤ�س�سات ك��ان لها ال ��دور الجميل في الوحدة الإ�سالميّة .كما وفقه اهلل تعالى احللقة الثالثة ()1 �أي���ض� ًا ف��ي ل�ن��دن بالتعاون م��ع العالّمة ال�شهيد ال�سيّد مهدي الحكيم(قده)، وال��دك �ت��ور ال���س� ّي��د محمد ب�ح��ر العلوم وغيرهما من الأع�ل�ام لت�أ�سي�س رابطة �أهل البيت ،iوبالتالي لت�أ�سي�س رابطة الطلبة الم�سلمين وغيرها من م�ؤ�س�سات. وبعد فالحديث عن العالّمة �شحادة وندواته والم�ؤتمرات التي كان يعقدها ف��ي �سيراليون وي���ش��ارك بها ف��ي لندن وب��اق��ي ال �ع��وا� �ص��م الأوروب � � ّي� ��ة وم ��ن ُث��مّ عودته للعمل الإ�سالميّ في �صور وبيروت ودم�شق في �أوائل الت�سعينيات من القرن الما�ضي وت�أ�سي�سه لعدّة م�ؤ�س�سات في �صور وبيروت ودم�شق وبالتالي م�شاركته في عدّة م�ؤتمرات .وكذلك الحديث عن م�ؤلفاته ومحا�ضراته في كنائ�س دم�شق وم�ساجدها ب�صفته م�ؤ�س�س ًا لمنتدى المعارف والحوار بين الأديان في �سوريا وم�ست�شار ًا لمجمع ال�سيدة زينب،u للأبحاث وال��درا��س��ات و�أخ �ي��ر ًا اختياره ل�شغل من�صب الأم �ي��ن ال �ع��ام لملتقى الأدي ��ان والثقافات ف��ي ب�ي��روت ،حديث طويل يحتاج �إل��ى ع�دّة �صفحات .ن�س�أل اهلل تعالى �أن يوفقنا للكالم عن ذلك في الم�ستقبل �إن �شاء اهلل تعالى. مع مجلة «المعارج» القر�آنيّة وب �ع��د �إنّ م�ج�ل��ة «الـ ـمـ ـع ــارج» ال�ت��ي �أ�س�سها و�أ�شرف عليها العالّمة ال�شيخ ح�سين �شحادة في بيروت �سنة 1990م. والتي �صدر منها مائة وثمانون ع��دد ًا لغاية تاريخه هي من �أرق��ى المجالت الإ� �س�لام � ّي��ة ال�م�ل�ت��زم��ة ب�خ��ط ال �ق��ر�آن ال �ك��ري��م وال ��� ُ�س � ّن��ة ال �ن �ب��و ّي��ة ال���ش��ري�ف��ة وبالوحدة الإ�سالميّة ون�شر ال�سالم بين الم�سلمين و�أهل الكتاب و�سائر ال�شعوب وبيان �أ�سبقيّة القر�آن الكريم في الدعوة ل �ح �ق��وق الإن�����س ��ان ول �ح��ري��ة ال���ش�ع��وب ومكافحة التمييز العن�صري ودرا�سات فل�سفية و�إجتماعية وعلميّة و�سيا�سيّة و�أدب � ّي��ة وغيرها� ،شكلّت دائ��رة حديثة للمعارف القر�آنيّة على �ضوء توجيهات وو�صايا النبيِّ والأئمة المع�صومين من �أهل بيته (�صلوات اهلل و�سالمه عليهم �أج�م�ع�ي��ن) ،وم��ن خ�لال ع�ل��وم ال �ق��ر�آن الكريم وعلوم الحديث ال�شريف والعلوم الحديثة. �إنّ هذه المجلة القر�آنيّة وم�ؤ�س�سها وهيئة تحريرها وم�ست�شاريها خالل ربع قرن كانوا �أبطا ًال و�أعالم ًا في تاريخ وواقع ال��وح��دة الإ��س�لام� ّي��ة م��ا بين المذاهب الإ�سالميّة في �سوريا ولبنان �إذ جمعت الجميع تحت ظالل القر�آن الكريم وعلى مائدته م�صداق ًا لما قاله �أ�ستاذنا الكبير �آية اهلل ال�شيخ ح�سن طرّاد العامليّ (دام ظله) ،مخاطب ًا العالّمة ال�شيخ ح�سين �شحادة ومجلته الغراء: [« نوّرت في أضوائك األذهانا ونشرت من وحي الهدى فرقا وَعَ رجْ تُ بالجيل الجديد �إلى العلى وعي ًا ي�شع وحكمة وبيانا وك�شفت للأفكار كنز معارف غَ راء يبني هَ دْ يُها الإن�سانا(.]»)2 الهوام�ش: (((1الكلمة التي وجهها رئي�س التحرير �إلى �صديقه العالّمة ال�شيخ ح�سين �أحمد �شحادة، بمنا�سبة مرور خم�س وع�شرين �سنة على ت�أ�سي�سه لمجلة «المعارج». (((2الق�صيدة م�ؤلفة من ع�شرين بيت ًا واردة في العدد 142ال�صادر �سنة 2011م� ،ص .220 43 اإللهــــــام احللقة األوىل بقلم م�ست�شار التحرير د .عبد الحافظ �شم�ص 44 الإل �ه��ام ،ف�ع� ٌل غ��ام����ض ،عُ �م �رُه م��ن عمر الآداب والفنون والعلوم ،ف�سّ ر العلماء والمبدعون ،بح�ضوره �إليهم �إبداعاتهم، و�أقرّوا بوجوده وحاولوا تف�سيره بالعقل وبالمنطق ،وقد ربطناه في وجداننا �أكثر ممّا ربطناه بالآداب وخا�صة ال�شّ عر ،لعالقته الوطيدة بمزاج المبدع وتقلّباته وتطوّراته ،ولكن التّطلّع �إليه بمعناه الوا�سع ي�ؤكّد ح�ضوره في �صيغ مختلفة في كافة �أوجه وال�صناعة ،و�أبعد الحياة ،و�صو ًال �إلى التربية والن�ش�أة وال�سلوك ّ عن تقنيّات المزاج ال�شخ�صي. �إننا نتلمّ�س ماهيّة فعل الإلهام من خالل ا�ستعرا�ض تاريخه ودوره وتنوّع �أوجهه وم�صادره منذ ن�شوء الح�ضارات وحتّى حقيقته اليوم كما نراها. يفتر�ض في الإلهام �أن ي�سبق الإبداع ،ولكن من الم�ؤكّد �أنّ وخا�صة الحديث عنه لم يبد�أ �إ ّال بعد ظهور �إبداعات عديدةّ ، في مجاالت الأدب وال�ف�ن��ون ..ولأنّ الإب ��داع مرتبط ب�أمور كثيرة� ،أهمّها المزاج والوعي الثّقافي ،والموهبة ال�شّ خ�صيّة، فقد وَجَ د الإن�سان نف�سه منذ �أقدم الع�صور والح�ضارات �أمام �أ�سئلة عديدة �أهمّها ..لماذا ي�ستطيع ال�شّ اعر �أن يقول كالمً ا أي�ضا� ..إذا جمي ًال وموزونًا ،فيما ال ي�ستطيع الآخرون ذلك؟ ..و� ً كان هناك مثل هذا الإعجاب ب�إبداع هذا ال�شّ اعر ،فلماذا ال ي�ستمر ه�ؤالء في العطاء من غير توقّف؟ �أو بعبارة �أخرى ،لماذا تظهر هذه الإبداعات في �أوقات مُعيّنة ،ال يمكن تحديدها �سلفًا، أي�ضا؟! ثمّ تنقطع لفترات غير محدّدة � ً والجواب عن هذين ال�سّ �ؤالين كان واحدً ا ..الإلهام. ومنذ ع�صر الإغ��ري��ق وحتّى يومنا ه��ذا ،لم يغب الحديث عن الإلهام ودوره في بع�ض الأُطر المحدّدة ..وقد �شهد مفهوم الإلهام تبدّالت �أ�سا�سيّة ما بين الخرافات والحقائق العلميّة في التربية الحديثة ،كما تنوّعت م�صادره ،لي�س فقط بتنوّع الثّقافات أي�ضا من �شخ�ص �إلى �آخر في الزّمن الواحد وتعاقب الأزمنة ،بل � ً والثّقافة الواحدة... من بين كل مجاالت الإبداع فال�شّ عر هو الذي يحتكر الق�سم الأكبر من الحديث عن الإلهام ودوره في حياة الموهوبين. يقول غو�ستاف يونغ ،م�ؤ�سّ �س علم النف�س التّحليلي�«،إنّ المظهر الإبداعي للحياة الذي يوجد �أو�ضح تعبير عنه في الفنّ ، ال�صياغة العقليّة ،وذلك لأن �أيّ ر ّد يَ�سْ َتعْ�صي على ك ّل محاوالت ّ فعل على �أيّ مثير من المثيرات ،يمكن تف�سيره �سببيًّا بي�سر� ..أمّا الفعل الخالّق ،وهو النّقي�ض الكامل لر ّد الفعل المح�ض ،ف�سيظ ّل �إلى الأبد م�ستع�صيًا على الذّهن الب�شري»... ن�ش�أة مفهومه في الحياة الإغريقيّة قبل �سقراط و�أف�لاط��ون و�أر��س�ط��و ،واختالفاتهم في دور الإلهام ،على �صعيد الإبداع ال�شّ عري الذي نتطرّق �إليه ب�شيء من التّف�صيل ،كان الإغريق قد عرفوا من الإبداع الأدبي والفنّي ما ي�ستوجب تف�سير ظهوره على �أيدي عدد من النّا�س في مرحلة من المراحل ،وقد ردّوا ذل��ك ،جريًا على عادتهم� ،إل��ى عدد من الموحيات التي ا�شتهرت في ذلك الزّمان ،كالمو�سيقى، والمتحف� ،أي بيت الفنون. ولم يحفظ لنا التّاريخ ظهور الملهمات بدقّة ،ولكن من المرجّ ح �أنّ ذل��ك ك��ان قبيل النّ�صف الثاني من الأل��ف قبل الميالد ..وما نعرفه �أنّ عدد الموحيات كان يتبدّل من وقت �إل��ى �آخ��ر ،كما �أنّ ا�سماءها كانت تتبدّل وكذلك وظائفها.. مخت�صة ب�إلهام نوع من �أنواع المعرفة، ّ وك ّل واحدة منها كانت كـ«ليوبي» لل�شعر الملحمي ،و«كليو» للتاريخ ،و «�إراثو» لل�شعر الغزلي ،و«�أوت�ي��ري» للغناء والإن�شاد الدّيني ،و«ميلبومين» للم�سرح التراجيدي� ..إلخ... ومن هنا يتّ�ضح �أنّ الإغريق نظروا �إلى الإلهام ،على �أنّه فع ٌل بين �شخ�صين� ،أحدهما مُتخيّل وهو الملهِ م ،والثاني حقيقي وهو المنتج والملهَم ..ولكنّنا بتنا نعرف اليوم �أنّ م�صادر الإل�ه��ام في الثّقافات القديمة ،كما هو الحال في ع�صرنا هي �أو��س��ع من ذل��ك.. وما كان يُ�صوَّر قديمًا ،وربّما ال يزال يُ�صوَّر حتّى وقتنا الحا�ضر هم�س من مُتح ّدث عُ لويّ في �أُذُ ن عند بع�ض ال�شّ عراء ،على �أنّه ٌ وخا�صة مجال ّ م�ستمع من الب�شر� ،صار اليوم مع تطوّر العلوم، التربية مُجرّد مُحفّز يُن�شّ ط العقل الب�شري في اتّجاه مُعيّن، من طريق جمع معطيات مختلفة و ََ�صهْرها مع بع�ض الإ�ضافات، لإبداع فكرة جديدة �أو نتاج ملمو�س جديد لم يكن موجودًا من قبل ..وبهذا المفهوم العلمي والع�صري للإلهام ،يمكننا �أن ن�ستك�شف ح�ضوره الم�ؤكّد ودوره في ك ّل عمليّة �إب��داع ،لي�س أي�ضا في الفل�سفة والطبّ فقط في مجاالت الآداب والفنون ،بل � ً وال�صناعة وك ّل حقول المعارف الإن�سانيّة. في العدد القادم �إن �شاء اهلل نكمل مو�ضوع الإل�ه��ام في القر�آن الكريم والفرق بينه وبين الوحي. 45 اد الْ َف ْجر َح َص ُ بقلم :ال�شَّ اعر الأ�ستاذ عبَّا�س فتوني يد ُة ِبمُناسَ َب ِة َص َ ن ُِظمَتْ هَ ِذ ِه الق ِ ِذ ْكرَى ا ْنتِصا ِر ال َّث ْو َر ِة اإلِسْ ال ِم َّي ِة يف "إِيران" 46 ال����������فَ����������جْ ���������� ُر �آي����������������������اتِ ال�������� َّت��������ه��������انِ��������ي َرتَّ������ل������ا هلل َ�أيْ���������� َن���������� َع َز ْرعُ���������هُ��������� ْم طُ �������و َب�������ى لِ������جُ ������ ْن������دِ ا ِ �����ض����ا َء ال�������وُجُ �������ودُ ،و� َ�����ش����� َّع ِدي��������نُ ال���مُ���� ْ���ص���طَ ��� َف���ى �إِي�������������������رانُ ي�������ا عِ ����������� َّز ال������� ِّر��������س�������ا َل������� ِة وال��������هُ��������دَى �إِ ِّن�������������ي َوقَ��������فْ��������تُ عَ������لَ������ى � ِ�����ض�����ف�����افِ�����كِ مُ�����كْ�����بِ�����رًا هَ�����������بَّ الأُب��������������������ا ُة لِ����������دَحْ ���������� ِر كُ����������� ِّل مُ���������ن���������اوِى ٍء ���������و ِري���������دِ مَ��ل�احِ ����م����اً قَ��������� ْد � َ������س������طَّ ������رُوا ِب������������ َد ِم ال َ ِّ�������ض عَ���� ْر� ُ����ش���� ُه �������������ش ال������عِ������دَى وال������ َّ�����ش�����ا ُه ُق������و َ دُهِ َ � َ������ض������عُ������فُ������وا ِب������� ُرمَّ������� ِت�������ه������� ْم �إِزا َء � َ������ض������راغِ ������مٍ هُ��������� ِزمُ���������وا َو َل������������� ْم ُي�������جْ �������دِ ال������� َع�������دِ ي������� ُد وعُ����������� َّد ٌة هَ�����������ذِ ي ال�����ـ�����عُ�����ت�����ا ُة َت�����حَ �����طَّ �����ـ�����مَ�����تْ �أَ� ْ����ص����ن����امُ����ه����ا ي�������ا �أُمَّ����������������� َة الإِ� ْ������������س������ل�����ا ِم قُ��������ومِ ��������ي وا ْرفُ��������� ِل���������ي ����������و ًة ������������ذِنُ قَ����������� ْد عَ��������لَ��������تْ مَ����������زْهُ َّ تِ�������� ْل��������كَ ال�����������م آ ����������������� ْر ِوقَ���������������� ِة ال�����فَ��ل��ا �أَ� ْ����������������ص����������������دا�ؤُ ُه َدوَّتْ ِب َ أ حَ ����� َ����ص����دُوا ِب��� َع���� ْ���ش��� ِر ال����فَ����جْ ���� ِر َن����� ْ����ص����رًا مُ���� ْذهِ ��ل�ا ُ�����������ص وال������ َّ�����س�����مَ�����اواتُ ال���عُ���لَ���ى فَ��������الأَ ْر� ُ��������ض َت����� ْرق ُ ��������������������و َر ًة ق�������د حَ ������قَّ������ق������تْ حُ �������� ْل�������� َم ال�����مَ��ل��ا ي�������ا َث ْ � َ������ش������عْ������ ًب������ا عَ�������لَ�������ى حُ ������������بِّ الإِم���������������������ا ِم َت����� َك�����تَّ��ل��ا مِ ��������نْ عَ������زْمِ ������هِ������ ْم عَ������� ْر� ُ�������ش ال�������عِ�������دا ِة َت������� َز ْل�������زَال وال������� َّ������ش������ا ُه عِ ������� ْن������� َد ال������� َب��������أْ� ِ�������س فَ��������� َّر مُ�������هَ������� ْروِال ي�����ا ُب�������ؤْ� َ������س������هُ������ ْم ،ذاقُ�����������وا ال������مَ������ َذ َّل������ َة وال����بِ����لَ����ى أ�َحْ ���������داقُ���������هُ��������� ْم �أَمْ �������� َ�������س�������تْ ُت���������ق���������ا ِو ُم أ� ْن������ ُ�����ص��ل��ا كُ��������������لٌّ ِب������� َت�������كْ�������بِ�������ي������� ِر ال�����������فَ�����������وا ِر� ِ�����������س جُ �����������دِّال و َه�����������������وَتْ أَ�� َ�������س�������اطِ �������ي������� ُر ال�������طُّ �������غ�������ا ِة َت������� َذلُّ���ل���ا ف������ال������ ِّدي������نُ ِب�����ال����� َّن������ ْ�����ص����� ِر ال�����مُ�����بِ�����ي�����نِ َت���� َك����لَّ��ل�ا فِ�����ي�����ه�����ا ال������������مُ�������������ؤَذِّنُ كَ�������ال������� َع�������ن�������ادِلِ حَ ����� ْي�����عَ��ل��ا هَ�����������ذا ال������خُ ������مَ������ ْي������نِ������يُّ ال�������هُ�������م�������ا ُم �إِم������امُ������ه������ا ������ش�����ا َد ال������ َّر� ُ������س������ولُ ِب����������أَ ْر� ِ���������ض َي������� ْث������� ِربَ َد ْو َل����������� ًة هلل َي����������حْ ����������ذُو حَ ������������������ ْذ َو ُه و إ�ِذا ِب��������������������رُو ِح ا ِ أَ�لْ�������فَ�������ى َل�����هِ�����ي�����بَ ال�����كُ�����فْ����� ِر ُي�������حْ ������� ِرقُ مَ������جْ ������ َد ُه َث�������قُ�������لَ�������تْ عَ�������لَ������� ْي������� ِه جِ ���������������را ُح � َ������ش������عْ������بٍ ث������ائِ������رٍ فَ������� ْت�������حٌ َت����������������راءَى مِ ����������نْ َب�������� ِري��������قِ ِدم�������ائِ�������هِ������� ْم ِ�����������ض ِذكْ������� ُره�������ا ي������ا آ� َي������������� ًة ف������ي ال������قَ������ ْل������بِ َي����� ْن�����ب ُ �����وهِّ�����ج�����اً م�����ا زا َل نُ�������������ورُكَ ف�����ي ال�������دُّ َن�������ى مُ����� َت َ إ�ِهْ ���������ن����������أْ �إِم���������امِ ���������يَ ف������ي ال������جِ ������ن������انِ مُ�����خَ ����� َّل�����داً ي�������ا �أُمَّ����������������� َة ا إِل� ْ�������������س������ل������امِ ،ي�������ا رَمْ ��������������� َز الإِب�����������ا ����������و َي���������� ِة ال����������������وَال ِء َت��������أَ َّل�������قَ�������تْ �أَ ْر����������ض���������ي ِب�����������أَ ْل ِ فُ������ ْر�������س������ا ُن������ن������ا ال������������ ُّث������������وَّا ُر هَ���������بُّ���������وا لِ������ ْل������فِ������دا جَ ��������هَ��������رَتْ مُ�����ق�����ا َوم����� ِت�����ي ِب������� َ������ص������وْتِ َن���جِ ���ي���عِ���ه���ا ���������ودًا ���ش��امِ ��خ��اً �أَعْ ������ظِ ������ ْم ِب���مُ���و� َ���س���ى ال����� َّ����ص���� ْد ِر طَ ْ ُ�����������ض مَ������ ْ�����ض�����جَ ����� َع ح�����اقِ�����دٍ وال������مُ������و� َ������س������وِيُّ َي�����ق ُّ وال������ َّ�����ش����� ْي����� ُخ راغِ �����������بُ ق��������ا َم ُي�����طْ ����� ِل�����قُ � َ�����ص�����رْخَ ����� ًة هلل �أَكْ������������ َب������������رُ ،وال������خُ ������مَ������ ْي������نِ������ي م����� ْ����ش���� َع����لٌ �أَ ُ وعِ ���������م���������ا ُد �أَ ْر� َ�����������س�����������ى بِ������ال������جِ ������ه������ا ِد كَ��������رامَ�������� ًة �����و ُت����� ُه هلل جَ ����� ْل�����جَ ����� َل � َ�����ص ْ وال����� َّن������ ْ�����ص����� ُر َن������ ْ�����ص����� ُر ا ِ �أَعْ ����������������دا�ؤُن����������������ا �إِنْ هَ���������������������� َّددُوا ُل����� ْب�����ن�����ا َن�����ن�����ا �����������ورَى ي������ا جُ ������� ْن������� َد رُو ِح اهللِ ،ي������ا �أَمَ��������������� َل ال َ �إِ� ْ������ش������حَ ������ ْذ لِ���� َن����فْ����� ِ����س����كَ ِب�����ا ْل�����جِ �����ه�����ا ِد عَ����� ِزي�����مَ����� ًة ِب�����ال����� َّن������ ْ�����ص����� ِر قَ��������� ْد َوعَ������������� َد الإِ َل���������������� ُه جُ ��������نُ��������و َد ُه بِ�������هُ�������دَى ال������كِ������ت������ابِ �أَ���������ض��������ا َء َل�������يْ���ل���اً أَ� ْل�������يَ���ل���ا أَ� ْروَى ِب�����ه�����ا ا إِل� ْ�����������س�����ل�����ا َم م����������ا ًء � َ����س���� ْل����� َ����س��ل�ا ُي������� ْب�������دي لآلِ ال������ َب������ ْي������تِ إ�ِخْ �����ل����ا� َ����������ص ال��������وَال فَ����مَ���������ض����ىَ الإِم��������������ا ُم ُي�����عِ�����ي����� ُد ت�������ا ِري������� َخ الأُ َل����������ى ����������������و َر ال�������� َّ�������ش�������ا ِه ك�����������ا َن ا أَلثْ���������قَ����ل����ا َل��������كِ��������نَّ جَ ْ وال������������ َك������������وْنُ لِ������� ْل�������فَ������� ْت�������حِ ال��������������مُ���������������ؤَ َّز ِر هَ�����لَّ��ل��ا ��������ل�������ا َومَ���������������ض�������ا ُت������� ُه َل������������نْ َت�������رْحَ ���ل���ا ً ي�������ا راحِ و� َ�������ص�������داكَ ف�����ي ا أَل ْرج�����������������ا ِء دا َم مُ����جَ ���� ْل����جِ ��ل�ا ف������ال������خ������امِ ������ن������ائِ������ي ال���������فَ���������ذُّ ق������������ا َم مُ����� َك�����مِّ��ل��ا �����������������و َر ًة لِ������ ْل������حُ ������ ِّر �أَ� ْ��������ض��������حَ ��������تْ مَ����� ْ����ش����عَ��ل�ا ي������ا َث ْ كَ������فَ������ت������ا ِة عُ�������� ْر� ٍ��������س قَ��������� ْد َت����������������راءَتْ ِب����ال����حِ ����لَ����ى َب������ َذلُ������وا ال������ ِّدم������اءَ ،و�أَرْخَ ������� ُ������ص������وا م����ا قَ������ ْد غَ�ل�ا هَ����� ْي�����ه�����اتَ نُ����������و ُر ال����مُ����� ْ����ص����طَ ����فَ����ى �أَنْ َي�������أْفُ���ل��ا م����ا ا ْن�����فَ�����كَّ ف����ي ال�����مَ����� ْي�����دانِ � َ���س��� ْي���فً���ا مُ���� ْ���ص���قَ�ل�ا ِب������� َ������ش������ه������ا َد ٍة � َ�������ص������� ْر َح ال�������عَ���ل���ا ِء قَ���������دِ اعْ ����� َت�����لَ�����ى ال لِ����� ْل�����مُ������ َ�����ص�����افَ�����حَ ����� ِة ال������ َّذلِ������ي������لَ������ةِ ،أَ�لْ��������������فُ ال � َ�������ص�������وْتٌ لأَطْ ���������ف���������الِ ال�������حِ �������جَ �������ا َر ِة قَ��������� ْد عَ��ل�ا �أَغْ �������� َن��������ى ال������مُ������ق������ا َومَ������ َة ا ْن�����تِ�����������ص�����ارًا مُ����� ْذهِ ��ل��ا لِ������� ْل�������حُ ������� ِّر مَ���������� ْد َر� َ����������س���������� ٌة ُت������� َ������س������مَّ������ى كَ������� ْربَ���ل���ا فَ������لَ������� َ������س������وْفَ َن������جْ ������ت������ا ُح ال�����جَ ����� ِل�����ي����� َل مُ���� َع����جَّ ��ل�ا كَ��������� ِّب���������رْ ،فَ��������هَ��������ذا َن�������� ْ�������ص������� ُر َر ِّب����������������كَ أَ�قْ��������بَ����ل���ا َت������قْ������هَ������ ْر عَ���������������� ُدوًّا ِب������ال������� َّ������ض���ل��الِ َت������ َ�����س����� ْربَ��ل��ا هلل أ�َنْ َي�������� َت�������� َب��������دَّال أَ� َّن��������������������ى ِل�������������وَعْ �������������دِ ا ِ 47 قراءة يف كتاب ديوان العشق المباح لألديب الشاعر الشيخ حسن شاهني بقلم :القا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف محمد عمرو 48 �صدر حديث ًا ل�ل�أدي��ب ال�شاعر ال�شيخ ح�سن علي �شاهين دي��وان��ه الأوّل «الع�شق المباح« من � 496صفحة من القطع الكبير، تجليد فاخر من�شورات «»Lgroup Egacy بيروت. ق�دّم له الدكتور يحيى ال�شامي .ومما جاء في تقديمه ...«:لقد تابعت م�سارك في ق�صائدك التي حفل بها ديوانك هذا ،فلّما تق�صيت دقائق ما خفي �أو ظهر من معاني ّ �شعرك ومبانيهِ ،بان لي مذهبك المفارق تمام ًا لمدر�ستين �شعريتين معا�صرتين، �أواله� �م ��ا :ال�م��در��س��ة ال�م���س�م��اة بمدر�سة ال�ح��داث��ة ،ه��ذه التي اتخذ �أ�صحابها من ق�صيدة النثر عنوان ًا لها ،وما فتئوا �سادرين فيها �آخذين بجماليات ما ا�سموْه �سياقاً، و�إنْ هو �إ ّال �سياق التنافر ،ال التناغم ،و�إن �شعرُهم �إ ّال النثر ،وما هو بال�شعر.. والثانية :المدر�سة الم�سماة بمدر�سة [«يا ربِّ جئتك مُثق ًال بذنوبي ال�شعر الحرّ� ،أو �شعر التفعيلة ،وهو �شعر كان و�صحيفتي �ضجَّ ت ب�سو ِء عيوبي انفجر �شكله الإيقاعي منذ عقود ،و�إني ،و�إن ف�إذا بها تمحى بنظرة راحم كنت ال �أخفي �إعجابي ب�شعر عدد من ممثليه وت�صير ن��ور ًا عابق ًا بالطّ يب ورادتِه الأوائل من �أمثال ال�سياب .ونازك، لتم�سُّ كي بمحمّدٍ وب�آله �أرجو فما �أراك �أنت ،يا �صديقي� ،إ ّال �إمتداد ًا ل�شعر ()2 مع �صاحب الديوان: الم�سكوب» ]. ِ الجنان بمائها تلك المدر�سة التي ك��ان حمل ل��واءه��ا في ومعرفتي بالأخ العزيز وال�صديق الوفي كما ك��ان ل�شهداء المقاومة ف��ي لبنان مطلع القرن المن�صرم ك ٌّل من البارودي، و�إ��س�م��اع�ي��ل ��ص�ب��ري ،و� �ش��وق��ي ،وح��اف��ظ ،ال�شيخ ح�سن علي �شاهين وبال�صديقين الن�صيب الأوفى من �شعره. مدر�سة �أطلق عليها في حينه� ،إ�سم مدر�سة الإحياء والتجديد ،ومن �أب��رز خ�صائ�صها الحفاظ على قيم و�أ�ساليب ال�شعر المتعارف عليها �أحقاباً ،والحر�ص على التجديد في الم�ضمون ،ال في ال�شكل المتمثل بالخروج على م��أل��وف الأوزان ،و�إنْ م��ن خ��روج لك على �سنن هذه المدر�سة �شعريّة ثالث ٍة موغلة في القدمِ عنيت مدر�سة �شعراء �أهل البيت ،iبحيث �أني ما �ألفيتك وكفاك فخراً� ،إ ّال مقتب�س ًا من �شمم وكبرياء كلٍّ من الكميت، ودعبل ،وال�سيّد الحميريّ �أبرز ممثلي تلك قب�سات، ٍ ال�م��در��س��ة ال�شيعيّة المتقدمة، وم��ن �صدق والئهم ،م�ستروحاً ،وال �أزك��ى، نفحات ،لكنّ ما حيّرني �أم� � ُر ُه في �شعرك هذا يا �صديقي هو �أني �ألفيتك م�سرف ًا �أ�ش ّد الإ��س��راف في ا�ستخدامك للبحر الكامل، �أح ��د ب�ح��ور ال�شعر ال�ستة ع�شر ،وعجيب �أم��رك ،ما ك��ان �أ�ش ّد ولوعك بهذا البحر، وتوفّرك عليه� ،إذ لقد �أح�صيت لك من ا�صل خم�س و�ستين ق�صيد ًة لك �أو مقطوعة ،هي مجموع ما انتظم في عِ قد ديوانك� ،أح�صيت �إحدى وخم�سين ق�صيد ٌة �أو مقطوعة نظمت على الكامل� ،أو مجزوء الكامل.)1(»... ال �ع��زي��زي��ن ال��دك �ت��ور ح�ب�ي��ب محفوظq والأ�ستاذ �سهيل حمادة ،qكانت من خالل محكمة الهرمل ال�شرعيّة الجعفريّة �سنة 1997م .حيث ك��ان ه ��ؤالء الثالثة يمثلون وجه مدينة الهرمل الأدبيّ والثقافيّ والفنيّ في �سيرتهم الطويلة في التاريخ والأدب .وقد وفقني اهلل تعالى بعد الإنتقال من الهرمل �إلى محكمة مرجعيون ال�شرعيّة الجعفريّة للتعرَّف واللقاء الدائم مع �صاحب الف�ضيلة مفتي الهرمل الجعفري العالّمة ال�شيخ علي طه ومع الأديب الكبير الدكتور عبد الحافظ �شم�ص وما يمثالن من علم و�أدب وف�ضيلة. و�صديقنا العزيز ال�شيخ �شاهين في دي��وان��ه ه��ذا �أع�ط��ى للع�شق معناه الروحي الخالد بعد �أن ت�ح�وّل الع�شق على ل�سان معظم ال�شعراء ف��ي �أيامنا ه��ذه �إل��ى حُ ��بِّ الدنيا و�شهواتها. ف�أ�سمعه يقول يا ربْ . ف�أ�سمعه يقول تحت عنوان ،في تاريخ �شهيد: [« قدكانيومُك�شاهد ًام�شهودا يا من ق�ضيتَ مجاهد ًا و�شهيدا يا من رحلتَ �إلى الخلود مخلّف ًا يُتم ًا وثُك ًال لم َي��زَ لْ موجودا فَالأ ُّم ثكلى لي�س يهد�أُ حزنُها أبوك يفق ُد عِ قْدَ ُه المن�ضودا و� َ وتركتَ لليُتمِ المُريع ثالث ًة مثل الورو ِد وال نرى التوريدا وفي�ض حنانهم كنتَ المالذَ لهم َ فقدوا الحنانَ و�أُورثوا التنهيدا يا من ق�ضى حقَّ الجها ِد «بعاملٍ » ووق�ف�ت��مُ �ض َّد ال �ع��د ِّو �أُ� �س��ودا موقف وب�أر�ض «بنت جبيل» كم من ٍ ال�صيدا حاكيتمُ فيه الكُما َة ّ �إنَّ المقاومَ لم يزلْ �أن�شود ًة للمجدِ تُتلى للأبا ِة ق�صيدا»](.)3 مع �أ�صدقائه كذلك ك��ان لأ�صدقائه ن�صيب كبير. وقد قدّم لنا �أبيات ًا جميلة بمنا�سبة �إبراز كتابي «علماء عرفتهم» للطباعة م�ؤرخة في 2005/10/31م .الموافق في 28رم�ضان 1426هـ .حيث جاء بها: [« يُغري خيالي عابقُ النفحاتِ ُن�س مُ�شرقُ ال�صفحات وكتابُ �أ ٍ تفي�ض م�شاعري بظالل دوحته ُ َّو�ض بالنغماتِ �شعر ًا يٌناغي الر َ المجال�س بالعلومِ ت�ضمَّخت ُ حيثُ مِ �سْ ك ًا ي�ضو ُع ب�أطيبِ الن�سمات ول�شيخنا من �آل عمرو «يو�سف» بيتُ الق�صيد و ُد َّر ُة الأبيات الهوام�ش: (((1 (((2 (((3 (((4 (((5 ديوان الع�شق الحالل� ،ص 10ـ .11 نف�س الم�صدر� ،ص 81 نف�س الم�صدر� ،ص 453ـ 454ـ .455 نف�س الم�صدر� ،ص 27ـ .28 نف�س الم�صدر� ،ص 63ـ 64ـ .65 فلقد تاللت في الكتاب منائ ٌر �شاهين بالإ�ضافة �إلى �إمتيازه بالملكة الأدبية ()4 تهدي وتجلو الهمَّ وال ُكرُبات » .ال�شعريّة واللغوية التي تكلّم عنها الدكتور وق��د قمت بعد تقديمه لكتابي الآن��ف ال��ذك��ر بو�ضع ه��ذه الأب �ي��ات الجميلة على يحيى ال�شامي �آنف ًا فهو يمتاز �أي�ض ًا ب�إجادته ال�صفحة الأخيرة للغالف الخارجي تعريف ًا لتدري�س العلوم العربيّة وال�شرعيّة �إذ هو للكتاب. كما ق �دّم لنا ق�صيدة �أخ��رى بمنا�سبة �أ�ستاذ �سابق في معهد ال�شهيد الأوّل ومدير تقديمي له ن�سخة من كتابي الآخر«:الموجز معهد الإم ��ام ال�صادق ،tف��ي المريجة في علميّ الدراية والحديث» ال�صادر عن دار في �ضاحية بيروت الجنوبية .كما ك��ان له الم�ؤرخ العربيّ في بيروت �سنة 2001م .جاء ي� ُد �أخ��رى في التبليغ الدينيّ وف��ي الكتابة فيها: من�ضدة غَ لتْ وفرائ ُد [« ُد ّر ٌر َّ في ال�صحف والمجالت اللبنانيّة والعربيّة وافى كتابُك هل تفيه ق�صائد ح�ب� ٌر �سطور �أو عبير عابق �أو رو��ض��ة بغ�صونها تتمايد هبَّت ن�سائمها ففاح �أريجها ف �ت �ن � َّزل��ت ل �ل �ع��ارف �ي��ن ف��وائ��د �إنْ كانيُهدىفيالجوابق�صيدة فق�صيدتي لل�صادقين قالئد �أهديت لي �سِ فر ًا جلي ًال قيّم ًا ي���س�م��و ب�ع�ل��م ل �ل��دراي��ة رائ ��د اتبعته علم الحديث وقد حوى ُ�صو َر البيان وما عداها ال�شاهد ح� َّب��رت��ه علم ًا م�ف�ي��د ًا جامع ًا ليراعك ال�سيَّال بحر َُك رافد يا �شيخ يو�سف في هواك تحيَّتي فجزيت خير ًا والمثيب الواحد �أنَّى جريت ف�إنَّ مدحيَ قا�ص ٌر ه��و م��رج��ع بالبيّنات يُ�شاهد وهو النفي�س فكم حوى من ُد َّر ٍة ()5 ياليت �شعريمن�سواكال�صائد» ]. ه��ذا و�إنَّ ال�شيخ الفا�ضل ح�سن علي وفي اللقاءات والم�ؤتمرات .كما له م�ؤلفات �أخرى مخطوطة ومطبوعة ،والمطبوع منها: الإ�سالم والحرية ـ الق�صيدة الغراء وحديث الك�ساء .من�شورات دار المحجّ ة البي�ضاء ـ بيروت وم�ؤ�س�سة اليراع للرعاية والإب��داع، وكتب �أخرى قيد الإعداد والطباعة. 49 آمال وأما ٍن ُجبيليّة سد جنة ِّ بني احلقيقة واحلرمان �إعداد :الأ�ستاذ �شادي ن�صر الدين 50 ت� ��داع� ��ت ال �ف ��اع �ل �ي ��ات ال���س�ي��ا��س�ي��ة واالقت�صادية واالجتماعية وال�شعبية في ق�ضاء جبيل،الى عقد لقاء ت�ضامني في مطعم الكمنجا في حاالت ،يوم ال�سبت في � 14شباط 2015م .لدعم م�شروع �س ّد جنة ،تحت ع�ن��وان «م��ا تحرمونا من المي والنور»� ،شارك فيه نواب «تكتل التغيير واال�� �ص�ل�اح» ول �ي��د خ ��وري، �سيمون �أب��ي رم�ي��ا ،نعمة اهلل �أب��ي ن�صر ،فريد اليا�س الخازن ،فادي الأع� ��ور ،ال�ن��ائ��ب ال�سابق �شامل موزايا ،رئي�س �إتحاد بلديات ق�ضاء جبيل فادي مرتينو�س ،الأب طانيو�س زي ��ادة ممثال راع � ��ي �أب��ر� �ش �ي��ة جبيل ال�م��ارون�ي��ة المطران مي�شال ع��ون ،رئي�س ب� �ل ��دي ��ة ج��ب��ي ��ل زي� ��اد الحوّاط ،القيادي في «التيار الوطني ال�ح��ر» ال��دك�ت��ور ب�سّ ام الها�شم ،العقيد المتقاعد مي�شال كرم ،رئي�س النادي االجتماعي الثقافي في بلدة قرطبا جورج كرم ،وح�شد من ر�ؤ�ساء النظيفة وال�صديقة للبيئة ،و�ستدر للدولة البلديات والمخاتير و�أهالي ق�ضاء جبيل 15 .مليون دوالر �أميركي في ال�سنة ،وق�ضاء جبيل يحتاج فقط الى 29ميغاوات». خوري �أبي ن�صر ا�ستهل اللقاء بالن�شيد الوطني ،وكلمة من جهته ،ق��ال �أب��ي ن�صر�« :إذا كانت ترحيب للمحامي �أدي��ب �أبي عقل ،ثم �ألقى النائب خ��وري كلمة� ،أو��ض��ح ف��ي م�ستهلها الحروب وما تالها من �أزمات في لبنان ،قد �أنه «ال يمكننا ال�سكوت بعد اليوم على هذا �أ�ضعفت الدولة ،وهم�شت فئة من اللبنانيين الكم من االفتراء والتحامل» ،وق��ال« :كفى و�أب�ع��دت�ه��م ع��ن م��راك��ز ال �ق ��رار ،ف�أهملت كذب ًا على النا�س ،وبث ًا لل�شائعات المغر�ضة ،الم�شاريع الأنمائية في مناطق معينة ،ف�إن وح��رم��ان��ا ل�ه��ذا ال�شعب الأب ��ي م��ن �أب�سط الوقت قد حان لرفع ال�صوت عالي ًا واال�صرار حقوقه الحياتية» ،الف�ت� ًا ال��ى �أن «م�شروع على تنفيذ ه��ذه الم�شاريع ،ال�ت��ي حرمت �س ّد جنة ح�ي��وي ،و�سي�ؤمن لمنطقة جبيل منها بع�ض المناطق في جبل لبنان بفعل 3ماليين متر مكعب ،والعا�صمة بيروت ال�سيا�سات الجائرة والمنحازة على مدى 60مليون متر مكعب ،ويجب علينا كقوى ع�شرين عاماً ،وف��ي مقدمة ه��ذه المناطق �سيا�سية �أكثرية و�أقلية� ،أن نعمل بال كلل ق�ضاءي جبيل وك�سروان الفتوح»«. اليجاد الحلول الناجعة دون مناكفات �أو مرتينو�س ا�صطفافات» ،وردا على ما قيل حول عدم و� �س ��أل مرتينو�س ف��ي كلمته «ه��ل كتب �صالحية الم�شروع� ،أ�شار الى �أن «الدرا�سات على بالد جبيل �أال تتنف�س كثير ًا من رئتي اك��دت �أن ال ت�سرب مياه في ال�سدّ� ،أو قعر االنماء والم�شاريع ذات المنفعة العامة؟»، نهر �إبراهيم الى جعيتا ،وهذا الأمر نهائي م��ؤك��د ًا «ه��ذه المنطقة بقي االن�م��اء بعيد ًا ومبرهن بعد ع��دة اخ�ت�ب��ارات» ،م�ؤكداً «ال عنها ومعدوم ًا فيها منذ العهد اال�ستقاللي نريد التفريط ببيئة ه��ذا ال��وادي الخالد ،حتى مطلع عهد الرئي�س مي�شال �سليمان، والم�شروع �سيولد 120ميغاوات من الكهرباء ال ��ذي �سعى ج��اه��د ًا الدخ��ال�ه��ا ف��ي خارطة االن�م��اء واالع�ت�م��ادات وال�م��وازن��ات» ،الفت ًا الى �أن «معظم بلدات وق��رى ق�ضاء جبيل تعاني العط�ش حتى في �شهر ال�شتاء ،كما انه لم يكن للحكومات في العهود ال�سابقة خطط للبحث عن م�صادر مياه �إ�ضافية في المنطقة ،رغم كثرة الينابيع ومجاري االنهار فيها». وحذر من �أن «�أزمة مياه ال�شفة والري في بالد جبيل تتعاظم وتتفاقم ،يوما بعد يوم ،وتنذر بعواقب وخيمة على �صعيد البيئة وال�صحة وال�صناعة والنظافة ،وعلى �صعيد الزراعة ب�شقيها اال�شجار والخ�ضار» ،داعيا الى «ع��دم وقف العمل ب�س ّد جنة»� ،سائال «لماذا الوقوف بوجه هذا ال�س ّد ولم�صلحة من؟». تدفع في �أعمال ردم الحو�ض الرابع في مرف�أ بيروت يجب �أن تدفع �أي�ض ًا لبناء مرافئ في جونية وجبيل وبقية المناطق ،هكذا يكون االنماء المتوازن والتعامل كلبنانيين يداً واحدة» ،وختم م�ؤكد ًا �أن «محاوالت التعطيل االعور و�أك��د االع��ور ب��دوره �أن «�س ّد جنة لكل الكيدية وال�سيا�سية لن تمر والعمل في ال�س ّد ل�ب�ن��ان» ،م�ستغرب ًا «ع��دم ��ص��دور �أ��ص��وات م�ستمر». �أبي رميا معتر�ضة على بناء �سدود في �أماكن اخرى بدوره� ،أك ّد �أبي رميا في كلمته �أن «�س ّد كانت �أقرت في المجل�س النيابي» ،معتبرا �أن «الم�شكل اال�سا�سي لمو�ضوع ال�سدود جنة �سيتحول حقيقة ،لأن الحق معنا ،قيل وال �ك �ه��رب��اء وال �� �ص��رف ال���ص�ح��ي ،ه��و �أن الكثير من االكاذيب ،وما هي الحاجة الى الوزارة التي و�ضعت الخطط المنهجية لكل ال�سد ،وك ّل عام 265مليون متر مكعب يذهب هذه الم�شاريع لي�ست بيد الطبقة ال�سيا�سية هدر ًا في وادي نهر �إبراهيم والى البحر». وق � ��ال�« :إن� �ن ��ا ن���ض��ع ف �ق��ط 32مليون الفا�سدة ،التي تتحكم بحياة اللبنانيين، متر مكعب� ،أي م��ا ي ��وازي 96مليون متر و�أو�صلتنا الى 66مليار دوالر دين». مكعب �سنوياً .هذا هو الحفاظ على البيئة الخازن ك ��ذل ��ك اك� ��د ال� �خ ��ازن «�أه��م��ي ��ة ه��ذا والنبات» ،م�شددا على �أن «حلم �س ّد جنة الم�شروع ال�ح�ي��وي ،ال��ذي �ست�ستفيد منه �سي�صبح حقيقة و�سيجعلنا نعي�ش بكرامتنا، جبيل بالد الحرف وبيروت عا�صمة لبنان ويق�ضي على مقولة العط�ش في ق�ضاء جبيل»، وبعبدا عا�صمة الق�صر الجمهوري ،الذي منتقداً «دع ��وة النائب محمد قباني الى يجب �أن يكون مث ًال لم�شاريع اخرى ،تقوم ا�ستيراد المياه من تركيا ،بدل �أن ن�أتي بها بها الدولة» ،الفت ًا الى �أن «ق�ضاء جبيل عانى من جبيل»� ،سائالً «�أي مرة �شاركونا باالنماء حرمان ًا كبير ًا وم�شروع �س ّد جنة هو م�شروع وال�ك�ه��رب��اء، نموذجي وتكلفته 230مليون دوالر اميركي ،وك � � � � ��ل بتمويل داخ�ل��ي م��ن م�ؤ�س�سة مياه بيروت �� �ش ��يء وجبل لبنان يحقق االنماء المتوازن ب�شكل ل� � � � � � � ��ه فعلي» ،معتبرا �أن «ماليين الدوالرات التي ع� � �ل � ��اق � � � � ��ة بالحياة الكريمة لحياتنا ال�م�ع�ي���ش�ي��ة ال �ي��وم �ي��ة؟، م �� �س �ت �غ��رب � ًا «االك ��اذي ��ب عن قطع � 400أل��ف �شجرة في وادي جنة ،مما ي�شكل مجزرة بيئية» ،الفتا الى «العدد االجمالي لال�شجار التي �ستقطع هو � 50ألف �شجرة» ،م�ؤكدا �أن «�س ّد جنة هو حيوي و�ست�ستفيد منه مناطق جبيل وبيروت و�ساحل المتن ال�شمالي، وهذا ال�س ّد �أ�صبح واقعا ال وزير ال � �ب � �ي � �ئ� ��ة ،ال � ��ذي ن�ح�ت��رم��ه ون �ق��دره �سي�ستطيع �إيقافه، وال وزي��ر الزراعة �أي�ض ًا». 51 آمال وأما ٍن ُجبيليّة ماذا عن طريق قطاع الزراعة يف بلدة فرحت ـ جبيل حبوب ـ فدار ـ بشتليده؟ إىل أين؟ �إعداد :الأ�ستاذ �شادي ن�صر الدين معالي الوزير محمد المشنوق في حبوب مع اللجنة المسؤولة �إعداد :الأ�ستاذ �شادي ن�صر الدين 52 ق��ري��ة ف��رح��ت تقع ف��ي منطقة وادي ع�ل�م��ات ال �ت��اري �خ � ّي��ة ف ��ي ق���ض��اء جبيل م�ح��اط��ة ب��ال�ج�ب��ال وت�ك���س��وه��ا الأ� �ش �ج��ار الخ�ضراء الكثيفة والمتنوعة �إنها بلدة فرحت ذات الجمال الطبيعي الخالّق. ف ��رح ��ت ت �ع �ن��ي ال �ف �ي �ن �ي �ق �ي��ة ال��ف ��رح وبال�سريانية الطيران ورف��رف��ة الجناح. تمتاز بكثرة وك�ث��اف��ة �أ��ش�ج��ار ال�صنوبر وال�سنديان وهوائها العليل يلفت �إنتباه زوار فرحت تدّرج حقولها المزروعة بالبندورة والعنب والزيتون والتي يعتمد عليها الأهالي ب�إقت�صادهم .وهذه البلدة الزراعية كمعظم البلدات الزراعية اللبنانية في ق�ضاء جبيل حيث يعاني مزارعو البلدة م�شاكل كثيرة. يعمل في قطاع الزراعة في لبنان م��ا ال ي�ت�ع��دى %6م��ن ال �ق��وى ال�ع��ام�ل��ة، وم ��ن ه ��ذه ال�ن���س�ب��ة %70ي �ع �م �ل��ون في ن�شاطات اقت�صادية �أخ��رى ،لأن مردود ال ��زراع ��ة ال ي�ك�ف��ي ل �ت ��أم �ي��ن ال �ح��اج��ات المعي�شية الأ�سا�سية ،علم ًا ب�أن %60من المزارعين ينتجون لل�سوق ،و %40ينتجون ال�ستهالكهم الخا�ص .وم��ن المعروف �أن قطاع الزراعة مهمّ�ش �سيا�سي ًا منذ ا�ستقالل لبنان ،حيث قامت ال�سيا�سة االق�ت���ص��ادي��ة على ال�م���ص��ارف والتجار و�شركات الت�أمين وال�سياحة ،وهمّ�شت قطاع الزراعة. ال�م��زارع��ون في لبنان يحتاجون �إلى �أمور كثيرة �أهمها: قرو�ض طويلة الأجل وبفوائد متدنية. �إع� �ط ��اء رزم� ��ة ح ��واف ��ز ،ك��أ��س�ع��ارت�شجيعيّة للكهرباء وال�م�ي��اه ،و�إع �ف��اءات �ضريبية لل�سنوات الخم�س الأولى من بدء الم�شروع. الإقالع عن فردية المزارع ،و�إن�شاء«اتحاد الأري��اف» ،عماده تعاونيات «غير انتخابية» ،تدمج المزارع ال�صغيرة مع بع�ضها ،لإتاحة م�ساحة كافية ال�ستعمال التكنولوجيا (المكننة) ،وت�ؤمن واردات الإنتاج بنوعية و�أ�سعار منا�سبة ،وت�سوّق منتجات المزارعين م��ن دون و�سطاء، وت���ض�م��ن رب �ح � ًا ج �ي��د ًا لجميع �أط ��راف الإنتاج. وي �ق��ول �أه ��م م��زارع��ي ب �ل��دة فرحت �شحاده محمود �ضاهر عن الزراعة في قريته: ت�ع�ت�ب��ر ال��ب��ن ��دورة واح � ��دة م ��ن �أه ��م محا�صيل الخ�ضار الم�ستهلكة في لبنان و�أو��س�ع�ه��ا �إن�ت���ش��ار ًا م��ن حيث الم�ساحة المزروعة .وت �ع � ُّد ال �ب �ن ��دورة م ��ن �أه ��م الخ�ضار الم�ستعملة في مجال الت�صنيع حيث ت�ستخدم الثمار ف��ي �صناعة «رب البندورة» ،و«الكات�شب» ومنتجات �أخرى. وب�ل��دة فرحت معروفة ب��زراع��ة البندورة وغ �ي��اب � �ص��رخ��ات �أ�� �ص ��وات ال�م��زارع�ي��ن ف��ي ف��رح��ت وج ��واره ��ا م��ن ق ��رى زراع�ي��ة �سببه ع��دم الإ�ستجابة من الم�س�ؤولين، و�أن التكرار الحا�صل ف��ي المطالبة كل ع��ام وع ��دم تلقيهم لأي ��ة م���س��اع��دات �أو تعوي�ضات عن الأ�ضرار ال�سابقة جعلت من المطالبة الجديدة غير مجدية ب�شكل عام والمطلوب: �إن�شاء �سدود لتامين مياه الري. ت�أمين الأ�سمدة الزراعية ب�أ�سعارمخف�ضة. ت �ق��دي��م ق ��رو� ��ض ب �ف��وائ��د تنا�سبالمزارعين. ت�أمين �أ� �س��واق خارجية لت�صريفالب�ضائع. منع �إحتكار التجار للمنتجات. ت�أمين �آالت زراعية متطورة ت�ساعدالمزارع على زيادة �إنتاجه. في لقاء خا�ص مع الأ�ستاذ �صادق برق الرئي�س ال�سابق للقاء الوطنيّ في جبيل، قال :بعد مرور ثالث �سنوات على �إفتتاح ط��ري��ق ح�ب��وب ـ ف ��دار ب ��د�أت �إن �ح��دارات �صخرية َوتُربية ف�إتخذ �أه��ال��ي المنطقة ق��رار ًا بتو�سيع الطريق ،وعلى �ضوء هذا الإجتماع �شكل وفد لزيارة وزير الأ�شغال العامة والنقل الأ�ستاذ غازي زعيتر الذي واف ��ق ع�ل��ى تو�سيع ال�ط��ري��ق ك ��ون تنفيذ الم�شروع �سيت ُّم على نفقة �أهالي البلدة. وتابع برق مذكراً :هناك لجنة م�ؤلفة من �ستة �أ�شخا�ص تابعت الطريق منذ بدايتها وهم :المون�سينيور ف��ادي ال�خ��وري حنا، الدكتور زخيا الخوري حنا ،ال�سيد جورج خ��وري ،الأ�ستاذ �شربل روفيل ،المهند�س ه�شام خوري ،الحاج الأ�ستاذ �صادق برق وه ��ذه اللجنة توجهت �إل ��ى رئي�س لجنة محمية بنتاعل الخبير البيئي الأ�ستاذ ريمون خ��وري ال��ذي واف��ق على طلبنا في البدء ولكن ما لبث �أن تراجع عن كالمه راف��ع�� ًا دع� ��وى ق���ض��ائ�ي��ة ل�ت��وق�ي��ف تنفيذ الطريق ...فعادت الم�شكلة �إلى الواجهة ف�ت��مَّ ال�ت��وق��ف ع��ن تو�سيع ه��ذا الطريق، عندها توجه �أع�ضاء اللجنة وع�ضو تكتل "التغيير واال�صالح" النيابي في لبنان النائب عبا�س ها�شم �إلى وزير الداخلية نهاد الم�شنوق الذي وعد بمتابعة الملف مع وزير البيئة. ت��اب��ع وزي ��ر البيئة محمد الم�شنوق �شخ�صي ًا مو�ضوع تو�سيع الطريق بمحاذاة محمية بنتاعل مع وفد من �أهالي حبوب ـ فدارـ ب�شتليده في جبيل برئا�سة المون�سينيور فادي الخوري حنا وح�ضور النائب عبا�س ها�شم ،و�أك َّد �أنه «في البيئة ال ي�شتغل �سيا�سة و�أنه زار المنطقة فج�أة لالطالع على حيثيات المو�ضوع والوقوف عن كثب على �أي مخالفة يمكن �أن تحدث في محيط محمية بنتاعل. طول الطريق 5100متر وعر�ضها 6 �أمتارـ تمّ تو�سيع 2500متر ب�شكل كامل وال�ب��اق��ي ب�شكل جزئي وق��ري�ب� ًا �ست�شرف ال�ط��ري��ق على النهاية و�سيتم الإف�ت�ت��اح م �ج��دد ًا لم�صلحة ق��ران��ا المحرومة من الإنماء». وفي الختام �شكر الأ�ستاذ �صادق برق وزير الأ�شغال العامة والنقل معالي الأ�ستاذ غازي زعيتر ،ووزير البيئة الأ�ستاذ محمد الم�شنوق ،ومعالي وزير الداخلية والبلديات الأ�ستاذ نهاد الم�شنوق ،وك��ل من �ساهم بنجاح هذا الم�شروع . 53 من الكتب التي وصلت إلينا و�صدر �أي�ض ًا للدكتور ع�صام العيتاوي كتاب بعنوان«: الطفل في �ضوء التربية الإ�سالمية» وهو عبارة عن كتاب يتناول فيه الم�ؤلف مو�ضوع ًا هام ًا وخ�صو�ص ًا في هذه الفترة الزمنية التي تعي�شها الأمتان العربية والإ�سالمية حيث �شاعت الرذيلة وتحكم الظلم وانت�شر الجهل لذا ترى �أن الم�ؤلف من خالل هذا الكتاب يحاول ت�أ�صيل المفاهيم التربوية للطفل وربطها بجذورها الإ�سالمية. ك�ت��اب ه��ام وجميل وي�ق��ع ف��ي � 109صفحات من القطع الو�سط ويوزع من قبل م�ؤ�س�سة الوفاء. �صدر عن دار ال�صفوّة كتاب «�شعائر عا�شوراء عند ال�شيعة الإمامية» للقا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف عمرو حيث عالج فيه الم�ؤلف م�س�ألة �إحياء ال�شعائر الح�سينية ب�شكل منهجي تاريخي و�صو ًال ال��ى وقتنا الراهن وبيَّن فيه الم�ؤلف الآراء المختلفة حول هذه الم�س�ألة ،كما ركًّز على �أهمية هذه ال�شعائر لجهة الأثر الدنيوي الأخالقي والإجتماعي والأثر الأخروي المتمثل بال�شفاعة .والجدير بالذكر �أن هذه الطبعة الثالثة من هذا الكتاب لهي خير دليل على نجاح الم�ؤلف بمعالجة هذا المو�ضوع ب�شكل علمي ومو�ضوعي .وهذا شكلّ عبور �آم��ن لمراقبة هذه الم�س�ألة المتنازع حول م�شروعية العديد من الممار�سات والطقو�س التي تقام با�سمها. كتاب ه��ام ج��د ًا وجميل ويقع في � 199صفحة من القطع الو�سط. �صدر عن الدار العاملية �سل�سلة جديدة من الكتب الحوزوية للمرحلة الأولى ت�أليف �سماحة الأ�ستاذ ال�شيخ محمد علي الحاج وقد حملت العناوين التالية« :الوجيز 54 في ال�صرف ،الوجيز في �آيات الأحكام ،الوجيز في التجويد ،الو�سيط في التجويد» � �ص��در ل �ل��دك �ت��ور ع �� �ص��ام ع �ل��ي ال �ع �ي �ت��اوي ك�ت��اب بعنوان«:من مداخل القر�آن الكريم» عالج من خالله الم�ؤلف �إ�شكالية فهم الم�صطلح الديني الخا�ص بالقر�آن الكريم على �إعتبار �أن المجتمعات العربية الإ�سالمية الراهنة قد �إبتعدت عن لغتها الأ ّم وبالتالي �أ�ضحت بعيدة ن�سبي ًا عن فهم بع�ض العبارات والم�صطلحات ك��ذل��ك نتيجة للغزو الثقافي للمجتمعات العربية والإ�سالمية و لقد اعتمد الم�ؤلف �أ�سلوب ومنهج التف�سير اللغوي لبع�ض هذه الم�صطلحات والعبارات والذي تعتمده المعاجم والقوامي�س اللغوية. كتاب جميل و يقع في � 142صفحة من القطع الو�سط. �صدر العدد الجديد من مجلة «نور الإ�سالم» والذي حمل الرقم 180بتاريخ كانون الثاني ـ �شباط 2015 ولقد جاء مو�ضوع هذا العدد وب�شكل خا�ص حول و�ضع الم�سلمين في �ألمانيا وهامبورغ تحديد ًا كما تناول العديد من الموا�ضيع الهامة والتي تعنى بتثقيف الر�أي العام الإ�سالمي في زمن ي�شهد على اختالل المفاهيم و�ضياع القيم الإن�سانية .وب�إ�سم �أ�سرة تحرير مجلة �إطاللة جبيلية نتوجه بالثناء والدعاء بالتوفيق لأ�سرة تحرير مجلة نور الإ�سالم على �أمل المزيد من العطاء والإ�ستمرار. ول�ق��د تميزت ه��ذه ال�سل�سلة ب�أ�سلوبها العلمي المب�سط وال�ت��ي راع��ى م��ن خاللها الم�ؤلف ال�ق��درات العلمية والفكرية للطالب ف��ي ه��ذه المرحلة وه��ذه الإ�صدارات و�إن كانت ب�شكل خا�ص موجهة الى طالب الحوزة العلمية �إال �أن �أ�سلوب الم�ؤلف المميز �ساهم ب�شكل كبير ب�إمكانية الإ� �س �ت �ف��ادة منها لكل راغ��ب في طلب العلم والمعرفة والثقافة ب�شكل عام .كما تميزت هذه الإ�صدارات بالإخراج الفني العالي والطباعة الراقية. كُتب هامة وجميلة ومفيدة ج��د ًا نن�صح بالإطالع عليها و�إقتنائها. 55 قصة قصرية �صدر عن دار المحجة البي�ضاء كتاب بعنوان« :الديانة الخاتمة والتحديات الراهنة» لم�ؤلفه القا�ضي ال�شيخ الدكتور يو�سف عمرو وهو عبارة عن مجموعة قيمة من خطب الجمعة والتي كان يلقيها �سماحة الم�ؤلف من على منبر م�سجد الإم��ام علي بن �أب��ي طالب tفي مدينة جبيل. و�أهمية ه��ذا الكتاب تكمن ف��ي مو�سوعة المعارف الوا�سعة للموا�ضيع التي تناولها الم�ؤلف والخطيب والتي الم�ست العديد م��ن الجوانب الإن�سانية والإجتماعية للم�سلمين بدليل نفاد الطبعة الأول��ى و�إع��ادة طبعه من جديد. كتاب هام وجميل ويقع في � 582صفحة من القطع الكبير. 56 �صدر العدد 53من مجلة�« :أجيال الم�صطفى» والتي ت�صدر عن جمعية التعليم الديني الإ�سالمي ولقد حمل هذا العدد جملة من العناوين الهامة والتي تعنى بالق�ضايا الإ�سالمية والتربوية العامة .و كان المو�ضوع الأ�سا�سي الذي تميز به هذا العدد جاء بعنوان« :نبوة محمد wمن قهر الوثنية الى ح�ضارة المقاومة» . تتوجه �أ�سرة مجلة �إطاللة جبيلية بالتهنئة للم�شرفين على �إعداد �إ�صدار هذه المجلة وهذا العدد ،كما تدعوهم الى �إتحاف ال�ساحة الإ�سالمية بالمزيد من الإ�صدارات الفنية بالموا�ضيع الإ�سالمية الهامة. معول شكوى َ بقلم :الحاجة �سلوى �أحمد عمرو في يوم من �أيام الربيع الجميلة زرت جدتي في منزلها القروي القديم الواقع في قريتي التي ترعرت بها م�شّ ان ـ ق�ضاء جبيل .رحبّت بي ترحيب ًا ح��اراً ،وكادت دموع الفرح من عينيها تختلط بدموعي عندما ارتميت على �أح�ضانها مُقبل ًة وجنتيها ويديها طالب ًة منها الدعاء لي ول��وال��دي ول��زوج��ي ولأ�شقائي بالتوفيق والنجاح. �أخذت جدتي تحكي لي عن ربيع �أيام حياتها مع المرحوم جدي في هذه القرية. وعن حكايتها مع زراعة الحنطة والعد�س و�سائر الحبوب وعن �أيام الح�صاد وعن غلة البيادر .وعن العونة التي كانت بين الأج� ��داد �أي ��ام الح�صاد و�أي� ��ام ترميم ال�م�ن��ازل القديمة �أو ا�ستحداث بيوت ج��دي��دة .وتحكي ل��ي ع��ن قطاف العنب والتين والجوز واللوز والم�شم�ش و ...وعن مونة ال�شتاء وغيرها من حكايات غريبة عن ع�صرنا الحالي. وع�ن��دم��ا ن�ظ��رت �إل ��ى الأف ��ق الغربي لقريتنا وجدت �أن �شم�س ذلك اليوم �آذنت بالرحيل .والع�صافير والطيور كادت �أن تغادر �سماء قريتي �إلى �أع�شا�شها �شاكر ًة هلل تعالى على �إطعامها و�شعورها بالدفء بعد �شتاء قار�س. ا�ست�أذنت من جدتي طالب ًة العودة �إلى المدينة قبل حلول الظالم. و�أثناء مغادرتي الحظت معو ًال حزين ًا يركن بالقرب من باب القبو كان رفيق المرحوم جدي في معظم �أيامه وقد ت�آكله ال�صد�أ وغطته الأع�شاب حتى كاد يكون ن�سي ًا من�سياً. �أخذته بلهفة ومحبة و�ألقيت مندي ًال عليه محاول ًة �إزالة التراب وال�صد�أ حتى �أراه على حقيقته! ف �م��ا راع� �ن ��ي �إال � �ص��وت جدتي وهي ت�صيح ب�صوتها العالي :يا حفيدتي �سلوى �إنّ هذا المعوّل القديم ي�شكو لي كل �صباح بعد �صالة الفجر ما ح ّل به من �إهمال!... لقد ك��ان ج� �د ِّك يفتخر ب��ه وي��رع��اه بالعناية وال�سهر وك ��ان رفيقه ال��دائ��م يحمله بعد �صالة الفجر على كتفه وهو يحمل زاده يرافقه في الحقول والب�ساتين و�أم ��ام عيون المياه وي�ع��ود �إل��ى المنزل متكئ ًا عليه .وكان الفالحون من �أ�صدقائه يثنون على هذا المعوّل الثناء الجميل لأنّه من �صناعة بلدة جزين العاملية .و�أ ّم��ا معاولهم فكانت �ضعيفة لأ ّن�ه��ا �صناعة بالد بعيدة .ال ت�ستطيع مقاومة ال�صخور وغرائب الدهور. 57 قصة العدد آبـــــاء وبــــنــــون بقلم :الحاجة نمرة حيدر �أحمد 58 رن ..رن ...رن َ ...تكرَّر رنين الهاتف� ،أ�سرع ح�سن من الغرفة المجاورة لمكتبه ،ورفع ال�سّ ماعة ،وما ان مرّت دقيقة على المكالمة حتى تغيّرت مالمح وجهه ،وخفت بريق عينيه، وارتمى على مقعد مكتبه مُ�سنِد ًا ر�أ�سه الى �سماعة الهاتف التي بقيت في يده ،لم يطل االمر �أعاد ال�سماعة الى مكانها ،لب�س معطفه وحمل حقيبته وا�سرع في الخروج من المكتب. دخل الى البيت وقد تملكه الّرعب ،فوجد والده مُلقى على كنبة في غرفة اال�ستقبال مُغمىً عليه ،وبجانبه والدته تحاول �إيقاظه ب�صفعات خفيفة طالما ذاقت طعمها على خدّها قوية �صاعقة. حمل ح�سن وَالد ُه على عجل بين يديه َووَ�ضع ُه في �سيارته و��س��ار م�سرع ًا �إل��ى الم�ست�شفى حيث ك��ان ينتظره الطبيب المناوب وثالث ممر�ضات .ادخلوه �إلى غرفة االنعا�ش ليجروا له اال�سعافات االولية قبل ت�شخي�ص حالته ومنعوا ابنه من الدخول معه. �ألقى ح�سن بثقله على �أَوّل مقعد وجده امامه بجانب الباب. �شعر ب�صخرة ترزح على �صدره وكادت الدموع تطفر من عينيه، ها هو �شريط الذكريات الذي ينغ�ص عليه حياته عاد ليدور في مخيلته من جديد ،ف�صورة والده وهو يطرده من البيت لأنه دافع عن والدته ما زالت ت�ضغط على جرح ما زال ي�ؤلمه ويقلق لياليه. لقد تعجب من نف�سه كيف �أ�سرع النقاذ والده الذي رماه في معترك الحياة قبل �أن يق�سو الزغب في جناحيه. هل توجيهات والدته ون�صائحها �أثمرت في داخله وبنت �صرح ًا من العطف على والده ال يبرز للوجود �إال في مثل هذه المواقف الحرجة؟ اجل ...قالها في نف�سه وهو يتنهد« :هذا نتاج ن�صائح �أمي تلك المر�أة الجبارة التي تحملت غرور والدي وع�صبيته ،واهماله لواجباته ك�أب وزوج ومعيل ال�سرة و�صبرت موكلة �أمرها الى اهلل ع َّز وجل .ومع ك ّل ذلك كانت تحنو عليه عندما يمر�ض ،وت�ؤمن له ك ّل ما يرغب تحا�شيا لترددات غ�ضبه علينا». لم يتحمل �أبي ان يراني �أحنو على �أمي و�أقف مدافع ًا عنها �أمام لطماته ،فطردني في ليلة ليالء و�أنا في �آخر عام درا�سي لي في الجامعة لأجد نف�سي وحيدا في ال�شارع غا�ضب ًا خانق ًا على الدنيا يائ�س ًا ال �أعرف �إلى من الج�أ وكيف �أت�صرف و�أنا لم �أر من الأقارب من يدخل منزلنا نتيجة ت�صرفات والدي .ولكن ات�صاال من زميل لي يقطن في بيت للطلبة مجاور للجامعة في ذلك الوقت غيّر م�سار حياتي .ف�شاركته ال�سكن وم�سار الحياة ورحت �أعمل ليال و�أتابع درا�ستي نهاراً. كنت اتوا�صل مع �أمي التي ا�صيبت بانهيار ع�صبي عقب هذه الحادثة الطمئنها عني والطمئن على اخوتي الأربعة. �إن طردي من المنزل جعل �أخواتي البنات يع�شن حالة من الخوف والرعب ،ويبتعدن عن منا�صرة �أمّي خوفا من لكماته وردات فعله. �أنهيت درا�ستي وتخرَّجت ولم ي�سال عني يوماً ،وك�أن وجودي في حياته كان ي�شكل عبئ ًا عليه ،لم يح�ضر حفل تخرجي الذي دعوته �إليه عبر بطاقة دعوة ،لأنه لم يرد على ات�صالي .عودنا والدي ان نعتذر منه ون�شعره ب�سلطته و�إن كان هو المخطيء، ونحن على �صواب .لقد حاول �أن يربي في داخلنا نوعا من الخنوع والذلّ والخوف ،ولكن حُ بيّ لوالدتي وتعاطفي معها، جعالني �أك�سر القيد و�أت �ح��رر م��ن ال�ع��ادة التي غر�سها في �أعماقنا. قطع �شريط ذكرياته المريرة وحديثه مع نف�سه �صوت الطبيب وهو يقول له«:حمد ًا هلل على �سالمة والدك لقد �أنقذته في اللحظة االخيرة .. .قدمنا له اال�سعافات الالزمة و�سننقله الآن الى غرفة العناية الفائقة للمراقبة حتى ي��زول الخطر عنه». �شكر ح�سن الطبيب على اهتمامه وعنايته بوالده ،و�س�أله �إن كان بامكانه الدخول للإطمئنان عنه ،ف�سمح له الطبيب �شرط عدم �إطالة المكوث عنده. �إنّ االنقبا�ض الذي كان ي�شعر به وكاد يخنقه ،راح يزول �شيئا ف�شيئا بعد �سماع ما قاله الطبيب عن والده. اقترب من ب��اب الغرفة وفتحه بهدوء و كـ�أنه يتهيب لقاءه ،كانت دقات قلبه تطرق ب�سرعة وتدفق الد ّم في عروقه بدا وا�ضحً ا في احمرار وجههه ،كيف �سي�ستقبله �أبوه؟ ماذا �سيقول له؟ هل �سي�سعد لر�ؤيته؟ �صوت والده �أعطاه الجواب« :اقترب يا بني ....تعال». دون ان يدري طفرت الدموع من عينيه� ،إنها المرة الأولى التي ي�سمع فيها كلمة يا بني ،لقد ا�ستنه�ضت هذه الكلمة ورنة �صوت والده م�شاعره وكوامن ذاته .اكمل �سيره باتجاهه، حتى و�صل فوق ر�أ�سه ،انحنى و قبل جبينه وقال له« :حمد ًا هلل على �سالمتك». �شعر بيد �أبيه تم�سك بيده وت�ضغط عليها بقوة انهكها المر�ض ،وتدعوه للجلو�س ،فجل�س على الكر�سي وبقيت يده بيد والده ..رع�شة غريبة �سرت في ج�سده ،وحنين تماوج في حناياه ف�أوجع قلبه ،فو ّد لو ي�صرخ ويبكي ...ويح�ضن والده ...يعاتبه ..يخبره عن �آالم و�أوج��اع دفينة انعك�ست في ت�صرفاته وفي ر�ؤيته للنا�س وللحياة. قطع والده حبل تفكيره وثورة م�شاعره قائالً «:ا�شكرك ي��ا بني لقد انقذت حياتي في الوقت الذي اف�سدت عليك حياتك ،ان عقاب اهلل ق��ري��ب� ،إن غفونا عن خطايانا فهو ال يغفو وال يهمل .لن �أقول لك �شيئا يكفيني �أن �أقر�أ ما في عينيك لأعرف ما في داخلك� ،سامحني يا بني واطلب لي الرّحمة». 59 براعم براعم فاطمة ابراهيم �أحمد �شم�ص مواليد � 27شباط 2014م مني�سا ح�سن �شم�ص مواليد � 19أذار 2012م علي لقمان عمرو مواليد المعي�صرة 15كانون الأول 2008م براعم 61 60 فاطمة ابراهيم �أحمد �شم�ص مواليد � 27شباط 2014م براعم علي رامز يتيم مواليد 1كانون �أول 2014م �سوزان ح�سن �شم�ص مواليد � 11شباط 2008م وداع األحبة كلمة وفاء للمربي الفاضل الدكتور سلمان العيتاوي وأرملته احلاجة منى العيتاوي �إعداد :رئي�س التحرير 62 بمنا�سبة عيد المعلم في �شهر �آذار 2015م .يتوجه رئي�س تحرير هذه المجلة وأس ــرة التحرير بالتهنئة والمباركة لرجال التربيّة والتعليم في بالد جبيل وفتوح ك�سروان �سائ ًال اهلل تعالى لهم طول العمر والتوفيق لكل خير م�ؤيد ًا لحقوقهم القانونيّة و�إن�صافهم في �سل�سلة الرتب والرواتب وغيرها من حقوق .ذاكر ًا عميدهم في بالد جبيل المرحوم الحاج الدكتور �سلمان علي العيتاوي وبما تربطنا به من �صداقة ومودة .كما ت�صادف ذكرى مرور ع�شر �سنوات على وفاته ذاكر ًا �أرملته المرحومة الحاجة �أم �سمير التي وافتها المنية في مطلع �شهر �شباط 2015م .ونقلت �إلى جواره في النّجف الأ�شرف في رحاب �أمير الم�ؤمنين الإمام عليّ بن ابي طالب � ،:tإذ كل رجل ناجح في الحياة نجد وراءه �إمر�أة ناجحة في الحياة. وق��د توجهت بال�س�ؤال �إل��ى نجلهما �صاحب الف�ضيلة الأخ الفا�ضل ال�شيخ ب�سّ ام عن والديه الكريمين ف�أجاب بما خال�صته: كانا ،qمثا ًال يُحتذى به في خ�صالهما و�أخالقهما و�إيمانهما و�سيرتهما الطيبة العطرة �إلى �أن قال :كان �أبي الحبيب المربي الكبير الفا�ضل والأديب ال�شاعر والخطيب البارع والعالم العامل �أ�ستاذنا عميد ووجيه �آل العيتاوي ومر�شدهم ،الراحل التقي فقيد العلم والإيمان الحاج الأ�ستاذ الدكتور �سلمان الحاج علي ال�ع�ي�ت��اوي المولود في ال�سا �سنة 1931م .والمتوفى فجر يوم ال�سبت في � 7آب 2004م .وال�ت��ارك خلفه �أع �م��ال��ه ال���ص��ال�ح��ة و�آث � ��اره الطيبة وع �ل��وم��ه وم ��ؤل �ف��ات��ه المتنوعة وذريته والأجيال التي علّمها وربّاها حيث �أر�سى بذلك �أركان ال�صالح والإ�صالح في بالد جبيل وك�سروان. م��اذا ع�ساني �أق��ول في ذك��راه ال�سنويّة العا�شرة وهو الأب العطوف المخل�ص الوفي والمربي القدوة والأ�سوة الح�سنة وال�شيخ من دون عمّة ـ كما عبّر عن ذلك بع�ض تالمذته في بلدة علمات الطيبة .لقد كان بنظري وبنظر محبيه وتالميذه رمز الإيمان والجهاد والحكمة والتقوى والأدب والعلم والمعرفة والعطاء والإخال�ص والمحبة والت�سامح والتوا�ضع .وختمَّ كالمه :يا من علّمت وربيّت الأجيال �أكثر من خم�س وخم�سين �سنة في ال�سا وعلمات وبالد جبيل وك�سروان وفي بيروت و�ضاحيتها الجنوبيّة ال �سيما في ب��رج البراجنة� ،أُ��س�ت��اذ ًا محا�ضر ًا في المدار�س والجامعات .وكنت ت�ؤكد على حبِّ الإن�سان لأخيه الإن�سان وحبَّ لبنان والتعلق والإخال�ص للقيم والمبادئ الإ�سالميّة والوطنيّة كما كان بيتك موئ ًال لل�ضيف ومق�صد ًا للعلماء المخل�صين ولطالب العلم والمعرفة .ومقر ًا للإ�صالح بين النّا�س وحلِّ م�شاكلهم. ولتعليم القر�آن الكريم من خالل ولدك الفا�ضل الحافظ ال�شيخ رفيق الذي �شجعته و�أخذت بيده لت�أ�سي�س مدر�سة الإمام مو�سى بن جعفر الكاظم ،iلإح�ي��اء �أم��ر �أه��ل البيت ،iوتدري�س العلوم القر�آنية .كما ك��ان لك مواقف �أخ��رى كثيرة ذكرتها مجلة «�إطاللة جُ بيليّة» في عددها الأوّل ال�صادر في �شهر �أيلول 2010م .ي�ضاف لذلك عالقتك المميزة مع الإمام ال�سيّد مو�سى ال�صدر ومع الإمام ال�شيخ �شم�س الدين(قده) والعالّمة ال�شيخ قبالن .وبالتالي م�شاركتك مع العالّمة الرئي�س ال�شيخ ح�سن عوّاد في ت�أ�سي�س لجنة المتابعة لبالد جبيل وك�سروان .وم�شاركتك �أي�ض ًا مع العالّمة القا�ضي ال�شيخ يو�سف محمد عمرو في ت�أ�سي�س الم�ؤ�س�سة الخيريّة الإ�سالميّة لإبناء جبيل وك�سروان .وغيرها من �أعمال ومواقفك الوطنيّة والدينيّة التي ترجمتها ق�صائد �شعريّة في حب ِّاهلل و�أهل البيت ،iوفي حبِّ لبنان ،ن�س�أل اهلل تعالى التوفيق لإخراجها كديوان �شعر �إن �شاء اهلل تعالى .حتى تبقى له عالمة مميزة في تاريخنا الأدبيّ والثقافيّ . وعند �س�ؤاله عن المرحومة والدته� .أج��اب بت�صرّف� :أُمي الحبيبة الفا�ضلة الحاجة منى الحاج ح�سين العيتاوي المولودة في ال�سا �سنة 1937م .والمتوفاة يوم ال�سبت في 31كانون الأوّل 2015م .ما ع�ساني �أقول في يوم رحيلها وهي �أغلى �إن�سانة فتحت عيني عليها� ،إنّها الأم الحنون الر�ؤوف المحبة المخل�صة والقدوة والأ�سوة الح�سنة .فكلمة الأم مفردة �صغيرة وحروفها قليلة ،لكنها تحتوي �أكبر معاني الحبَّ والرحمة والعطاء والت�ضحيّة وال�سخاء والوفاء والإيثار والتربيّة وهي المدر�سة الكبرى في هذه الحياة تمام ًا كما قال ال�شاعر: الأم م� � � ��در� � � � �س� � � ��ة اذا �أع� � � ��ددت � � � �ه� � � ��ا �أع� � � � � � � � � ��ددت �� � �ش� � �ع� � �ب� � � ًا ط � � �ي� � ��ب االع � � � � � � ��راق الأم تعطي من دون منٍّ �أو �أذى ،ال تنتظر �أن ت�أخذ مُقابل العطاء �شيئاً .هي القلب الرحيم وال�صدر الحنون� .إل��ى �أن قال(حفظه اهلل تعالى) ،عن والديه وتربيته له ولأ�شقائه و�شقيقاته على محبة �أمير الم�ؤمنين الإمام عليّ بن �أبي طالب � ،tصوت العدالة الإن�سانيّة ورمز العزّة والكرامة والحرية. ال ع� � � � � � ��ذبّ اهلل �أم� � � � � � ��ي إ�ن� � � � �ه � � � ��ا � � �ش� ��رب� ��ت حُ � � � � � ��بَّ ال � � ��و�� � � �ص � � ��يِّ وغ� � ��ذت � � �ن � � �ي� � ��ه ب� ��ال � �ل � �ب� ��نِ وك� � � � � ��ان ل � � ��ي وال � � � � � � � ٌد ي � � �ه� � ��وى �أب� � � � � ��ا حَ � �� � �س� ��نٍ ()1 َف� ِ� ��ص � ��رتُ م ��ن ذي وذا �أه� � ��وى �أب � ��ا ح� ��� �س ��نِ . 63 الهوام�ش: (( (1جاء في ورقة النعي لذكرى �أ�سبوع الحاجة هنى الحاج ح�سين العيتاوي ،ما يلي: أرملة املرحوم املربي الفاضل الدكتور احلاج سلمان علي العيتاوي. أشقاؤها :املرحومان املهندس احلاج هدوان ،املربي األستاذ رضوان ،املربي األستاذ احلاج عدنان. أوالدها :مسري ،املقرئ احلافظ الشيخ رفيق ،املؤهل املتقاعد بالل ،الشيخ ب ّسام. أصهرتها :احلاج رضا املقداد ،الرقيب األ ّول حممد زغيب ،ياسر العيتاوي ،علي بيومي. وداع األحبة أختي أجادت دور األم واألب معاً احلاجة جميلة احلاج علي العيتاوي بقلم :الدكتور الحاج ع�صام علي العيتاوي 64 �شاء اهلل تعالى �أن يجعل �أبناء المرحوم الحاج علي العيتاوي، من قرية ال�سا في بالد جبيل يتامى بفقد �أُمهم المرحومة الحاجة �سكينة الحاج علي عو�ض العيتاوي في عام 1953م .وهم جميع ًا في مقتبل العمر من �أكبرهم �إلى �أ�صغرهم ،فمنهم من يعرف �سمات �أُمه ،ويتذكرها بدموع ي�شاطره بها �إخوته ،ومنهم من بالكاد يعلم مالمحها ،ومنهم من ال يعيها قط ،وهذا ال �شك من م�آ�سي الحياة، �أن تموت الأم قبل �أن يعرفها �أوالدها واال تقع عينا الأم على �أوالدها �شباب ًا و�شابات. وكم كانت م�شيئة اهلل تعالى �أن ي�سترجع وديعة روح �أُمّنا �إليه لإراحتها �شاء في الوقت نف�سه �أن يجعل �أختنا �إبنة الثالثة ع�شر ربيعاً ،التي فا�ضت روح والدتي بين يديها� ،أُم ًا لإخوتها .و�أمي �أُختي مو�ضوع هذا الن�ص ،رحلت وانتقلت للآخرة في الرابع من كانون الأوّل 2014م .وهي ما زالت بنف�سيّة طفلة وقلب بريء ،عرفتها في بداية عمري ب�أنّها �أُمي ،فكنت �أُناديها يا �أُمي ككل طفل ينادي �أُمّه ويتعلق بها ،ولّما بلغت مرحلة التكليف ،بد�أت ا�ستبدل مناداتي لها يا �أمي �إلى يا �أختي. وال �أبوح �سر ًا �أنها كانت تتحلى بوافر جمال حباها اهلل �إياه، مُندمج ًا بح�س مرهف نقي ال�شفافيّة ،ما جعلها ت�ستقطب حب من عرفها من �أُول��ى النظرات ،وكنت الحظها كيف تم�سّ كها بالقيم الإن�سانيّة من �أعالها ،والتي �أ�صبحت لديها �سجيّة دال ًة على فتيات ع�صرها ،الذين لن يرم�ش لهنَّ رم�ش في �إختيار �شريك العمر ،قبل علم الأهل ،والّذين كن يعتبرنَّ �أن النظرة �أو الإ�شارة �أو الب�سمة �أو تم�س بكرامتهنَّ الكلمة الأولى ال تم ُّر �إال بعلم �أولياء الأمر ،لأنّها ُّ و�شرفهنَّ حتى ولو من �أقرب المقربين. �أُختي �أمي الحبيبة المرحومة الحاجة جميلة� ،ضحّ ت بكل ما تملك في �سبيلنا ،وخدمتنا قرب ًة هلل تعالى بكل ما لديها من حنان ومحبة وعطف ،باذلة زهرة �شبابها بر�ضاها حتى �أ�صبحنا همّها الأوف��ى نحن ،تنظر من خاللنا �إل��ى الم�ستقبل ،حتى غدا نهاية عالمها بلوغنا مرحلة ال�شباب وتحقيق �آمانينا. وكلمة مقاربة �أقولها :نحن لما كبرنا بقدر الرجال تزوجنا، وهي لما كبرت لم تتزوج مع �أنّه لم يفتها القطار ،لكنها �أبت من �أجلنا ،نحن ربينا �أوالدنا وهي ربتنا و�أوالدنا ،و�آثرت �أن ترحل دون غ�صن ،نحن مار�سنا دور الآباء وهي �أجادت دور الأم والأب معاً، منذ وفاة والدنا في 1987م .نحن تحوّل همنا لأوالدن��ا �ش�أن كل الأهل ،وهي بقي همها يتج�سد فينا وب�أوالدنا و�أحفادنا معاً ،فكانت �أُم ًا و�أب ًا في �آن بكل ما للكلمة من معنى(.)1 الهوام�ش: (( (1ـ الحاجة جميلة الحاج علي العيتاوي توفاها اهلل تعالى في الرابع من كانون الأوّل 2014م .ونقل جثمانها الطاهر �إلى النّجف الأ�شرف لتدفن قرب �شقيقها المربي الفا�ضل الدكتور الحاج �سلمان الحاج علي العيتاوي في رحاب �أمير مصطفى عبد المجيد ناصر وداع ًا ()1 بقلم :القا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف محمد عمرو و َّدع��ت مدينة جبيل و�أب�ن��اء بلدة الح�صين فتوح ك�سروان المرحوم م�صطفى عبد المجيد حمود �أفندي نا�صر ظهر يوم الجمعة في � 12آذار 2015م .الموافق 21جمادى الأولى 1436هـ. �إلى مثواه الأخير في مدافن العائلة في بلدته الح�صين ،حيث ُ�صليَّ عليه في جامع البلدة و�سط �أهله وا�صدقائه. الأ�ستاذ م�صطفى بن عبد المجيد بن حمود �أفندي نا�صر مواليد مدينة جبيل عام 1934م .والدته المرحومة بدر المقدم ـ درا�سته الإبتدائيّة والمتو�سطة والثانوية كانت في مدار�س الأخوة المريميين ـ الفرير ـ في جبيل ،ومعهد الر�سل في جونية وثانوية الإمام عليّ بن ابي طالب ،tالتابعة لجمعية المقا�صد الخيريّة الإ�سالميّة في محلة النا�صرة ـ بيروت .ثُمّ عمل وتوّظف في �شركة الترابة اللبنانيّة ـ �شكا منذ عام 1965م .ولغاية تقاعده في عام 1998م .كانت حياته مع من عرفه ومع جيرانه و�أرحامه خالل ثمانين �سنة من عمره �صفحة بي�ضاء مل�ؤها ال�سالم والإبتعاد عن م�شاكل النّا�س وق�ضاياهم الحزبيّة والطائفيّة وال�سيا�سيّة حيث فتح عينيه على الحرب العالميّة الثانية وم�آ�سيها وما تركته من �آثار �سلبية على لبنان .ونك�سة الجيو�ش العربيّة وان�سحابها من فل�سطين ،وترك الأر�ض المقدّ�سة �سنة 1948م .للع�صابات ال�صهيونيّة بالإتفاق مع الإنتداب البريطاني في فل�سطين ،وعلى ال�صراع ما بين ال�شيخ ب�شارة الخوري وعميد الكتلة الوطنيّة الأ�ستاذ �إميل �إده ,ومــن ثـ َّـم الـصـراع ما بين الرئيس فؤاد شهاب والعميد ريمون إده .وما رافق ذلك من حرمان لبالد جبيل والفتوح منذ ذلك التاريخ ولغاية �أيامنا هذه من خدمات ومرافق ووظائف. وعلى ال�صراع ما بين الرئي�س كميل �شمعون وخ�صومه في �أحداث �سنة 1958وا�ستعانة الرئي�س �شمعون بالأ�سطول ال�ساد�س الأمريكي ونزول القوات البحريّة الأمريكيّة �إلى لبنان .وما رافق ذلك من تفاهمات عالميّة واقليميّة حول لبنان. وعلى نك�سة الخام�س من �شهر حزيران 1967م .وما رافقها من م�صائب وه��زائ��م و�أح ��داث وقالقل ث��مَّ ا�شتعال الأح��داث والحرب اللبنانيّة ما بين ني�سان 1975م .و�سنة 1990م .وغيرها من �أح��داث وم�صائب ونكبات .ك��ان �أثناء ذل��ك ،qم�شغو ًال برعاية والدته و�أ�شقائه و�شقيقاته وهموم العائلة حتى فاته قطار الزواج. لقد كان المرحوم م�صطفى عبد المجيد نا�صر �شاهد ًا على م�آ�سي ع�صره .وعلى الم�ؤامرات التي �إ�ستهدفت الإن�سان اللبنانيّ منذ �أيام الحرب العالميّة الثانية ولغاية تاريخه .وكان يواجه ذلك كله بال�صمت وقراءة القر�آن الكريم والتوكل على اهلل تعالى. الهوام�ش: الم�ؤمنين الإم��ام عليّ بن �أبي طالب ،tكلمة الدكتور الحاج ع�صام علي العيتاوي م�ؤلفة من �أرب��ع �صفحات جرى �إخت�صارها والت�صرّف بها مع �أخذ الإذن منه ل�ضيق المقام. (( (1ـ جاء في ورقة النعي بالإ�ضافة �إلى ما تقدم من كالم ما خال�صته: أشقاؤه :املرحوم ناصر وعائلته املرحوم غازي. شقيقاته :نادرة ،املرحومة هند زوجة املرحوم حلمي عبد الرحيم ،املرحومة دعد. أعمامه :املرحوم السفري حكمت ناصر ،املرحوم القاضي عبداهلل ناصر ،املرحوم عبد اجلليل ناصر ،املرحوم أمحد رضا ناصر ،املرحوم موسى ناصر. 65 وداع األحبة «أبو سمير» عواد محمد نكد ّ وداع ًا ()1 بقلم :الأ�ستاذ علي ح�سين عوّاد 66 فقد �آل ع��واد وبلدة علمات وعائالتها عميد ال�سن فيهم المرحوم محمد نكد عوّاد «�أبو �سمير» عن عمر ناهز الت�سعين عام ًا ق�ضاها في خدمة بلدته ورعاية �ش�ؤونها العامّة وا�صالح ذات البين .والتم�سك بالف�ضائل الأخالقيّة والمزايا الوطنيّة. وقد �أقيم لذكراه �أ�سبوع في مجمع الإمام �شم�س الدين الثقافيّ التربويّ في �شاتيال قبل ظهر يوم الأح��د الواقع فيه الخام�س ع�شر من �شهر �شباط 2015م .ح�ضره ح�شد كبير من �أهالي علمات وال�ضاحية الجنوبيّة. ومما ج��اء في ق�صيدة الدكتور عاطف جميل ع �وّاد بهذه المنا�سبة: ُكنَّـــــــــا َنلُــــــــــــــــوذُ بِــــــــــــــ ِه �إذا عَ َ�صفَــــتْ ِبنــــا ِفتَــــــــنٌ ،فَحِ ْك َمتُـــــــــــــ ُه تَـلُــــــــــــــــمَُّ ،وتَجْ مَــــــــــ ُع َو�أَحَ �ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ��بُّ مَ خْ لُـــــــــــــوقٍ ع�ل��ى ال��رح �م��انِ مَ ـــنْ ُـــــوب بِــــو َْ�صــــــــلِ ما َي َتقَطَّ ــــــــ ُع جَ مَـــــــــــــ َع ال ُقل ِ ف��أب��و �سَ ميــــــــــرٍ كـــــــانَ خَ يْـــــــــ َر مُ�ســــامِ ــــــــــر ِـــ�س ُي ْمتِـــــــــــ ُع بِحَ ـــــــديثِــــــــــــ ِه عِ قْـــــــــــدَ المَجَ ــــــــال ِ يَــــــــــــرعــــى حُ ـــدُو َد اللـــــ ِه فـــــي �إيمــــانِـــــــــــــــ ِه ال�صغــــائِــــــــــرِ والأذى َيتَـــــــــ َرفَّــــــــــــــ ُع َّ وَعَ ــــــــنِ َيهْـــــــــــــوى ُمجــــــــــامَ لَــــــــــ َة الأنــــــامِ َو َن ْف َعهُــــــمْ َولَــــــــــ ُه �إلـــــــــــــى ِقمَـــــــــــمِ ال�شُّ مُـــــــوخِ تَطَ لُّـــــــــــــ ُع ّــــــــــــا�س خَ فُّــــــــــــوا يَ�شْ هَـــــدُونَ رَحِ يلَـــــــــــــ ُه ُ فالَـن َو ُقلُــــــو ُبهُــــــــمْ َتـــــــ�أْ�ســـــى علــى مَ ــنْ َودَّعُ ـــــــوا َر َفعُـــــــــــو ُه مِ ــــنْ فَــــــــــــوقِ الأَ ُك�ـ�ـ� ِّ�ف و�أَطْ ــ َرقُــوا مــــا َبيــــــــنَ مَ ـــنْ َيبْكِ ــــــــــــي وَمَ ــــنْ يَ�سْ تَــرْجِ ــ ُع ومما جاء في كلمة ابن �شقيقته الأ�ستاذ علي ح�سين عوّاد ما يلي «:كان المرحوم محمد نكد عوّاد من المميزين ،وذلك منذ نعومة �أظافره .حين كان تلميذ ًا في مدر�سة علمات بين عامي 1931ـ 1932م� .آنذاك �أر�سلت الدولة اللبنانية �أيام الإنتداب االفرن�سي �أحد الآب��اء لتفقد المدر�سة الر�سميّة والإط�لاع على �أحوال طالبها ،حيث كانت بع�ض الإر�ساليات تقدم الم�ساعدات المالية للمدار�س .كان �أ�ستاذ مدر�سة علمات حينذاك المرحوم علي خليل حيدر �أحمد «وال��د ال�شاعر المرحوم نجيب حيدر �أحمد» كان يكتب ال�شعر ،كتب ق�صيدة ترحيب ب��الأب من �آل دريان .واختار من بين التالميذ المرحوم محمد نكد عوّاد لإلقاء الق�صيدة. «هذا ي��د ُّل على �أن المرحوم محمد نكد ع�وّاد كان تلميذ ًا نجيب ًا حيث اختاره ا�ستاذه لهذه المنا�سبة». ك��ان المرحوم يرددها على م�سامعي كلما زرت��ه وه��و على فرا�ش المر�ض في ال�سنوات الأخيرة من عمره .مطلع الق�صيدة: ومما جاء في تلك الق�صيدة: �أه � � �ل� � ��اً و�� � �س� � �ه �ل��اً ف � � ��ي �أب� � � ��ان� � � ��ا ال � �ف� ��ا� � �ض� ��لِ م� � � ��ن �آل دري� � � � � � � � ��انُ والت مَ � � �ن� � ��ا�� َ� ��ص� � ��بِ حُ � � � � � � ُّر ال � �� � �ض � �م � �ي� ��ر م � � ��ا ل � � ��ه غ � � ��ر� � � ٌ ��ض � � �س� ��وى َن� � �ف � ��ع ال � �ع � �م� ��وم ع � �ل� ��ى اخ � � �ت� �ل��اف مذاهب». عام 1954اختارته بلدتا علمات وال�صوانة رئي�س ًا لم�شاعاتهما ف�صدر مر�سوم جمهوري بتعيينه رئي�س ًا للم�شاعات مع لجنة كريمة �ضمت المرحومين المختار ابراهيم �شقير ،ابراهيم مو�سى خير الدين ،علي ديب قا�سم عوّاد ،محمود �أ�سعد حيدر �أحمد ،وذلك دون مقابل مادي وبقيت هذه اللجنة تمار�س �أعمالها خير قيام لغاية عام 2004م .حيث ح َّل المجل�س البلدي الجديد محلّها .ثُمّ تكلّم عن انجازات تلك اللجنة خالل خم�سين عاماً وختم كالمه بق�صيدة جاء بها: ب � � � �ك � � � �ي� � � ��تُ �� � � �ش� � � �م � � ��ائ � � ��ل رج� � � � � � � ��ل غ � � �ي� � ��ور ت � � �ج � � � ّل� � ��ى ف � � � ��ي ال� � � � � � � �م � � � � � � ��روءاتِ و� � � � �س� � � ��ادا َف� � � � ��� � � � �س � � � ��احُ ب� � � �ل � � ��دت � � ��ي ع� � � �ل� � � �م � � ��ات ت� � � � ��روي ح� � � �ك � � ��اي � � ��ا م� � � � ��ن ب� � � �ه � � ��ا ن� � � ��اج� � � ��ى ون � � � � � ��ادى �أح � � � � �ب� � � � ��وا ب � �ع � �� � �ض � �ك� ��م ك � � � ��ون � � � ��وا ك� � � ��رام � � � � ًا و� � � � � � �ش � � � � � �دّوا �أزرك� � � � � � � � � ��م ك � � � ��ون � � � ��وا ع � � �م� � ��ادا ع � � � � �م� � � � ��اد م� � � � �ح� � � � � ّب� � � � � ٍة ت� � � �ب� � � �ن � � ��ي �� � �س �ل��ام � ��ا ()2 ورف� � � �ق� � � � ًا وادع� � � � � � � ًا ي� ��ر� � �س� ��ي الر�شادا. الهوام�ش: (((1جاء في ورقة النعي في ذكرى الأ�سبوع ما يلي: أبناؤه :الفنان مسري ،املالزم أول علي ،السيدة يسرى شقيقه :جميد (أبو عصمت). (( (2ما نقلناه عن الأ�ستاذ علي ح�سين عوّاد كان ببع�ض الت�صرف. الرجل الصالح محمد حسين قيس... ()1 بقلم :مدير التحرير المسؤول بتاريخ 2015/2/14انتقل الى رحمة اهلل العبد ال�صالح محمد ح�سين قي�س وذل��ك بعد ��ص��راع م��ع المر�ض ولقد �أمَّ ال�صالة عليه ال�شيخ الدكتور �أحمد قي�س ثُم ووري الثرى في جبانة الطيونة في قبرٍ جمعه مع والده الحاج ح�سين قي�س. لقد مثًّل المرحوم محمد ح�سين قي�س م�صداق ًا من م�صاديق الحديث النبوي ال�شريف حيث جاء« :انا وكافل اليتيم في الجنة» ذلك �أنه بعد وفاة �أخيه الشهيد غازي قي�س مخلف ًا من ورائه ثالثة �أوالد� ،أقدم المرحوم محمد على الزواج من �أرملة �أخيه وتكفل رعاية الأيتام .فكانت الهدية الإلهية لهذا العبد ال�صالح �أن وهبه المولى �سبحانه �أربع زهرات �أو �أربع �إناث �شكلّن مع �أ�شقائهن حديقة مليئة برائحة الحبِّ والمودة والرحمة. تغمَّد اهلل المرحوم محمد ح�سين قي�س بوا�سع من رحمته و�أ�سكنه ف�سيح جنَّاته و�إلى روحه و�أرواح الم�ؤمنين والم�سلمين الفاتحة. الهوام�ش: (((1والدته :خديجة سليمان. أرملته :هناء علي عمرو. بناته :ميساء ،رنا ،ريم ،روال. شقيقه :الشهيد غازي حسني قيس. شقيقاته :صباح ،ليلى زوجة مصطفى عز الدين ،سعاد زوجة أمحد يوسف ،هدى زوجة حممد الناطور ،ناديا زوجة حسن رستم ،إهلام زوجة عباهلل محود. 67 وداع األحبة عواد الحاج جميل محمود ّ في ذمة اهلل ()1 المغترب اللبناني فقد آل عوّ اد وأهالي علمات المرحوم جميل محمود عوّ اد( أبو عاطف) وأقيم في هذه المناسبة ذكرى مرور أسبوع على وفاته في مجمع اإلمام التربوي ـ شاتيال .قبل ظهر ّ الثقافي ّ شمس الدين يوم األحد في 11كانون الثاني 2015م .حضره حشد كبير من أهالي علمات وبالد جبيل والضاحيّة الجنوبيّة .وقد ألقى األستاذ علي حسين عوّ اد قصيدة بهذه المناسبة نقتطف منها ما يلي: 68 ف��������������دت��������������ك ال����������������������������������روح ي�����������������ا رم�����������������������ز ال�����������������وف�����������������ا ِء فَ������������فَ������������ا� َ������������ض ال���������������� َدم���������������� ُع م������������ن ه��������������������ولِ ال��������� َع���������ن���������ا ِء َب������������ َك������������ي������������ ُت������������كَ � َ����������������ص����������������ا ِدق����������������اً دون ان����������ح����������ن����������ا ِء ��������������������و َّي�������������������� ِة ال��������� ّن���������ف�������������������س ال�������������ب�������������را ِء ِ َو ُن��������������������بْ�������������������� َل طَ � َ�����������س�����������م�����������وح�����������اً حَ ���������������������ا ِدي���������������������اً دَربَ ال��������������رج��������������ا ِء � َ������������ش������������غُ������������وف������������اً ف��������������ي ُم����������������ح����������������ا َب����������������ا ِة الإِخ���������������������������������ا ِء َودُو َداً ف������������ي اح�����������تِ������������ َ�����������ض�����������انِ الأق������������������ ِرب������������������ا ِء ل�����������ط�����������ي�����������فَ ال����������م����������ع����������� َ����������ش����������ر ج���������������������������ا َر ال�����������ه�����������ن�����������ا ِء ب�������������������������أخ������������ل�����������اقِ ال������������������عِ������������������ظ������������������ا ِم الأول������������������������ي������������������������ا ِء َوف������������������������� ّي�������������������������اً مِ �������������������������ن رع����������������ي����������������ل الأوف����������������������ي����������������������اء َوت��������������ن��������������هَ��������������ى ع���������������ن � ُ��������������س��������������ل��������������وكِ الإِل�����������������������ت�����������������������وا ِء هلل اَغ�����������������ن�����������������ى ا ألغ���������������ن���������������ي���������������ا ِء وَعِ �����������������������ن����������������������� َد ا ِ حَ �������������فِ�������������ظ�������������تَ ال�����������ع�����������ه����������� َد م�����������������رف�����������������و َع ال��������������ل��������������وا ِء عَ�������������������ش���������ي��������� َق خُ ����������������� ُل�����������������و ِد ه�������������م ف�������������ي الإِن�������������ت�������������م�������������ا ِء ()2 ق�����������ري�����������بَ ال����������و�����������ص����������لِ م�����������ن �������ش������ي������خ ال�����������ع�����������ط�����������ا ِء � َ���������س��������� َي���������ب���������قَ���������ى حَ �������������ا��������������ض�������������راً َرغ������������������������� َم ال�������� َت��������ن��������ائ��������ي وط��������������������ا َب��������������������تْ َغ��������������������م�������������������� َر ٌة ف���������������ي ذا ال����������ل����������ق����������ا ِء ��������������ل�������������ا ُم ال����������ع����������ل����������م وال��������������فِ��������������ك�������������� ِر ال����������مُ���������������������ض����������ا ِء َ ع م����������������ن الأب����������������������������������������������را ِر �أ�������������������ش������������������ َب������������������الُ ال�����������ن�����������ق�����������ا ِء الهوام�ش: (( (1جاء في ورقة النعي ما يلي: وداع ًا ()1 بقلم :الأ�ستاذ علي ح�سين عوّاد ���������������ف ������������س�����ل�����ام�����������اً ي���������������ا وف����������ي����������اً أ�ب������������������������ا ع���������������اط ٍ َرح����������ي���������� ُل����������كَ ُم���������������ؤل�������������� ٌم خَ ������������������������ َر َق ال��������حَ �������� َن��������ا َي��������ا َب���������� َك����������ي���������� ُت����������كَ ط��������������اه��������������راً جِ ��������������������������� ّداً َب��������� ِري���������ئ���������اً َب���������� َك����������ي����������تُ َدمَ����������������اث���������������� َة ال�����������خُ ����������� ُل�����������قِ ال������م������ث������ال������ي عَ����������� َرف����������� ُت�����������ك مُ�������������ؤمِ ������������ن������������اً ورع���������������������اً ���������ص��������بُ��������وراً عَ���������رف��������� ُت���������كَ ف���������ي ظِ ���������ل��������الِ ال�������خ�������ي������� ِر ت���������س���� َع����ى ع���������رف���������ت���������كَ ب�������ل�������� َ�������س�������م�������اً ُت�����������������ش��������فِ��������ي ج���������راح���������اً ع�����������رف����������� ُت�����������كَ مُ��������������ؤم�������������ن�������������اً ج�������������������������اراً َن���������خ��������� َّي���������اً ع���������رف��������� ُت���������كَ ����������س���������امِ ���������يَ الأخ�������������ل�������������اقِ ت�����ح�����ظَ �����ى ع�����������رف����������� ُت�����������كَ وادع�����������������������������اً رجُ ������������ل������������اً �أ����������ص���������ي����ل����اً ع�����������رف����������� ُت�����������كَ ث�������������اب�������������تَ الإي�����������������م�����������������ان َت�����������ن������������أى ع�������������رف������������� ُت�������������كَ غُ ����������������ن����������������وَة ف��������������ي ك������������������� ِّل وَا ٍح ع������������رف������������ ُت������������كَ ����������س���������ي���������فَ ح������������������قٍّ عَ��������ل��������م��������ت�������� َّي��������اً ع����������رف���������� ُت����������كَ ف�����������ي جِ ������������������هَ������������������ادِكَ ج��������عْ��������فَ��������ر َّي��������اً ع������������رف������������ ُت������������كَ وارث�������������������������������اً م��������������ج��������������داً ت��������ل��������ي��������داً �أب�����������������و ��������س�������ام�������ي أ�ب�����������������و ال������������وج������������ ِه ال������مُ������ج������ ِّل������ي ��������س�������ي�������ل�������ق�������ى ق������������������ادم������������������اً ج�������������������������داً ع�������������زي�������������زاً ��������������ف �����������ص����������ب���������� ٌر وف����������خ���������� ُر ل������������ َن������������ا ف��������������ي ع��������������اط ٍ و��������������ص�������������ف�������������و ُة �إخ����������������������������������و ٍة ُروّا ُد خ��������ي��������رٍ األستاذ ابراهيم الحالّ ني أوالده :الدكتور عاطف ،حممود ،املؤهّل عدنان. أشقاؤه :املرحومون :احلاج جنيب ،احلاج حسني ،احلاج علي. أصهرته :رشيد حيدر أمحد ،ح ّسان حيدر أمحد ،هيثم بدير. *) احلاج علي حممود عوّاد (أبو سامي) ـ (رئيس اجلمعية اخلرييّة اإلسالميّة يف برج الرباجنة) :هو شقيق احلاج مجيل عوّاد (رمحهما اهلل). بقلم :رئي�س التحرير ودّع �آل الحالّني و�أهالي بلدة الح�صين وبع�ض �أبناء الجالية اللبنانية في ال�سويد المرحوم الأ�ستاذ ابراهيم ح�سين ابراهيم الحالّني بعد ظهر يوم الأربعاء في الخام�س ع�شر من �شهر �آذار 2015م� .إلى مثواه الأخير بالأ�سى والحزن ،حيث �صلي عليه في م�سجد بلدته الح�صين ودفن في الجبانة العامّة. وقد �إمتاز الأ�ستاذ ابراهيم عن اقرانه في البلدة ب�إهتمامه باللغة العربيّة والأدب العربيّ في درا�سته للبكالوريا في الكلية العامليّة وفي دار المعلمين حيث تخرّج �أ�ستاذ ًا في اللغة العربيّة. ولكن الأحداث والحرب اللبنانيّة دفعته للهجرة �إلى ا�ستوكهلم عا�صمة مملكة ال�سويد في �أواخر ال�سبعينيات من القرن الما�ضي للعمل في �شركة �صناعيّة ،و�إنتهاز �أوقات فراغه لتدري�س اللغة العربيّة لأبناء الجالية العربيّة في تلك البالد لمدة �أربعين عام ًا تقريباً. ين�س بلده لبنان وقريته الح�صين حيث وفقه اهلل تعالى للزواج من ن�سيبته ال�سيدة غير �أنّه لم َ نوال �شفيق ابراهيم ولإنجاب �أ�سرة طيبة ولبناء بيت على الطراز الحديث في بلدته الح�صين قرب منزل والديه .وزيارة والده و�أرحامه في لبنان كل �صيف .وم�شاركتهم في همومهم و�آمالهم و�أحزانهم و�أفراحهم. لقد ترك غياب الأ�ستاذ ابراهيم حُ زن ًا عميق ًا في قلب والده و�أرحامه و�أ�صدقائه ومعارفه. وخ�سارة للجالية اللبنانيّة والعربيّة في ال�سويد .رحمك اهلل يا «�أبا ع�صام» والهم والدك و�أرحامك ومعارفك ال�صبر وَحُ �سن العزاء. و�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون الهوام�ش: (((1جاء في ورقة النعي ما يلي: والدته :املرحومة حفيظة حمفوظ ابراهيم أشقاؤه :حممد ،علي ،حسن ،حممود ،مصطفى. شقيقاته :زينب زوجة شحادة العس ،لطيفة زوجة هاشم حجازي. زوجته :نوال شفيق ابراهيم. أوالده :عصام ،حسام ،حسني ،خضر. بناته :سوزان ،فاطمة. اآلسفون :آل احلالني ،ابراهيم ،حجازي ،العس وعموم أهالي احلصني واجلالية اللبنانية يف السويد. 69 وداع األحبة وفيق علي قيس ابتلت األوراق اىل رحمة اهلل من دموع العين يا أخي ()1 بقلم :المدير الم�س�ؤول ال�شيخ الدكتور �أحمد محمد قي�س كلمة رثاء لألستاذ محمد وهبي عمرو ()1 بقلم �شقيقه الحاج بالل عمرو 70 �أخ��ي وحبيبي و�صديق عمري� ،أخ��طُّ كلماتي ودم��ع العين ال ينقطع والقلب يحزن لفراقك ،لقد ابتلت الأوراق بدموع العين. وها �أنَّ القلب يحترق لفراقك ولكن لن �أق��ول �إال ما ير�ضي اهلل ل َو�إِنَّـا �إِ َل ْي ِه رَاجِ عونَ . تعالى� .إِنَّا ِ ّ ِ �أتتك المنية فج�أة لن �أن�سى ذلك الم�شهد الذي �سيبقى را�سخ ًا في مخيلتي �إلى �أن يق�ضي اهلل �أم��ر ًا كان مفعو ًال والقاك في عالم الآخرة �إن �شاء اهلل تعالى. في يوم الخمي�س الواقع في الخام�س من �شهر �آذار 2015م. وعند ال�ساعة الثانية وخم�س ع�شرة دقيقة ع�صر ًا �شاء اهلل �أن يتوقف قلبك الكبير عن النب�ض وتترك �أهلك ومحبيك في هذه الدنيا لتنتقل �إلى عالم الآخرة .تركتنا وتركت الح�سرة في قلوب مُحبيك. لقد كنت معطا ًء في حياتك لأ�سرتك ال�صغيرة ولعائلتك ،خلوق ًا مُح َّب ًا للنّا�س و�أمثولة في العمل ال�صالح .كيف ال وا�سمك يتداوله كل من عرفك ب�إحترام .ماذا �أقول في يوم رحيلك ،رحلت ج�سد ًا و�ستبقى ذكراك العطرة في قلوبنا �إلى الأبد .كنت تجمع وال تفرّق، تحبُّ وال تكره .تُحبُّ �أن تعطي وال ت�أخذ .ال تفارق ثغرك الإبت�سامة كنت لطيف ًا مع النّا�س تحمل هموم الآخرين وت�شعر مع المحتاجين �أعطيت الكثير من وقتك لهموم النّا�س .تحمّلت متاعب الحياة منذ �صغرك جنب ًا �إلى جنب مع والدك رحمه اهلل و�ساعدته في بناء �أ�سرة �صالحة .و�أخ��ذت منه الخ�صال الحميدة والطيبة وح��بِّ الأق��ارب والعمل من �أجل ت�أ�سي�س الجمعية الخيريّة العائليّة للأعمال الخيريّة لعائلة �آل عمرو في عام 1960م .وكان لك ما �أردت بعون اهلل تعالى وبحمده .لقد ك��ان رحيلك حدث ًا �صعب ًا على العائلة والأ�صدقاء والجيران الّذين تفاج�أوا بهذا الرحيل. لقد ترك رحيلك جُ رح ًا كبير ًا في قلوب محبيك و�أ�صدقائك.. رحمك اهلل يا �أبا ه�شام وح�شرك اهلل مع ال�صالحين والموالين لأهل البيت ،iنم قرير العين يا �أبا ه�شام �سوف تبقى ذكراك خالدة ل َو�إِنَّـا �إِ َل ْي ِه رَاجِ عونَ ،ال بين من عرفتهم و�أحببتهم و�أحبوك� .إِنَّا ِ ّ ِ حول وال قوة �إال باهلل العلي العظيم. الهوام�ش: (( (1جاء في ورقة النعي ما يلي: والده :حممد وهيب داوود عمرو ـ والدته ُحسن حممد محد عمرو زوجته :فاطمة معتوق. أوالده :هشام ،غالب ،آمال متأهلة من يوسف زعيرت .اشقاؤه :مسيح ،املرحوم ناجي ،علي ،احلاج بالل ،عيّاد .شقيقاته :نهاد أرملة املرحوم رفيق ال ّرواس، يب لوباني ،احلاجة علياء متأهلة من احلاج احلاجة فهيمة أرملة املرحوم عبد الن ّ سعيد اليتيم ،زينب. (( (2كتب الحاج بالل وهبي عمرو في العدد الرابع المزدوج ( 13ـ )14من «�إطاللة جُ بيليّة» ال�صادر في� 10 :شباط 2014م .في ال�صفحة 63عن �شقيقه المرحوم ما خال�صته :هو من الم�ؤ�س�سين الثالثة للجمعية العائليّة للأعمال الخيريّة لعائلة �آل عمرو الخيريّة بموجب علم وخبر رقم 1325في 1960/10/30م .حيث �صدر العلم والخبر ب�إ�سمه و�إ�سم المرحوم محمد م�شرف يحيى عمرو والمرحوم محمد علي �ضاهر عمرو .من مواليد المعي�صرة 1941م .والدته المرحومة حُ �سن محمد حمد عمرو زوجته :المرحومة فاطمة معتوق ،ورزقه اهلل تعالى منها :ه�شام (�أبو ح�سن) متزوج من عريفة رم�ضان .غالب متزوج من �سلوى خوندا وله منها ثالث بنات .و�آمال (�أم �سامر) مت�أهلة من يو�سف زعيتر .كما تكلّم عن تخ�ص�ص �أبي ه�شام في �صنع وبيع النظارات الطبيّة في معهد �أوبتكا للب�صريات في بيروت في �أواخر الخم�سينيات من القرن الما�ضي وكذلك �سفره �إلى باري�س ـ فرن�سا واكمال درا�سته المهنية الجامعية ،ثُمّ عودته �إلى بيروت ليمار�س مهنته الطبيّة في المعهد الآن��ف الذكر .وبالتالي �سفره �إلى طوكيو ليخو�ض �إمتحان ًا �آخر في �إخت�صا�صه الآنف الذكر وليفوز ب�شهادة �أخرى في علم النظر و�صنع النظارات الطبيّة في معهد علم النظر في طوكيو عام 1969م .ثُمّ مار�س مهنته الطبيّة كمدير م�س�ؤول في نظارات الحكيم الطبيّة في فروعه المتعددة في بيروت .ثُمّ ليفتتح مح ًال خا�ص ًا به في ال�شياح ـ �شارع الطيار 1998م( .اوبتيك عمرو). بتاريخ � 2015/1/2إنتقل �إلى رحمة اهلل الوا�سعة وفيق علي قي�س (�أبو م��روان) وذلك بعد �صراع مرير مع المر�ض ،ولقد �أّ ًّم ال�صالة على الجثمان �سماحة العالّمة الكبير ال�سيد محمد علي الأمين ومن بعدها ووري الثرى في جبانة بلدة �شقرا ـ ق�ضاء بنت جبيل عم ًال بو�صيته حول مثواه الأخير. و�أقيم مجل�س فاتحة عن روحه في بيروت نهار الإثنين الواقع في 2015/1/5في جمعية التخ�ص�ص والتوجيه العلمي في رملة البي�ضاء ـ بيروت. كما جرى له حفل ت�أبين ومجل�س عزاء في رو�ضة ال�شهيدين بتاريخ 2015/1/17بم�شاركة الحزب ال�شيوعي اللبناني ممث ًال بالأمين العام للحزب الدكتور خالد حدادة الذي �ألقى كلمة الحزب وعدد فيها مزايا الراحل الثورية وحبه للمقاومة في وجه �أعداء الوطن ودوره الفعًّال �أثناء الإجتياح الإ�سرائيلي للجنوب اللبناني ولبيروت ك�أوّل عا�صمة عربيّة. كما �ألقى كلمة العائلة ال�شيخ الدكتور �أحمد قي�س حيث ركًّز في كلمته على الجانب الإن�ساني للمرحوم وفيق الذي تجلى في حبِّه للبحث والمعرفة الذي قاده الى رحاب وظالل العالّمة المرجع ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل (قده) الّذي �أخذ ينهل من معين علم ال�سيد لمدة من الزمن ،كما �أنه �أخذ يكثر من التردد على �أن�سبائه العلماء الأ�شراف من �آل الأمين الكرام كالعالّمة الكبير ال�سيّد محمد علي حفظه المولى والعالمة الم�ست�شار ال�سيّد محمد ح�سن وغيرهما من الأع�لام .وهذا التحول الإيجابي في �شخ�صية المرحوم الأ�ستاذ وفيق قاده الى طريق الهداية والتي ختم بها حياته المليئة بالعلم والعمل والحوار. واختتم الحفل ب �ق��راءة مجل�س ع ��زاء ح�سيني ع��ن روح��ه الطاهرة لف�ضيلة الخطيب ال�شيخ ح�سين نجدي وم��ن بعدها تقبلت العائلة التعازي بالراحل العزيز. تغمد اهلل المرحوم الأ�ستاذ وفيق علي قي�س (�أبو مروان) بوا�سع رحمته و�أ�سكنه ف�سيح جنَّاته� .إنه �سميع الدعاء ،حمي ٌد مجيب. 71 وداع األحبة أمي رحلت باكراً ()1 بقلم� :آالء ح�سن عمرو رحلت المرحومة الحاجة «�أم عبا�س» �صباح محمد عمرو زوجة الحاج ح�سن عمرو م�ساء يوم الإثنين الواقع في التا�سع من �شهر �آذار 2015م .بعد معاناة طويلة مع المر�ض في م�ست�شفى "بهمن" في ح��ارة حريك .ونقل جثمانها الطاهر �إل��ى بلدتها المعي�صرة و�صليَّ عليها ودفنت حيث �شُ يّعت بموكب مهيب �إلى مثواها الأخير ُ في الجبانة العامّة للبلدة ع�صر ي��وم الثالثاء في العا�شر منه و�سط دموع الأهل والأ�صدقاء وفي ذكرى اليوم الثالث ع�صر يوم الجمعة في 13منه ومن على منبر ح�سينيّة الإمام زين العابدين tـ المعي�صرة� ،ألقت �إبنتها �آالء هذه الكلمة بمنا�سبة ذكرى وفاة والدتها حيث التقت ذكراها مع ذكرى وفاة �سيّدة ن�ساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها ال�سّ الم) ،جاء فيها: في �أمان اهلل يا �أمي 72 حُ َّب ًا ب�أمان اهلل ..و�أمان فاطمة(عليها ال�سّ الم) والحبِّ يا �أمي يروى �أن البدر يومها �صا َغ نوره من حنان ب�سمة الأم من ب�سمتها ..كان حبُّها عن الذكر ما مَ لْ لها �صوت بغير �إ�سم اهلل ع ّز وجل ما نطق �أُمي يا عطر �صباحاتنا الخجلى �أيتها المت�ألمة �سر ًا والوالهة بنا يا عطر ًا يبل�سم جُ رحنا ..من لدمعتنا بعدَ غيابك �إذا جُ نَّ الليل من لروحنا من ي�ؤن�س وح�شتنا ..من لأيامنا من لفرحِ نا من لنا غيرك.. �أمي كنتُ دائم ًا �أرقبُ �ضوء غُ رفتك� ..أخالُ ملك ًا كريم ًا ينزلُ ك َّل حين حام ًال بكّفه ترب ًة من كربالء لك لكن الع�شقَ ما جَ َّف �أبد ًا بح�ضرة َ�صالت ُِك ..كنتُ �أ�سمع تراتيل ومناجاة وفي�ض ًا من كتاب الرحمن عيناك فكانتا قد �أ�سكر ْتهُما لوع ُة الألم ِ �أمّا ووَجهك كان ي�ش ُّع نور ًا وطم�أنينة.. أم�ض في المدى وعفّر ا�شتياقنا يا ن�سيم اللقاء � ِ بتراب يروي رو�ضتها ..اجمع قناديل المدى و�أنثر ِ دموعنا نور ًا لت�ؤن�س وحدتها ها قد كبّر الإ�شتياق في م�آذن الفراق بعد �أن بَزَ غتْ الب�سم ُة على ثغر �أم عبا�س.. �أمي يا رواية عُ مرنا التي نح ِبكُها بالحنين ذكراك ونرت ُل ا�سمك ِ �سنغفو على �أطاللِ يا �أن�شودة عرفاننا.. يا ب�سم ًة غنّاها الفج ُر عند كل �صالة يا دمعة ال�صبرِ وتراتيلَ الوجع وكل الآيات المر�أ ُة �أنتِ والزوج ُة �أنتِ والأمُ والم�أوى وَك ُّل الحياة مالي هذه الدنيا باتت في نظري ك�سراب بعد غيابك َكوَهْ مٍ كريح �صر�صرٍ همدَ بعد �أن عرفنا �أنَّ الحبَّ قد مات �أمي ..يا قلب الوجع ال�صامت بين �ضفتِّي الألم ما نطقتِ �إ ّال حمد ًا هلل تعالى وال ت�ألمتِ �إ ّال �س ّر ًا يا �س َّر ال�صبر ويا معنى الحياة يا نور فاطمة ويا �أمل عبا�س وحلمُ دعاء وفرح �آالء ..يا قلب محمدٍ ال�صغير �أُمي قد ذرفنا الدم َع فقط ت�شوق ًا لح�ضنك الدافء ..لكننا نعلمُ ِ وا�شتياق ًا َلبك �أيتها ال�صابرة �أن الطه َر تو�سَّ دَ ق ِ لك لك ال�صبر على الألم ..هنيئ ًا ِ هنيئ ًا ِ جوار �أهل البيت ،iايتها الطاهرة الم�ؤمنة المحت�سبة ..هنيئ ًا لنا يا �أُمي أنك �صباح يا نِعمَ ال�صباحات. � ِ الهوام�ش: (( (1زوجها :الحاج ح�سن الحاج عبا�س عمرو أوالدها :عباس ،حممد ،فاطمة ،دعاء ،آالء. والدتها :احلاجة نهاد احلاج حممد أسعد تامر عمرو. أشقاؤها :رياض ،عاطف ،حسن. شقيقاتها :فريوز زوجة السيّد أمحد حممد قشاقش ،إميان زوجة مصطفى رامز عمرو ،هناء زوجة السيّد علي قشاقش، عمها :خمتار املعيصرة املرحوم احلاج حسني علي تامر عمرو. أخواهلا :املرحوم احلاج فايز حممد أسعد عمرو ،احلاج عدنان ،احلاج عادل ،بهجت ،احلاج طالل ،العميد املتقاعد حسن. خاالتها :احلاجة فايزة أرملة املرحوم علي حسن عمرو ،احلاجة آمنة زوجة رامز علي ضاهر عمرو ،احلاجة كلثوم زوجة احلاج يوسف ُح َّب اهلل ،فاديا أرملة املرحوم يوسف عالّم. جار الرضى علي دعيبس نون ()1 بقلم :شادي نصر الدين قال اهلل تعالى( :الَّذِ ينَ �إِذَ ا �أ ََ�صا َب ْتهُم م ُِّ�صي َب ٌة قَالُو ْا �إِنَّا ل َو�إِنَّـا �إِ َل ْي ِه رَاجِ عونَ �أُولَـئ َِك عَ َليْهِ مْ َ�ص َلوَاتٌ مِّ ن َّربِّهِ مْ َورَحْ َم ٌة ِِّ َو�أُو َل �ـ � ِئ� َ�ك هُ ��مُ ا ْل ُم ْه َتدُونَ ) �سورة البقرة ،الآي��ة 156ـ 157 نعم إ�نَّه جارنا العزيز جار الر�ضى!. لقد كنت يا �أب��ا ح�سني علم ًا من �أع�لام فرحت في �إخال�صك هلل تعالى وطلبك رضى اهلل تعالى ورضى �ضميرك .وفي محبتك للنّا�س ومحبة النّا�س لك .وفي محافظتك على المُثل والقيم الوطنيّة .وفي تربيتك لأ�سرة طيبة �صالحة .وفي محافظتك على �صالت القربى والجوار بين جميع العائالت الجبيليّة الكريمة في �أ�صعب الأيام التي مرّت على لبنان .ولكنها م�شيئة الخالق ع َّز وجل في خلقه وال راد لم�شيئته تعالى. عزا�ؤنا يا �أب��ا ح�سني ذك��راك الطيبة التي تركتها وراءك بين �أهلك ومحبيك� ..أ�صدقا�ؤك و�أبناء جيلك والذين ي�شيدون ب�شخ�صيتك الرائعة بطبعك الهادي وخ�صالك الحميدة بت�صرفاتك الجميلة و�أعمالك المتوا�ضعة الكريمة. قبل �أن نع ّزي �أنف�سنا فيك �أننا نع ّزي الزوجة �أم ح�سني والأوالد كما نع ّزي جميع الأهل والأقارب والأن�سباء والأ�صدقاء والمعارف والمحبين والجيران. راجي ًا من اهلل �أن يلهم الجميع ال�صبر وال�سلوان و�أن يتغمّد الفقيد العزيز برحمته ور�ضوانه و�أن ي�سكنه ف�سيح جناته� .إنّه �سمي ُع مجيب. و�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون. الهوام�ش: (( (1جاء في ورقة النعي ما يلي: أوالده :حسين ،هيثم ،باسم ،ح ّسان ،وائل ،صالح. أصهرته :عدنان ع ّواد ،ياسر كنيعو ،حممد اخلطيب. ُصلي على جثمانه الطاهر نهار الجمعة في 27شباط 2015في جامع بلدته فرحت ،ودفن في الجبانة العامّة. اآلسفون :أهالي فرحت ،آل نون ،آل ع ّواد ،آل كنيعو ،آل اخلطيب. 73 وداع األحبة عبد الكريم سليم حبيب يف ذمة اهلل ()1 الشهيد المجاهد الصيدلي حممد حسني برّو بقلم ولده :غ�سّ ان حبيب �صاف ك�صفاء ال�سماء في يوم ت�شرق به ال�شم�س على وطننا ٍ الحبيب لبنان ليذهب الظالم .وت�ضيء حياتنا بالأمل والثقة بالنف�س. ومراحل عمرنا كانت من المهد حتى بلوغنا �سن الر�شد وال�شباب مو�ضع �إهتمامك وعنايتك ورعايتك دون كلل �أو ملل. وبف�ضل تربيتك وجهادك وحلمك وكرمك وعطائك وزرعك في نفو�سنا الثقة باهلل تعالى ،لأبنائك وبناتك في الحياة .كان النجاح والتوفيق من اهلل تعالى .لقد كنت الأب الحنون الذي �أعطى �أوالده جميع ما ي�ستطيع دون مقابل �إال طلب ر�ضا اهلل تعالى على كل حال. �أوجزت يا �أبي في كالمي عنك لأنَّ ل�ساني ال ي�ستطيع �أن يتكلم عمّا في قلبي من �شعور نحو �شخ�صك الكريم وعن فقدانك ونحن بحاجة دائمة �إلى نظراتك الحنونة و�إلى ر�ضاك .ح�شرك اهلل يا والدي مع �سيّدنا وموالنا مُحمّد ر�سول اهلل ،wومع �آل بيته الأطهار.i 74 الهوام�ش: (( (1كانت وفاته ،qفجر يوم الإثنين في 12كانون الثاني 2015م� .صليّ عليه ع�صر ذلك اليوم في م�سجد الإمام عليّ بن ابي طالب ،tجبيل ،ودفن في جبانة جبيل العامّة قرب المرحوم والده ال�شيخ �سليم حبيب. والده :املرحوم الشيخ سليم حبيب. والدته :املرحومة سكينة علي منصور. زوجته :كليمة علي صاحل. أوالده :سليم متأهل من نهى ديوب يف املهجر فوازمتأهل من فاطمة ابراهيم عبداهلل متأهل من ليديا شيباني يف املهجر غسان متأهل من مايا الغزاوي بناته :لينا زوجة السيد مصطفى الغزاوي روال زوجة السيد فادي عرب أشقاؤه :املرحوم علي الذي توفاه اهلل يف املهجر الربوفسور عزالدين متأهل من نهى السكري يف املهجر منري وزوجته يف املهجر شقيقاته :املرحومة رهيفة زوجة هالل بوبو املرحومة فاطمة زوجة صالح حبيب املرحومة خدجية زوجة حممود العلي املديرة أفراز زوجة املرحوم الدكتور يوسف أبو حلقة. مجاهد من بالدي كان في طفولته و�صباه و�شبابه و�شهادته مِ ثا ًال للتهذيب والأدب واالحترام حيث �آثر �صحبة ال�شهداء الأبرار وحياتهم في رحاب اهلل تعالى على حياة ال�شباب الروتينيّة .و�آثر خدمة المجاهدين الأبطال في جبالنا اللبنانيّة ال�شرقيّة في وجه الع�صابات التكفيريّة دفاع ًا عن وطننا العزيز لبنان .وعلى العي�ش من وراء مكتبه الخا�ص في �صيدلية من �صيدليات بيروت. ظهرت عالمات النبوغ والتدين وااليثار على �شهيدنا البطل �أث �ن��اء درا��س�ت��ه ف��ي ثانوية الم�صطفى ،wف��ي ح��ارة حريك. وف��ي درا��س�ت��ه لعلوم ال�صيدلة ف��ي كلية ال�صيدلة ف��ي جامعة دم�شق وتخرجه منها في �سنة 2007م .وم��ن خ�لال عمله في بع�ض ال�صيدليات و�شركات الأدوي��ة وفي رغبته بمتابعة درا�سة الماج�ستير في ال�صيدلة .كان طموحه في ذلك كبيراً .كما كان ديدنه و�سيرته في ذلك كله حُ �سن الخلق وطلب رضى اهلل تعالى حيث كان مع �أرحامه و�إخوانه و�أ�صدقائه وزمالئه في الجامعة م�صداق ًا لحديث �أمير الم�ؤمنين الإمام عليّ بن �أبي طالب ،t ّا�س مُخالطة �إن متم معها بكوا في نهج البالغة «:خَ الِطوا الن َ عليكم ،و�إن ع�شتم حَ نُّوا �إليكم» .نهج البالغة ،ج� ،4ص .508 فهنيئ ًا لك �أيها ال�شهيد المجاهد بما �إخ�ت��رت من طريق وبالدفاع عن لبنان .وعظمّ اهلل تعالى �أجر والديك و�أرحامك بما �صبروا �سائلين اهلل تعالى لك الح�شر مع محمد و�آل محمد وحَ �سُ نَ �أولئك رفيق ًا(.)1 الهوام�ش: (( (1ال�شهيد محمد ح�سين برّو من مواليد � 21آب 1984م. والدته :احلاجة ليلى سليمان ب ّرو ُ ،فقِ َد أثره لمدة ثمانية أشهر في الجبال الشرقيّة اللبنانيّة حيث استشهد في 13تموز 2014م .نًقِ َل إلى مثواه األخير في روضة الشهيدين في موكب مُهيب عصر يوم األربعاء في 18آذار 2015م. 75 وداع األحبة مرثية الشهيد 76 محمد عبد المنعم عمرو بقلم :حمادة علي عبد الهادي عمرو ب�سم اهلل الرحمن الرحيم ( َو َال تَحْ �سَ �بَنَّ الَّذِ ي��نَ ُق ِت ُل��و ْا ِف��ي الل �أَمْ وَاتًا بَلْ أَ�حْ يَاء عِ ندَ َربِّهِ مْ �سَ �بِيلِ ّ ِ الل مِ ن ُي ْر َز ُق��ونَ فَرِ حِ ي��نَ ِبمَا �آتَاهُ ��مُ ّ ُ ف َْ�ض ِل ِه َويَ�سْ َتبْ�شِ رُونَ بِالَّذِ ينَ لَمْ َيلْحَ قُو ْا بِهِ ��م مِّ ��نْ خَ ْلفِهِ مْ �أَ َّال خَ �و ٌْف عَ َليْهِ مْ َو َال هُ ��مْ يَحْ زَ ُن��ون)َ �س��ورة �آل عم��ران ،الآية 169ـ .170 �إل��ى ه��ذه الثلة الطاه��رة �إن�ض��م محمد عبد المنعم عمرو �شهيد ًا في �سبيل اهلل. �دب راك��دٍ �أم�س��ى ،وم��ن كل م��ن كلِ ح� ٍ �وب �أدركَت ُه النُّجوم �أ َّن��ى تعالت خلفه ،هو �ص� ٍ ال��ذي ح َّل��ق بال�ش��هادة عالي � ًا قاب قو�س��ين، �ضاق��ت ب��ه الدني��ا ف�أخل��ى الوفا���ض ورح��ل ن�ص قال بك��ف فارغ حم��ل فيه ب�صم ًة تح��ت ٍ في��ه يوم ًا �إذا مِ ��تُّ �أتركوا يدي خ��ارج الكفن ليعل��م النا���س �أني ما �أخذت م��ن هذه الدنيا الدنيئة �شيئاً. �أج��ل �إنه ّذاك الب�ش��ير المم�ش��وق بهامة الأبط��ال ،والمخلوق من ترب ٍة فردو�س��ي ٍة �أتى م��ع طي��ور الأبابي��ل منا�ص��ر ًا للح��ق ،ورح��ل بن��ور عاد �إل��ى النور ف�آب �إلى �أعماق ال�ش��وق الإله��ي ،مقدم ًا دم��ه وروحه وج�س��ده قربان ًا لن�صرة الدين المحمدي الأ�صيل. لق��د �صدَ ْق��تَ وع��د اهلل ي��ا فار���س �اف ال�ش��جعان ،فغ��دوت تم�ض��ي عل��ى �ضف� ِ الكوث��ر تغ�س��ل خ�ض��وب دمائ��ك م��ن ج��راح الغدر الناكل كفر ًا على الحرمات ،وتلوِّح من هن��اك لأمك ،ل�صف��ا ِء ال��روح وحبيبة الروح تبعث �إليها تحية �أهل الجنة �سالم ًا وتخبِرها عن �سرور ال�سابقين ال�سابقين. ف��ي ي��وم مول��دك كن��ت �صباح � ًا مر َّت�ل ًا �أن�ش��ود ًة من �أ�ضلع ال�ض��وء على التالل ،ويوم �ش��هادتك نم��ت ف��ي �س��حب ال�س��ماء تُرجِّ ��ع عينيك ،لم يعد لك غاية ت�س��عى َ الأحالم في �إليه��ا غي��ر ذاك الت��وق محموم � ًا �إل��ى �أم��ك �وط ف��ي جبينه��ا تهجِّ ��ي م��ا تبق��ى م��ن خط� ٍ كا�س��ي ًا طع��م حنينه��ا بالأمان��ي جاب�ل ًا م��ن �أ�ضلعك طين ًا �أني�س � ًا لها ،تف ُّر ب�صورة وجهها تط��وي الفيافي في جناح حنانها من �س��طوة الأ�شواق في حمى يديك. و�إل��ى وال��دك ه��ذا ال�ش��امخ ف��ي عليائ��ه المترب��ع عل��ى عر���ش الفخ��ر والع��زة ترن��و �إلي��ه وك�أن��ك به تق��ول �إن الرج��ال تعرف من �أ�صالبه��ا �أب�ش��ر ي��ا وال��دي بالجن��ة ،وتا ِب��ع طريق المجد ف�أنا �أ�ض�أتها لإخوتي و�أخواتي، لم�س��يرٍ �سرمدي حيث النجوم تملأ ال�سماء، وحيث ال�س��حاب الذي يجلجل في كل مكان، الهوام�ش: (((1مهداة الى روح الشهيد محمد عمرو ،مواليد عام ،1994/8/23 :البلدة :المعي�صرة ،فتوح ك�سروان شيع بتاريخ 2015/2/28م. والده :عبد المنعم محمد بشير عمرو. والدته :صفاء محمد عمرو. حيث اللهفة العاشــقة للح�س��ين ذاك دربنا وم�شيئتنا دائم ًا وابداً. في��ا بط ًال ل��ك من �أهل��ك و�أتراب��ك �ألف �أل��ف تحية و�إجالل ،ي��ا رافع راية المجد لك من محبي��ك فاتحة الكت��اب يهدونها لك في ترنيمة �صالة ودعاء ،فاب�ش��ر يا محمد بوعد الل ا�شْ � َترَى اهلل ع��ز وج��ل في قوله�( :إِنَّ ّ َ مِ نَ ا ْل ُم�ؤْمِ نِينَ �أَنفُ�سَ �هُمْ َو�أَمْ وَا َلهُم ِب�أَنَّ الل َل ُه��مُ الجَ َّن � َة ُيقَا ِت ُل��ونَ ِف��ي �سَ �بِيلِ ّ ِ َف َي ْق ُت ُل��ونَ َو ُي ْق َتلُونَ وَعْ ��دً ا عَ َل ْي ِه حَ قًّا فِي ال َّت � ْورَا ِة وَالإِنجِ يلِ وَا ْل ُق � ْر�آنِ وَمَ نْ أَ� ْوفَى الل فَا�سْ َتبْ�شِ �رُو ْا ِب َب ْي ِع ُك��مُ ِب َع ْه��دِ ِه مِ ��نَ ّ ِ ا َّل��ذِ ي بَا َي ْع ُت��م ِب � ِه وَذَ ِل� َ�ك هُ � َو ا ْل َف � ْو ُز ا ْلعَظِ يمُ ) �سورة التوبة ،الآية .111 ()1 77 أخبار ونشاطات العالّ مة فضل اهلل لنعمّم جتربة جبيل النموذجيّة يف التّعايش ملواجهة مشاريع القتل إعداد :األستاذ محمد عبد الوهاب عمرو 78 قام العالّمة ال�سيّد علي ف�ضل اهلل بزيارة تفقّديَّة لمدر�سة ر�سول المحبّة wفي جبيل في2015/2/25م وكان في �إ�ستقباله مدير الثانوية الأ�ستاذ محمد �سليم ،وع��دد من �أف��راد الهيئة ق�ص �سماحته التعليميَّة والإداريَّة ،وطالب الثانوية .في البدايةَّ ، �شريط افتتاح ق�سم المرحلة المتو�سّ طة في الثانوية ،بح�ضور وم�شاركة القا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف عمرو ،و�إمام المركز الإ�سالميّ في جبيل ال�شيخ غ�سان اللقي�س ،ورئي�س بلدية جبيل زي��اد ال�ح�وّاط ،وم�س�ؤول قطاع جبيل وك�سروان في حزب اهلل، ال�صفوف، ال�شيخ علي برو .ثم قام الح�ضور بجولة تفقّديّة في ّ مف�صل ع��ن �أ�ساليب التَّدري�س، ّ ا�ستمعوا خاللها �إل��ى �شرح والمنهجيّة المتّبعة فيه. بعدها� ،ألقى �سماحته كلم ًة �أمام المعلّمين والإداريين عبَّر فيها عن �سعادته الكبيرة بلقائهم ،وعن اعتزازه بما يبذلونه من جهد وتفانٍ في عملهم� ،سعي ًا لإنجاح هذه الم�ؤ�سَّ �سة وتطويرها وتقدّمها نحو الأف�ضل. وتابع« :نريد لهذا اللقاء �أن يكون من القلب �إلى القلب ،بعيد ًا عن ك ّل المجامالت والحواجز .وما و�صلت �إليه هذه الم�ؤ�سَّ �سة، كان بف�ضل جهودكم وتعاونكم ور�ساليَّتكم و�إخال�صكم». و�أ�ضاف �سماحته«:لي�س م�ستغرب ًا منكم هذه الحيويَّة والن�شاط، و�أنتم تعملون في مدر�سة تحمل ا�سم ر�سول اهلل ،وتذكّرنا بك ّل هذا التاريخ الم�شرق ،وبح�ضارتنا وهويّتنا ،وبك ّل هذه القيم الَّتي جاء بها ر�سول اهلل للب�شريَّة جمعاء ،وفي طليعتها المحبّة ،الَّتي نريدها �أن تنعك�س على الآخر». وقال« :نحن في هذه المدر�سة ،وفي ك ّل الم�ؤ�سّ �سات ،ننطلق من فكرٍ هويّته االنفتاح والتوا�صل مع الآخ��ر ،وال ن�ؤطّ ر هويّتنا �ضمن مذهب �أو طائفة �أو موقع �سيا�سيّ ،ولدينا قناعاتنا ،ولكنَّ هدفنا الأ�سا�سيّ في هذه الم�ؤ�سَّ �سات ،هو بناء �شخ�صيّة الإن�سان الّذي يعي�ش االنتماء �إلى هذا البلد ،وي�ؤمن بالمواطنة وال�شّ راكة. و�أهمّية هذا اللقاء ،هو في تنظيمه في هذه المدينة العريقة؛ مدينة جبيل ،لما تمثّله من تنوّع وتاريخ وح�ضارة وقيم. ولفت �سماحته �إلى �أنَّ م�شكلتنا في لبنان وال�شَّ رق ،تنبع من تركيزنا الدائم على مواقع االختالف ،والعمل على تعميقها ،من دون االهتمام بمواقع اللقاء والم�شتركات .ومن هنا ،م�س�ؤوليَّة المدر�سة كبيرة في تربية �أجيال ت�ؤمن بالوطن والتعاي�ش ،وتعمل لم�ستقبل واعد ،وتحمل ك ّل قيم الأديان. وتابع«:نريد لتجربة جبيل في التَّعاي�ش والتَّعاون والتَّالقي والتَّوا�صل� ،أن تعمّم ،لت�شكّل نموذج ًا في مواجهة من ي�سعى �إلى زرع بذور الخوف والحقد ،والقتل با�سم الدين ،و�إقامة الحواجز والمتاري�س تحت عناوين مختلفة .ونحن نتطلَّع دوم ًا �إلى وطن ي�ش ّع علم ًا و�إبداع ًا وفكر ًا وثقاف ًة على المنطقة ،في ظ ّل هذه الفو�ضى والحروب والفتن المتنقّلة؛ وطن له دوره الم�ؤثّر ،بد ًال من �أن يبقى �أ�سير وال�صراعات الّتي تع�صف بمنطقتنا ،من �أجل التجاذبات ّ تمرير م�شاريع لإعادة تق�سيمها على �أ�س�س طائفيَّة ومذهبيَّة ال�صهيوني». وعرقيَّة تخدم الم�شروع ّ وختم قائالً�« :إنّ طابع مدار�سنا �إ�سالميّ ،لي�س بالعنوان وال بال�شَّ كل ،بل بالعمق الإن�سانيّ والم�ضمون االنفتاحيّ ،لنقدّم ال�صورة الح�ضاريّة لهذا الدّين ،ا َّل��ذي يحترم الآخ��ر ،وي�ؤمن ّ بالفكر المنفتح والتنوّع .ولذلك ،ال ب ّد من ت�أكيد البعد الرّوحيّ في بناء �شخ�صيَّة الإن�سان ،وتعزيز عالقته مع اهلل ،من �أجل تح�صين �أنف�سنا من الإنحراف والإن�سياق وراء ال�شّ هوات والغرائز». 79 أخبار ونشاطات المجتمع المدني واذ ال يخفى على �أح��د �أنّ االم�ك��ان��ات للو�صول ال��ى هذه الأهداف قد تكون متوا�ضعة� ،شدد ال�سيّد ف�ضل اهلل في كلمته على ر�ؤيته لـ «دور فاعل للمجتمع االه��ل��ي وال��م��دن��يّ ف��ي مجال المدني ّ المجتمع والسلم األهلي يف عام 2015م. إعداد :األستاذ محمد عبد الوهاب عمرو 80 بدعوة من «ملتقى الأدي�����ان وال��ث��ق��اف��ات للتنميّة وال��ح��وار» عقد في ق�صر الأوني�سكو في بيروت ع�صر يوم الجمعة في 20 �شباط م�ؤتم ٌر برئا�سة العالّمة ال�سيّد علي ف�ضل اهلل بالتعاون مع م�ؤ�س�سات من المجتمع المدني و�شخ�صيات دينيّة ،عقد هذا الم�ؤتمر الع�لان عام 2015عام ًا لل�سلم الأهلي و�إع�لان الثالث ع�شر من ني�سان من كل عام يوم ًا وطني ًا لل�سلم الأهلي في لبنان .ح�ضر اللقاء ح�شد من ال�شخ�صيات الدينيّة والروحيّة والإجتماعيّة وال�سيا�سيّة وممثلون عن الأحزاب والقوى ال�سيا�سيّة في لبنان. وقد جاء في �صحيفة «البلد» ال�صادرة في يوم ال�سبت في 21 �شباط 2015م .ال�صفحة الثامنة بقلم :ال�صحافيّة زينب زعيتر ما يلي: هيئة وطنية وك��ان ملتقى «الأدي����ان والثقافات للتنمية وال��ح��وار» والذي ير�أ�سه العالّمة ال�سيّد علي ف�ضل اهلل قد �أنجز وبالتعاون مع م�ؤ�س�سات و�شخ�صيات م��ن المجتمع المدني م�ب��ادرة لدعم الحوار وال�سلم الأهلي ،فيما دعا ال�سيّد ف�ضل اهلل بالأم�س خالل لقاء مو�سع الى ت�شكيل الهيئة والتي �سوف ت�ض ُّم كل الم�ؤ�س�سات والجمعيات وال�شخ�صيات الحري�صة على تقديم �إ�سهامات في هذه الق�ضية �إيمان ًا منها بال�سلم الأهلي .وكانت دعوة مفتوحة الى كل الحري�صين على تعزيز مناخات التحاور وتغليب ال�صوت الديني المعتدل و�إعطاء الدعم الكامل للمجتمع الأهلي لتحفيزه ودعمه كي ال يكون دوره بال فعالية نظر ًا الى تجارب المجتمع المدني الكثيرة التي لم ت�ستطع ان ت�شكل قوة �ضاغطة في كثير من اال�ستحقاقات. وت�سجل للم�شاركين في �إعداد المبادرة و�إطالق الوثيقة نقاط �إيجابية كونها ال تزال مُ�صرّة على الت�أكيد على دور المجتمع المدني عبر �إعطائه الثقة وعدم �إحباطه لكي ي�ؤدي دور ًا فاع ًال في هذا المجال ،و�إف�ساح المجال لل�شخ�صيات الدينية لت�شارك الى جانب تلك الم�ؤ�س�سات في عملية النهو�ض بال�سلم االهلي. حماية ال�سلم الأهلي ،الفتاً الى �أ ّن��ه �إذا لعب هذا المجتمع دوره ف�إنه �سوف يترك �آثاراً �إيجابية كبيرة على الواقع» .و�أ�ضاف «ربما ال تخدمنا ال��ظ��روف المو�ضوعية ولكن م��ن واجبنا ان نتحرك ونقوم ب��دورن��ا .نحن متفائلون وال ن��رى الم�ستقبل اال بالحوار وال�سلم الأهلي ونريد لهذا اللقاء �أن يكون منطلقاً لعمل ت�شاركي د�ؤوب لحماية ال�سلم الأهلي من كل العوا�صف التي ت�سعى الى هز كل الكيانات لتكون على �أ�سا�س طائفيّ ومذهبيّ ». المواثيق الدوليّة و�شكلت عناوين النداء الذي تمت تالوته محور ًا للإنطالق ال��ى ال�م��داخ�لات التي �ست�شكل ف��ي المرحلة الثانية عناوين لبرنامج العمل وبموجبه �ستبد�أ الآليات التنفيذية لبلورة هذا ال�ن��داء .وف��ي ال�ن��داء ،ت��مَّ التركيز على رغبة المبادرين الى �إطالقه وقد هالهم ما و�صلت �إليه الأمور من فظائع و�إرتكابات بحق الإن�سانية ومن تدني�س وت�شويه للقيم الإن�سانية ،الذين اعتبروا �أنّ الدعوة ت�أتي لك�سر حاجز ال�صمت والى رفع ال�صوت عالياً� ،أ�ضحت واجب ًا ديني ًا وان�سانياً .وفي الوثيقة �أي�ض ًا «يدرك المبادرون �أن ما بعثت به الديانات ال�سماوية يلتقي مع �إتجاهات ومبادئ العهود والمواثيق الدوليّة ،وهم ينظرون بعين التقدير والإحترام الى جميع البيانات والنداءات ال�صادرة تباعاً عن اعلى المرجعيات الروحيّة الم�سيحيّة والإ�سالميّة». دولة المواطنة �أمّا النقاط التي �سيتم العمل على �أ�سا�سها فهي :القيام بدور ديني فاعل �أخالقي ًا و�إجتماعيا ًلتعزيز الحوار ورف�ض التطرف ورف�ض �إ�ستغالل الأدي ��ان في النزاعات ال�سيا�سيّة ،الحر�ص على وحدة الأمة وتح�صينها في مواجهة الإره��اب ،تعزيز دور المرجعيات الدينية وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني من �أجل �إعداد خطة طوارئ لإطفاء الفتن الدينيّة والأهلية ،والت�أكيد على دولة المواطنة والحريات في لبنان والمنطقة .وي�سعى المعنيون الى الت�أكيد ب�أن الحفاظ على الخ�صو�صيات الدينيّة العقائديّة وال�شرعيّة بين اللبنانيين ،ال يتنافى واحترام حرية المعتقد ال ��دي��ن ��يّ ل�ج�م�ي��ع ال �م��واط �ن �ي��ن، وال ي�ت�ع��ار���ض م��ع ح��ق المواطنة وال�م���س��اواة بين اللبنانيين كافة، والت�أكيد ب ��أن �إن�ه��اء ح��ال الإحتقان ال�م��ذه�ب��يّ وال�ط��ائ�ف��يّ ف��ي الأم ��ة هو م�س�ؤوليّة جميع المواطنين من دون �إ�ستثناء� .إ�ضافة ال��ى دع��وة جمعيات المجتمع ال�م��دن��يّ وهيئاته ومنظماته وم��ؤ��س���س��ات ال �ح��وار ال ��ى �إع� ��داد خطة ط��وارئ ذات توجهين دينيّ ومدنيّ تعمل على �إطفاء الفتن الدينيّة والأهلية كما ت�سعى ال��ى توحيد ال�م��وق��ف م� ّم��ا يُ�سمى بتحليل ال�ع�ن��ف ب��إ��س��م ال��دي��ن وال�ح��اج��ة الما�سة الى �ضرورة معالجة هذه الظاهرة ب �ب��رام��ج متخ�ص�صة م��ن خ�ل�ال درا� �س��ة �أ�سبابها والإ�شارة الوا�ضحة الى تداعياتها الخطيرة على المجتمع. عام لل�سلم وتخلل ال�ل�ق��اء ع��دد م��ن ال�م��داخ�لات �إقترحت م��ا يفتر�ض م��ن خاللها تعزيز ال�ن��داء وب��رام��ج العمل خدمة ل�ل�أه��داف، فمنها م��ا رك� � ّز ع�ل��ى �أن ق�ي��ام��ة ال�سلم الأهلي ال تكون �إال بقيامة الدولة المدنيّة، وتفعيل ال�ح��وار الإ��س�لام��يّ ـ الم�سيحيّ او ال �� �س �ن��يّ ـ ال �� �ش �ي �ع��يّ � ،إ� �ض��اف��ة ال��ى الإعتراف بالتعدديّة ،وبناء ال�شراكة م��ع الجامعات وال�ث��ان��وي��ات لإ��ش��راك الطالب في الخدمة المدنيّة ،وتعزيز مفهوم الم�ساءلة .كما ت�ضمن اللقاء �إقتراحات و�أن�شطة وفعاليات ليكون العام 2015عام ًا لل�سلم الأهلي في لبنان ،و�إقتراح ًا ب�أن يكون الثالث ع�شر من ني�سان اليوم الوطنيّ لل�سلم الأهلي في لبنان. 81 أخبار ونشاطات بولس سالمة وبالد جبيل 82 �أقام اقليم جبل لبنان ـ المنطقة الثالثة في حركة «�أمل» حف ًال تكريمي ًا تحت عنوان« :ايقونة العي�ش الم�شترك» للقا�ضي الأديب وال�شاعر الراحل بول�س �سالمة ،في قاعة الإمام مو�سى ال�صدر في النادي الح�سينيّ في كفر�ساالـ عم�شيت .وذلك م�ساء يوم الجمعة الواقع فيه 2014/11/28م .ح�ضره المفتي الجعفريّ لبالد جبيل وك�سروان ال�شيخ عبد الأمير �شم�س الدين ،القا�ضي الجعفريّ في جبيل الدكتور ال�شيخ يو�سف محمد عمرو ،الأب رومانو�س �سا�سين ممث ًال للمطران مي�شال ع��ون ،الم�ست�شار القا�ضي ال�شيخ عبد الحليم �شرارة ،ال�شيخ �أحمد اللقي�س ممث ًال والده ال�شيخ غ�سّ ان اللقي�س ،ال�شيخ ح�سن الم�صري نائب رئي�س المكتب ال�سيا�سي في حركة «�أم��ل» ،النائب وليد خ��وري ،قائمقام جبيل ال�سيدة نجوى �سويدان فرح ،المحامي ر�شاد بول�س �سالمة ،ال�شاعر جورج �شكور ،ال�شيخ ب�سّ ام �سلمان العيتاوي ،ال�شيخ م�صطفى القماطي، مدير الإذاعة اللبنانية محمد ابراهيم ،المحامي جان الحوّاط، الحاج ح�سين �أ�سعد م�س�ؤول م�ؤ�س�سة العالّمة المرجع ال�سيّد محمد ح�سين ف�ضل اهلل(قده) ،في جبيل وال�شمال ،الأب انطوان خ�ضرا، ال�سيد �أحمد مرت�ضى رئي�س الق�سم الثقافي للعلماء في جبل لبنان ،ممثلون عن «حزب اهلل» ،تيار المردة ،الحزب ال�سوري القومي الإجتماعيّ ،حزب البعث ،وفد من حركة "�أمل" برئا�سة م�س�ؤول اقليم جبل لبنان المهند�س �سعيد ن�صر الدين ووجوه عيد األم وهيئة دعم المقاومة اإلسالميّ ة �إجتماعيّة وتربويّة وع�سكريّة. بداية كانت مع القر�آن الكريم والن�شيد الوطنيّ ون�شيد حركة «�أمل» .ق�دّم الخطباء الأ�ستاذ علي عطوي ثمّ �ألقى المحامي الأ�ستاذ ر�شاد بول�س �سالمة ،ف�أ�شار �إلى عالقة والده الروحية واللغوية بالقر�آن الكريم ونهج البالغة .وت�أثره ب�سيرة الإمامين عليِّ والح�سين و�شهادتهما .وعن ع�شقه للجمال والكمال والف�ضائل الإن�سانيّة التي تجلّت ب�أجمل �صورها بعليِّ والح�سين .oكما تحدّث عن �إيمان والده بال�سيّد الم�سيح وبالنبيِّ العربيِّ مُحمّد وبالإمام عليّ بن �أبي طالب ونجله الح�سين(عليهم جميع ًا �أف�ضل الصالة ال�سّ الم) ،وببع�ض القدي�سين اللبنانيين .وعن عالقة والده بالإمام ال�سيّد مو�سى ال�صدر ومواكبته لم�سيرته .كما تحدّث عن عالقته ال�شخ�صيّة بالإمام ال�سيّد مو�سى ال�صدر وبالرئي�س نبيه برّي .وختم حديثه ب�شكره لبالد جبيل عن هذا الحفل التكريمي لوالده وال غرو في ذلك ف�أول من كتب �أطروحة دكتوراه عن والده هو �إبن جبيل البّار الدكتور الأ�ستاذ �سلمان علي العيتاوي .ثُمّ خُ تِمَ الإحتفال بكلّمة لل�شيخ ح�سن الم�صري عن مزايا الأديب الألمعي الكبير بول�س �سالمة وعالقته بالإمام ال�سيّد مو�سى ال�صدر .ثُمّ قدّم ال�شيخ الم�صري مع �سعيد ن�صر الدين والنقيب علي خير الدين درع ًا تقديري ًا ب�إ�سم حركة «�أم��ل» للمحامي ر�شاد بول�س �سالمة. 83 �أقامت «هيئة دعم المقاومة الإ�سالميّة» ،قطاع جبيل وك�سروان �إفطار ًا �صباحي ًا بمنا�سبة عيد الأم في مطعم «بيبلو�س باال�س» ـ جبيل �صباح يوم الأحد في � 15آذار 2015م .تكريم ًا للأم ولأمهات ال�شهداء .برعاية النائب الأ�ستاذ عبا�س ها�شم ح�ضره ح�شد كبير من الأمهات و�أمهات ال�شهداء ،كانت عريفة الإحتفال الحاجة �أم حيدر برق ،وت�ضمن برنامج الإحتفال: �أ ـ قر�آن كريم تاله م�س�ؤول القطاع الحاج ه�شام الحالّني. ب ـ الن�شيد الوطني اللبناني ون�شيد المقاومة. ج ـ فيلم وثائقي D.V.Dلم�شاريع هيئة دعم المقاومة. د ـ كلمة ترحيبيّة للأن�شطة الن�سائيّة المركزيّة �ألقتها م�س�ؤولة العالقات الن�سائيّة المركزيّة في «حزب اهلل» الحاجة غزوة الخن�سا. ه ـ تكريم لثالث �أُمهات من �أُمهات ال�شهداء. الحاجة «�أم ح�سن» م�سلماني وهي �أم لثالثة �شهداء. الحاجة «�أم �أحمد» عمرو والدة ال�شهيد ق�صي علي عمرو. الحاجة «�أم محمد» عمرو وال��دة ال�شهيد محمد عبد المنعم عمرو. ز ـ كلمة راعي الحفل النائب الأ�ستاذ عبا�س ها�شم تكلّم فيها عن �أهمية المنا�سبة والمقاومة وعملها و�أهمية دعمها المعنوي والمادي .كما تطرّق بحديثه �إل��ى وج��وب الوحدة الوطنيّة بوجه العدو الإ�سرائيلي والعدو التكفيري ودعم جي�شنا البا�سل ومقاومتنا البا�سلة. كما تخلل الإحتفال تقديم هدايا من ال��ورد لراعي الإحتفال ولأم�ه��ات ال�شهداء و�أنا�شيد من وح��ي المنا�سبة للمن�شد ال�سيّد �إ�سماعيل عبا�س. ح�ضر الحفل كل من :وفد من التيار الوطنيّ الحر في ق�ضاءي جبيل وك�سروان ،وفد من تيار المردة ،وفد من الحزب ال�سوري القومي الإجتماعيّ ،م�س�ؤول قطاع جبيل وك�سروان ال�شيخ علي برّو ،م�س�ؤول قطاع جبيل وك�سروان في هيئة دعم المقاومة الحاج ه�شام الحالّني ،عقيلة النائب ها�شم ،عقيلة النائب الحاج علي عمّار الحاجة جمال عمّار ،عقيلة القا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف عمرو ،الدكتورة زينب عثمان عقيلة الدكتور محمد حيدر �أحمد، م�س�ؤولة العالقات المركزية للأن�شطة الن�سائية الحاجة غزوة الخن�سا ،م�س�ؤولة الأن�شطة في قطاع جبيل وك�سروان في هيئة دعم المقاومة الإ�سالميّة الحاجة ابت�سام ياغي ،الحاجة �سمر عمرو عقيلة الحاج ه�شام الحالّني وجمع من الأخوات من ق�ضاءي جبيل وك�سروان. أخبار ونشاطات جمعية اإلمداد 28عاماً يف خدمة األيتام ومن ال معيل لهم 84 مُح ّم ٌد نبيُّ الرحمة في �أج��واء الذكرى الميمونة ل��والدة نبيّ الرحمة wووالدة حفيده االم��ام ال�صادق tو�إنطالقة ا�سبوع كفالة اليـتيم(في �أ�سرته) والذكرى 28لعمل جمعية الإم��داد الخيرية الإ�سالمية ـ لبنان .احتفلت الجمعية بهذا الحدث في ال�صالة الرئي�سة (قاعة ال�شهيد ال�صدر ،ثانوية المهدي )rالحدث� ،شارك فيه ك ٌل من رئي�س المجل�س التنفيذي في حزب اهلل �سماحة ال�سيد ها�شم �صفي الدين� ،سعادة �سفير الجمهورية الإ�سالمية ال�سيد محمد فتحعلي وممثل �سماحة ال�سيد علي ف�ضل اهلل ،ممثل �سماحة �آية اهلل العظمى ال�سيّد ال�سي�ستاني(دام ظله) ،ممثل �شيخ عقل الطائفة الدرزية ،و لفيف من العلماء من �أهل ال�سُ نَّة وال�شيعة ،ممثل الجنرال مي�شال ع��ون والنائب �سليمان فرنجية 27،نائبا في البرلمان اللبناني، ممثل قائد الجي�ش اللبناني ،عدد من الق�ضاة والمحامين وممثلون عن المدراء العامين قوى الأمن الداخلي والأمن العام والجمارك ومخابرات الجي�ش وزارة ال�ش�ؤون الإجتماعية ،ممثالن عن النائبين ط�لال ار�سالن وا�سعد ح��ردان ،م�س�ؤولو ح��زب اهلل في المناطق والمحافظات ،ر�ؤ��س��اء البلديات والمخاتير ،ممثلو العديد من الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفل�سطينية ،ا�ضافة الى ر�ؤ�ساء وم�س�ؤولي الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهليه 350 ،طالبا جامعي ًا ترعاهم الجمعية في لبنان وح�شد من الجماهير الغفيرة الذين غ�صت بهم القاعة الرئي�سية في بيروت والقاعات الأربع في مناطق �صور ـ النبطية ـ بعلبك ـ الهرمل. منذ �أن �سمحت الظروف الم�ؤاتية ،ن�شط �أكثر من 195عام ًال وع�شرات المتطوعين في �إعداد الحفل المركزي الذي قُرر �أن يقام برعاية �أمين عام حزب اهلل �سماحة ال�سيد ح�سن ن�صر اهلل (حفظه اهلل). وذل��ك يوم الجمعة 17ربيع االول الموافق 2015 /01 / 09 فعقدت جل�سات الت�شاور و�إ�ستنه�ضت الهمم للتح�ضير وتبيان الم�ستلزمات االع�لام�ي��ة واالع�لان �ي��ة وتجهيز ال �ق��اع��ات ،دع��وة الفعاليات الر�سمية وال�شعبية والكفالء والداعمين. وذلك بهدف �إنجاح الحفل ب�شكل يليق بالمنا�سبة ،يتم من خالل الحملة تكفل 4050يتيم ًا ترعاهم جمعية الإمداد في لبنان ،للو�صول �إلى تكفل كل الأيتام الذين هم تحت رعاية الإمداد في لبنان ،وكان عنوان الحملة (�ألم يجدك يتيم ًا ف�آوى). الحملة الإعالمية في نف�س ال�سياق ككلِّ عام تبد�أ التح�ضيرات الوا�سعة النطاق لأ�سبوع كفالة اليتيم عبر تنظيم لوحات �إعالنية عمالقة في الأماكن العامة ال��ى الإع�لان��ات والتقارير ال�صوتية والمرئية والر�سائل الق�صيرة و��ص��و ًال �إل��ى �صفحات التوا�صل الإجتماعي وم�شاركة المحبين للخير والعمل الإن�ساني . وما ميز هذا العام هو �إقامة مهرجان �إحتفالي كبير في موازاة الحملة الإعالمية لتكفل 4050يتيم ًا لهذا �أذيعت البيانات وبثت �إع�لان��ات خا�صة بالمنا�سبة تخاطب ال��وج��دان وروح الم�شاركة الفاعلة في كفالة الأيتام. وبرغم �أن العا�صفة الثلجية التي �ضربت لبنان التي كان لها ت�أثير على الح�ضور في المناطق الجبلية �إال �أن الإحتفاالت ،تكللت بالنجاح م��ن حيث البرامج والح�ضور الر�سمي والعلمائي من مختلف المذاهب والفعاليات الحزبية وال�شعبية .في قاعات بيروت ـ الحدث� ،صور حانوية ،النبطية الح�سينية الهرمل ـ قاعة �سيد ال�شهداء وبعلبك ح�سينية الإمام الخميني (قده). فعاليات الإحتفال بذكرى والدة الر�سول الأكرم�،wأ�سبوع كفالة اليتيم ( �أ�سبوع الوحدة الإ�سالمية) بد�أ الإحتفال ب�آيات من القر�آن الكريم ،تالها ف�ضيلة ال�شيخ محمد ح�سن ،ثم الن�شيد الوطني اللبناني ون�شيد المقاومة ،بعد ذلك توا�شيح من وحي المنا�سبة لك�شافة الإمام المهدي rوعر�ض فيلم لم�سة نور عن �أن�شطة الجمعية ،وتلت الطالبة (اليتيمة) �ساره م�صباح كلمة الأيتام والأ�سر ومن بعدها كلمة مدير عام جمعية الإم��داد في لبنان الحاج محمد برجاوي ،حيث �شكر فيها �سماحة االمين العام لحزب اهلل على تكرِّمه برعاية الحفل وقدم ال�شكر لجميع الخيرين والكفالء للأيتام الذين يدعمون من ال معيل لهم عبر جمعية االم��داد في مختلف المجاالت متحدث ًا عن م�سار عمل الجمعية. كلمة الطالبة( اليتيمة) �سارة م�صباح ب�إ�سم � 9500أ�سرة و 4050يتيم ًا ترعاهم الإمداد �إني با�سم �أربعة �آالف وخم�سين يتيم ًا ( )4050وت�سعة �آالف وخم�سمائة �أ�سرة ( )9500ترعاهم جمعية الإمداد في لبنان ،نقدر غالي ًا كل من �أم َّد ويَم ُّد يد الدعم والت�ضحية والخير ونعاهدكم �أن نقابل هذه الت�ضحيات بالإجتهاد والنجاح ،لنكون �شباب ًا في خدمة الأيتام وعيال ر�سول اهلل ،لنبلغ �سبيل الر�ضا بدعائكم ودعمكم وتوفيق من اهلل تعالى. الحاج برجاوي :الم�ؤ�س�سة اليوم تقوم بخدمة �آالف الأ�سر والأيتام �ضمن برامج مدرو�سة وبميزان الدقة وحفظ الكرامات ت�ستمر هذه الم�ؤ�س�سة اليوم بخدمة �آالف الأ�سر والأيتام �ضمن برامج مدرو�سة وبميزان الدقة وحفظ الكرامات و�إر�شادات �سماحة الإمام الخامنئي (حفظه اهلل) وتوجيهات �سماحة حجة الإ�سالم والم�سلمين ال�سيد ح�سن ن�صراهلل ودعائكم ودعمكم جميعاً ،و في ظل هذه الظروف ال�صعبة والحالة الم�ستع�صية والنزوح الق�صري، ف��إن الجمعية تحتاج لمزيد من الدعاء وال�م��ؤازرة والوقوف الى جانبها. ال�سيد ن�صر اهلل :جمعية الإمداد �أطلقت حملة لتكفل 4050 يتيماً� ،أدعو لم�ساندتهم وك��ان م�سك الختام والخطاب الف�صل لأمين عام حزب اهلل �سماحة ال�سيد ح�سن ن�صر اهلل متطرق ًا الى معاني المنا�سبة والى االو�ضاع المحلية واالقليمية القائمة. وقد �شرح �سماحته معاني المنا�سبة و�أثنى على جهود جمعية الإمداد وت�أييده لحملتها لكفالة 4050يتيم ًا و�إعالتها لآالف الأ�سر من الم�ساكين والفقراء ومن ال معيل لهم ،ومفتخر ًا بهذه الجمعية التي تحمل ا�سم االمام الخميني(قده) �شاكر ًا النا�شطين فيها �أينما كانوا. كما �أك َّد �سماحته �أن لجنة االمداد هي في مقدمة الجمعيات التي ترعى االيتام والم�ست�ضعفين في مجتمعنا وال بد من تقديم كل الدعم المعنوي والمادي لها �شارح ًا ب�شكل مف�صل �أهمية رعاية االيتام التي �أك َّد عليها ر�سول الرحمة محمد pو�أئمة �أهل البيت ()1 عليهم ال�سالم . الهوام�ش: ((�(1إعداد�« :إطاللة جُ بيليّة» بالتعاون مع مديرية العالقات العامة والإعالم في جمعية الإمداد الخيريّة الإ�سالميّة. 85 أخبار ونشاطات حكاية لوحة فنية 86 تحت عنوان «نور ال�سماوات والأر�ض» جاءت هذه اللوحة الفنية التي ترمز وتج�سد العقيدة الإ�سالمية ال�صحيحة التي ي�ؤمن بها الم�سلمون عامة ،وال�شيعة خا�صة. و�أهمية هذه اللوحة الفنية تكمن في فرادتها ،لأنها تكاد تكون الأولى من نوعها ،حيث لم يظهر مثلها من قبل وهي ت�شكل ،بما تحتويه من ر�سوم رمزية و�آيات قر�آنية مباركة و�أ�سماء الأئمة الأطهار خير م�صداق للمثل ال�صيني القائل«: �صورة واحدة تغني عن �ألف كتاب». لقد �أفا�ض المولى �سبحانه على �سماحة ال�شيخ الدكتور �أحمد محمد قي�س حين �ألهمه الإيعاز للفنان جهاد ن�صر الدين بر�سمها وتج�سيدها حيث كانت �آية من �آيات الفن الإ�سالمي الراقي. فب�إ�سمي و�إ�سم جميع متذوقي الفن ،نتوجه بال�شكر العميم والإمتنان الى ح�ضرة �صاحب ال�سماحة ال�شيخ الدكتور قي�س ،ونقدّر له هديته الثمينة ،كما �إننا نطلب الى اهلل �أن يتقبل منه هذا العمل ب�أح�سن قبول ويجعله في ميزان ح�سناته، �إنه ال�سّ ميع المجيب. د.عبد الحافظ �شم�ص إجازة من مجمع البحوث اإلسالميّ ة في األزهر الشريف بطباعة أطروحة الدكتور الشيخ أحمد حممد قيس يف جمهورية مصر العربيّة �أ�صدرت الأمانة العامّة لمجمع البحوث الإ�سالميّة في الأزهر ال�شريف �إجازة واذن ًا �شرعي ًا لف�ضيلة الدكتور ال�شيخ �أحمد محمد قي�س بطباعة �أطروحته تحت عنوان «:التو�سل من منظار القر�آن وال�سُ نّة والعقل» بتاريخ الخام�س من �شهر كانون الثاني 2015م .في جمهورية م�صر العربيّة .وقد قام بطباعة هذه الأطروحة والإ�شراف عليها الباحث الإ�سالميّ الدكتور ي�سري عبد الغني عبداهلل وقدّم له رئي�س تحرير هذه المجلة القا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف محمد عمرو. جاء في كالم الدكتور ي�سري في تعريف هذه الأطروحة على غالفها الأخير «:منذ الع�صور الأولى للإ�سالم ،وتقريب ًا حوالي منت�صف القرن الأوّل الهجريّ ،خرج الم�سلمون من �شبه الجزيرة العربيّة لفتح المناطق والبالد البعيدة لن�شر الإ�سالم وكلمة التوحيد ،و�شك َّل هذا الأمر واحد ًا من العوامل التي عر�ضت الإ�سالم كدين وعقيدة �إلى العديد من الإعترا�ضات والت�سا�ؤالت وال�شبهات .بخ�صو�ص الكثير من الم�سائل ذات ال�صلة بالجانب العقائدي ،الأمر الذي جعل العلماء و�أ�صحاب الفكر الإ�سالميّ ،وفي مقدمتهم �أهل البيت ،iيهبّون من �أجل الت�صدي لهذه الأفكار والت�سا�ؤالت بالتو�ضيح والبيان ،من خالل �إماطة اللثام عن الموا�ضيع المطروحة ،وذلك عبر ت�أ�صيل ور�سم المعالم الفكرية الإ�سالميّة المنطلقة من القر�آن وال�سُ نَّة». وفي هذه المنا�سبة تتوجه أسرة تحرير هذه المجلة للمدير الم�س�ؤول الدكتور ال�شيخ قي�س بالتهنئة والمباركة �سائلين اهلل تعالى له طول العمر والتوفيق والمزيد من العطاء � .آمين. 87 أخبار ونشاطات أسبوع الشهيد محمد عبد المنعم عمرو )بشير( 88 �أقيم يوم الأحد في الثامن من �آذار 2015ذكرى مرور �أ�سبوع على ت�شييع ال�شهيد محمد عبد المنعم عمرو (ب�شير) في قرية المعي�صرة فتوح ك�سروان الذي نظمه حزب اهلل و�أهل ال�شهيد. ح�ضر الحفل ح�شد من ال�شخ�صيات والفاعليات على ر�أ�سها رئي�س المكتب ال�سيا�سي في حزب اهلل العالّمة ال�سيد �إبراهيم �أمين ال�سيد ،القا�ضي ال�شيخ الدكتور يو�سف عمرو ،النائب الأ�ستاذ عبا�س ها�شم ،م�س�ؤول المنطقة الخام�سة في حزب اهلل ال�شيخ ح�سين زعيتر ،النائب الأ�ستاذ فريد اليا�س الخازن، قائمقام ك�سروان الأ�ستاذ جوزيف من�صور ،ممثل عن الجنرال مي�شال عون ولفيف من العلماء وممثلون عن الأحزاب الوطنية والقوى الع�سكرية والأمنية في المنطقة وح�شد كبير من الوفود المعزية. قدّم للحفل ال�شيخ خ�ضر برّو ،ثم تال ال�شيخ جمال المقداد �آي��ات من الذكر الحكيم بعدها �ألقى العالّمة ال�سيد �إبراهيم �أمين ال�سيد كلمة �شرح فيها بع�ض ًا من �آيات �سورة �آل عمران التي تتحدث عن ال�شهادة وال�شهداء فقال �إن ال�شهداء عند ربهم �أحياء بالمطلق ،يرزقون رزق ًا مطلقاً ،فرحين فرح ًا مطلق ًا ينتظرون �إخوانهم الذين لم يلحقوا بهم ويدعونهم قائلين �أن ال تخافوا من هذه الخطوة الجريئة ،كما جاء في كلمته �أي�ضا �أن النا�س درجات حين يقبلون �إلى الموت فمنهم من يف ّر من �أجله ،ومنهم من يتمنى �أن ال ي�أتي �أجله ،ومنهم من ينتظر �أجله، ومنهم من يقبل �إلى �أجله ب�إخال�ص وهو ال�شهيد وهذه هي قمة ال�شجاعة والعطاء والإخال�ص هلل �سبحانه وتعالى. كما تطرّق �سماحته �إلى الو�ضع ال�سيا�سي ف�أ�شاد بالتفاهم القائم بين التيار الوطني الحر وبين حزب اهلل وقال �أن هذا التفاهم من �أعظم الخطوات ال�سيا�سية في تاريخ لبنان ،وتكرّ�س هذا التفاهم مع المدة الطويلة وانعك�س على القاعدة ال�شعبية التي يمثلها الطرفان ،ثم �أنهى �سماحته بذكر بع�ض الأحاديث التي وردت عن الأئمة ،iفي ال�شهادة وال�شهداء مُثنيا على �شجاعة ال�شهيد محمد عبد المنعم عمرو (ب�شير) الذي قال فيه �أنه كان مدر�سة في ال�شجاعة والبطولة مت�سائال من �أين تعلم هذا الإقدام والعطاء وهو �شاب في مقتبل العمر لم يبلغ الواحد والع�شرين ربيعاً .ثم بعد ذلك كانت كلمة لل�شيح محمد ح�سين عمرو ب�إ�سم �أهل ال�شهيد �شكر فيها رئي�س المجل�س ال�سيا�سي في حزب اهلل ال�سيد �إبراهيم �أمين ال�سيد لم�شاركته ورعايته في هذا التكريم و�شكر فيها الح�ضور وخ�ص�ص �شكره للقوى الأمنية ولبلدية المعي�صرة ب�شخ�ص رئي�سها التي قامت بتنظيم حفل الت�أبين. وفي ختام هذه المنا�سبة �أعلن رئي�س بلدية المعي�صرة الحاج زهير عمرو عن م�شروع ت�سمية ال�شارع الم�ؤدي لبيت ال�شهيد با�سم «�شارع ال�شهيد محمد عبد المنعم عمرو» وقراءة الفاتحة. ثُمّ قام رئي�س بلدية المعي�صرة بدعوة العالّمة ال�سيّد �إبراهيم �أمين ال�سيّد والفعاليات الدينيّة وال�سيا�سيّة والإجتماعيّة �إلى مائدته عن روح ال�شهيد. 89 رسائل القراء 90 استقباالت ورد لهذه المجلة ر�سالة لطيفة من الأخ الفا�ضل ال�سيّد محمد يو�سف المو�سوي في 13كانون الثاني 2015م .قدّمها للقا�ضي الدكتور عمرو في منزله في الغبيري جاء بها� [:إ�سم الح �شخ�صه من بين ال�صفوف المختلفة والم�ؤلفة، هو ج ُد ا�سرة وعائلة عمرو الكريمة ،الذي ت�شرّفت �أ�سرته وعقبه بحمل �إ�سمه صال جمي ًال الكريم وهو من �أ�سماء العرب المعروفة وله ق�صة جميلة �أحكي ف� ً عنها. هو :عمرو بن تغلب النميري الذي قال فيه النبيّ �« :wإ ّن��ا لنعطي قوم ًا نخ�شى هلعهم وجزعهم ،و�أك ُل قوم ًا �إلى ما جعل اهلل في قلوبهم من الإيمان منهم عمرو بن تغلب» .ومما كتبه لأخيه المذكور: �أتاكم �أخوكم يبتغي الف�ضل منكم يو�صف ُ ويرجو من الخيرات ما لي�س ف � � � � � � � � � � ��إن أ�ب � � � � � �ع� � � � � ��دت� � � � � ��ه م� � � � �ن � � � ��ك �� � � � � �س � � � � ��وء أ�خ� � � � � � � � ��وة ُ ف� � � � � ��إن � � � � ��ك ف � � � � ��ي حُ � � � ��� � � �س � � ��ن الأخ� � � � � � � � � � � ��وة يو�سف». وهناك �أبيات �ساقها محمد البكري الدالئي الفا�سي في كتابه �أرجوزة «درة التيجان ولقطة الل�ؤل�ؤة والمرجان»( )1المتوفى بالحجاز �سنة 1141هـ.1729 . وهي مما نظمه عبداهلل محمد العربي بن يو�سف الفا�سي ق�صد مدح �أخاه ال�شيخ الكبير �سيدي محمد مطلعها: «ع� � � � � � � �ط � � � � � � ��ا�ؤك ي � � � � � � � � ��روي ع� � � � � ��ن ع � � � � �ط� � � � ��اء ح � ��دي� � �ث � ��ه ون� � ��� � �س� � �ي� � �ب � ��ه ي� � � � ��روي� � � � ��ه ع� � � � ��ن اب � � � � � ��ن ال� � � � ُم� � � ��� � � �س� � � � ّي � � ��بِ » ونختمها بالبيتين التاليين: «ب� � �ف� � ��� � �ض� � �ل � ��ك ف � � � ��ارح � � � ��م ع� � �ي� � �ل� � �ت � ��ي �إ� � � � � �ش� � � � � ِ�ف ع � � ْل � �ت� ��ي ح � � �ن� � ��ان � � �ي� � ��ك واج � � � � �ع� � � � ��ل ب� � � � ��ارق� � � � ��ي غَ � � � � �ي � � � � � ُر خُ � � � � ّل� � � ��بِ وم � � � � � � � � ��ن ي � � � �ج � � � �م� � � ��ع ال � � � �ح � � � �� � � � �س � � � �ن � � � �ي� � � ��ن ف � � � � إ�ن � � � �ن� � � ��ي ()1 �أخ � � � � � � ��اف ع� � �ل � ��ى ن � �ف � �� � �س� ��ي ح � � ��دي � � ��ث اب� � � � ��ن ت� � � �غ� � � �ل � � ��بِ » ي� ��ا � �ش �ي��خ ع� �م ��رو ب �ت �ف �ك �ي��ري وك�ل�ام ��ي ال � ��ك م � � ّن� ��ي اح � �ت� ��رام� ��ات� ��ي و� �س�ل�ام ��ي ب �ب �� �س �م��ة ك � � � ّل م � ��ا ب� �غ� �ي ��رك ب �ت �� �ش �ف��ع ب � �ت � �ظ � �ه� ��ر ن� � � ّي� � �ت � ��ك ب� ��الإب � �ت � �� � �س� ��ام� ��ة ب� ��وج � �ه� ��ك ل � ��و ح � � ��دا ل� �ح� �ظ ��ه ت��ط�� ّل ��ع الهوام�ش: دغ � � ��ري ب� �ي� �ع ��رف ��ك �إن � � ��ك ع �� �ص��ام��ي وان � � ��ا ب ��ال��ع��م ��ر ع � � ّن� ��ك ك� �ن ��ت ا� �س �م��ع ال � �ن� ��زاه� ��ة � �ش �ي �م �ت��ك واال�� �س� �ت� �ق ��ام ��ة واذا ف� ��ي ب� �ي ��ن ك� ��ل ال� �ن ��ا� ��س اج �م��ع ع �ل��ام � ��ه ف� � ��ارق� � ��ه ان� � � ��ت ال � �ع �ل�ام� ��ه ���ص��ف ��ات ��ك ب� �ي ��ن ك� ��ل ال � �ن� ��ا�� ��س �أرف� � ��ع م � �ه � �م� ��ا ع � � � � ّد ل� �ل� �م� �ت� �ل ��ك �أ� � �س� ��ام� ��ي ال �ف �� �ض��ائ��ل ك � ّل �ه��ا ب���ش�خ���ص��ك بتجمع ب��ق��ل��ب ��ك ط� ��اه� ��ر وب� � ��ال� � ��روح � �س��ام��ي و� � �ش� ��رف ن �ف �� �س��ك ب � ��أخ �ل�اق� ��ك م� �ن� �وّع ب� �ن� �خ ��وه و� � �ص� ��دق وم� �ح� � ّب ��ه و� �ش �ه��ام��ه ان� � ��ت ب ��ال ��دي ��ن ع � �ن� ��دك ف� �ك ��ر مُتبع م� ��ن ال � �ك� ��ون وم � ��ن ح � � ��دود ال �غ �م��ام��ه ان� � ��ت ب ��ال� �ف� �ق ��ه م� ��رج� ��ع ف� �ق ��ه مُنبع وب � ��اق � ��ي ه� �ي ��ك ت � ��ا ت � �ق� ��وم ال��ق��ي ��ام ��ه وم� ��ا زال � ��ك ب��ال �ف �ق��ه وال� ��دي� ��ن م��رج��ع ال�ع�م��ام��ه ال� �ـ ان ��ت ف�ي�ه��ا ال��دي��ن حامي ال � � �م � � ��آذن ع� �ن ��د م � ��ا ع �ل �ي �ه ��ا ب �ت �ط �ل��ع ال � �ع � �م� ��ام� ��ه ،ارف� � � ��ع وع� � � ّل � ��ي ي �م �ي �ن��ك ((�(1أنظر �ص 48من كتاب �أرجوزة «درة التيجان ولقطة الل�ؤل�ؤ والمرجان» لناظمها محمد البكري الدالئي الفا�سي المتوفى بالحجاز �سنة 1141هـ1729 ،م .طبعة جامعة �سيدي محمد بن عبداهلل فا�س 1433هـ2012 ،م .ط� .أولى ،من�شورات دار الأمان ،تحقيق الدكتور خالد ال�صقلي. يدل على احترامه ومحبته آلل عمرو ولرئيس تحرير هذه المجلة (( (2ـ إ ّن ما جاء في رسالة األخ السيد محمد يوسف الموسوي ُّ القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو وأمّا ما جاء عن تاريخ هذه العائلة للدكتور عبد الحافظ شمص الوارد في العدد 16من مجلة«إطاللة ُجبيليّة» الصادر في 15كانون األوّل 2014م .فإنه يتناقض مع ذلك .والصواب هو :أ ّن عمرو بن تغلب النميري النبي(صلّى اهلل عليه وآله وسلّم) ،باإليمان في الحديث اآلنف الذكر .وقد اآلنف الذكر .كان من الصحابة الكرام وقد شهد له ُّ تأخر دخول قبيلة تغلب الوائلية في اإلسالم أكثر من مائتي عام وكان في طليعة المعتنقين لإلسالم منهم ،بنو حمدان في شمال العراق .وال زالت بعض العشائر العراقيّة المسيحيّة في شمال العراق تدين بالمسيحيّة وهي تنتمي لبني تغلب منهم صديقنا األب الدكتور سهيل كاشا .كما أن الصحابي عمرو بن تغلب هو من بني نمير وليس من قبيلة تغلب الوائليّة .واهلل تعالى أعلم. يدل على احترامه ومحبته آلل عمرو ولرئيس تحرير هذه المجلة (( (3ـ إ ّن ما جاء في رسالة األخ السيد محمد يوسف الموسوي هو ُّ القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو وأمّا ما جاء عن تاريخ هذه العائلة للدكتور عبد الحافظ شمص الوارد في العدد 16من مجلة«إطاللة ُجبيليّة» الصادر في 15كانون األوّل 2014م .فإنّه يتناقض مع ذلك .والصواب هو :أ ّن عمرو بن تغلب النميري النبي ،wباإليمان في الحديث اآلنف الذكر .وقد تأخر دخول قبيلة تغلب اآلنف الذكر .كان من الصحابة الكرام وقد شهد له ُّ الوائلية في اإلسالم أكثر من مائتي عام وكان في طليعة المعتنقين لإلسالم منهم ،بنو حمدان في شمال العراق .وال زالت بعض العشائر العراقيّة المسيحيّة في شمال العراق تدين بالمسيحيّة وهي تنتمي لبني تغلب منهم صديقنا األب الدكتور سهيل كاشا. كما أن الصحابي عمرو بن تغلب هو من بني نمير وليس من قبيلة تغلب الوائليّة .واهلل تعالى أعلم. ـ بعد ت�أدية �صالة الجمعة في 28ت�شرين الثاني 2014م .كان القا�ضي الدكتور ال�شيخ يو�سف محمد عمرو على موعد مع المخرج الأ�ستاذ عبا�س علي مرعي والم�صورين ربيع م�سلماني ونبيل عي�سى في م�صلى م�سجد الإمام عليّ بن ابي طالب ،tحيث �أُجريت معه مقابلة حول الوحدة الوطنيّة والعي�ش الم�شترك في بالد جبيل وفتوح ك�سروان. ثم قام بدعوتهم للغداء على مائدته مع الحاج ح�سين ا�سعد م�س�ؤول م�ؤ�س�سة العالّمة المرجع ال�سيّد محمد ح�سين ف�ضل اهلل(قده) ،في بالد جبيل و�شمال لبنان ،الحاج ه�شام الحالّني م�س�ؤول دعم المقاومة الإ�سالميّة في بالد جبيل وك�سروان ،المهند�س الحاج لقمان عبد المنعم عمرو ،ودار الحديث حول ما تمتاز به مدينة جبيل وهذه المنطقة من وحدة وطنيّة وتعاون على ال�سرّاء وال�ضرّاء. ثُمّ انطلق الأ�ستاذ مرعي بعدها لإجراء مقابلة �أخرى حول المو�ضوع الآنف الذكر مع الأب حليم عبداهلل. ـ ع�صر يوم الخمي�س الواقع فيه 23ت�شرين الأوّل 2014م .ا�ستقبل القا�ضي عمرو في منزله في جبيل �صديقه ال�شاعر الكبير الأ�ستاذ ب�شارة ال�سبعلي .وقد �أتحفه ال�سبعلي بالق�صيدة التالية وهي بال�شعر ال�شعبيّ اللبناني: وبارك مؤمنيك با�شرف عمامي.. إ س ت ق ب 91 ا ل ا ت ـ ع�صر يوم الأربعاء الواقع في 12كانون الأوّل 2014م .ا�ستقبل القا�ضي عمرو في منزله في المعي�صرة الدكتور كامل علي ر�ضا عمرو �صاحب ومدير م�ؤ�س�سة عمرو للتدريب المهني و�صهره ال�سيّد علي حاطوم ،و�صهره الأ�ستاذ ال�سيّد محمد مهدي ر�ضا ف�ضل اهلل وكان ذلك بمنا�سبة وفاة المرحومة الحاجة كلثوم الحاج ح�سن م�سلم عمرو .وقدّم ال�سيّد ف�ضل اهلل الق�صيدة التالية للقا�ضي عمرو: 92 «ج �ئ �ن��ا �إل � ��ى ال �� �ش �ي��خ ع ��ن ب �ع��د نحييه ج �ئ �ن��ا �إل � �ي� ��ه وق � ��د ط ��اف ��ت م��واك �ب��ه ط� ��اف� ��ت ب � �ن� ��ا ن � �ف � �ح� ��ات م � ��ن ت� ��أل� �ق ��ه ���ش��ي ��خ ك� ��ري� ��م ت� �ع ��ال ��ى ف � ��ي م �ن��اق �ب��ه � �ش �ب �ي��ه ي ��و�� �س ��ف ان � ��ت ال � �ي� ��وم وارث � ��ه �إن ال� �ع ��دال ��ة ي� ��ا � �ش �ي �خ��ي ت�خ��اط�ب�ن��ا م �ه�ل�اً وع� �ف ��و ًا �إذا م� ��ال ال ��زم ��ان بنا ف � � ��آل ح � �م� ��دان ق� ��د � �س �ل��ت � �س �ي��وف �ه��م ن �� �ش��وى م�ن��ا��ص�ل�ه��م ك �ح �ل��ى ا��ص��ائ�ل�ه��م وذو ال� �ف� �ق ��ار ع �ل��ى �أع� �ل ��ى م�ن��اك�ب�ه��م ب� � ��آل ع� �م ��رو ل �ك��م ف ��ي ال �م �ج��د ان��دي��ة هلل درك� � � � ��م ق� � ��د ج � ��زت � ��م � � �ص � �ع� ��د ًا م�لاح��م ال �ع��ز ق��د ط��ال��ت وق ��د �شمخت ي��ا �سائلي ع��ن ع�لاه ال�ي��وم ق��د ق�صرت ط� ��ال ال� ��وق� ��وف ع �ل��ى ال� �ت ��اري ��خ يكتبه ق ��د �أل �ب ����س الأم� �� ��س وال �م��ا� �ض��ي بحلته � �ش �ح��ذت م ��ن ه �م��م الأب � �ن� ��اء ف��ات �ق��دت ل� ��ك ال��م��ن ��اب ��ر ق� ��د �أل � �ق� ��ت م �ق��ال��ده��ا ق� ��د ق��ل ��ت �إذ غ��م ��ر ال� �ت� �ي ��ار � �س��اح �ل��ه وال � �ق� ��ول ي�ق���ص��ر ع ��ن ت �ب �ي��ان �� �س� ��ؤدده ه � ��ذا ه� ��و ال �� �ش �ي��خ ف � ��رد ف� ��ي خ�لائ �ق��ه ف� � � � ��زاده اهلل ت� ��� �ش ��ري� �ف� � ًا وم� �ك ��رم ��ة ن� �ع ��م ون� ��� �س� ��أل ��ه ع� ��ن ب��ع��� ��ض �أه��ل��ي ��ه �� �ش ��رق� � ًا وغ� ��رب � � ًا وق � ��د ع��م ��ت �أي� ��ادي� ��ه دي � � ��ن ق � ��وي � ��م ت� �ج� �ل ��ى ف� � ��ي ف� �ت ��اوي ��ه ك ��ال� �ب ��در ي �ع �ل ��و وي�����س��م ��و ف� ��ي ت�ج�ل�ي��ه وال� ��� �ص ��دق ف �ي ��ه ج �م �ي��ل ف� ��ي ت�ع��اط�ي��ه م � �ي� ��زان ع � ��دل � �ش��رب �ن��ا م� ��ن � �س��واق �ي��ه و�أف� ��� �ص ��ح ال �ك �ف ��ر ج � �ه� ��ر ًا ف� ��ي ت �ع��دي��ه وال� ��� �س� �ي ��ف �أب � �ل� ��غ ع� � � ��ذر ًا ف� ��ي ت��وق �ي��ه وال�����س��ي ��ف وال� ��رم� ��ح ���ص ��ل ف� ��ي ت�ث�ن�ي��ه م� ��ا ا�� �س� �ت ��ل �إال ع� �ل ��ى ط� � ��اغ ل��ي ��ردي ��ه �� �ص ��دى ال� �ب�ل�اغ ��ة والآداب ي�ح�ك�ي��ه �إل � � ��ى ال � �ك� ��واك� ��ب وال � �ت� ��اري� ��خ ي ��روي ��ه وال� ��� �ش� �ي ��خ ي ��و�� �س ��ف وف � ��ي ف� ��ي ت ��أب �ي ��ه اي � ��دي ال �م��دي��ح و� �ش �ح��ت ع ��ن م�ع��ان�ي��ه � � �ص� ��دق � � ًا وي� �ت� �ح� �ف� �ن ��ا ف � �ي� ��ه وي� �ه ��دي ��ه ث ��وب� � ًا «ق �� �ش �ي �ب � ًا» وت � �ب� ��ر ًا م ��ن غ��وال �ي��ه ن � �ي� ��ران � � �ش� ��وق وزادت ف� ��ي ت�ل�ظ�ي��ه وال � �ف � �ك� ��ر ج� � ��اد وع� � ��ز ع � ��ن م��ج ��اري ��ه ال�����ش��ي ��خ ب� �ح ��ر وق � ��د �أل � �ق� ��ى دراري � � ��ه ف �ل�ا ت ��دع��ن ��ي م� ��ن ال��ت��ب��ي ��ان ف� ��ي ت�ي��ه ت� �ج ��اوز ال� �م ��دح ع ��ن و���ص ��ف وت���ش�ب�ي��ه وح � � � � َّف � � � � ُه ب� � �ج� � �ن � ��ود م � � ��ن م� ��وال � �ي� ��ه ـ بناء على موعد �سابق وبعد ظهر يوم الأربعاء الواقع فيه ال�سابع من �شهر كانون الثاني 2015م .ا�ستقبل القا�ضي عمرو في منزله في جبيل الأ�ستاذ الأدي��ب �سامي جواد كاظم المنذري من العتبة الح�سينيّة المقدّ�سة في كربالء ـ العراق ورئي�س مجلة «الأح��رار» الأ�سبوعيّة ال�صادرة عن العتبة الآنفة الذكر مع �صديقه الحاج هاني �سعد وف�ضيلة ال�شيخ محمود حيدر �أحمد ،الأ�ستاذ محمد �سليم مدير متو�سطة «ر�سول المحبة» ،wالحاج �أحمد كنج م�س�ؤول مكتب كفالة اليتيم في جبيل من قبل جمعية المبرّات الخيريّة ،على الغداء .وبعد �شرب ال�شاي �أجرى الأ�ستاذ �سامي مقابلة �صحفيّة مع القا�ضي عمرو حول �سيرته الذاتيّة وحول الوحدة الإ�سالميّة وبع�ض المفاهيم الإ�سالميّة ،كما طلب من القا�ضي عمرو �إجازة بالرواية عن �شيوخه الت�سعة ف�أجازه خطي ًا بذلك في التاريخ الآنف الذكر. ـ ب�ن��اء على دع ��وة �سابقة �إ�ستقبل القا�ضي عمرو في منزله في جبيل بعد ظهر يوم الأربعاء الموافق � 25شباط 2015م .على مائدة الغداء ا لصورت ا ن : ل ل �سماحة حجة الإ�سالم العالّمة ال�سيّد علي ف�ضل اهلل ع ّالمة ف ض ل ال رئي�س جمعية المبرّات الخيريّة ،الم�س�ؤول التربوي في المبرّات له مع ل ج ن ة أ ص د الخيريّة ال�شيخ ف�ؤاد خري�س ،ف�ضيلة ال�شيخ محمود حيدر �أحمد، قاء الم ر ك ز ا إل الحاج ح�سين �أ�سعد م�س�ؤول م�ؤ�س�سة العالّمة المرجع ال�سيّد سالمي ف ي ج ب يل ف�ضل اهلل(ق��ده) ،في جبيل و�شمال لبنان ،الأ�ستاذ محمد �سليم مدير متو�سطة ر�سول المحبة ،wالأ�ستاذ فاروق رزق م�س�ؤول االع�لام في جمعية المبرّات الخيريّة، الم�صور ال�صحفي محمد عمرو ،وبعد الغداء ا�ستقبل وفد ًا من لجنة �أ�صدقاء المركز الإ�سالميّ الثقافيّ التربويّ التابع لجمعية المبرّات الخيريّة برئا�سة الأ�ستاذ كميل حيدر �أحمد ،جاءوا لل�سالم على �سماحة العالّمة ال�سيّد ف�ضل اهلل والترحيب به وقد �ضمَّ الوفد ال�سادة :الع�ضو البلدي المهند�س محمد محمود المولى ،الدكتور ح�سين حيدر �أحمد ،الدكتور محمد رميحي حيدر �أحمد� ،أحمد م�شرف ،فادي حيدر ،الحاج ابراهيم خزعل ،الحاج حوي�شان �شقير ،الحاج نايف برق، الحاج ديب برق ،يو�سف حيدر �أحمد ،الحاج عبد الأمير القر�شي ،الحاج �أحمد كنج م�س�ؤول مكتب تكفل الأيتام ف��ي جبيل و�شمال لبنان م��ن قبل جمعية المبرّات الخيريّة ،وقد تكلّم الأ�ستاذ كميل حيدر �أحمد مُرحب ًا بقدوم العالّمة ف�ضل اهلل �إلى مدينة جبيل وتفقده لهذا ال�صرح التربوي الرائد طالب ًا من �سماحته الإهتمام ب�إفتتاح قاعة المرجع العالّمة ف�ضل ا ل ق اهلل(قده) ،وت�أثيثها وتجهيزها ب�أقرب وقت اضي عمرو و س ا م ي ال وكذلك الإهتمام بم�شروع المركز ال�صحي منذري وا أل س تاذ والح الإجتماعيّ لحاجة المدينة وبالد جبيل لهذه ال�صدقة اج هاني س محمد س ل ي ع م وا الجاريّة .وقد وعد �سماحته بال�سعي لأجل ذلك بالتعاون مع د والحاج أح لشيخ م ح م و م د د ك نج اللجنة والمح�سنين الكرام �إن �شاء اهلل تعالى. حيدر أحمد إ س ت ق ب 93 ا ل ا ت الصفحة األخرية ليلة مصرية.. في عشق أهل البيت i من كلمات أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب tيف نهج البالغة شرح العالّمة السيّد ()1 حممد صادق حممد رضا اخلرسان 94 قال الإمام عليِّ بن �أبي طالب ،tفي الكلمة رقم 76 :من الجزء الرابع في نهج البالغة�(:إ َِّن ا ُالمُو َر �إذا ا�شْ َت َبهَتْ اعْ ُت ِب َر �آخِ رُهَ ا ِب َ أ� َّو ِلهَا) الدعوة �إلى الإ�ستفادة من التجارب ،وعدم تكرار الأخطاء التي ظهرت �أوالً ،كونه ممّا ي�شير �إلى �ضعف الر�أي؛ حيث تبيّن للإن�سان الحال ،عندما ف�شلت المحاولة الأولى ،فكيف يعاودها ثانيةً ،فهي تحذير من التورط بعد ات�ضاح الأمر. كما ي�ستفاد منها النهي ع��ن �إل�ق��اء تبعة الإخ �ف��اق على الآخرين؛ كونهم خدعوا �أو غ�شوا ،ف�إن الإن�سان نف�سه �أولى بنف�سه من غيره في �أن ال يقع في المطب مر ًة �أخ��رى ،فاالعتذار عن ذلك بهذا غير مقبول؛ لأن المحاوالت الفا�شلة تُمثل تجارب ،و (التجارب عل ٌم م�ستفاد)( ،)2وهو ممّا يُكت�سب كما �أنها ـ التجارب ـ ال تتهي�أ للإن�سان دائماً ،ولو تهي�أت فلها ثمنها ،فال بد من ا�ستثمارها حتى لو خابت ولم تُفلح ،و�إال لت�ضاعفت الح�سرة؛ حيث يقطع الإن�سان بذلك مرحلة عمرية ،فلو لم يوظفها لنفعه لعظُ مت غ�صته عليه ،نعم يلزمه تعقب مواقع الإخفاق ،وتحديد منا�شئ الف�شل ،لغر�ض الإ�صالح ،ولي�س ال�ستعادتها الذهنيّة، والتح�سر على ح�صولها ،بل هو بذلك يودع حالة جهلٍ باعتبار ف�شله ،ليتلقى ومظة علم ب�إعتبار معطيات تجربته ،وما تخلفه في النف�س من توج�س وتح�س�س �إزاء ما يواجهه ،ليتعامل مع الق�ضايا بمقا�ساتها المنا�سبة ،فلماذا الأ�سف؟!. ال�شاهِ دَ هلل فِي الْخَ َلوَاتِ َ ،ف�إ َِّن َّ َا�صيَ ا ِ وقال« :tا َّتقُوا مَ ع ِ هُ َو الْحَ اكِ مُ ». ()3 الدعوة �إل��ى مراقبة اهلل تعالى دائم ًا وفي جميع الحاالت، خا�ص ًة تلك التي يظنُّ العبد �أن اهلل تعالى غير مطلع عليه ،ف�إنّه �سبحانه محيط بنا ومطلع علينا وقد �أودع ك َّل واحد منّا ما ي�سجل عليه �أعماله فال يمكن للعا�صي �أن ينكر مع�صيته �أو ي��زوّر في كيفيتها بما ينجي به نف�سه ،وبموجب هذه ال�شهادة ي�صدر الحكم بالإدانة(.)3 الهوام�ش: ((� (1أخالق الإمام عليّ ،tللعالّمة الخر�سان ـ من�شورات العتبة العلويّة المُقدّ�سة ـ النّجف الأ�شرف ،ط .ال�ساد�سة 1430هـ2009 .م .الجزء الثاني� ،ص .49 (( (2عيون الحكم والمواعظ .43 ((� (3أخالق الإمام عليّ ،tج� ،1ص.55 لي�س بال�ضرورة �أن تكون م�سلم ًا �سنّي ًا �أو �شيع ّي ًا ملتزم ًا ومواظب ًا على ال�صالة وفرائ�ض الإ�سالم ،لكي تكون من ع�شاق الح�سين ،فكونه واح��د ًا من �أه��م رواد الحرية والثورة على الظلم والطغيان ،جعل الكثيرين من �أحرار العالم من مختلف الأديان يجتمعون على ع�شقه ،حتى وان كنت منتمي ًا الى ديانة اخرى �أو حتى ملحداً. ولع ّل ما قاله الزعيم الهندو�سي المهاتما غاندي يعك�س هذه الحقيقة ،فقد كتب محرر الهند يوم ًا «تعلمت من الح�سين كيف �أكون مظلوم ًا ف�أنت�صر» ،ثم خاطب �شعبه قائالً« :ينبغي على الهند �إذا �أرادت �أن تنت�صر �أن تقتدي بالإمام الح�سين». كل ذل��ك يمكن �أن ت�ستخل�صه من الم�شهد في الحرم الح�سيني في القاهرة طوال اال�سبوع ،فو�سط �أجواء روحانية، تك�سوها الأنا�شيد والذكر واالبتهاالت والمدائح النبوية� ،أحيا الم�صريون ذك��رى ق��دوم ال��ر�أ���س ال�شريف ل�ل�إم��ام ال�شهيد الح�سين بن علي �إلى م�صر .وبالرغم من �أن ال�شيعة يحتفلون بالإمام الح�سين في ذكرى مولده في �شهر �شعبان ،ووفاته في محرم� ،إال �أن للم�صريين احتفا ًال خا�ص ًا به ،مرة يوم مولده، والأخرى يوم قدوم ر�أ�سه ال�شريف �إلى م�صر ،والذي نقل من ع�سقالن �إلى م�صر في العام 549هجرية ،بح�سب رواية المقريزي (التي �أيدها الكثير من علماء الدين والتاريخ) ،علم ًا �أن الراوي عا�صر واقعة النقل، و�شارك �أه��ل م�صر الذين خرجوا عن بكرة �أبيهم ال�ستقبال الر�أ�س ال�شريف. وي �ق��ول ال�م�ق��ري��زي ف��ي ك�ت��اب��ه «الخطط المقريزية» «:نقل ر�أ�س الح�سين من ع�سقالن �إل��ى القاهرة ي��وم الأح��د الثامن من جمادى الآخرة �سنة 548للهجرة (الموافق � 31آب العام 1153ميالدية) ،وكان الذي و�صل بالر�أ�س من ع�سقالن الأمير �سيف المملكة تميم واليها، وح�ضر في الق�صر يوم الثالثاء العا�شر من جمادى الآخرة المذكور الموافق 2ايلول العام 1153ميالدية». �أجواء االحتفاالت في م�صر تبد�أ قبل اليوم المحدد بحوالى ع�شرة �أيام يبد�أ خاللها �أ�صحاب الطرق ال�صوفية ومحبو الح�سين ب�إقامة الخيام والوالئم (الخدمات) ،ال�ستقبال و�إطعام �ضيوف الإمام ،حيث ال يقت�صر 95 96 تقديم الطعام على �أبناء القاهرة ،بل ي�شارك فيه مواطنون جا�ؤوا من �أقاليم المحرو�سة ،لتقديم ما ي�ستطيعون ،ح�سب قدرة كل منهم ،ابتغا ًء لر�ضى اهلل ،ومحبة لآل بيت ر�سوله الكريم. ثم ت�أتي «الليلة الكبيرة» ،التي يكتظ فيها حي الح�سين في القاهرة الفاطمية بمريدي الإمام الذين ي�أتون من كل ربوع م�صر ،بمختلف طبقاتهم االجتماعية والعمرية ،ويجمعهم ع�شق الح�سين و�آل بيت الر�سول في و�سطية ال تعرف الت�شدد وال الغلو. وق��د �أح�ي��ى «الليلة الكبيرة» ه��ذا العام المن�شد ال�صوفي ال�شيخ محمود التهامي، وهو نقيب المن�شدين الم�صريين ،وابن ال�شيخ يا�سين التهـامي ،الـذي ك��ان من المقرر �أن يحيي «الليلة اليتيمة»ـ الأخيرة في االحتفاالت ـ والتي تلي «الليلة الكبيرة» ،ولكن الحفل �أُلغي لظروف �أمنية. وا�ستمر حفل «الليلة الكبيرة» حتى ال�ساعات الأول��ى من �صباح يوم �أم�س الأوّل(� ،)1أن�شدت خاللها على المن�صة الرئي�سية التي �أقيمت �أمام الم�سجد �أعذب الق�صائد ،و�سط الآالف من المريدين ورواد المُولد ،وكان من بينهم عدد كبير من الأجانب وال�سياح الذين حر�صوا على ح�ضور الحفل حتى نهايته ،و�سط �إجراءات �أمنية م�شددة ،قامت بها وزارة الداخلية. و�شهد المُولد كذلك العديد من حفالت الذكر في محيط الم�سجد ،وقد �أحياها العديد من المن�شدين ،حيث حر�صت معظم الطرق على �إقامتها هذا العام بعد توقف ا�ستمر ثالث �سنوات للظروف التي كانت وما زالت ت�شهدها م�صر. ويعد مولِد الإمام الح�سين الأكبر في م�صر من حيث عدد الم�شاركين ،ويليه مولِد �شقيقته ال�سيدة زينب ،المدفونة في منطقة مجاورة له ،والتي يت ُّم االحتفال بمولدها في الثالثاء الأخير من �شهر رجب من كل عام. ويرجع تاريخ االحتفال بالموالد في م�صر �إل��ى الع�صر الفاطمي ،حيث كان للخلفاء الفاطميين �أعياد وموا�سم على م��دار ال�ع��ام ،وه��ي موا�سم ر�أ���س ال�سنة ،و�أول ال�ع��ام ،ويوم عا�شوراء ،ومولد النبي محمد ،ويتم �إحيا�ؤها باالجتماع و�أكل الطعام وتعليق الزينة و�إظهار الفرح وال�سرور. و�أقيمت الموالد للمرة االولى في العام 922هجرية ،وذلك في عهد ال�سلطان المملوكي قان�صوه الغوري ،ولكن �أُلغيت في العام التالي عندما دخل العثمانيون م�صر ،قبل �أن تعود مرة اخرى(.)2 الهوام�ش: ((� (1أي الثامن من �شهر جمادى الآخرة. (( (2عن �صحيفة «ال�سفير» ال�صادرة في بيروت في 2015/2/20م .مرا�سل «ال�سفير» في القاهرة� ،أحمد عالّم.